لكل نفس ساقطة و ليس العذارى فقط
رسالة الى عذراء ساقطة
القديس باسيليوس الكبير رئيس اساقفة كبادوكية
هل أقدر أن أصمت؟!
إنه الآن وقت فيه اَقتبس كلمات النبي قائلاً: "يا ليت رأسي ماء وعينيّ ينبوع دموع، فأبكي نهارًا وليلاً قتلى بنت شعبي" (إر 9: 1). فإنهم وإن كانوا قد وُضعوا في الأكفان في صمت، وانطرحوا في كارثتهم بغير وعي، وصيَّرتهم الضربة القاتلة مسلوبي الشعور، إلاَّ أنه يلزمني على أي الأحوال ألاَّ أترك مثل هذا السقوط من غير أن أندبه.
إن كان إرميا قد رأى الذين جرحوا في الحرب يستحقُّون النحيب الدائم، فماذا نقول بالأكثر من أجل تلك الكوارث التي تلحق بالنفوس؟! لقد قيل: "قتلاكِ ليس هم قتلى السيف ولا موتى حرب" (إش 22: 2).
إنني أندب لدغة الموت الحقيقي، وخطورة الخطيَّة، وسهام الشرِّير المتَّقدة، تلك التي تلهب النيران بقسوة لأجل الأرواح كما الأجساد أيضًا.
حقـًا إن الوصيَّة الإلهيَّة تتأوَّه بصوت عال عندما ترى نجاسة كهذه تدب في الأرض، فتعلن في القديم "لا تشتهي امرأة قريبك" وفي الإنجيل المقدَّس أيضًا تقول "كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه". وها هي الآن ترى عروس الرب ذاتها، تلك التي رأسها السيِّد المسيح، ترتكب بجسارة خطيَّة الزنا.
إنه حتى جماعات القدِّيسين يئنُّون عليها!
إن كان الآن لا يقدر فينحاس الغيور أن يستل سيفه لينتقم بسبب تدنيس الأجساد، ولا في استطاعة يوحنا المعمدان أيضًا أن يترك المملكة العلويَّة (الفردوس)، كما سبق فترك حياته في البرِّيَّة مسرعًا لكي يدين الشر. إذ كان يلزمه أن يحتمل حتى الموت، مفضًلاً قطع رأسه عن الامتناع عن الكلام (بالحق). لكنه ربَّما يكون كهابيل الذي وإن مات إلاَّ أنه لا زال يكلِّمنا بعد (راجع عب 4: 11). فيتكلَّم الآن بوضوح أكثر ممَّا كان له مع هيرودس حين قال: "لا يحل لك أن تأخذ هيروديَّا" (مت 14: 4). لأنه إن كان جسد يوحنا في طاعته لقانون الطبيعة (إذ لا يُسمح للإنسان أن يتزوَّج بامرأة أخيه) نطق بلسان الله ولسانه صَمَتَ، لكن كلمة الله لا تُقيَّد (2 تى 2: 9).
إن كان يوحنا اِنتهر بجسارة حتى الموت، عندما رأى عرسًا ما كان ينبغي أن يكون، فكم بالأكثر تكون مشاعره عندما يرى انتهاكًا لعرس خاص بالرب؟!
تذكَّري الحياة الأولى
لقد ألقيْتي عنكِ نير الوحدة الإلهيَّة.
لقد هرِبْت من الحجال المقدَّس الذي للملك الحقيقي.
لقد سقطتي في ذلك الهلاك الفاسد الدنس.
والآن إذ لا تقدرين أن تتجنَّبي هذا الثقل المؤلم، وليس لديكِ وسيلة ونصيحة لنزع أتعابك، تندفعين بتهوُّرٍ في تلك القباحة.
الإنسان الساقط، عند سقوطه في هاوية الخطيئة دائمًا يستهين. وها أنتِ تجحدين العهد الحقيقي الذي بينك وبين العريس الحقيقي. فتقولين أنك لستِ عذراء، ولم تنذري العذراويَّة رغم تعهُّداتك واعترافك العلني بنذرك هذا.
تذكَّري الاعتراف الحسن الذي اعترفت به (1تي 6: 1) أمام الله والملائكة والناس.
