في التواضع
القديس باسيليوس الكبير
كان حرياً بالإنسان أن يسكن بالقرب من المجد الإلهي حيث كان سينال قيمةً حقيقية غير زائفة، وسيتمجد بقوة الله ، ويسطع بالحكمة الإلهية متنعماً بالحياة الأبدية وخيراتها. إلا أن الإنسان عندما أشاح بناظريه عن المجد الإلهي طالباً ماهو أرفع، وبمبادرته لنيل مالا يستطيع، فقد حتى ماكان باستطاعته امتلاكه. لهذا فإن التواضع، وعدم التوهم بقدرة الإنسان على نيل المجد بنفسه بل بطلبه من الله هما الخلاص العظيم وفي نفس الوقت شفاء العلة والعودة إلى الحالة الأولى. وبهذا سيصلح الإنسان خطأه ويعود إلى الوصية المقدسة التي خالفها.
إلا أن الشرير الذي انتصر على الإنسان بجعله يرجو مجداً فارغاً، لن يتوقف عن إثارته بالمثيرات عينها، وبالتوجه نحوه بابتكاراتٍ غير محدودة كأن يظهر له الغنى شيئاً عظيماً ليستكبر وينشغل به. إن هذا لعديم القيمة من أجل نيل المجد وغاية في الخطورة. فالحصول على المال مسألة طمع، وامتلاكه لا يضيف شيئاً على الصيت الحسن لكنه يقود عبثاً إلى العمى ويسبب العُجب بدون تبصّر ويخلق في النفس هوىً مشابهاً للالتهاب، لأن ثقل الأجساد التي تعاني الالتهاب ليس بالنافع أو الصحي، إنما هو حالة مرضية ضارة. إنه بداية الخطر وسبب البليّة، وهذا يماثل ماتفعله الكبرياء بالنفس.
في الحقيقة، إن التكبر لا يحدث فقط بسبب الأموال، ولا يفتخر الناس بتقديم الأطعمة والموائد الفخمة، وارتداء الحلل الزاهية غير الضرورية، ولا ببناء المنازل الفاخرة وتزيينها، أو الاعتماد على تجمعات الحاشية و تحلّقات المداهنين فقط. لكنهم وبدون مبالغة، يتباهون بالاستحقاقات التي حصلوا عليها بالانتخاب. إذ لو أعطاهم الشعب مرتبة ما كأن يعتبرهم مستحقين للرئاسة، ويخولهم بالتصويت منصباً أعلى، فسيظهر هؤلاء كأنهم متخطين الطبيعة الإنسانية، ولا يبقى سوى أن يظنوا أنفسهم معتلين الغيوم، ولهذا يعتبرون الناس الخاضعين لسلطتهم أدنى قيمة ويتكبرون على الذين منحوهم الاستحقاق، ويتغطرسون أمامهم بحق التصويت الذي نالوه وصاروا به ذوي شأن، ويصابون بحالة جنونية نتيجة سعيهم لمجد باطل وإحاطتهم ببهاءٍ أشد بطلاناً من التخيلات الليلية. مثال على ذلك، ذاك الأحمق ابن سليمان الصغير العمر والأكثر صغراً بالعقل. فهذا توعد شعبه،الذي كان ينتظر منه اللين، بحكمٍ قاسٍ. لكنه طرد نتيجة ذلك بالقوة نفسها التي كان يرجو أن يوطّد بها مُلكه ( 1مل4:12-14).
إن قوة اليدين ورشاقة القدمين والجمال الخارجي تتلفها الأمراض، ويفنيها الزمن. لكن هذه تشجع،على التكبر، الإنسان الذي لا يعلم أن: "كل جسدٍ عشبٌ، وكل جماله كزهر الحقل. العشب ييبس وزهر الحقل يذبل" (اش6:40-7). هكذا كان افتخار الجبابرة بقوتهم (تك 4:6)، وكذلك شعور الأحمق جليات محارب الله (1صمو4:17). وأيضاً أدونيّا الذي ترفّع لجمال صورته(1مل5:1-6) وأبيشالوم الذي افتخر بشعره الطويل(2صمو26:14).
