باسم الآب والابن والروح القدس ، آمين
أيها الأحباء: انجيل اليوم هو محبب الى قلوب المؤمنين وهو موضوع الصيد، صيد السمك، صيد العصافير، هناك الكثيرون يمارسون الصيد. اما انجيل يتكلم عن صيد البشر. قليلون لا يرغبون في عمل صيد البشر.
ماذا جاء في انجيل الصيد يقول: وفيما كان يسوع ماشيا على شاطئ الجليل رأى أخوين وهما سمعان المدعو بطرس واندراوس اخوه يلقيان شبكة في البحر. ورأى اخرين يعقوب بن زبدى ويوحنا فقال لهم جميعا هلم اتبعوني واجعلكم صيادي البشر.
إذا الدعوة كانت على شاطئ بحر الجليل هنا اختار المسيح تلاميذه ولم يذهب الى قصر هيرودس لأنه” ليس كثيرون أقوياء وليس كثيرون شرفاء قد دعوا “(اكورنثوس 1: 26) يعني لم يختار أقوياء من أصحاب السلطة..
ولم يذهب الى الهيكل لاختيار تلاميذه من الشيوخ ورؤساء الكهنة بل الى بحر الجليل. اراد يسوع في هذا يظهر تواضعه حتى في اختيار تلاميذه.
الذين سوف يوكلهم إليهم إدارة شؤون ملكوته لأنه ” يختار جهال العالم لخزي الحكماء “(1 كورنثوس 1: 27).
أيضا نلاحظ انهم كانوا أي التلاميذ اخوة بحسب الجسد والان صاروا مرتبطين برابطة روحية واحدة بالمسيح ،كانوا صيادين فقراء وجهلاء لم يتلقوا علوم زمانهم عاشوا في جهاد ونضال ومتعودين على الاخطار والمصاعب لان مهنة الصيد مضنية وخطرة اكثر من مهنة أخرى.
ويلاحظ أيضا انهم كانوا منشغلين كل واحد يؤدي واجبه، لم يكن فيهم واحد كسولا او بطالا. هنا سؤال يطرح على أنفسنا هو هل انا في المسيح اعمل بجد؟ هل انا اعمل في عملي بكد وجهد وتفاني.
ماذا يقول لهم الرب.؟ وما هذه الدعوة.. اتبعاني
تعني اكفروا بأنفسكم وسيروا على خطواتي وتأهبوا لحمل الصليب والموت عليه فأنكم ستقادون كما تقاد النعجة للذبح وتعلقا على خشبة الصليب مثلي.
بهذه الكلمة (اتبعاني) أعلمهم الرب بكل مشروعه الخلاصية. من المؤكد ومن المعلوم ان الصليب هو طريق المخلص. ويستحيل اتباع المخلص يسوع دون طريق الصليب.
ولذلك فان اخوين بطرس واندراوس تبعا معا المعلم الإلهي باستشهادهما وهما على خشبة الصليب ولبيّا هذه الدعوة بدقة وكانا اول من اتبع الاله المصلوب. لهذا اختارهما ليبشرا بإنجيله ويبشرا بالإله المصلوب مع بقية الرسل.
وتمما وحققا ما قالاه وبشرا به لانهما علقا على خشبة الصليب فماتا مسمَّرين عليه.هؤلاء خدام صيادين الناس ما كانوا لاهلاكهم بل لتخليصهم بنقلهم من حالة الى حالبة ليربحوا الذين يصطادونهم لا لانفسهم بل لربحهم للمسيح.
أيُّها الأحباء: كما أنَّهُ كان يسوع المسيح يدعو الرُّسُلَ حينئذٍ، هكذا إنَّه يدعونا نحن الآن أيضاً ويقول: تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم (متَّى11: 29)، ولكن لا أحد يسمع صوته الإلهي، ولا يقبل براحته. ولكن لِمَ الأمر هكذا؟ وهل أنَّ كلمة الله قد ضعُفَت وليس بمقدورها أن تثنيَّ القلب البشريَّ؟ لا لم
تَضعف. لأنَّ كلمة الله غير قابلةٍ للصيرورة.
وإنَّما ما كانت عليه عند الرُّسُلِ والأنبياء، فهذا ما هي عليه اليوم وإلى ابد الدهور أيضاً. ولكنَّها لا تفعل الآن هكذا، كما كانت تفعل في عهد الأنبياء والرُّسُل بسبب أنَّه، يأتي الكثير من الناس الآن إلى الكنيسة ويصغون إلى الكلمة الإلهيَّة، ولكنَّهم يخرجون منها خطأة أيضاً، ويبقون غيرمكترثين بالكلمة الالهية ويموتون في خطيئتِهم. ولِمَ الأمر هكذا؟
ليس بسبب عِلَّةٍ أخرى، بل لأنَّنا لا نهتمُّ بخلاصِنا ولأنَّنا ننظر إلى الأمور الدنيوية فقط، بحيث أنَّهُ حينما نكون في الهيكل، نكون هناك بجسدِنا فقط حينئذٍ أيضاً، ويظلُّ ذهنُنا خارجاً يجول في أعمالنا الخاصة، وفي الاهتمامات الدنيوية الأخرى. يا لحمق ذلك الإنسان، الّذي يكرِّمُ هذه الحياة الدنيوية والوقتية أكثر من مملكة الله الأبديَّة الّتي تعدُّ هذه الحياة الحقيقية.
لذا يجب على المسيحي الحقيقي المؤمن ان يسرع في تلبية دعوة الله له، وله عن ذلك الثواب العظيم خصوصا اذا اطاع دون ترغيب او اغراءات. كما لبّى الرسل دعوة يسوع دون تردد.
هل نجد في نفوسنا من يلبي الدعوة والاستعداد بما يطلبه منا الرب. من حمل الصليب واتباع طريق الحق والحياة؟ هل لدينا الطاعة للرب.
فعلينا يا أحبائي: ان نلبي دعوة كما لبى التلاميذ تاركين الشباك .فتوبوا الى الله وارجعوا اليه واتركوا الشباك العالقين فيها ومزقوها .
وما الشبك سوى هموم العالم الدنيوية والعلاقات المتعبة المؤدية الى تعب الضمير .
فان رغبتم ان تتبعوا يسوع المسيح الذي يدعوكم كل يوم وتسددوا خطواتكم وحياتكم علموا ابناءكم المبادئ الصالحة والأخلاق الحميدة.
ارفضوا كل ما يضايق المسيح امشوا وراء المسيح لتكسبوا الملكوت وكونوا ظلا للمسيح امين