تذكَّري العلاقة المقدَّسة، جماعة العذارى المقدَّسة، جماعة الرب، كنيسة القداسة..(من هو ضمير الجدة والأخت…؟؟؟؟؟؟؟)
تذكَّري جدَّتك التي نمَت إلى الشيخوخة في الكنيسة، أنها لا زالت من جهة الفضيلة في صباها وغيرتها. وأُمِّك تنافسها في الرب، وتجاهد لكي تحتمل في حياتها العاديَّة متاعبَ غريبة…
تذكِّري أختك التي تقتدي بهما، لا بل بالحري تسعى لكي تفوقهم وتسمو على والديها ببركات البتوليَّة التي لها. وهي تناضل بغيرة بالكلام والعمل لتتحدَّاكِ أنت أختها… فهي تحب الجهاد، مقدِّمة صلوات حارة حتى تحتفظي بعذراويتك.
استعيدي هذا كله إلى ذاكرتك، واذكري أيضًا خدمتك المقدَّسة للرب معهم، وحياتك الروحيَّة المقدَّسة مع أنك في الجسد، اذكري مناجاتك السماويَّة مع أنك على الأرض.
اذكري أيام الهدوء والليالي المنيرة والأغاني الروحيَّة والترتيل الموسيقي بالمزامير والصلوات التي للقدِّيسين، اذكري المضجع النقي غير الدنس، وأعمال العذارى، وقوَّتهم المعتدل
انظري ماذا صار إليه حالكِ؟
ماذا قد حدث لمظهرك الوقور، وسيرتك العظيمة وملبسك البسيط اللائق بالعذارى، وجمال الحياء الذي لوداعتك، وكمال جهادك وبريقه اللائق بالمثابرة والسهر الأكثر بريقًا من أي جمال صناعي مزيَّف؟
كيف لا تصلِّين – ولو بدموع – حتى تحفظي بتوليَّتك بغير دنسٍ!
كيف لا تكتبي إلى القدِّيسين، متوسِّلة إليهم أن يقدِّموا صلوات من أجلك، لا لكي تتزوَّجي، إذ يكون أفضل من تمرُّغك في الفساد المعيب، بل بالحري لكي لا تسقطي بعيدًا عن الرب يسوع؟
كيف أنك تنالين عطايا من العريس؟ لماذا أحصى لك الكرامات المعطاة لك من أجله بواسطة أولئك الذين له؟
لماذا أخبرك عن رفقتك للعذارى، وتقدُّمك معهم، ونوالك الكرامة معهم بسبب البتوليَّة، والمدائح الخاصة بالبتوليِّين؟
الآن، كأنك كما لو بنفخةٍ صغيرةٍ من سلطان الهواء الذي يعمل في أبناء المعصيَّة (أف 2: 2) قد أفسدتِ هذا كله.
إنك تغيرين الكنز المجيد، الذي يستحق أن يجاهد الإنسان من أجله مهما كانت التكلفة، تغيرينه من أجل تراخٍ في فترة الحياة القصيرة لتُشبعي لذَّتك إلى لحظة، وفي يوم ما ستدركين أنها (لم تكن لذَّة) ولكنها أمَرّ من العلقم.
هوذا الكل يبكيكِ!
من لا يحزن على مثل هذه الأمور قائلاً: "كيف صارت القريَّة الأمينة زانية؟" (إش 1: 21).
كيف لا يقول الرب نفسه لأولئك الذين يسلكون بروح إرميا "هل ترون ماذا صنعت بي عذراء إسرائيل؟" (راجع إر18: 13). لقد خطبتها لنفسي بالعدل والنقاوة والبرّ والإحسان والرحمة، وذلك كما وعدتها على لسان هوشع النبي (راجع هو 2: 19). لكنها أحبَّت الغرباء وأنا زوجها لا زلت بعد حيًا، أنها تدعى زانية، ولا تخف أن تُنسب لزوج آخر.
