مسألة تعييد الفصح
كان من الواجب ان يقام العيد (عيد الفصح) في الخامس عشر من نيسان وهو الشهر القمري العبري المتميز عن شهر نيسان المتبع حاليا في التقويم المدني . ان شهر نيسان العبري يقع بين اذار ونيسان من تقويمنا الحالي .
كانت ايام الشهر القمري عند اليهود وعند المسلمين وعند المسيحيين (ليتورجييا )حتى في التقويم الشمسي يبدأ من غروب الشمس في اليوم التالي .
اذا الخامس عشر من نيسان يبدأ من مساء اليوم السابق اي الرابع عشر مساءا . لذا مساء 14 نيسان اقام المسيح العشاء الاخير والفصح اليهودي ( وفق الطقوس اليهودية). لذلك كان المسيح يهوديا اذ يتبع في العبادات العامة طريقة بني قومه ويمارس طقوسهم الدينية ( دخوله الى الهيكل.. والمجمع .) يحضر الطقوس والاحتفالات ويشترك في تلاوة الاسفار المقدسة والصلوات .
وكان الرسل الاولون هم ايضا من اليهود فكان من الطبيعي ان يتبعوا خطى معلمهم وتقاليد شعبهم ولذلك نراهم بعد الصعود يلازمون الهيكل . لا نتعجب بان نقول او نصف الكنيسة في اورشليم الاولى كانت تحافظ على طابع اليهودي لفترة محددة.
وهكذا نرى الكنيسة منذ مطلع نشؤها يتنازعها تياران :
التيار الاول: اليهودي المسيحي ، ( الحفاظ على السبت والختان )
التيار الثاني : الوثني المسيحي، ( رفض الخضوع لشريعة موسى )
كيف نشأت المشكلة في تعييد الفصح:
اذا عرفنا ان الفصح اليهودي يقع في 15 نيسان ويبدأ مساء 14 نيسان ، ولكن 14 نيسان لا يقع كل سنة في نفس اليوم الاسبوعي نفسه ، نحن نعرف ان الاحد ارتبط بذكرى القيامة منذ القرن الثاني الميلادي او في اواخر القرن الاول .
بعد خراب الهيكل :
بعض الكنائس لا تتقيد بـ 14 نيسان . بل كانت تحتفل بالفصح في اقرب احد اليه بذكرى القيامة هذا كان في كنيسة روما ( جماعة يوم الاحد ) .
اما في اسيا وكيليكيا وسوريا الشمالية بلاد النهرين كانت متمسكة بـ 14 نيسان في اي يوم يقع ( جماعة 14 نيسان ) .
صار هناك مجموعة من المسيحيين من بلاد اسيا الصغرى هؤلاء حافظوا على تقليدهم بالنسبة للفصح ان يعيدون مع اليهود في اي يوم من الاسبوع بينما المسيحيون في روما يعيدون الفصح في يوم الاحد .
لذلك حدث تشويش وبلبلة في كنيسة روما فجرت محاولات تقريب بين الطرفين الا انها لم تنجح . من اشهر المحاولات التي قام بها القديس بوليكربوس اسقف ازمير سنة 154 وهو تلميذ يوحنا الانجيلي مع اسقف روما لم يتفقوا ولم يتخاصموا .
بعد 300 سنة من الاضطرابات والقلق الا ان جاء المجمع النيقاوي الاول المسكوني عام 325 اذ اصدر قانونا لم نزل نسير عليه اليوم وهو : ان عيد الفصح يقع في الاحد الاول الذي يلي القمر ( بدرا ) الواقع في 21 اذار او بعده مباشرة . اي بعد اول اكتمال للقمر ، يعني ان يصبح بدرا بعد اعتدال الربيع اي بلوغ الشمس منتصف السماء ، حيث يتساوى الليل والنهار .
المشكلة هنا ان اعتدال الربيع في التقويم الغربي هو 21 اذار اما الاعتدال الربيع في التقويم الشرقي هو في 3 نيسان . في هذين التاريخين يصير القمر بدرا والسؤال متى يعيَد الشرقيون .
يعَيد الشرقيون الفصح اذا صار القمر بدرا بين 21 اذار و3 نيسان ( العيد يبتعد بين الشرق والغرب) لان الشرقيين سينتظرون بدرا اخر اي نحو شهر لتحديد عيدهم . اما ان صار القمر بدرا بعد 3 نيسان فقد اقترب العيدان او تطابقا .
ملاحظة : معهم الحق الغربيون انهم يطبقون القاعدة النيقية اي بعد اكتمال القمر بعد اعتدال الربيع ولكن يصادف عيد الفصح انذاك قبل الفصح اليهودي وهذا مخالف للعهد الجديد فكيف يحتفلون بفصح المسيحي قبل الفصح اليهودي . لاجل ذلك نحن الشرقيون ننتظر اليهود حتى يعييدوا ومن ثم نحن من بعدهم نحتفل بالعيد .
مثلا في هذه السنة (2009)
الفصح الغربي 27 اذار
الفصح اليهودي 26 نيسان
الفصح الشرقي 27 نيسان
اذا الفصح الشرقي يفترض بوقوعه :
1- قاعدة نيقية ( يوم الاحد )
2- وقوعه بعد الفصح اليهودي ( ممكن ان يكون بعد يوم واحد او اسبوع )
اذا الفرق بين الفصح الغربي والفصح الشرقي قد يطول او يقصر او يتطابقان . لان هناك شهر ثالث عشر لدى التقويم العبري . لذلك يبتعد الفصح الشرقي عن الفصح الغربي اذا كان هناك شهر ثالث عشر في التقويم العبري ويدعى اذار الثاني وهو يأتي كل 3 سنوات تقريبا .
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا اختار اليهود القمر بدرا في 14 نيسان القمري العبري عيدا للفصح ؟
1- لانه يأتي بالضوء للمسافرين ليلا الى حضور العيد
2- لانه 16 نيسان كانوا يقدمون للرب بواكير الشعير سنبلا هذا يعني ان الربيع قد أتى والفصح قد ابتدأ وحان موعده .
3- كان الفصح اليهودي يشترك في توقيته القمر والشمس ، الشمس لتعيَن بدء الربيع عند نضج الشعير . والقمر لتأمين الضوء لليلة العيد .
ملاحظة :
1- الفصح الغربي يقع دائما بين 22 اذار – 23 نيسان
2- الفصح الشرقي يقع دائما بين 4 نيسان – 8 ايار
3- في عام 2010 نعيد معا ( 4 نيسان )
4- في عام 2011 نعييد معا (24 نيسان )
5- ان التقويم الغربي بدأ في روما 582 على يد البابا غريغوريوس ( يولي المصحح- غريغوري)
6- ان التقويم الشرقي هو ايضا بدأ في مدينة روما على يد يوليوس قيصر 45 ق.م . لذلك التقويم الغربي غربي والتقويم الشرقي غربي ايضا .
7- الفرق بين التقويم الشرقي يولياني والتقويم الغربي الغريغوري اليولي المعدل من ناحية الشهر الشمسي هو 13 يوما .
8- الفرق بين التقويمين من ناحية الشهر القمري 4 ايام.