القسم الثالث من القداس الالهي
( قسم المؤمنين )
(11)
صلاة الحل
لنخرج بسلام :
بعد ان يدعو الكاهن الشعب ان يشكروا الرب يطوي الانديمنسي ويأخذ الانجيل المقدس ويرفعه ويرسم به اشارة الصليب فوق الانديمنسي ثم يقبله ويضعه فوقه ويقول :" لنخرج بسلام" ويجيب الشعب :"باسم الرب نطلب".
وهكذا يعلن حلول نهاية الخدمة محرضا المؤمنين على ان يتوجهوا الى الرب ليتضرعوا اليه. فانهم سوف يخرجون الى العالم ليتابعوا فيه جهادهم المسيحي ،جهاد المحبة ويصرفهم بسلام وهم حاملون سلام الرب في قلوبهم وهم خارجون الى العالم الى حياتهم اليومية ليشهدوا فيها عما شاهدوه ونظروه وعاشوه في القداس الالهي وليتمموا في هذه الحياة دعوتهم.
في بداية القداس الالهي دعنا الكاهن لان ندخل الملكوت والآن في نهايته يدعونا لان نعود الى هذا العالم لنشهد للملكوت ونحيا الملكوت في هذا العالم.
فخروج المؤمنين من الكنيسة يشبه خروج التلاميذ الى البشارة بعد صعود الرب الى السماء،لكن الرب بعد صعوده صار مع تلاميذه واحدا بالروح القدس وفي المناولة قد صار واحد مع شعبه،هذا الاتحاد يشير اليه خروج الكاهن من الباب الملوكي ووقوفه مع الشعب ليتلو الافشين( افشين وراء المنبر) الذي فيه يتضرع الى الله ان يحفظ شعبه ويباركه ويقدسه .يصلي معددا كل رتب المؤمنين. ويلتمس البركة الالهية اولا على الحاضرين ثم يطلب من الله ان يحفظ الكنيسة كاملة، ويقدس محبي جمال بيته وان يشرفهم عوض ذلك بقوته الالهية ولا يهمل المتكلين عليه. وان يهب السلام للعالم والكنائس ورجال الدين والدولة وكل الشعب. ويختمه معترفا بجوده وكرمه .
اذ يقول :" يا مُبارِكَ مُبارِكيك، يا ربُّ، ومقدِّسَ المتوكِّلينَ عليك، خلِّصْ شعبَكَ وبارِكْ ميراثَك. إِحفَظْ كمالَ كنيسَتِك. قدِّس الذينَ يُحبُّونَ جمالَ بيتِك، أنتَ امنَحْهُم عِوضاً من ذلكَ مجداً بقُدْرتِكَ الإلهيَّة، ولا تُهمِلْنا نحنُ المتوكِّلينَ عليك. هَبِ السَّلامَ لعالمِك، ولكنائِسِك، وللكهنةِ وللحكَّام، ولكلِّ شعبِك. لأنَّ كلَّ عطيَّةٍ صالحةٍ وكلَّ موهبةٍ كاملةٍ هي مِن العَلاء مُنحدِرة، مِن لَدُنْكَ يا أبا الأنوار. وإليكَ نرفعُ المجدَ والشكرَ والسجود، أيُّها الآبُ والابنُ والرُّوحُ القدُس، الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهرِ الدَّاهرين".
ان هذه الصلاة تدعى صلاة وراء المنبر( الامبن) ، لان المنبر كان قديما فوق الباب الملوكي الى جهة اليمين منه ( اما اليوم فقد وضع على حائط الكنيسة جهة الشمال، بحث يصعد اليه الشماس لتلاوة الفصل الانجيلي المقدس اثناء الخدمة الالهية) فكان يقف الكاهن وقتئذ عند قراءة هذا الافشين ويقرأ عنه. وبقي اسم الافشين محفوظا. اما السبب في قراءة هذا الافشين خارج الهيكل فهو اشارة الى ان السيد المسيح بعد تتميمه التدبير الخلاصي اتحد بشعبه . فيخرج الكاهن ويساوي الشعب في الموقف.
بعد قراءة الافشين يرتل الشعب:" ليكُنِ اسمُ الربِّ مبارَكاً من الآنَ وإلى الدَّهر "(ثلاثاً) . هذه الاقوال هي لايوب الصدَيق . قالها لما سمح الرب ان يجرب ايمانه فانتابه المحن والمصائب والنكبات والاوجاع ولكنه اظهر جلدا وصبرا لا يتزعزعا ومجَد الله من كل نفسه ( ايوب 1: 21) . ونحن نكرر اقوال ايوب الصدَيق مباركين وممجدين الله لما انعم علينا.
ثم يدخل الكاهن الى الهيكل ويذهب الى المذبح فيقول امامه هذا الافشين:" أيُّها المسيحُ إلهُنا، بما أنَّكَ كمالُ الناموسِ والأنبياء، وقد أكملتَ كلَّ التدبيرِ الأبوي. إِملأْ قلوبَنا فرحاً وسروراً كلَّ حين، الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهرِ الدَّاهرين، آمين "
وهكذا يطلب الكاهن من الرب يسوع الذي تمم كل ما رسمه الله الآب لخلاصنا وحقق كل ما ورد في الناموس والانبياء ان يملأ المؤمنين الذين اقتبلوه في قلوبهم من فرحه فلا تستطيع اضطرابات العالم واحزانه وآلامه ان تزيله حسب وعد السيد "ولن ينزع احد فرحكم منكم"( يوحنا 16- 22 ) بل تزيده وتنميه وتعمقه اكثر التصاقا بالرب الذي هو مصدر الفرح .
وبعد هذا الافشين يبارك الكاهن الشعب البركة الاخيرة ويقول :" بَرَكةُ الربِّ ورحمتُهُ تحلاَّنِ عليكم، بنعمتِهِ الإلهيَّةِ ومحبَّتِهِ للبشر، كلَّ حين، الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهرِ الدَّاهرين "ويختم الصلاة وفي هذا الختم يتضرع الكاهن الى المسيح القائم من بين الاموات بشفاعات والدة الاله وبقوة الصليب ان يرحمنا ويخلصنا بصلاحه.
يقول القديس سمعان التسالونيكي:" في القديم كان يقف الشعب مستنظرا الكاهن الى ان يخرج من الهيكل بعد فراغه ويسجد 3 مرات قائلا اللهم اغفر لي انا الخاطئ وارحمني ثم يلتفت الى الشعب ويباركهم قائلا يحفظكم الرب جميعا بنعمته ومحبته للبشر الآن وكل آن .. فالشعب اذ ذاك يحنون رؤوسهم باجمعهم قائلين يارب احفظ من باركنا وقدسنا الى سنين عديدة .آمين وينصرفوا بسلام ."