مؤسسة مخصصة لحماية الانسان والعالم = الصليب المحيي
عظة الاحد : ” الاحد بعد رفع الصليب المحيي”
باسم الآب والابن والروح القدس آمين .
ايها الاحباء: ما زلنا نعيّد لرفع الصليب المحيي ونصلي :” ياصليب المسيح احفظنا بقوتك” اليوم يدعونا الرب يسوع من خلال الانجيل الذي قرأناه الآن لحمل صليبنا ونتبعه بفرح. وبصبر ورجاء.
فما هو الصليب؟ انه الابن الوحيد يسوع المسيح الممتلئ من الروح القدس .يقرّب نفسه على مذبح الصليب ذبيحة. ذبيحة الصليب تقبل من الله الآب الذي ارسل ابنه الوحيد الى العالم ليخلص جميع البشر.
الصليب عندنا هو حكمة الله ورمز الحياة الجديدة التي جاء بها السيد يسوع المسيح ” أتيت لتكون لهم الحياة اوفر”. فنحن ابناء الحياة .ليكن صليب الرب علامة رجاء لنا في هذا العالم المضطرب والقلق الذي يسيطر عليه اليأس والموت.
في صليب يسوع تحققت قوة الله وصار الصليب الانتصار على الموت والخطيئة. الصليب هو جوهر ايماننا القائم على العز والافتخار والمجد لصليب يسوع المسيح,من هنا صار الصليب ليس افتخارا فقط بل صلاة وتوبة ،ولا نعني الامتناع عن الشر فقط انما قبول الصليب وحمله واتباع المسيح.
أمّا طريقُ التوبةِ فيبدأ عند مرحلة الصفح عن الأعداء والمسيئين إلينا والصلاةِ من أجلهم كقول الرب يسوع المسيح في عظته على الجبل “صلوا من أجل الذين يسيئون إليكم وباركوا لاعِنيكم”. ليس هذا موقفًا سهلاً، فممارسته تصعب علينا جميعًا. ولكن، إن نظرنا الى ما علّمنا إيّاه الربّ يسوع في الصلاة الربّانية ” واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه نحن .”
نستطيع ان نغفر… ، فعندما نطلب مغفرة ذنوبنا لا بدّ لنا من أن نغفر نحن للمسيئين إلينا، وايضا علّمنا المسيح وهو ” أنّنا إذا لم نغفرْ للناس زلاّتِهم، لا يغفر لنا الآب السماوي زلاتِنا “.
إذا،ً نبذُ الكراهيةِ والحقدِ والعنف ِوالإبتعاد عنهم طريقٌ الى المسامحةِ والمصالحةِ وجَعْلِ صلاتَنا مقبولةً لدىّ الله حيث نصير قادرين بقوة الصليب المحيي على مواجهة التجاربٍ والمحنِ والصعاب وتنقية الذات بالكامل والتطهير.
لذا نجد صعوبة كبيرة عند الكثيرين من المسيحيين عندما يسمعمون هذا الكلام : انكر نفسك واحمل صليبك واتبعني . ولكن الصعوبة الاكبر والحقيقية ستكون عندما يسمعون هذه الكلمات الاخيرة،اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية.(متى 25-41).
اما الذين يتبعون وصية الصليب واتباعها لن يخافوا حين يسمعون الحكم النهائي الابدي.لان كل الذين تبعوا المسيح وتشبهوا في حياتهم بالمصلوب لا يخافون من يوم الدينونة ،بل يذهبون الى الملكوت.
اذا في الصليب الخلاص.في الصليب الحياة.في الصليب الحماية من الاعداء.في الصليب فرح الروح .في الصليب كمال القداسة .لا خلاص للنفس ولا رجاء في الحياة الابدية الا في الصليب.
ايها الاحبة: حملوا اذن صليبكم واتبعوا المسيح تبلغون الى الحياة الابدية.
لقد سبقكم المسيح وهو حاملاً صليبه،ومات لأجلكم على الصليب، لكي تحملوا أنتم أيضاً صليبكم، وتتوقوا إلى الموت على الصليب .
فإنكم إن متم معه، فستحيون أيضاً معه،وإن شاركتوه في العذاب، فستشاركوه في المجد أيضاً.
اخيرا : لذلك لنبقى مصلوبين لكي نتخلص من انانيتنا وضعفاتنا وهذا يعطينا الفرح والسلام، وهذا ما تنشده الكنيسة في عيد رفع الصليب الكريم المحيي اذ تقول ” بالصليب اتى الفرح لكل العالم ” المسيح قام . آمين .