باسم الآب والابن والروح القدس، آمين
” ان لم يبنِ الرب البيت، فباطلا يتعب البناؤون.ان لم يحفظ الرب المدينة فباطلا يسهر الحارس.” (المزامير 127: 2 )
أيها الأحباء: تقرأ الكنيسة المقدسة اليوم فصل من بشارة انجيل لوقا الخاص بدعوة بطرس الرسول لكي يكون صياداً للناس .. فكان هناك سفينتين في البحر طول الليل ولم يصطادوا شي .. جاءوا في الصباح الباكر راجعين مملوئين حزن .. خيبة .. حسرة ..
فهم جالسون متضايقون ولكنهم وجدوا يسوع أتى وهم محبطين فإبتدأ يسوع يتكلم ويعظ ويعلم وهم ليسوا مركزين معه فهم بيفكروا في ماذا نأكل ؟ فهم جالسون متضايقون يغسلون الشباك .
ولكن بعد ذلك إبتدأ يدخل حديث يسوع إلى الأعماق. فجذب إنتباهم الحديث .. فبطرس الرسول بعد أن كان لا يريد أن يسمع وليس لديه رغبة في السمع وليس له القدرة على السمع فربنا يسوع الذي يعرف الأعماق بعد ما إنتهى من العظة تأثر بطرس بها.
يا احبائي: إلهنا يريدنا ان نسمع كلمته من داخل كنيسته – رمزها السفينة – ففي سفينة نوح إجتمعت البشرية المؤمنة تحت قيادته للسفينة ‘ وكل من كان خارجها قد هلك في طوفان العالم. يسوع يريدنا ان نخرج من برية هذا العالم وشروره ‘ وندخل بيته ‘ حيث السلام والأمان والعبادة.
فالرب دائما هو الذي يجذبنا اليه ‘ يطرق على قلوبنا بصفة دائمة وبكل الوسائل ‘ حتى نفتح قلوبنا له ‘ فتدخل كلمته فينا فنشبع بعد جوع ونرتوي بعد عطش الى بر الله. ” طوبى للجياع والعطاش الى البر ‘ لأنهم يشبعون .
فالذى يُقبل الى يسوع لن يجوع ولا يعطش الى الأبد.” الرب يسوع دائما يريد منا أن نأخذ كلمته لعمق قلوبنا لتنقيها حتى يتحقق فينا قول الرب” طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله .. ‘.
أيها الأحباء: الحياة الدنيا هي تعب وشقاء وسنخرج منها بلا شيء كما قال ايوب الصدّيق” عريان خرجت من بطن أمي وعريانا أعود الى هناك ‘ الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركا.” أيوب 1: 21‘
الإنسان يئن في هذه الارض من تعبها وأمراضها وشقائها وهمومها‘ واوباءتها ولكن ان القيتم شبكتكم إتكالا على كلمة الله فالصيد سيكون أكثر مما تتوقعونه ‘ نعمة وبركات من الله لا تحسب ولا تعد .
انتم تعلمون كم من أناس أرهقتهم ظروف الحياة، ولما لجأوا إلى الرب وجدوا الراحة الكاملة؟
وكم من ضعفاء لجأوا إليه فوجدوا القوة؟
وكم من مرضى نالوا الشفاء عندما ارتموا عند قدميه أو لمسوا ثيابه أو زارهم الرب في بيوتهم؟
أناس فقدوا البصر فرده لهم…
وآخرون وُلدوا عمياناً فجعل لهم عيوناً جديدة…
التقى الرب يسوع بموكب جنائزي فحوّله إلى موكب أفراح وهناء إذ أقام الميت ودفعه إلى أمه.
تعامل مع الخطاة الذي التقى بهم – إن في بيوتهم أو في الطريق – فخلصهم وأعطاهم حياة جديدة.
حتى الفاشلين ذهب إليهم ووجدهم، وحوّل فشلهم إلى نجاح عظيم.
نحن نفكر في الناجحين ونذهب إليهم ونهنئهم، أما الرب يسوع فذهب الى الفاشلين وحوّل فشلهم إلى نجاح باهر.
ها هو بطرس الرسول الذي فشل في الصيد طيلة ليلة كاملة، لكن المسيح ذهب إليه وحوّل فشله إلى نجاح فأمسك سمكاً كثيراً حتى صارت شبكته تتخرق،
إنه لأمر صعب جداً يا احباء: أن يعترف الإنسان بفشله أمام الآخرين، ولكن ها هو بطرس صاحب الخبرة الكبيرة في صيد الأسماك – الذي يعرف جيداً أين ومتى تتجمع الأسماك – يَفشَل في صيد سمكة واحدة، صغيرة كانت أم كبيرة…
ولكن المهم في الأمر أن بطرس أقرّ واعترف بفشله الكامل.. الفشل ليس عاراً بل العار هو أن يفشل الإنسان ويخفي فشله ولا يعترف به أمام الرب الأمر الذي يزيد من خطورة الفشل على الإنسان، ولكن عندما يعترف بفشله يكون قد خطا الخطوة الأولى في طريق النجاح.
أقول لمن أصابه الفشل والإحباط : ارجع إلى كلمة الرب ففيها إنعاش للآمال وإحياء لرجاء الفاشلين واليائسين، فقط إن آمنوا بالمسيح إيماناً قلبياً ووثقوا به ثقة كاملة.لان الثقة بكلام الله ايمان بالله،والايمان بوعود الله.
فعليكم يا احباء: ان تشبعوا بالكلمة الإلهية بكلام الرب يسوع مثلما بطرس سمع التعاليم من فم يسوع .
ما اجمل ان تكون أمور حياتنا كلها مبنية على كلمة ربنا يسوع المسيح مثل ما صار مع الرسل وبطرس لما سمعوا كلام الرب وامانوا به يقول الانجيل المقدس:
ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكاً كثيراً جداً حتى صارت شبكتهم تتخرق فأشاروا إلى شركائهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا ويساعدوهم فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغرق.
أيها الأحباء : اذهبوا الى العمق والقوا شباك حياتكم وهمومكم عند ارجل يسوع المسيح اذا لديكم ما يكفي من الشجاعة والايمان وعيشوا مع كلمة الرب المحيية ولتثمر في قلوبكم خيرا وفيرا .حتى عندما تحين ساعة مغادرتكم ولقاءكم تكونون مستعدين لتجدوا مع الرب في الفردوس المعدة لكم .آمين