المسيح
ايها الاحباء: ما زلنا نحتفل ونعيش واحدة من اروع مبادىء ايماننا بالمسيح وهي قيامة الرب يسوع المجيدة من بين الاموات. والتي لا تعد فقط ذكرى لنا نتغنى بها من السنة الى السنة . لكنها بالفعل ان القيامة تمثل لنا حياة جديدة حقيقية.
وتمثل لنا ايضا حياة القيامة وقيامة الحياة.
لذلك فالقيامة هي الحدث الاكثر اهمية في التاريخ . ان قيامة المسيح حدث يميز المسيحية عن كل الاديان التي اسسها قادة مائتون بينما راس ايماننا وراس الكنيسة هو المسيح القائم من بين الاموات.
قيامة المسيح تعني يا احباء تأله الطبيعة البشرية وقيامتها. بقيامة المسيح اصبحت الحياة واصبح الموت يأخذ معنى جديد. الحياة بالقيامة تعني الشركة مع الله . لم يعد الموت نهاية هذه الحياة الحاضرة ، بل هو ابتعاد الانسان عن المسيح ، انفصال الجسد المائت لم يعد ينظر اليه على انه موت ، انه رقاد مؤقت.
لذلك القيامة لها هدف وغاية في حياتنا، إذ ما هي غاية وجودنا إن كنا "نأكل ونشرب لأننا غداً نموت" (1كو 32:15)…
تصوروا إنساناً يولد، ليتعب فى حياته اليومية جسدياً وذهنياً وروحياً ونفسياً… يجاهد في الدراسة والعمل… ويتقبل ضغوطاً نفسية رهيبة من الحياة اليومية ومصادمات البشر… ثم يصارع ضد الشهوات والجسد والعالم والذات والشيطان… ويجاهد في تحصيل العلوم والنمو في عمله… ثم تضعف صحته، وتطحنه السنون والأمراض والمتاعب، لتنتهي حياته إلى لا شيء؟! ما معنى هذا كله، لو لم تكن الأبدية اي القيامة في قلبه، والملكوت أمامه، والخلود غايته؟
إن هذه الحياة الأرضية الدنيا هي فانية ، إذا ما قيست بالحياة الأبدية السموية،التي تتصف بالتسامي والأرتفاع.
لهذا ترى الكنيسة فى الموت رقاداً، إقتداء بالرب الذي قال عن لعازر إنه "قد نام"…
القيامة – إذن – تعطي الحياة هدفاً وغاية، "هذه هي الحياة الأبدية، أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يو 3:17).
فما قيمة حياتنا الارضية دون القيامة والحياة الابدية .
شكراً لله من أجل عقيدة القيامة، لأنه بمقتضاها:
الجسد: سيقوم جسداً روحانياً، نورانياً، خالداً لا يعتريه المرض، ولا تطاوله الخطيئة، ولا يخضع للموت.
النفس: تهدأ بين يدي الله، في عالم لا تتسلل إليه التجارب والقلق والهموم، عالم هرب منه الحزن والكآبة والتنهد، وفوق الكل، في شركة مع الله وملائكته .
الروح: تقوم طاهرة بلا فساد، لتدخل إلى فرح الملكوت، وتتمتع بأمجاد القيامة، والجلوس في عرش الله، والتقدم نحو معرفة أعمق بشخصه المحب، وروحه القدوس.
القيامة – إذن – تعطى الطبيعة البشرية قيمة خاصة، وإلا صارت مشابهة للحيوانات التي تنتهي حياتها بموتها، ونفسها في دمها، ولا أبدية لها.
لذلك القيامة هي قوة حياة جديدة وُهِبت للإنسان بقيامة المسيح لنحيا بها ، فيقول بولس الرسول لأهل كورنثوس : " فنحيا لا لأنفسنا بل للذي مات من أجلنا وقام " ( 2 كو 5 : 15 ) إذا القيامة هي حياة في المسيح ، ومن أجل المسيح فقط .
القيامة تُذكرنا دائما اننا نتبع إلها قوياً قديراً ، أستطاع أن ينتصر لنا على الموت بعد أن كان الموت أمراً مُفزعاً ، لقد قام المسيح وإنتصر عليه ، وأصبح قبر المسيح هو القبر الوحيد الفارغ من بين كل القبور ، واستطاع المسيح أن يحول هذا مشهد القبر الحزين إلى مشهد مليء بالرجاء والحياة .
