v رموز سر الشكر في العهد القديم
1. ذبيحة ملكي صادق التي كانت من خبز وخمر " ملكي صادق ملك شاليم اخرج خبزا و خمرا و كان كاهنا لله العلي و باركه و قال مبارك ابرام من الله العلي مالك السماوات و الارض"(خر14) وقد ذكر الرسول بولس ان" ملكي صادق هذا ملك ساليم كاهن الله العلي الذي استقبل ابراهيم راجعا من كسرة الملوك و باركه الذي قسم له ابراهيم عشرا من كل شيء المترجم اولا ملك البر ثم ايضا ملك ساليم اي ملك السلام بلا اب بلا ام بلا نسب لا بداءة ايام له و لا نهاية حياة بل هو مشبه بابن الله هذا يبقى كاهنا الى الابد."(عب7)
2. الجمرة التي وضعها الملاك علي شفتي اشعياء النبي " في سنة وفاة عزيا الملك رايت السيد جالسا على كرسي عال و مرتفع و اذياله تملا الهيكل السرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة اجنحة باثنين يغطي وجهه و باثنين يغطي رجليه و باثنين يطير و هذا نادى ذاك و قال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الارض فاهتزت اساسات العتب من صوت الصارخ و امتلا البيت دخانا فقلت ويل لي اني هلكت لاني انسان نجس الشفتين و انا ساكن بين شعب نجس الشفتين لان عيني قد راتا الملك رب الجنود فطار الي واحد من السرافيم و بيده جمرة قد اخذها بملقط من على المذبح و مس بها فمي و قال ان هذه قد مست شفتيك فانتزع اثمك و كفر عن خطيتك" (اشعياء6: 1-7) فكانت حقا هذه الجمره هي التناول المقدس الذي يعطي لمغفرة الخطايا " لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا" (متى 26 : 28)
3. المن النازل من السماء : كان المن رمزا جليا لجسد الرب لان التناول المقدس " هو الخبز الذي نزل من السماء ليس كما اكل اباؤكم المن و ماتوا من ياكل هذا الخبز فانه يحيا الى الابد " (يوحنا 6 : 58) " و اما المن فكان كبزر الكزبرة و منظره كمنظر المقل كان الشعب يطوفون ليلتقطوه ثم يطحنونه بالرحى او يدقونه في الهاون و يطبخونه في القدور و يعملونه ملات و كان طعمه كطعم قطائف بزيت و متى نزل الندى على المحلة ليلا كان ينزل المن معه"(عدد11) وفي (مز105: 40 ) "سالوا فاتاهم بالسلوى و خبز السماء اشبعهم"وقارن الرب جسده الحبيب بالمن في (يو6: 47 ) " الحق الحق اقول لكم من يؤمن بي فله حياة ابدية انا هو خبز الحياة اباؤكم اكلوا المن في البرية و ماتوا هذا هو الخبز النازل من السماء لكي ياكل منه الانسان و لا يموت انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد و الخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم . . . الحق الحق اقول لكم انتم تطلبونني ليس لأنكم رايتم ايات بل لانكم اكلتم من الخبز فشبعتم اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الابدية الذي يعطيكم ابن الانسان لان هذا الله الاب قد ختمه . . . .الحق الحق اقول لكم ليس موسى اعطاكم الخبز من السماء بل ابي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء لان خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم فقالوا له يا سيد اعطنا في كل حين هذا الخبز فقال لهم يسوع انا هو خبز الحياة من يقبل الي فلا يجوع و من يؤمن بي فلا يعطش ابدا ".
4. خروف الفصح : ان للتناول المقدس له قدسيته الخاصه ويجب التناول منه باستحقاق أي التوبه والنقاوة والايمان بفاعليه السر وقد شرح الرسول بولس ذلك "ان الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزا و شكر فكسر و قال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لاجلكم اصنعوا هذا لذكري كذلك الكاس ايضا بعدما تعشوا قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري فانكم كلما اكلتم هذا الخبز و شربتم هذه الكاس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء اذا اي من اكل هذا الخبز او شرب كاس الرب بدون استحقاق يكون مجرما في جسد الرب و دمه و لكن ليمتحن الانسان نفسه و هكذا ياكل من الخبز و يشرب من الكاس لان الذي ياكل و يشرب بدون استحقاق ياكل و يشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب من اجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء و مرضى و كثيرون يرقدون" (1كورنثوس11) وفي رساته الي اهل كورنثوس الاولى الاصحاح العاشر قال " كاس البركة التي نباركها اليست هي شركة دم المسيح الخبز الذي نكسره اليس هو شركة جسد المسيح فاننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لاننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد" (16- 17) .
وهكذا يستخدم الغذاء والوجبة، في وحي الكتاب المقدس ، للتعبير عن عمل الله في إيصال الحياة إلى شعبه. فالمنّ والسلوى، في الخروجْ، أسوة أيضاً بالماء المتفجر من صخرة حوريب (مزمور 78 :2- 29)، هذه كلها حقائق رمزية (1 كورنثوس 10: 3- 4) تشير مقدّماً إلى الهبةْ الحقيقية التي تنطلق من فم الله (تثنية 8: 3، متى 4: 4)، أي الكلمةْ الخبز الحقيقي النازل من السماء (خروج 4:16) . وفي الواقع، إن هذه الرموز تكمُل في يسوع، فهو "خبز الحياة "، أولاً بكلمته التي تفتتح الحياة الأبدية لمن يؤمنون (يو 6: 26- 51 أ ) ، ثم بجسدهْ ودمه ْ اللذين أُعطيا طعاماً وشراباً للمؤمنين (يوحنا 6: 51 ب – 58): فهذه الكلمات التي تعلن مقدماً عن الإفخارستيا ، قالها يسوع بعد أن أطعم الجموع بمعجزته في الصحراء (يوحنا 6: 1- 15). فإن الهبة التي يعد بها، والتي يقدمها بدلاً من المن ( يوحنا 6: 31- 32 و 49- 50)، تتصل هكذا بمعجزات الخروج، وفي الوقت نفسه ترتفع إلى مستوى مأدبة المسيّا الموعود بها، صورة السعادة السماوية المألوفة في اليهودية (إشعيا 25: 6)، وفي العهد الجديد (متى 8: 11، 22: 2- 14، لوقا 14: 15، رؤيا 3: 20، 19: 9).