القسم الثالث من القداس الالهي
( قسم المؤمنين )
ينتهي القسم الثاني من القداس الإلهي ( قداس الموعوظين ) أو ( قداس الكلمة ) حيث ظهر يسوع المسيح من خلال الكلمة الإلهية ( الرسالة والإنجيل ) والوعظ 0
إلا ان هناك طلبة إلحاحية:"لنقل جمعينا من كل نفوسنا، ومن كل نياتنا لنقل: يارب ارحم 0( 3 مرات )" كانت تقال بعد العظة وقبل خروج الموعوظين من الكنيسة، كانت هذه الطلبة، أساسا الطلبة الوحيدة التي تقال في القداس الإلهي وذلك قبل ان تضاف في مطلع القداس الطلبة السلامية الكبرى 0
تعرف هذه السلسلة بالطلبة الابتهالية الكبرى وباليونانية (اكتاني) لا لانها طويلة بل لانها مقررة بالاعتناء وايضا تعني كلمة اكتاني امتداد واستطالة القديس باسيليوس الكبير يسميها الطلبة الممتدة والقديس مثودويوس يدعوها توسلا ممتدا ،سميت هكذا ليس لاجل طولها بل لاجل انها تتلى بمجاهرة وشوق واعتناء كبير من كونها ابتدائها من كل نفس ومن كل اذهاننابغير فتور. الكاهن يطلب هكذا قائلا:
* لِنَقُلْ جميعُنَا مِن كلِّ نفوسِنا ومِن كلِّ أذهانِنا لِنَقُلْ ..
* أيُّها الربُّ الضابِطُ الكل، إلهَ آبائِنا، نطلبُ إليك، فاستجِبْ وارحَم ..
* إِرحمنا يا الله بعظيمِ رحمتِك، نطلبُ إليكَ فاستجِبْ وارحَم ..
يشبه القديس مكسيموس المعترف
هذه الطلبة بركض الى المسيح ونطلب رحمته على الدوام نماما كما فعلت المرأة الكنعانية (ارحمني). ايضا يقول القديس كاباسيلاس اما من يصلبرحمة الله انما يطلب ملكوته الذي وعد المسيح بهانه سيعطيه لكل الذين يسألونه وانه سيضيف الى ذلك كل حاجة اخرى.
هذه الطلبة هدفها الحث المؤمنين على الصلاة وان تكون صلواتهم مقبولة لدى الله لان هذه الطلبة تلاءم الجميع وخاصة بعد سماعهم الانجيل وتطبيق بما سمعوا والاقتداء بتعاليمه.
الكاهن يستمد من هذه الطلبة من الله ان يحفظنا من الخطيئة طلية نهارنا وان يجعل ملاكه الحار فاعلا فينا حافظا نفوسنا واجسادنا وان يؤهلنا بالتوبة للوقوف بلا خزي امام منبر المسيح ،امام الدينونة.
قي نهاية الطلبة الكاهن يعطي بركة السلام وهذا يعني ان يطلب للمؤمنين السلام اي المصالحة مع الله والمسلمة بعضهم البعض وللجميع لكي يشتركوا فعليا في ذبيحية الالهية، وان يتناولوا القرابين الالهية. فيجيب المؤمنين (ولروحك ايضا) طالبين للكاهن هذا السلام الذي يحتاج اليه بنوع خاص لانه خادم الاسرار والصلة بين الله والشعب.
