اللمسة الالهية !
كيف اصل الى الله والمسه
————————————————–
انجيل الاحد السابع من لوقا :
لوقا (8: 41-55)
في ذلك الزمان دنا إلى يسوع إنسان اسمه يايرس وهو رئيس للمجمع وخرَّ عند قدمي يسوع وطلب إليه أن يدخل إلى بيته* لان له ابنةً وحيدة لها نحو اثنتي عشرة سنة قد أشرفت على الموت .وبينما هو منطلق كان الجموع يزحمونه* وان امرأة بها نزف دم منذ اثنتي عشرة سنة وكانت قد أنفقت معيشتها كلها على الأطباء ولم يستطع أحد أن يشفيها* دنت من خلفه ومست هدب ثوبه وللوقت وقف نزف دمها* فقال يسوع من لمسني. وإذ أنكر جميعهم قال بطرس والذين معه يا معلم إن الجموع يضايقونك ويزحمونك وتقول من لمسني* فقال يسوع انه قد لمسني واحد. لأني علمت أن قوة قد خرجت مني فلما رأت المرأة أنها لم تخْفَ جاءت مرتعدةً وخرّت له و أخبرت أمام كل الشعب لأية علة لمسته وكيف برئت للوقت* فقال لها ثقي يا ابنة إيمانك أبرأك فاذهبي بسلام* وفيما هو يتكلم جاء واحد من ذوي رئيس المجمع وقال له إن ابنتك قد ماتت فلا تُتعب المعلم* فسمع يسوع فأجابه قائلاً لا تخف. آمن فقط فتبرأ هي* ولما دخل البيت لم يدع أحداً يدخل إلا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبا الصبية وأمها* وكان الجميع يبكون ويلطمون عليها. فقال لهم لا تبكوا. إنها لم تمت ولكنها نائمة* فضحكوا عليه لعلمهم بأنها قد ماتت* فأمسك بيدها ونادى قائلاً يا صبية قومي* فرجعت روحها وقامت في الحال فأمر أن تُعطى لتأكل. فدهش أبواها فأوصاهما أن لا يقولا لأحد ما جرى.
العظة :
باسم الآب والابن والروح القدس ، آمين
أيها الأحباء : عنوان تأملنا اليوم في انجيل المقدس هو السؤال: كيف اصل الى الله والمسه؟
نحن كطبيعة بشرية ضعفاءعاطفيين فإننا نشعر بالحاجة في بعض الأوقات إلى يد تلمسنا،خاصةً عندما نمُر في أوقاتٍ عصيبةٍ وظروفٍ أليمة، ننتظر تعزية، ونقول: “أتمنى ولو أنَّ لمسة عصا سحرية تحل كل هذه المشاكل! أو ربما نواجه ظروفاً مستعصية ، نقف أمامها ونعلن: “إن حل هذه الأمور لهوَ مستحيل! خاصةعندما يزورنا مرض صعب وعضال، ويطرحنا في الفراش، ويسلب منا القوة والفرح، ويتحول الى أنين وبكاء، ويعجز الطب أمام هذا المرض.
لكن وسط كل هذه الصعوبات والتحديات التي نواجهها، أريد أن اشجعكم احبائي: بأن هنالكَ شخصٌ قدير، لا يوجد عنده أمرٌ عسير، لمسته قوية، شافية، محررة ولها أعظم تأثير.
إنها لمسة تُغيّر، تُحرّر وتشفي ليس فقط الجسد، وإنما الفكر والنفس والروح، لمسة تُغيّر المصير! هذا هو إلهنا المبارك، ربنا يسوع المسيح، الذي قيل عنهُ: “أنه يتجول يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس” (أعمال 10: 38) “وجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء” (متى 36: 14).
يقول انجلينا المقدس اليوم : ان امراة بها نزفَ دمٍ سَمِعَت بِأَخبارِ يسوع، جاءَت بَينَ الجَمعِ مِن خَلْفه ولَمَسَت (مسّت) ثوبه.
ان عبارة “ومسّت هدب ثوبه ” فتشير إلى أن لمسة المرأة المنزوفة هي لمسة إيمان التي أعادت اليها الحياة بالرغم من انها نجسة ولا يحق لها ان تلمس إنساناً.
فهي لا تحمل النجاسة (الموت) إلى يسوع، بل يسوع يحمل إليها الحياة. إذ اكتشفت هذه المرأة في يسوع القدرة التي تحمل اليها الخلاص، في حين كانت لمسة الجمع ليسوع هي لمسة فضول .
لأَنَّ المراة قالت في نَفسِها: إِن لَمَسْتُ ولَو ثِيابَه بَرِئْتُ”: تشير عبارة “إِن لَمَسْتُ ولَو ثِيابَه بَرِئْتُ” الى قوة تعمل باللمس كما جاء في انجيل مرقس “لأَنَّه شَفى كَثيراً مِنَ النَّاس، حتَّى أَصبَحَ كُلُّ مَن بِه عِلَّةٌ يتَهافَتُ علَيه لِيَلمِسَه” (مرقس 3: 10). ولنا في ذلك دلالة على أن المسيح يريد الحياة للبشر. فالمرأة لمسته روحيا قبل ان تلمسه جسدياً. صلّت اليه بروحها قبل ان تصلي اليه بيدها.
