الايقونات ام التماثيل ؟
بقلم اللاهوتي والمعلم قدس الاب
الشماس سبيرو جبور
الكنيسة الارثوذكسية تقوم على تقليد الرسولي المستمر منذ العهد الرسل حتى اليوم . وهو متمثل بالتعليم الرسل الشفهي والكتابي ( 1 تسالونيكي 2: 15) العهد الجديد نفسه هو قطعة من التقليد . والمجامع المسكونية جمعت عددا من الاباء يمثل تقليد الكنيسة الحي . فهناك عشرات من المجامع الهراطقة التي لفظتها الكنيسة . الاريوسيون عقدوا مجامع عديدة وكذلك النصارى واصحاب الطبيعة الواحدة وايضا اصحاب المشيئة الواحدة .
وضغط الاباطرة على الاساقفة مرارا فخضوا لهم . اقسنيطيوس ابن قسطنطين ارهق الكنيسة فتمرد عليه اثناسيوس الكبير وهيلاريون اسقف بواتيه .
فاسيليكوس الامبراطور المغتصب انتزع في القرن الخامس 700 توقيع من الاساقفة . حتى القديس اندراوس الدمشقي خضع للضغط وخضع للمشيئة الواحدة . ولكنه تاب وانشأ القانون الكبير اشهر التراتيل الكنسية .
المجامع المسكونية السبعة لها طبيعتها الخاصة. المجمع المسكوني لا يقرر العقيدة بل يعلنها ولا يصبح مسكونيا الا اذا اعترفت به الكنيسة . ولذلك المجمع المسكوني السابع اعترف بمجامع السابقة . لقد رفضت الكنيسة العديد من المجامع لانها خالفت التقليد الكنيسة الروح القدس الساكن في الكنيسة هو الذي يحمي ايمانها من الزواغان والضلال .
بالنسبة للايقونات والتماثيل ليس في اقوال اللاهوتين اي ذكر للتماثيل . لقد انصب جميعا على الايقونات. وأحد الارثوذكسية هو احد تكريم الايقونات لا التماثيل . منذ باسيليوس الكبير حتى يوحنا الدمشقي وثيئوذوروس الستوديتي وفلاديمير لوسكي (دمشق ولاهوت الايقونة) لايوجد اي ذكر للتماثيل . كلنا انحصرنا بالايقونات وقلنا كلنا ان اكرام الايقونات ينصرف الى شخص المرسوم عليه لا للتماثيل والحجارة . الايقونة ابداع فني روحي لاهوتي . يوحنا الدمشقي المناضل الاكبر عن تكريم الايقونات . وكل اللاحقين نهلوا من تعليمه. والمجمع السابع المسكوني هو عمليا من بنات افكاره. النص اللاهوتي في مجمع المذكور بانشاء تلاميذه بطاركة الاسكندرية والانطاكية واورشليم . المجمع رفض النص رئيس المجمع البطريرك طاراسيوس واخذ بالنص البطاركة المذكورين لانه مشبع بتعليم استاذهم البعيد نسبيا . المجمع الهرطوقي المنعقد 750- 754 طعن في يوحنا الدمشقي . الحرب ضد الايقونات استمرت حوالي 100 عام . لم يذكر احد فيها ان تحطيم شمل التماثيل . انحصر تحطيم بالايقونات . بدأت الحرب في دمشق في عام 723 وانتقلت الى القسطنطينية في عام 726 . رفعت الامبراطورة ثيودورا الايقونات في عام 843 . كل شيء حتى ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا دار حول الايقونات لا حول التماثيل . ولذلك فالتقليد الكنيسة مستمر حتى يوم بدون تزعزع . سقط الكثيرون من الشهداء وبينهم ( رهبان كثيرون) في سبيل عقيدة تكريم الايقونات . نهب الحكام الهراطقة الكنائس والاديرة وثرواتها عبثا . لم ولن نركع باي مبتدع لا في القديم ولا في الحديث . ايماننا الارثوذكسي اقوى من وجودنا . وجودنا فداء ايماننا لا ايماننا فداء وجودنا . ان حفاظ على ايمان الكنيسة الارثوذكسية الجامعة الرسولية كلف الارثوذكس عبر التاريخ اكثر من 50 مليون شهيد . وما زلنا على استعداد للاستشهاد في سبيل هذا الايمان الالهي . الذي لم تستطع الزوابع ان تزعزعه طوال عشرين قرنا من الزمن . عاشت الارثوذكسية وعضدا اركان الى ابد الابدين .
عيد القديس جاورجيوس
(2009)
الشماس سبيرو جبور