باسم الآب والابن والروح القدس. امين
طوبى لمن يأكل خبزا في ملكوت الله ( لوقا 14- 15 )
ايها الاحباء نحن الان على ابواب عيد الميلاد المجيد ومنذ بدء صوم الميلاد والكنسية تضعنا او تهيئنا بحكمة وبالتدرج من خلال الصوم والقراءات والتراتيل لكي نستقبل ميلاد السيد . وتضعنا الكنسية ايضا في وضع خاص لتحررنا من الارضيات الى السماويات .
لذلك نحن نكون( مثل اناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس حتى اذا جاء وقرع يفتحون له للوقت " ( لوقا 12- 36 )
وقبل الدخول في تهيئة العيد ، لا بد من ان لا ننسى اننا في هذا الاحد اليوم هو احد الاجداد ، وهم الاجداد الذين لهم صلة تاريخية مع السيد المسيح . منهم من جاء قبل الناموس ومنهم من جاء بعد الناموس وكلهم انتظروا لكنهم ام يعاينوا الرب يسوع .
وايضا نحن من المفيد ان نسمي هذا الاحد احد الاحفاد كما قال سيادة المطران جورج خضر اي نحن احفاد المسيح وابنائه .
يا احباء : من بين التهيئات والاستعدات لاستقبال العيد الانجيل الذي قراناه والذي فحواه مثل اعطاه السيد عن عشاء عظيم صنعه انسان ودعا اليه كثيرين . فالمقصود بالعشاء العظيم الملكوت الذي دعا اليه الله البشر .
من المؤكد ان المقصود بالكثرين الذين دعاهم الله اولا وكانوا اولاد ( اليهود ) لانهم كانوا وحدهم مؤمنين بالله ولكن ولانهم رفضوا دعوة الله الى ملكوته عبر يسوع . قال لهم يسوع عن نفسه : " ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لامة تعمل اثماره " ( متى 21- 43 ) .
وبالطبع الامة التي ستعمل اثمار ملكوت الله كانت الوثنين الذين صاروا مسيحيين ولذلك هم من قصدهم السيد بقوله : " اخرج الى الطرق والاسجية واضطرهم الى الدخول حتى يمتلئ بيتي "
لذلك يا احباء دعوة الله الى ملكوته هو موجهة منذ البداية الى الجميع بدون استثناء وعلى كل انسان ان يستجيب لها .
فان تلبية الدعوة او رفضا هي مسؤولية الانسان الذي يتحمل نتائجها كل واحد منا فهو نفسه الذي يدخل نفسه في ملكوت الله الابدي حين يقبل دعوته ، وهو نفسه الذي يبقي نفسه خارج الملكوت حين يرفضها .
انجيل اليوم يا احباء : يخبرنا بما حصل مع المدعوين الذين تكبروا على نعمة الله ولم يعيطوا كلمة الله ايضا . وما اصعب جواب الانسان على دعوة الرب . انه جواب تهرب من امام وجه الله .
لقد اختلق الانسان كل الاعذار والحجج ليكون بعيد عن الله :
العذر الاول : انسان قد اشترى حقلا ، نتساءل هل شراء حقلا يعد خطية ، بالطبع لا . وانما عندما يصبح امتلاك المقتنيات اهم من خضوع الفوري لكلمة الله فحتما انك تقع في تعريف الجوهري والحقيقي للخطية . انه تعدي اي عدم الخضوع لسلطان الله.
العذر الثاني انسان اشترى خمسة ازواج من بقر : هل شراء البقر او شيء ضروري للحياة او للعمل هو الخطية؟ بالطبع لا ، ولكن عندما يصبح العمل اهم من طاعتنا الفورية لكلمة الرب ومشيئته فهذه هي الخطية . نحن نعرف ان ادم الاول سقط لعدم طاعته لكلمة الرب .
العذر الثالث انسان تزوج ، هل الزواج بامراة خطية بالطبع لا ، ولكن عندما تصبح رغبتنا في ارضاء زوجاتنا او ازواجنا واسعادهم اهم واكبر من طاعتنا وخضوعنا لمشيئة الرب .
لاجل ذلك يا احباء قال الرب لهم جميعا : " ليس واحد من اولئك الرجال المدعوين يذوق عشائي ( لوقا 14- 24) .وبكل وضوح لقد حرموا من عشاء الرب ليس بسبب انهم وقعوا في الزنى او نجاسة لانهم عصوا كلمة الرب ولم يتجاوبوا مع دعوة الله .
اذا فليس صحيحا ان العناية بالحقول وبالحيوانات او العمل او الزواج هي العائق امام تلبية الانسان لدعوة الله الى ملكوته .
فالله منذ بدء الخليقة هو الذي شرع للانسان الزواج والعمل كعنصرين مساعدين لتلبية هذه لدعوة .
انما العمل او الزواج يصيران عائقا عندما يصبح اي منهما هدفا بحد ذاته او ينحرف عن العمل الاساسي ، او تصبح شهوة الجسدية هي الهدف من الزواج وليس خلاص الزوجين ووحدتهما عن طريق جهادهما المشترك في المحبة والقداسة للدخول في ملكوت الله .
يا احباء : فرح الميلاد يقترب والدعوة كانت ولا تزال للجميع ان يشتركوا فيه .
لا تلتهوا في ضوضاء العيد ، ضوضاء العيد لا تجلب الا ضوضاء ، عليكم ان تلبوا الدعوة الى العشاء العظيم وتهيئوا ذواتكم لتدخلوا الى فرح العيد الحقيقي .
المسيح علىالارض وهو يدعونا اليه لكي نرتفع الى السماء وبخاصة حين نسجد بايمان وتوبة ومحبة امام المذود الحاضن للمولود غير المنظور لكي يكون معنا .هل نسمعه صوتنا هل سنلبي دعوته للعشاء؟
يقول لنا المسيح هانذا واقف امام بيوتكم واقرعوا ان سمعتم صوتي وفتحتوا لي قلوبكم ادخل اليكم واتعش معكم . ولهذا يا احباء اذا نبذتم الانانية والكبرياء من نفوسكم وبدأتم بالعطاء والبذل والمحبة وحمل الصليب تكونون من المختارين القلة وبهذه تكون توبتكم الحقيقية .
اذا توبوا وعيدوا واستقبلوه وقولوا مع الملائكة معلنين وصارخين وهاتفين:
المسيح ولد … حقا ولد