– تعتبر الحكمة والمعرفة من أعظم الخيرات التي يملكها الإنسان وأكثرها ثباتاً، لكن عظمتها هذه جوفاء، ولا تقود إلى مجد حقيقي. وهذا كله لا يحسب له حساب عندما تغيب الحكمة الإلهية. لأن السفسطة ضد الإنسان تصبح ضارةً للشيطان نفسه، وما يبتدعه من حيل لإيقاع الإنسان ينقلب عليه من حيث لا يدري. فهو لم يخسر فقط ذاك الذي تمنى إبعاده عن الله والحياة الأبدية، لكنه ضلل نفسه بأن صار منشقاً عن الله ومداناً بالموت الأبدي، إذ سقط هو نفسه في الفخ الذي نصبه للرب بأن يصلب بالوسيلة التي أراد أن يصلب بها وينال الميتة التي ابتغاها للرب. ولو أن رئيس عالم الخطيئة الأول، وسفسطائي الحكمة الدنيوية الأعظم أُمسِك بألاعيبه وحيله نفسها فإنه سيصل إلى الجهالة الأخيرة. وأكثر منه أيضاً تلاميذه وغيّوروه الذين حتى ولو ابتدعوا عشرة آلاف سفسطة سيحل عليهم القول "وبينما يزعمون أنهم حكماء،صاروا جهلاء" (رو22:1).
لقد رسم فرعون بدهاء مخططات عديدة لكي يقضي على الشعب الإسرائيلي, لكن حيله بطلت من حيث لم يكن يدري، والطفل الذي كان قد رمي للموت بأمره، ترعرع خفيةً داخل القصر الملكي (خر1:2)، واستطاع أن يدمر قوته وكل أمته لكي يخلص إسرائيل. أما أبيمالك القاتل- ابن يهوذا من زنىً – فقد قتل الأولاد الشرعيين السبعين وظن بذلك أنه وجد وسيلة للاستيلاء على السلطة الملكية بكل أمان، كما أنه سحق معاونيه في القتل لكنه عاد وحُطّم من قبلهم، وفي النهاية لقي مصرعه بحجرٍ على يد امرأة. أما اليهود فقد أصدروا حكماً هدّاماً ضد السيد بقولهم لأنفسهم " إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا" (يو48:11). وبهذا الحكم انقادوا إلى قتل المسيح يسوع مقتنعين أنهم بهذا يخلّصون الشعب والأمة. لكنهم دُحروا بنفس الطريقة التي فكروا بها. إذ أنهم طُردوا من بلادهم وأُبعدوا عن الناموس وحياة العبادة. هكذا وبصورة عامة وبأمثلة لا تحصى يستطيع المرء أن يدرك أنّ ميزة الحكمة الإنسانية متداعية وبدون أساس متين، إنها محدودة ومستقبلها مَخزٍ، وليست بالعظيمة أو الراقية.
3- وهكذا فإن الإنسان العاقل لن يفكر بعظمة حكمته أو بالأشياء الأخرى الذي ذكرناها سابقاً، لكنه سيقتدي بالنصيحة المثلى للمغبوطة حنة، والنبي ارميا الذين قالا: "هكذا قال الرب. لا يفتخرن الحكيم بحكمته ولا يفتخر الجبار بجبروته ولا يفتخر الغني بغناه" (1صمو3:2)، (ارميا23:9). ولكن ماهو الافتخار الحقيقي وبماذا تكون للإنسان قيمة " بل بهذا ليفتخرن المفتخر، بأنه يفهم ويعرف أني أنا الرب" (ار24:9). هذه هي قيمة الإنسان ومجده وعظمته، أن يعرف ما هو عظيم حقاً ويجعله هدفاً له، وأن ينشد مجداً من المجد الإلهي كما يقول الرسول بولس " من افتخر فليفتخر بالرب" (1كو31:1)، وكما قال أيضاً: "ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمةً من الله وبراً وقداسةً وفداءً " ( 1كو30:1). فمن رام أن يفتخر فليكن افتخاره بالرب كما كتب. لأن مجدنا الكامل في الحقيقة هو في الله فبدلاً من أن يفتخر أحدٌ بمزاياه فليقر بضآلة قيمته وعجزه، ويعترف أنه قد نال البر فقط بالإيمان بالمسيح.
لقد جعل القديس بولس افتخاره في احتقاره لمزاياه الخاصة ليطلب البر الذي بالمسيح يسوع "البر الذي من الله بالإيمان. لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته. لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات" ( فيل10:3-11). أمام هذا يزول كل داعٍ إلى الكبرياء ولا يبقى لديك ما تستطيع أن تفتخر به أيها الإنسان، لأن فخرك ورجاءك هما في أن تضحي بإماتة أنانيتك، وتطلب الحياة مع المسيح التي نلنا بواكيرها من الآن، إذ إننا نحيا في نعمة الله وعطيته "لأن الله هو العامل فينا أن نريد وأن نعمل بحسب مشيئته" ( فيل 13:2).
إن الله يكشف بواسطة روحه حكمته التي سبق فعينها قبل الدهور لمجدنا (1كو7:2-10). وهو أيضاً يشددنا في الأتعاب كما يقول بولس الرسول: "أنا تعبت أكثر منهم جميعاً ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي" ( 1كو10:15). كما أن الله ينتشلنا من الأخطار بالرغم خلافاً لكل رجاء بشري كما يقول بولس الرسول أيضاً "لكن كان لنا في أنفسنا حكم الموت لكي لا نكون متكلين على أنفسنا بل على الله الذي يقيم الأموات. الذي نجانا من موت مثل هذا وهو ينجي. الذي لنا رجاءٌ فيه أن سينجي أيضاً فيما بعد" (2كو9:1-10).