بماذا يجيب وسيط العروس، بولس الإلهي الطوباوي… الذي بواسطته وتعاليمه تركتي بيت أبيكِ واتَّحدْتِ بالرب؟ ألا يقول في حزن من أجل هذا الاضطراب (مع أيوب): "لأني ارتعابًا ارتعبت فأتاني، الذي فزعت منه جاء عليّ" (أي 3: 25). "لأني خطبتكم لرجلٍ واحدٍ لأقدِّم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو 11: 2).
وأنا أيضًا بالحقيقة خائف "أنه كما خدعت الحيَّة حواء بمكرها هكذا يفسد ذهنكَ عن البساطة التي في المسيح "(راجع 2كو 11: 3). لهذا فإنني أجاهد بكل طرق الجذب أن أضبط حواسكِ الثائرةِ، وبكل وسائل الحفظ أن أصون عروس الرب.
هكذا فإنني أضع أمامي حياة العذراء غير المتزوِّجة، وأرى كيف أن "غير المتزوِّجة تهتم فيما للرب لتكون مقدَّسة جسدًا وروحًا" (1كو 7: 34).
لقد اعتدت أن أصف عظمة كرامة البتوليَّة، وأحدِّثك كهيكل للرب، واعتدت كما لو أنني أعطي غيرتك جناحين إذ أود أن أتركك عند يسوع.
إنه بالتخويف من الشرّ ساعدتك بالكلام ألاَّ تسقطي قائلاً: "إن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله" (1كو 3: 17).
كذلك حاولت بالصلوات أن أجعلك في أمان أكثر، حتى يكون جسدك ونفسك وروحك محفوظة بلا عيبٍ إلى مجيء ربنا يسوع المسيح (1تس 5: 23).
ولكن هوذا كل جهادي من أجلك ضاع باطلاً. صارت المرارة نهاية لعذوبة أتعابي. والآن فإنني محتاج أن أتنهَّد مرَّة أخرى عمَّا كان يلزمني أن اَبتهج به.
لقد خدعتكِِ الحيَّة بأكثر مرارة ممَّا صنعته مع حواء، ولم تخدع ذهنك فحسب، بل وصيَّرت جسدك مدنَّسًا.
إنني لا أقدر أن أصمت إلى أن يعبر هذا الفزع الأخير، الذي يرتعب بدني لذكره. أنه كنارٍ محرقة تلتهب في عظامي، فإني غير قادر أن أعمل شيئًا وغير محتمل إيَّاه.
لقد أخذتي أعضاء المسيح وجعلتيها أعضاء زانية (1كو 6: 15). هذا شرّ لا نظير له. هذا انتهاك جديد للحياة. "اعبروا جزائر كتيم وانظروا وأرسلوا إلى قيدار وانتبهوا جدًا، وانظروا هل صار مثل هذا؟ هل بدَّلت أُمَّة آلهة وهي ليست آلهة؟" (إر 2: 1.-11). لكن العذراء قد بدَّلت مجدها في عارها.
ابهتي أيَّتها السموات، واقشعرِّي أيَّتها الأرض وتحيَّري – كما يقول الرب – لأن العذراء قد ارتكبت شرِّين (إر 12: 12-13). تركتني أنا عريس النفوس المقدَّسة الحقيقي، وسلَّمت نفسها إلى مُفسدٍ قاسٍ وظالمٍ مُهلكٍ للنفس كما للجسد.
لقد تمرَّدت على الله مخلِّصها، وأخضعت أعضاءها خادمة للخطيَّة والدنس (رو 6: 19).لقد نستني وذهبت وراء محبوبها الذي لا تنتفع منه بشيءٍ (هو 2: 13).
ألا تعلمي قدر خطيَّتك؟
إن من يطوِّق عنقه بحجر رحى ويُلقى في البحر، أفضل من ذاك الذي يخطئ في عذراء الرب.
أي عبد يصل به الجنون أن يقتحم مخدع سيِّده؟!
أي لص يبلغ به الغباء أن يسطو على تقدمات الله ذاتها، لا على أوانٍ ميِّتة، بل يسطو على أجساد حيَّة بها نفس على صورة الله؟!
من عُرف عنه أنه قد بلغت به الجسارة أن يرسم صورة خنزير دنس على تمثال ملكي في قلب المدينة وسط النهار؟!
