باسم الآب والابن والروح القدس ـ آمين
لا نخشى اذا استغنى الانسان واذا كثر مجدُ بيته لانه اذا مات فلا يأخذ معه شيئا “(مزمور 49: 17 – 18 )
الآن الآن وقت الرحمة
أيها الأحباء: الرب يسوع المسيح يعلّمنا دائما بامثلة مختلفة كي نحصل على الخلاص والحياة الأبدية. في النص الإنجيلي الذي تلي عليكم الآن يظهر لنا الحياة الأبدية والعذاب الابدي. اذ يعلّم الاغنياء ألا ينظروا ويتعلقوا فقط بالاكل والشرب ورفاهية الحياتية واباطيلها، وان يساعدوا الفقراء.
كما يعلّم يسوع الفقراء ألا يحزنوا كثيرا ولا يجدفون على الله بل ان يتحملوا بصبر وشكر دائم .
لان الله عادلا وسيحاسب كل واحد بحسب اعماله كما راينا في انجيل اليوم المقدس.
سمعتم يا احبائي يسوع يقول :” طوبى للرحماء فانهم سيرحمون” .حلوة كلمة رحمة. فكم بالحري هي موجودة فعلا .جميع البشر يريدون ان يحصلوا على الرحمة ،علما ان اغلبية من البشر لايتصرفون بحيث يستحقونها ،انما قليلون هم الذين يصنعوا الرحمة.
قد كتب في انجيل المقدس :”ملكوت الله ليس بالكلام بل بالقوة”(1كورنثوس 4: 20 ).وايضا ” الايمان بدون الاعمال ميت”( يعقوب 2: 26).
فلنلتفت يا احباء نحو الاعمال الرحمة والاعمال الصالحة مادامت لنا الوسيلة في إمكانية ان نعمل الرحمة واعمال الصالحة .حتى لا يديننا اسمنا المسيحي الذي لدينا، بل ان يكون اسمنا المسيحي هو لخلاصنا .وقتها نكون مسيحيين حقا لا غش فينا. اذا ما فعلنا فلن يكون في وسع اسمنا المسيحي ان ينفعنا في شي.اذ نخسر الخلاص الابدي وهذا يرعبنا اكثر مما ترعبنا الخيرات الحاضرة.
هذا الغني، في هذا الانجيل. لم يصنع أي رحمة برغم من غناه الوفير. فلم يكن رحيما الى درجة ما كان ينظر الى الفقير لعازر ،ولا كان يبادر اليه ولو بكلمة طيبة واحدة، ولا كان يعطيه خبز رغيف او ليرمي اليه بثوب بالٍ.انما كان يرمي كل شي في بطنه.
ولاجل هذا لما مات لم تأخذه ملائكة بمجد مثل لعازر، كما كان لديه في الدنيا مجد عظيم ،بقي أخيرا عريانا وحيد بعد افراحه القصيرة المدى الى العذاب الابدي.
هذا الغني العديم الرحمة يطلب الرحمة .قال له إبراهيم بمعنى ،ياعديم الرحمة لماذا تطلب الرحمة.في حال انك لم تصنع الرحمة لغيرك.
أيها الأحباء: يخطئ من يقول او من يظن نفسه بريئا عندما يدعي بانه انسان صالح لا يسرق غيره، غير انه لا يتصدق على الفقراء والمحتاجين ويدعي انه يفعل الخير من ثروته الخاصة ولكنه لا يتوان عن اكل مال الاخرين.
فبدل ان ندين الاخرين لنبدأ با نفسنا ،انه لامر جوهري لحياتنا في المسيح ،ان نعيش المشاركة والعطاء.بمعنى أي شي لنا لم نناله .يقول الرسول الإلهي بولس ان كل شيء قد اعطي لنا بنعمة ان نصرفه ان نعطي.وقتها نغتني بالله بدل ان نكنز لانفسنا كما يكنز الغني الجاهل.
الانجيل اليوم لا يدعو الى البؤس والفقر بل يدعو الى الرحمة والمشاركة والعطاء من اجل ان لا يبقى في الأرض فقر او بؤس.
أيضا يوجد مساكين فقراء مثل العازر ولكنهم ليسوا بصبورين مثله وشاكرين الله على كل شيء . وانما هم يشتمون ويدينون ويحسدون الاخرين بغضب ،ولا جل هذا لن يذهب هؤلاء الفقراء الى الخلاص الابدي بل الى العذاب الابدي.
ولذلك يا احبائي علينا ان نتحمل كل الفقر والشدائد والضيقات التي تحيط بنا، فكل شي يعود لمنفعتنا ولاجل خلاصنا.
أرايتم كم هو مخيف عذاب الغني اليوم ،فكرتم كيف قضي عليه ليحترق.مع علم انه لم يكن شرير ولكنه عديم الرحمة.فكروا بانفسكم .كم من المساكين يوجد حولكم، كم من المساكين عراة، جياع، ياتون ويقرعون على أبواب بيوتكم ،هل تسمعون هل تفتحون لهم ؟أيها الأحباء ان عدم الرحمة هي لخطيئة عظيمة ،لانها بها يذهب الانسان الى العذاب الابدي.أخيرا: اتوسل اليكم أيها الاخوة ان تفكروا في الرحمة بانتباه خاص في اثناء الرحمة، لان الوقت الدينونة سياتي.آمين