إِخْوَتُنَا الأَصَاغِرُ وهَدِيَّةُ المِيلاَدِ المَجِيدِ
===========================
مع نهاية العام الاستعداد للميلاد المجيد ، قدم هداياك في وسط هذه الظروف المناخية والحياتية التي نعيشها ، قدم هديتك للمولود الإلهي لتكون شريكًا في الحدث الخلاصي العجيب ، قدم نفسك فتأخذ النصيب والميراث … هلموا بنا نزور المسيح ، نعتني بالمسيح ، نطعم المسيح ، نكسي المسيح ، نستضيف المسيح ، نكرم المسيح ، نسقي المسيح ، هلموا نُجلسه معنا على مائدتنا ونصبّ عليه قاروره الطيب ، هلموا نشترك مع يوسف ونيقوديموس والمرأة صاحبة الناردين كثير الثمن، هلموا نقدم له قبرًا لأنه غريب وندبر له كفنه . هلموا نقدم الذهب واللُبان والمُر مع المجوس .
هدايانا ليست في الفلكلور والعادات وروتين مظاهر الاحتفال والمراسم والاستقبالات والبروتوكولات ، هدايانا هي رحمة وذبيحه عطاء ، للمسكين والفقير والمطرود والمريض والمظلوم والمسجون والمطروح والمتروك ، حتى إذا انتقلنا يستقبلوننا في المظال الأبدية …فكل ما نفعله مع هؤلاء إخوته الأصاغر (فبه نفعل).
أطعموا الجائعين للخبز وللبر واسقوا العطشانين للماء وللخلاص ، واكسوا العرايا للملابس وللستر من الفضيحة ، واستضيفوا المطرودين والذين هُدمت وحُرقت بيوتهم … افتقدوهم وشجعوهم وعاملوهم كشخص الرب ، لأن مجده ليس في المظاهر والبهرجة والسفريات والإنشاءات لكن مجده في عبيده الذين سماهم واختارهم خاصته (إخوته الأصاغر) ، قدموا لهم كؤوس الماء لأنها محصاة عند الذﻱ ليس بظالم أن ينسى تعب المحبة … هل يُعقل أن بيننا في هذا العالم آلاف شُردوا وحُرقوا وصاروا تحت الضغطة والعوز ، من جراء اضطهاد إبليس للمؤمنين!! ولازال زمن الشهداء والمعترفين ، الحاملين دماءهم وخراب بيوتهم وجروح مصابيهم وأحزانهم مصرورة ؛ ومعظمها ملطخ بالتنازلات والخسائر ، التي سيعوضهم عنها إله التعويضات الذﻱ يسمع أنينهم ويرى بعينه ما جرى لهم خلف أستار الظلام .
فلنسرع إلى هؤلاء المسلوبين والمنهكين من جراء وطأة الاضطهاد الحادث ، ونصنع من عيوننا شبكة تصطاد المحتاجين إلى معونة عاجلة ونغسل أرجلهم ؛ نُتكئهم ونستضيفهم ونعتني بهم ونقدم لهم حتى ولو كسرة خبز تسند قلوبهم وسط ما عانوه من جفاء وظلم وما جازوه في أنفسهم كما اجتازه الأولون … إننا عندما نكون في خدمتهم نرى بشريتنا وأقاربنا فلا نطعم أنفسنا دون أن نطعمهم ونكسيهم ونغطي عُريهم … لأننا إذا لم نفعل ذلك سنذهب مع الملاعين إلى النار الأبدية ، لذلك نصلي كأن كل شيء يعتمد على الله ، ونعمل كأن كل شيء يعتمد علينا … عالمين أنه بدون الإفخارستيا يكون لا معنى لهذه الأعمال ، وتصبح مجرد خدمة اجتماعية خيرية . لكنها بالشركة والإفخارستيا تكون دعوة لخدمة يسوع المصلوب (أنا عطشان) كي نطفئ ظمأة المتواصل في إخوتنا المساكين .
كذلك أثمن التقدمات والهدايا هي أن لا نقدم أموالاً وذهبًا وفضة ومفاخر فقط ، لأن جميعها مادﻱ وسيزول ومرتبط بهذه الدنيا السفلىَ ، لكن بالأحرَى نقدم أنفسنا للذﻱ وُلد لأجلنا وأتى إلينا ، فنأتي نحن إليه ، ليُولد فينا ونقدم له عطيه النفس ، التي هي أثمن الهدايا لدىَ الله والأكثر إرضاءًا له . ومن ثَمَّ نقدم كل ما عندنا لإخوته الأصاغر ، لأن لهم الأولوية المطلقة على كل شيء بلا استثناء ، مادمنا قررنا أن نقدم الكل لذاك الذﻱ قدم نفسه فدية عنا وبدلاً منا ، صائرين من أجل المسيح ، كل ما صاره هو لأجلنا .