إن الإنسان الذي يصنع رجسًا.. على شاهدين أو ثلاثة يموت بغير رحمة (تث 17: 6). فكم بالأكثر تكون مرارة عقابك… يا من وطئت دم ابن الله تحت قدمينِ ونجَّست عروسه المتعهِّد بها، واحتقرت روح البتوليَّة (عب 1.: 29)؟!
من أجبرك على الخطيَّة؟
إنه يغوي المرأة ويقنعها، لكنه لا يقدر أن يجبرها على المعصيَّة.
هكذا أيضًا المرأة المصريَّة غير العفيفة قد اشتعل في قلبها حبِّها ليوسف الجميل، لكن عفَّة هذا الشاب لم تغلبها نزوة المرأة الشرِّيرة، بل وحينما وضعت يدها عليه لم تقدر أن تجبره على المعصيَّة.
لكنه لا زال يغويني! هذا ليس بأمر جديد.
إنها ليست بصبيَّة، فإنها وإن أصرَّت على الرفض فستفسد بآخر غيري.
نعم. فإنه مكتوب أن ابن الإنسان لابد وأن يُخان، ولكن الويل لذلك الإنسان الذي يخونه (مر 14: 21). أنه لابد وأن تأتي العثرات، ولكن الويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة (مت 18: 7).
لماذا لا تقومين؟!
في مثل هذه الحالات "هل يسقطون ولا يقومون؟ أو يرتدْ أحد ولا يرجع؟" (إر 8: 4)
لماذا ولَّت العذراء ظهرها بعارٍ، مع أنها سمعت كلمات السيِّد المسيح عريسها يقول على لسان إرميا: "فقلت بعدما فعلت كل هذا (أي ارتكبت كل هذا الزنا) ارجعي إليّ، فلم ترجع" (إر 3: 7). "أليس بلَسَان في جِلْعاد أم ليس هناك طيب، فلماذا لم تُعصَب بنت شعبي؟" (إر 8: 22)
إنك ستجدين أدوية كثيرة ضد الشرّ في الكتاب المقدَّس، تجدين علاجًا للخلاص من الخراب والعودة إلى الصحَّة هي:
أسرار الموت والقيامة،
عبارات العقوبة الأبديَّة،
تعاليم التوبة ومغفرة الخطايا (باستحقاق دم المسيح)،
تلك الصور التي لا حصر لها للحديث (عن الأدويَّة)، مثل الدرهم المفقود، والخروف الضال، والابن الذي أضاع كل ماله على الزواني، الذي كان ضالاً ووُجد، ميِّتًا فعاش.
ليتنا لا نستخدم هذه الأدويَّة لأجل مرضنا (لكي تكون شاهدًا علينا)، بل لكي تشفي نفوسنا.
اذكري يومكِ الأخير
اذكري يومكِ الأخير، فإنك بالتأكيد لن تختلفين عن كل بقيَّة النساء فتعيشين (هنا) إلى الأبد.
اذكري تلك الكارثة، حشرجة الموت وساعته، كلمة الله الرهيبة، إسراع الملائكة في طريقها، ارتعاب النفس خائفة.
اذكري لحظة الاحتضار حين تتألَّم النفس بسبب الشعور بالخطيَّة، حزينة على تلك الحياة الحاضرة مع ضرورة وجودها في الحياة الطويلة (الأبديَّة)…
صوِّري لي- كما تتخيَّلين – نهاية الحياة البشريَّة عندما يأتي ابن الله في مجده مع ملائكته "يأتي إلهنا ولا يصمت " (مز 50 : 3). يأتي ليدين الأحياء والأموات، ويعطي كل واحد حسب أعماله، فعندنا يبوِّق ذلك البوق المرعب يخرج كل أولئك الذين رقدوا عِبْر الأجيال، فيأتي الذين صنعوا الصالحات إلى قيامة الحياة، وأما الذين صنعوا السيِّئات فإلى قيامة الدينونة (يو 5: 29).
تذكَّري رؤية دانيال كيف أوضح يوم الدينونة أمامنا "كنت أرى أنه وضعت عروش وجلس القديم الأيام لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي… وعرشه لهيب نار، نار متَّقدة نهر نار جرى وخرج من قدَّامه ألوف ألوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدَّامه فجلس الذين فتحت الأسفار…" (دا 7: 9-1.).