4- قل لي إذاً، لماذا تفتخر بالأشياء الحسنة بدلاً من أن تشكر الواهب على هباته؟ لأنه "أي شيء لك لم تأخذه. وإن كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ" (1كو7:4). إنك لم تعرف الله بأعمال برّك لكن الله هو الذي عرفك بعلّة صلاحه "الآن إذ عرفتم الله بل بالحري عرفتم من الله" (غلا9:4). أنت لم تدرك المسيح بفضيلتك لكنه هو الذي أدركك بحضوره، والرسول بولس يقول: "ولكني أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضاً المسيح يسوع" (في12:3). والسيد نفسه يقول: "ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم" (يو16:15).
فهل تتكبّر بنيلك الإكرام، وظنّك أن النعمة عذر لكبريائك هذا؟ عندئذ ستعرف بنفسك من تكون، كما حصل لآدم عندما طُرد من الفردوس (تك24:3)، وشاول عندما بارحه روح الله (1صمو14:16)، وكذلك الشعب الإسرائيلي حينما قُطع من الجذر المقدس.وبولس الرسول يقول: "وأنت بالإيمان ثبتَّ. لا تستكبر بل خف" (رو20:11).
إن الدينونة مرتبطة بالنعمة، والديّان سيدينك بحسب طريقة استعمالك للعطايا الإلهية. فإذا لم تدرك أنك قد وُهبت النعمة. وظننت، بعدم حس مفرط، أن هذه النعمة المعطاة لك هي إحدى مآثرك فلن تكون أكثر شرفاً من القديس بطرس الرسول. إذ إنك لن تتمكن، حتى بمحبة الرب، أن تتخطى هذا الذي أحب الرب بشكل لا يوصف حتى أنه ابتغى الموت من أجله.لكنه رغم ذلك وقع في الكبرياء بقوله: "وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك أبداً " (متى33:26). لقد أُسلم للخوف البشري، وسقط في الإنكار حتى يعود إلى التقوى متأدباً بخطيئته، ويتعلم الندم على ضعفات إيمانه بأن يعرف علته جيداً، ويعلم بوضوح أنه كما أمسك فوق الأمواج في عرض البحر بواسطة يمين الرب، هكذا عي أيضاً عاصفة الزلات. فبعد أن تعرض لخطر الضلال بسبب قلة إيمانه حُفظ بقوة الرب يسوع الذي سبق فأعلن ما عرف مسبقاً بحدوثه قائلاً: "سمعان، سمعان هوذا الشيطان طلبكم ليغربلكم كالحنطة. ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك. وأنت متى رجعت ثبتّ إخوتك" (لو31:22-32). وهكذا ساعدت التجربةُ بطرس بأن يتدرّب على نزع الكبرياء، وعلى مشاطرة المخطئين إيمانياً حزنهم.
أمّا ذلك الفريسي الكثير الجدية،والمعجب بذاته بلا حدود فهو لم يكتفِ بأن يتباهى بنفسه فقط، لكنه أدان العشار أيضاً، وبهذا فقد حق الافتخار بسبب خطيئة الكبرياء "ونزل العشار إلى بيته مبرراً دون ذاك" لأنه مجّد الله، ولم يتجاسر أن يرفع عينيه نحو السماء. بل طلب الرحمة فقط، مديناً نفسه بوقفتهِ وقرعِ صدره وعدم طلب أي شيء سوى الرحمة (لو11:18-14). فاحذر الآن واحترس من مثال الفقدان المهلك بسبب الكبرياء، لأنه هذا الذي تكبّر قد أضاع برّه، وفقد أجره عندما ترفع على ذاك، ولم ينتظر حكم الله بل أبدى حكمه الشخصي، فأصبح بذلك أقل مرتبة من الخاطئ المتضع.
أما أنت فلا تتكبر أبداً على حساب الآخرين أو الخطأة، فمرات كثيرة يخلص التواضع من اقترف خطايا كثيرة وعظيمة. لا تعتبر نفسك أكثر براً من الآخر، حتى لاتدان بحكم الله بعد أن تبرر ذاتك، كما يقول بولس الرسول: "لست أحكم في نفسي أيضاً، فإني لست أشعر بشيء في ذاتي لكنني لست مبرراً. ولكن الذي يحكم فيّ هو الرب" (1كو3:4-4).
