الانتظار … الخلاص
النص الإنجيلي :
لوقا (13: 10-17)
في ذلك الزمان كان يسوع يعلّم في أحد المجامع يوم السبت* وإذا بامرأة بها روح مرضٍ منذ ثماني عشرة سنةً وكانت منحنية لا تستطيع أن تنتصب البتّة* فلما رآها يسوع دعاها وقال لها إنك مطلَقة من مرضك* ووضع يديه عليها وفي الحال استقامت ومجّدت الله* فأجاب رئيس المجمع وهو مغتاظ لإبراء يسوع في السبت وقال للجمع هي ستة أيام تأتون وتستشفون لا في يوم السبت* فأجاب الرب وقال يا مرائي أليس كل واحد منكم يحل ثوره أو حماره في السبت من المذود وينطلق به فيسقيه* وهذه وهي ابنة إبراهيم التي ربطها الشيطان منذ ثماني عشرة سنةً أما كان ينبغي أن تُطلق من هذا الرباط يوم السبت* ولما قال هذا خزي كل من كان يقاومه وفرح الجمع بجميع الأمور المجيدة التي كانت تصدر منه.
العظة :
باسم الآب والابن والروح القدس،آمين
قال النبي ارميا:” جيد ان ينتظر الانسان ويتوقع بسكوت، خلاص الرب.” (مراثي ارميا 3: 26)
أيها الأحباء ها نحن ننتظر مجيء المخلص ، لهذا الكنيسة المقدسة وضعت هذا النص الإنجيلي الذي قرأ عليكم الآن. عن المرأة المنحية الظهر. التي انتظرت الرب المخلص 18 عام وأخيرا شفيت من دائها .
اليوم الانجيل المقدس يدعونا الى انتظار يسوع ،خلاصنا وشفائنا .لذلك نرتل في الكنيسة قبل مجيء الرب ونقول “ان المسيح يأتي ليعيد صورة آدم الساقط” السؤال فكيف تنتظر يسوع المسيح؟ وما هو الانتظار ؟ وما الفائدة من الانتظار؟ وهل علينا الانتظار؟ ولماذا يجب ان ننتظر الرب.؟
يقول الكتاب المقدس ” ” انتظروا الرب ليتراءف عليكم ولذلك يقوم ليرحمكم طوبى لجميع منتظريه”(اشعيا 30: 18 ).
يقول دوواد النبي في سفر المزامير:” انتظارا انتظرت الرب فمال اليّ وسمع صراخي”(المزمور 14: 1).
اما منتظرون الرب فيجدون قوة، يرتفعون اجنحة كالنسور،يركضون ولا يتعبون ” ( اشعياء 140: 31 ).
الانتظار له فوائد كثيرة لحياتنتا ونمونا مع الله ولعلاقتنا معه ،فوقت الانتظار هو وقت التلذذ بالرب ،وقت الصلاة .اذ يقول المزمور تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك”(37: 4 – 7 ).
يعني ان وقت الانتظار يعلمنا بهجة وفرح الجلوس في حضرة الرب وقت الصلاة .وتسليم انفسنا وطلبتنا بين يديه .يَعنِيَان ان نستودع الله في كل شي وان نكون مؤمنين بان الله يختار الأفضل لنا دائما .
المهم ان نكتشف موضوع انتظارنا.نحن دائما ننتظر شيئا ما ،ولكن مع الوقت نفهم طالما ننتظر شيئا ما ،فاننا لن نجد شيئا.يجب ان لا يكون هناك ما ننتظروه بل من ننتظره.
علينا ان ننتظر شخصا لا شيئا .وهو المخلص يسوع المسيح .هذه المراة انتظرت طويلا شخصا وليس انتظرت شيئا ،انتظرت مجي المخلص.
الانتظار يعلمنا المثابرة والصبر والصلاة والرجاء ،هذا ما فعلته المراة المنحية الظهر، كانت كل يوم تصلي للمخلص وتذهب الى الهكيل يوميا وتنتظر ،وكان رجاءها بمجي المخلص حتما .فحصلت على الخلاص والشفاء وحصلت على ما تريده ،وجدت التعزية الكبيرة لنفسها .
انتظرت المراة المنحية الظهر بدون تذمر وشكر وبالرجاء التام .ان الله يتأنى على القديسين في جهادهم وعذاباتهم وينتظر عليهم كنوع من امتحان الايمان .انتظار المراة المنحية الظهر بايمانها السليم سلمت كامل مشيئتها للرب ووثقت بان الرب يحبها اكثر من محبتها لنفسها واعطاها ما تريد في الوقت الذي رآه مناسبا لها.
أيها الأحباء: في زحمة الأضواء الضوضاء والألوان وفي ضجة حياتنا اليومية ،نجد الصعوبة ان ننتظر أي شخص او أي شيء ،فنحن نريد ما نريده الان وبسرعة ،لا ننتظر لا نصبر لا نثابر .
نريد الحصول على ما نريده وقتما نريده،ولذا نخسر رجاءنا وصبرنا ونجد صعوبة ان نجد الله وتعزياته وبالاخير نفقد ثقتنا بالله.
يا احبائي : علينا ان نعلم ونتذكر ان الله يعمل وفقا لخطته التي سبق وان وضعها ،وليس خطتنا نحن ،ويجب ان نجد تعزية كبيرة ونحن ننتظر الرب ،اذ نجد قوة الهية. يقول الكتاب المقدس:” انتظر الرب ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب” (مزمور 27: 14).
ان انتظارنا وصبرنا يكأفا في النهاية “لان مجي الرب قد اقترب ” (يقعوب2: 7- 8 ).ولهذا “طيب هو الرب للذين ينتظرونه للنفس التي تطلبه “(مراثي ارميا 3: 53).
هناك سؤال يطرح عليكم كيف تنتظرون مجيء العيد؟ هل تنتظرون شيئا قد تحصلون عليه؟ تنتظرون هدية غذاء شجرة مضاءة اجتماع العائلة .او تنتظرون شخصا ؟ هل المسيح موضوع انتظاركم الحقيقي في حياتكم ؟
انتظاركم لمجيء المخلص هو التزام والتزام بالعمل بوصاياه ،بالحب بالعطاء حتى لو اعتبرتم أنفسكم فقراء .
عليكم ان تعطوا ان تحبوا. لهذا الرب ينتظركم ،كما انتظر المراة السامرية عند بئر يعقوب .وكما انتظر 18 عاما هذه المراة المنحية الظهر .وهو ينتظركم كل لحظة ،هل ستخيّبون الله.
أخيرا: انتظروا الذي يحبه قلبكم ألا وهو يسوع المسيح المخلص، الذي يطلب منكم ان تكونوا متيقظين ساهرين ،مصلين، معطاءين، محبين. لاجل هذا يجيء الرب حتى يخلصكم ويمنحكم الحياة الأبدية .
المسيح ولد … حقا ولد. أمين