باسم الآب والابن والروح القدس،آمين
ايها الاحباء لما اراد الله ان يظهر رحمته اظهرها بطريقة اذهلت الناس حتى ان كثيرين لم يصدقوا.رحمته ظهرت بانه هناك عذاب ابدي وسعادة ابدية وانجيل اليوم هو اكبر برهان على وجود العذاب الابدي والحياة الابدية.
لا تتوقعوا ان العذاب الابدي سينحصر في السجن والعار والموت. ان كل عذاب العالم اخترعه البشر لايقاس بالعذاب الذي اعده الله لاشرار فما اعظم العذاب الذي سيحل بالخطأة.
اجل ان الاشرار حينما يطرحون في العذاب الابدي اي جهنم حيث يمتلكهم العذاب امتلاكا ،لان كل قواهم الروحية تستولي عليها المرارة والالم والشقاء.
فحاسة النظر التي كانت اثمن حواس الانسان والتي كان يشتهي بها ان يطلع الى كل جميل ستبلى بالظلام الدامس.
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم:” من شدة الظلام المستولي هناك لا يقدر المقيمون ان ينظروا او يتبينوا من في جانبهم .
ايضا اللسان الذي نرتكب به خطايا كثيرة :كالكذب والنميمة والمكر سيصيبه من العذاب الشيديد ،هذا ما عرفناه اليوم من انجيل الغني ولعازر .اذ يقول الغني:” يا ابي ابراهيم ارحمني وارسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء ويبرد لساني لاني معذب في هذا اللهيب “(لوقا 16 ) .24
يا احباء: لا دواء لعذاب الجحيم ليس هناك موت في الجحيم هناك عذاب متواصل والموت مستحيل.لا خلاص من العذاب باي حال من الاحوال .هذا مما يولد الخوف والاضطراب ويملأ
القلب فزعا وهو ان العذاب لا حد ولا نهاية له. وفي هذا قال القديس يوحنا ذهبي الفم :” حقا ان جهنم شر لايطاق وعذابها مخيف ومرعب جدا
غير انه لو اراني احد الف جهنم فلا اخاف منها ولا ارتعب كما اخاف وارتعب من فقدان المجد الابدي واستماع لصوت السيد المسيح القائل لي بوجه غضوب ” لا اعرفك” وتوبيخه اياي لاني لم اطعمه في حين احتياجه وجوعه ،ولم اسقه في حين عطشه.
سيصرخ الاشرار مثل ما صرخ الغني ويقول كل واحد منهم : ايامي قد فنيت كالدخان وعظامي اشتعلت كالهشيم،وسيصرخون قائلين ماذا كسبنا من كثرة التنعم والترفه وماذل انتفعنا من التلذذ بالمجد الدنيوي سوى هذا الدود الذي لا ينام ،ياليتنا كنا خلقنا بلا عيون ولم ننظر هذه المشاهد،هذه هي حال الغني في الجحيم .
اما المؤمن الفقير لعازر الذي احتمل البلايا وتراكمت عليه الاحزان وكان امينا في محبة المسيح وخدمته فسينال منه اكاليل الحياة كما وعده الرب عندما قال “كن امينا الى الموت فسأعطيك اكليل الحياة”( رؤية 2 :10) .ويحظى ايضا بالشركة معه في الميراث السماوي والحياة الابدية.
اذا ايها الاحباء اذا اصابتكم الاحزان والبلايا وتراكمت عليكم المخاوف اثبتوا على ما امنتم به وما تعلمتم لكي تتمجدوا في السماء بالامجاد ،اذ يعجز اللسان عن وصفها كما يقول بولس الرسول:” ما لم تر عين ولم تسمع به اذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه.”
ان الابرار والصالحين يتمتعوا بالوجود في حضرة الالهية دائما فهذا هو منتهى الفخر والمجد والسعادة التي تفوق كل سعادة.
اي فرح واي سرور اعظم من سرور النفس التي تتمتع بجمال الله الذي سيفوق بهاء نور المسيح على التجلي. فما بال الابرار سيكونون على هيئة النور تضاهي هيئة المسيح نفسه وسيرونه كما هو.
ياله من فرح دائم ،ياله من السعادة الابدية،ياله من نهار دائم لا ليل فيه ،حيث يلبسون ثياب المجد والبهاء البيضاء التي تشير الى القداسة والطهارة التي حصلوا عليها بالمسيح يسوع .
ايها الاحباء: عندما يرى الاشرار في اليوم الاخير مجد الصديقين وعظمتهم ويشاهدون تصرف الملائكة معهم كما شهدنا نحن الان من قراءة نص انجيل الغني ولعازر. كيف يوجه اليهم الاحتفاء والضياء الذي يغمرهم ،يتذكرون ان هؤلاء الصديقون كانوا اناس مثلهم وساكنين في العالم، منهم من عاش فقيرا وفي بؤس شديد ولكنهم بالتوبة والايمان خلصوا واستحقوا هذه الغبطة.
اذ سيتحسر الذين قضوا حياتهم في الملذات والشرور حينما يرون البائسين والفقراء في حضرة الله وهم في قبضة النار والعذاب.ولا شيء يزيد الخطأة في جهنم عذابا اكثر من رؤيتهم الابرار والفقراء ينظرون اليهم ويضحكون عليهم ، فيضحك النبي ايليا على آخاب ويوحنا المعمدان على هيردوس ولعازر على الغني.
ايها احباء بعد ان وصفنا ما هي الحالة التي يكون فيها الابرار والاشرار بعد الموت في الجحيم معتمدين على نص الغني ولعازر.
وجب علينا ان نختار بين العذاب الابدي او السعادة الابدية ،كوننا كلنا نسير نحو الابدية.
يوجد في العالم طريقان كما قال الرب في الكتاب المقدس :”هانذا اجعل امامكم طريق الحياة وطريق الموت”(ارميا 21 :8). فطريق الحياة يؤدي الى الحياة الخلود وطريق الموت يؤدي الى الجحيم حيث اللهيب والدود.
ترك لنا الله الحرية لنختار الطريق لكي نكون بلا عذر.اما طريق المجد السماوي فهو السيد المسيح لانه الطريق والحق والحياة.
فعلى الذين يرغبون الوصول الى السعادة والابدية والمجد السماوي ان يتركوا السير وراء العالم ويتبعوا المسيح ولا ينشغلون بالمناصب والمراكز وبالامجاد الدينوية ولا بالشهوات العالمية.
اخيرا احبائي : فمن اراد ان يخلص نفسه من النار التي لاتطفأ والدود الذي لايموت فليات بايمان حي وتوبة صادقة الى المخلص المصلوب الفاتح يدي رحمته ليهطل ندى المفغرة على خطايا الذين ساءوا اليه.
اطلبوا الرحمة الالهية بتوبة صادقة نقية حقيقية لكي يطهركم المسيح بدمه الكريم ويقبلكم في ملكوته الابدي .وقولوا واهتفوا صارخين:” ارحمني ياالله ارحمني،آمين.