– أتعتقد أنك أحرزت شيئاً حسناً؟. فاشكر الرب ولا تتكبّر على القريب، كما يقول القديس بولس الرسول:"ولكن ليمتحن كل واحد عمله وحينئذ يكون له الفخر من جهة نفسه فقط لا من جهة غيره"(غلا4:6). لأنك بماذا تقدّم النفع للقريب، هل باعترافك بالإيمان، أم بصبرك على الاضطهاد من أجل اسم المسيح، أو بمكابدتك مشقّات الصوم؟. إن الفائدة هنا ليست للآخرين وإنما لك. فاحذر ألا تماثل سقوط الشيطان، الذي بعد أن تكبّر على الإنسان، عاد ونال الهزيمة من الإنسان نفسه وصار مداسةً له بعد أن كان دائساً.
مثل هذه السقطة أصابت الإسرائيليين أيضاً، لأنهم بتكبّرهم على الوثنيين ونعتهم إياهم بعدم الطهارة، أصبح الوثنيون طاهرين، أما هم فدنسين. وصارت أعمال برّهم نجسة كثوب الطامث (اش6:64)، بينما مُحي عصيان الأمم وجحودهم للإيمان. وبصورة عامة، عليك أن تتذكر هذا القول:"كما أنه يستهزئ بالمستهزئين هكذا يعطي نعمة للمتواضعين" (أم34:3)، (يع6:4)، (1بط5:5)، وليكن حاضراً في ذهنك أيضاً قول السيد: "لأن كل من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع"(لو14:18).
لا تكن قاضياً ظالماً تفحص الأشياء محابياً نفسك؛ أي أن تظهر ما هو باعتقادك صالحاً وتعتبره ذا قيمة، وتتغاضى بإرادتك عمّا تقترفه من خطايا. عليك ألا تفتخر بما حققته اليوم وتسامح نفسك على السيئات التي ارتكبتها سالفاً، لأن عملك الصالح الحالي، عندما يحثّك على تذكّر القديم، سيمكّنك من استئصال داء الكبرياء العديم الحس. وفي حال رؤية القريب مخطئاً، لا تفحص هذا فقط بل تذكّر كم من الصالحات فعل، وستجد مرّات عديدة أنه أفضل منك خاصةً إذا بحثت في كل شيْ غير مدينٍ إياه على البعض فقط، لأن الله لا يدين الإنسان على بعض أعماله "وأنا أجازي أعمالهم وأفكارهم. وآتي لأجمع كل الأمم والألسنة فيأتون ويرون مجدي" (اش18:66). وهو عندما بكّت يهوشافاط، ذات مرة، على خطيئته حديثة العهد، لم ينسَ مفاخره السابقة بقوله: "غير أنه وُجد فيك أمور صالحة" (2أخ3:19).
6- علينا أن نتذكر هذه ومثيلاتها في كل مرة نواجه فيها الكبرياء، حتى نرتفع باتضّاعنا وذلك بإقتدائنا بتواضع الرب الكبير الذي تنازل من السماء، وبتقدمنا عكسياً من التواضع إلى علوٍ باهر. إن حياة السيد كلها كانت من أجل تربيتنا على التواضع. فهو لم يولد في سرير بل في مغارة ومذود، وأمضى حياته في بيت نجّار وأم فقيرة مطيعاً إياها وخطيبها، وسمع أشياءً لم يكن من داعٍ لسماعها. كان يسأل وبأسئلته هذه أثار الإعجاب بحكمته. خضع ليوحنا، والسيد قبل المعمودية من عبد. لم يقاوم أحداً من الثائرين عليه، ولم يشهر سلطانه المطلق بل تراجع أمامهم كأنهم أقوى منه، وبذلك سمح للسلطة الزمنية المؤقتة أن تظهر قوتها. كمقضيٍّ عليه وقف أمام رؤساء الكهنة، وقُدّم للحاكم، واحتمل الدعوى رغم أنه كان قادراً على إثبات كذب الوشاة، لكنه آثر الصمت أمام افتراءتهم. بُصق عليه من عبيد وخدم عادمي القيمة. وأخيراً أُسلم إلى أقبح ميتة، من أجل العالم. وهكذا مرَّ بكل المواقف البشرية، كإنسان، من الولادة حتى نهاية حياته. وبعد كل هذا التواضع أظهر مجده، ممجداً من كانوا مغمورين معه أيضاً، وأولهم التلاميذ الأطهار الذين عبروا المسكونة فقراء مجردين، دون أن تكون لهم فصاحة اللسان، أو مرافقة جماهير الخدّام. لكنهم كرهبان متوحدين اجتازوا البر والبحر، جُلدوا، رُجموا، اضطُهدوا وأخيراً قُتلوا.
إن هذه كلها أمثلة إلهية آبائية، علينا أن نقتفي أثرها حتى يشرق لنا، بالتواضع، المجد الأبدي، عطية المسيح الحقيقية الكاملة.