النص الإنجيلي :
لوقا (18: 35-43)
في ذلك الزمان فيما يسوع بالقرب من أريحا كان أعمى جالساً على الطريق يستعطي* فلمّا سمع الجمع مجتازاً سأل ما هذا* فأُخبر بأن يسوع الناصري عابر* فصرخ قائلاً يا يسوع ابن داود ارحمني* فزجره المتقدمون ليسكت فازداد صراخاً يا ابن داود ارحمني* فوقف يسوع وأمر أن يُقدّم إليه* فلما قرُب سأله ماذا تريد أن أصنع لك. فقال يا رب أن أُبصر* فقال له يسوع أبصرْ. إيمانك قد خلّصك* وفي الحال أبصر وتبعه وهو يمجّد الله. وجميع الشعب إذ رأوا سبّحوا الله.
+ + + + +
العالم اعمى لا يرى اين يذهب
“علينا ان نتذكر الله اكثر مما نتنفس”
العظة :
باسم الآب والابن والروح القدس،آمين
” “فلا خلاص لأحدٍ بغيره أنه ليس اسمٌ اخرُ تحت السماء أُطلق على احدٍ من الناس به ينبغي ان نَخْلُصَ” (اعمال الرسل 4: 12)
أيها الأحباء: ها نحن على طريق، (طريق اريحا)، طريق حياتنا اليومية. نستعد لميلاد يسوع الإلهي .ان هذا الاعمى الوارد في النص الإنجيلي الذي قرناه الان ،هو يرمز الى البشرية ،والى كل واحد منا. والذي جاء يسوع الينا، كي يولد ويتبنانا ويخلصنا .
كل واحد منا يريد النور وان يبصر مثل هذا الاعمى، العالم كله اعمى، لا يرى اين يذهب .
السؤال هنا كيف نلتقي يسوع ؟ وأين وكيف نستقبله . هذا اللقاء سيتم وسنحتفل به عما قريب.
يقول الانجيل المقدس اليوم : سمع الاعمى ضجيج وعجقة جماهير،سالئهم ماذا يحصل ،فقالوا له يسوع الناصري عابر في الطريق .فلما سمع فرح الاعمى لانه سمع من الناس عن عجائب يسوع .
كان يتمنى ان يشفى فصرخ بإلحاح وبلجاجة : يا يسوع ابن داوود ارحمني .سأله يسوع عما يريد فانه قد قال ان اُبصر فابصَرَ.
هناك ملاحظة مهمة ، ان المسيح ما كان يجهل ما يريده الاعمى، لكن سأله ليسمع اليهود ولئلا يقولوا بان الاعمى كان طالبا شيئا ما، وهو أعطاه شيئا اخر .
لانه ما ان قال اريد ان اُبصر حتى فتح المسيح له عينيه لاجل ايمانه الحار .لهذا قال له الرب يسوع “ايمانك قد خلصك” .اما الاعمى فقد مجّد الله وتبع يسوع وشكره أيضا .
اذا كيف نستقبل نحن يسوع في طريق حياتنا اليومية كي نحصل على البصر والبصيرة.
الجواب: نستقبل يسوع المسيح بايماننا الحار الحي والعيش به،لان بفضل ايماننا يُدخلنا الرب في النور ويجعلنا فرحين ونكون من أبناء النور.
يريد يسوع ان يصنع لنا كل شيء ولكنه لا يستطيع ان يصنع ذلك من دون ايماننا والشركة معه.
لعلا نتمكن مثل هذا الاعمى المتسَوّل من ان نبتهل ونصلي بلا انقطاع وبلجاج حتى يهبنا ونحيا بالنور حتى نحبه اكثر فاكثر ،”علينا ان نتذكر الله اكثر مما نتنفس ” (القديس غريغوريوس اللاهوتي).
امام هذا الالحاح في الصلاة والابتهال لا يستطيع يسوع الا ان يجيبنا ويسألنا ماذا تريدون ان افعل لكم .
يا احبائي: صلاتنا ليسوع (ارحمني) ما هي الا ولادة جديدة نولد من ابينا السماوي الى نور الحياة الإلهية.
صلاتنا ليسوع يجب ان تكون مركز اهتمامنا ،”وجهك يارب التمس لا تصرف وجهك عني” .اسم الرب يسوع يتحوي كل شيء :النور ،القداسة، المحبة،الفرح،العطاء،الخدمة، التضحية،والخلاص.
كل شيء معطى لنا في اسم يسوع “فلا خلاص لأحدٍ بغيره أنه ليس اسمٌ اخرُ تحت السماء وأُطلقَ على احدٍ من الناس به ينبغي ان نَخْلُصَ” (اعمال الرسل 4: 12).
لهذا يا احبائي: علينا ان نلهج بصلاة يسوع المسيح (يا يسوع المسيح ارحمني) مثل التنفس بلا كلل بلا ملل بإلحاح ولجاجة تشبه الحاح اعمى اريحا وسوف حتما يستجيب يسوع ويقول لنا ايمانكم خلصكم .
هذا هو يسوع المسيح الاتي ليقدم لنا الخلاص ،وهو يعطي لنا من خلال هذه المعجزة الشفاء الروحي والاعتراف به معلما وسيدا ومخلصا .لذلك بدأ انجيل لوقا
بشارته بإعلان الفرح العظيم اذا يقول :” فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب انه ولد لكم اليوم في مدينة داوود مخلص هو المسيح الرب.”
يسوع هو المخلص الذي بشرت به الملائكة انه ولد وصار بين البشر سببا للفرح والخلاص وهو مخلص الجميع وهو حنون لدرجة المبادرة بالشفاء والرحمة . أخيرا احبائي: في الايام الاتية. علينا ان نتهيأ ولنستقبل ونستعد لميلاد ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح الاتي ليخلصنا ولاجل شفائنا من عمانا الروحي والنفسي.
فعلينا اذا أن نخرَّ بإحناء الرِّكب أمام الله بالإيمان، مثلَ أعمى اريحا ونقول:” يا ربُّ يا يسوعَ المسيح ابن الله، ترحَّم علينا وأنرْ عيوننا النفسيَّة، حتَّى لا نهلَكَ بآثامنا في ظلامِ الخطيئة. هبْ لنا توبةً واعترافاً، حتَّى نغتسلَ من خطايانا ونصبحَ ورثةً لملكوتِكَ، حيث سنملك معكَ بلا انقضاء.”
المسيح ولد .. حقا ولد لاجل خلاصنا .آمين