سيعلن علنًا أمام الناس والملائكة الصالحات والسيِّئات، الأمور العلانيِّة والخفيَّة، أعمال الكل وأقوالهم وأفكارهم.
إذًا ماذا يفعل أولئك يعيشون حياة شرِّيرة؟!
أين تختبئ تلك النفوس التي ينفضح خزيها أمام الجميع؟!
بأيّ جسد يحتمل هؤلاء ما لا يُحتمل من الآلام في النار التي لا تُطفأ والدود الذي لا يموت، في أعماق الهاوية حيث الظلمة والرعب والنحيب المر والعويل والبكاء وصرير الأسنان الذي بلا نهاية؟!
هناك لا يوجد مجال للانطلاق من هذه الويلات بعد الموت، فلا نصيحة ولا وسيلة للهروب من الألم.
اهربي لحياتك
الآن نستطيع أن نهرب. فإذ يمكننا ذلك لنقم من السقوط، فلا نيأس من أنفسنا مادمنا نهرب من الشرّ.
لقد جاء يسوع المسيح لكي ينقذ الخطاة. لنأتي ونسجد أمامه متعبِّدين، لنبكي قدَّامه (مز 95: 6).
إن الكلمة الذي يدعونا إلى التوبة ينادينا بصوتٍ عالٍ: "تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 11: 28).
إنه يوجد طريق للخلاص إذا أردنا "يُبلع الموت إلى الأبد ويمسح السيِّد الرب الدموع عن كل الوجوه" (إش 25: 8)، أي عن كل التائبين.
الرب صادق في كل أقواله (مز 145: 13). أنه لا يكذب عندما يقول: "إن كأنة خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج، وإن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف" (إش 1: 18).
إن طبيب النفوس العظيم، الذي يريد أن يحرِّر، هو مستعد أن يشفي مرضكِ، لا أنتِ وحدِك فحسب بل كل الذين أسَرَتهم الخطيَّة.
فمنه قد صدر ذلك القول الذي من شفتيه العذبتين المخلصتين قائلاً: "لا يحتاج الأصحَّاء إلى طبيب بل المرضى… لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة " (مت 9: 12-13).
فأي عذر لكِ؟ أي عذر لأي إنسان ما دام الرب قال هذا؟
إنه يريد أن ينقِّيكِ من ضعفكِ ويُريكِ النور بعد الظلمة.
إن الراعي الصالح الذي يترك الخراف التي لم تضل، يبحث عنك… إن قدَّمتِ له نفسكِ، فإنه لن يتوانى عنك. أنه في حبُّه لن يكف عن أن يحملكِ على كتفيه، فرحًا لأنه قد وجد خروفه الذي قد فُقد.
يقف الآب وينتظرك عائده إليه من ضلالك.
فقط ارجعي، فإنك وأنتِ من بعيد يجري ويقع على عنقك، وعندئذ تغتسلين بالتوبة، ويحيطك بأحضان الحب، وسيلبسكِ ثوب النفس الرئيسي الذي خلعه الإنسان العتيق بكل أعماله، أنه سيلبسكِ خاتمًا في يدك، ويغسلك من دم الموت، ويلبسكِ حذاء في قدميكِ اللتين تيحدان عن طريق الشرّ نحو طريق إنجيل السلام. يعلن أنه يوم فرح وسرور لكل خواصه من ملائكة وبشرْ، مكرمًا خلاصك كثيرًا… إذ يقول: "الحق أقول لكم أنه يكون فرح عظيم في السماء بخاطئ واحد يتوب" (لو 15: 32).
وإن احتجَّ أحد ممن يحسبون في أنفسهم أنهم قائمون، وذلك بسبب سرعة قبولك، فسيجيبه الآب الصالح نفسه قائلاً: كان ينبغي أن نفرح ونسر لأن ابنتي كانت ميِّتة فعاشت وضالة فوُجدت (راجع لو 15: 32).
لكل نفس ساقطة و ليس العذارى فقط
ليعيننا الرب على خلاص نفوسنا بصلاوات ابينا القديس باسيليوس عنا