ذكر ان الشماس كان يقول:" ليخرج كل من لا يريد ان يتناول القدسات 0 " عندئذ لم يبق في الكنيسة سوى المؤمنين أي المعمدين، فهم مستعدون للتقدمة الافخارستيا 0
الشماس: صَلُّوا أيُّها الموعوظونَ للرب. الشعب: يا ربُّ ارحَم (ويعيدها بعد كل من الطلبات التالية)
أيُّها المؤمنونَ مِن أجلِ الموعوظينَ نطلب
لكي يرحَمَهُم الرب
ويعِظَهم بكلمةِ الحق
ويُعلِنَ لهم بشارةَ العدل
ويَضمَّهُم إلى كنيستِهِ المقدَّسةِ الجامعةِ الرسوليَّة
خلِّصْ وارحَمْ واعضُدْ واحفَظْهُم، يا الله، بنعمتِك
أيُّها الموعوظون، احنُوا رؤوسَكُم للرب ، الشعب: لكَ يا رب
الكاهن: (إفشين الموعوظين قبل فتح الأنديمنسي)
أيُّها الربُّ إلهُنا، الساكنُ في العُلى والساهِرُ على الدُّنى، يا مَنْ أرسلَ ابنَه الوحيدَ ربَّنا وإلهَنا يسوعَ المسيحِ خلاصاً لجنسِ البشر، أُنظرْ إلى عبيدِكَ الموعوظينَ الذين حَنَوْا لكَ أعناقَهُم، وأَهِّلْهُمْ في الوقتِ الملائِمِ لِحَميمِ الولادةِ الجديدة، ولغفرانِ الخطايا، ولِسربالِ عَدَمِ الفساد. واَجْعَلْهُم متَّحدينَ بكنيستِكَ المقدَّسةِ الجامعةِ الرسوليَّة، وأَحصِهِمْ في رعيَّتِكَ المختارة : لكي يُمجِّدوا هم أيضاً معَنا اسمَكَ الكليَّ الإكرامِ والعظيمَ الجلال، أيُّها الآبُ والابنُ والرُّوحُ القدُس، الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهرِ الدَّاهرين. الشعب: آمين
طلبة لاجل الموعوظين هي صلاة الكنيسة كلها لانهم ليسوا لهم (اي الموعوظين) الدالة عند الله انما يحتاجون الى صلاتنا وادعيتدنا ومحبتنا لاجل ذلك الكنيسة تصلي بواسطة الكاهن لكي تنهض المؤمنين وتشددهم على الصلاة لهؤلاء الذين مازالوا غرباء،لم ينتموا بعد الى جسم الكنيسة ولم يتناولوا اسرار المقدسة.
لذلك هم يطلبون من الكنيسة ان تصلي لهم ولاجلهم كي يصيروا اعضاء فيها .لهذا الكاهن يطلب من المسيح ان يرحم عبيده الموعوظين وان يعلمهم بنفسه ويكشف لهم البشارة العدل وان يجعلهم اعضاء في كنيسته في الوقن المناسب.
اما الطلبة الثانية فهي على نية المؤمنين، اذ تدعوهم الكنيسة الى الاشتراك الحسن واللائق في الذبيحة الإلهية0 لقد ألغيت الطلبة الأولى بسبب قلة الموعوظين أو عدم وجودهم، بعد عملت الكنيسة على عادة تعمييد الأطفال، والثانية ألغيت لأنها تكرار لما سبق من الطلبات 0
هنا ينتهي قداس الموعوظين (قداس الكلمة) بصرف الموعوظين.وكان التائبون اي الذين اقصوا مؤقتا عن المناولة والمشاركة في السر يغادرون الاجتماع الافخارستي( القداس الالهي) هم ايضا وكان يقول الشماس:" ليخرج كل من لا يريد ان يتناول القدسات".
كان المؤمنون في القسم الثالث من القداس الإلهي يبقون وقوفا في كل هذا القسم الى انتهاء القداس الإلهي 0 لسماع الصلوات والطلبات بخشوع 0 فإذا اتفق وان جاء أحد المؤمنين الى الكنيسة في هذا القسم ما كان يسمح له بالدخول ( أوامر الرسولية ) فكانت الشمامسة تقف عند الأبواب من جهة الرجال والايبذياكونية( مساعدين الشمامسة ) يقفون عند الأبواب من جهة النساء لئلا يخرج احد ولا تفتح الأبواب لأحد في وقت تقدمة الذبيحة الالهية واستحالتها حتى ولو كان مؤمنا0 ولذلك يهتف يعقوب الرسول اخو الرب بصوت عظيم قائلا:" لايدخل احد من الموعوظين ولا من الغير الطاهرين ولا من الذين لا يجوز لهم الصلاة معنا فليفحصنَ بعضكم بعضا وقفوا في الابواب" ومن ثم يصير الايصودن العظيم الكبير.