" طريق الى الفردوس "
تعاليم نسكية وروحية
للقديس باسيليوس الكبير
رسالة عن مفهوم حياة الشركة
أدعوكم يا أحبائي جميعاً أن تعيشوا حياة الشركة، كما عاشها الرسل القديسون، أنتم الذين تعيشونها بالحق، وينبغي أن تقدموا عليها الشكر لله، أما النصيحة التي أعطيها لكم فهي ليس لمنفعتكم فقط، بل لأجل سلامنا جميعا، لنمجد ونشكر الرب يسوع المسيح الذي باسمه دعينا.
لهذا الغرض أرسلت أخينا العزيز الذي سيشجع القائمين، ويساعد الذين تأخروا للوراء، وسيخبرنا إن كان أحدكم لا يفرح قلبنا، لأننا لدينا شوقاً عظيم أن نراكم متحدين، ونسمع عنكم إنكم تعيشوا حياة الشهادة الحقيقية، ونضمن أنكم دائماً ساهرين، وعاملين بثبات في هذه الحياة التي ستؤدى حتماً إلى الشهادة للفضيلة.
واحد منكم يفرح وينال المكافأة لأجل صبره، وآخر ينال أجره الحسن لأجل مساعدة أخيه من أجل أن يعيش حياة الاستقامة، ومن أجل هذا سنعمل معاً من أجل منفعتنا كلنا، ملاحظين أقوالنا وأعمالنا، وفقاً لتعاليمنا التي نرسلها إليكم.
قبل كل شيء أريد أن أذكركم بإيمان آبائنا، حتى لا تظهر الانشقاقات بدلاً من الهدوء، اتبعوا الإرشادات التي وردت في هذا الخطاب، ولكنها لن تفيد ما لم تكن مؤيدة بالإيمان الصحيح بالله، تماما لأن الإيمان بدون أعمال لا يقدر أن يضعك في حضرة الله، ولابد أن يتحد الاثنان معاً " العمل الحسن والإيمان " ويكونا واحداً، حتى لا تتلف حياتنا بالانقسام.
الإيمان الصحيح سيخلصنا، ولكن بشرط أن يكون كما قال معلمنا بولس الرسول: " الإيمان العامل بالمحبة " ( غلا 5: 6 ).