” للوقت وقف نزف دَمِها” ، وأَحَسَّت في جِسمِها أَنَّها شفيت مِن عِلَّتِها.فخافَتِ المَرأَةُ وارتَجَفَت لِعِلمِها بِما حدَثَ لَها، فَجاءَت وارتَمَت على قَدَمَيه واعتَرفَت بالحَقيقَةِ كُلِّها“.”فقالَ لها: “يا ابنَتي، إِيمانُكِ خَلَّصَكِ، فَاذهَبي بِسَلام، وتَعافَي مِن عِلَّتِكِ”.
تشير عبارة “يا ابنَتي، إِيمانُكِ خَلَّصَكِ” الى العلاقة الوثيقة التي تربط بين “الخلاص” والصحة”.
إيمان المرأة في حد ذاته خلصها لأنه ادخلها في علاقة بالمسيح، الذي هو وحده صاحب الخلاص؛ وهذا الايمان ما هو إلاّ موقف الثقة الذي يرضى به يسوع ولذلك يلبّي طلبها (لوقا 7: 50). ألم يقل المسيح إن “كُلُّ شَيءٍ مُمكِنٌ لِلَّذي يُؤمِن؟” (مرقس 9: 23). “إِن كانَ لَكم مِنَ الإِيمانِ قَدْرُ حَبَّةِ خَردَل قُلتُم لِهذا الجَبَل: اِنتَقِلْ مِن هُنا إِلى هُناك، فيَنتَقِل، وما أَعجَزَكُم شيء” (متى 17: 20). إيمان المرأة خلصها اي شفاها (متى 9:22) شفاء الجسد وخلاص النفس.
سؤالنا اذا يا احباء : كيف بمقدورنا ان نصل الى الله ونلمسه ونشفى مثل هذه المراة المنزوفة في أيامنا هذه.؟
المسيح هو دائما موجود هنا .. ونحن الذين ليسوا هنا. نحن نسعى الى الوصول الى المسيح .. انه هو الذي يصل الينا ، هو القريب منا، وهو واحد معنا لدرجة انه لو لم يكن هنا لما كنا نحن هنا .
ان لمسة ثوب المسيح في متناول يدنا فلنفتح عيون قلبنا على الرب الذي هو هنا .
اتصالنا المباشر مع يسوع هو ان نضع ثقتنا فيه. فالثقة نمضي الى ما بعد . وهو السجود عند قدمي يسوع ان نستسلم اليه ،ان نتخلى له عن كل شي ان نلقي امامه كل شي. عندئذ يأخذ بيدنا وينهضنا ويرفعنا ويشفينا .
اذا فما الذي يتعين علي ان اعمل كي اصل ان المس هدب ثوبه وانال الشفاء والخلاص .
علي ان ابحث عن يسوع مهما كانت الصعوبات والامراض والتجارب مستعصية و كثيرة علينا والتي تقول بان يسوع بعيد جدا عنا فكيف استطيع البحث عنه وأين اجده ؟
لا ليس الرب بعيدا عنا ، واذا كان بعيدا عنا يكون بسبب بعد قلبنا عنه فلا بد ان نسعى بالوصول اليه والى لمس طرف ثوبه.
فليس علي ان ابحث عنه في مكان اخر . علي ان ابحث عن قلبي وهنا استطيع ان المسه. فانه قريب جدا لدرجة اننا نستطيع دائما انتظاره،اذ انه يأتي دائما يبحث عنا .
فما من لحظة واحدة من حياتنا يمكنه فيها ان ينسانا نحن ننساه ونغلق قلبنا حيث مسكنه المفضل ..
احبائي : ذروة اللقاء بيسوع هي في : قراءة الكتاب المقدّس بعهديه . فنحنُ لا نعرف يسوع المسيح من كتاب خارج الكتاب المقدّس .
نلتقي بيسوع ، من خلال القدّاس. فالقدّاس مهملٌ عند الكثير من مسيحيّينا . وعندما أقولُ مهملٌ ، لا أقصد أنهم الأغلبيّة لا تذهب للقدّاس ، لا بل فقدوا معنى القدّاس الحقيقيّ واللقاء والمشاركة الفعّالة . فنراهم يأتون لقضاء حاجة ما ، أو للقاء شخص ما ، أو ..او …. الخ ، وكأنّ القدّاس أصبح مسرحيّة تُعرَض أمامنا ونحنُ نتفرّج من دون أيّة حركة ٍ منّا فعّالة .
نلتقي أيضا بيسوع ، في حياة الأسرار المقدّسة . فالأسرار، هي نافذة لرؤية الأبديّة أخيرا احبائي: ثقوا بيسوع المسيح هو دواء الشافي والحقيقي لكل امراضنا.خروا واسجدوا امام قدمي المسيح هناك خلاصكم . عندئذ يأتي المسيح ويسكن فيكم ويشفيكم فتصيروا الصلاة المتواصلة حيث القلب الحقيقي مسكن الله الحقيقي آمين .