الابن الوحيد.. ابن وحيد القرن
القديس باسيليوس الكبير
"والمحبوب مثل ابن وحيد القرن" (مز 28).
الإبن الوحيد الذي يعطي حياته للعالم، حينما يُقدم نفسه كذبيحة وقربان لله عن خطايانا، يدعى حمل الله ويدعى أيضاً الخروف: "هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم" (يوحنا 1)، وأيضاً "مثل شاة سيق إلى الذبح ومثل خروف صامت أمام الذي يجزه" (أعمال الرسل 8)، لكن عندما يكون من الضروري الإنتقام، وأن يطيح بالقوة التي تُهاجم الجنس البشري – هذه القوة (الشيطانية) العنيفة والوحشية – آنذاك يدعى "ابن وحيد القرن".
لأنه كما تعلمنا من سفر أيوب، أن وحيد القرن هو مخلوق لا يقاوم في جبروته، وغير خاضع للإنسان. فهو يقول: لا تستطيع أن تربطه بحبل أو تجعله يبيت عند معلفك (أيوب 39). وهناك أيضاً الكثير الذي قيل عن هذا الحيوان في هذا الجزء من النبوءة، الذي يتصرف مثل إنسان حر، وغير خاضع للبشر.
لقد لاحظنا أن الكتاب المقدس قد استعمل تشبيه وحيد القرن في حالتين إثنين، في الأولى كمدح وفي الأخرى كذم.
يقول مثلاً: "أنقذ من السيف نفسي .. ومذلتي من قرون بقر الوحش" (مزمور: 22). قال هذه الكلمات مشتكياً من الناس المحاربين الذين قاموا بالتمرد ضده في وقت آلامه. ويقول أيضاً: "وتنصب مثل بقر الوحش قرني" (مزمور: 92). يبدو أنه بسبب سرعة الحيوان في صد الهجمات نجده يُمثِّل مرات كثيرة الأمور الخسيسة، وبسبب قرنه العالي وحريته يُخصَّص لتصوير الأفضل.
لذا بما أنه في الكتاب المقدس يمكن أن تجد كلمة "قرن" تستخدم في مواضع كثيرة بدلاً من كلمة "مجد"، كما في قوله: "يرفع قرن شعبه" (مزمور: 148)، وأيضاً: "قرنه ينتصب بالمجد" (مزمور: 112)، وأيضاً بما أن كلمة "قرن" تستخدم كثيراً بدلاً من كلمة "قوة"، كما في قوله: "تُرسي وقرن خلاصي وملجأي" (مزمور: 18)، وحيث أن السيد المسيح هو قوة الله، لذا هو يدعى "وحيد القرن" على أساس أن له قرن واحد، أي قوة واحدة مشتركة مع الآب.