اليوم لو عشنا بالفعل معنى القيامة فسوف يُعطينا الله النصرة على الخطيئة وعلى إبليس وعلى الموت .
اليوم لو عشت بالفعل معنى القيامة فسوف يًقيمنا الله من قبر الخطية الذي يحتوينا
يا ليتنا نحيا معنى القيامة. يا ليتنا نحيا حياة القيامة
فيحياة القيامة:
..هي الحياة التي تحمل فكر المسيح
..هي حياة القلب العامر بالإيمان
..هي الآذان المُدربة على سماع صوت الله
وهي اللسان الذي يلهج في ناموس الرب نهارًا وليلاً
..هي العين التي تنظر بعين المسيح
..هي الأيدي المُمتلئة بالعطاء
..هي الأقدام التي تسعى لخدمة الآخرين .
يا ليتنا نحيا حياة القيامة .
السؤال هنا من هو الانسان القيامي الحقيقي الذي يحيا في ملىء قيامة المسيح؟.
هو الذي يحب المسيح حبا لا يستطيع الموت ان يفصله عنه
يقول الرسول بولس الالهي : " من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف … لا موت و لا حياة و لا ملائكة و لا رؤساء و لا قوات و لا امور حاضرة و لا مستقبلة. و لا علو و لا عمق و لا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا " ( رومية 8 : 35 – 39 ) .
لا يُمكن أن نحيا في ملئ قيامة المسيح دون أن تكون لنا هذه الشركة معه .
تُرى إلى أي حد نُحب المسيح ، هل نُحبه بهذه المقاييس الذي يذكرها بولس ؟ هل نُحبه حتى تتعارض محبته مع أنانيتنا ومحبتنا لذواتنا وغرورنا وكبريائنا ؟
لو أننا فعلاً نحيا في ملئ قيامة المسيح فسوف نُحِبهُ من كل قلبوبنا وسوف نتبعه ونخدمه أياً كانت الظروف
الانسان القيامي الذي يحيا في قيامة المسيح هو الانسان الذي يحب الاخرين
يقول يوحنا في رسالته الاولى " نحن نعلم أننا قد إنتقلنا من الموت إلى الحياة ، لأننا نُحب الأخوة " ( 1 يو 3 : 14 ) .
وقال الرب يسوع في أواخر حياته على الأرض لتلاميذه : " وصية جديدة أنا أُعطيكم أن تُحبوا بعضكم بعضاً . بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حُب بعضكم لبعض " ( يوحنا 13 : 34 و 35 ) .
لا يُمكن لأحد أختبر مجد القيامة وروعتها وعظمتها إلا وتراه وقد إمتلأ قلبه بالمحبة الحقيقية للجميع ، الذين يُحبونه والذين لا يُحبونه ، الذين يوافقونه الرأي والذين يُخالفونه الرأي ، نراه دائماً صديقاً صادقاً في حياته وأفعاله .
الإنسان الذي يحيا في مِلئ قيامة المسيح هو الذي يثق في قُدرة الله،التي ليس لها حدود ، فقد ظل الموت واحداً من الأمور التي يقف أمامها كل إنسان ويشعر بالعجز الشديد ، حتى قام المسيح من بين الأموات قائلاً : " أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية "
حقاً لقد تحول رُعب الإنسان من الموت إلى سلام ورجاء كاملين بسبب قيامة المسيح التي أعطت الامل والرجاء للإنسان مرة أخرى .
اخيرا هناك دعوة لنا بكوننا مازلنا نحتفل بقيامة الرب يسوع ان نحب أخوتنا محبة ليست بالكلام بل بالعمل والحق ، وكانت لدينا ثقة كاملة في قدرة الله على تحويل كُل الأمور لتعمل معاً للخير للذين يُحبون الله ، فإن كُل هذا يؤكد اننا بالفعل نحيا القيامة بكل معانيها الرائعة والعظيمة.
المسيح قام
هل سنتعرف على الاخرين و من قد فقدناهم على الارض و نحيا معا كاصدقاء حينما نكون في الملكوت الابدي؟
نعم سنعرف كل الذين سبقونا الى الحياة الثانية في المجيء الثاني