كيف نرى يسوع؟
نريد ان نرى يسوع (يوحنا 12: 1).
احد الخامس عشر من لوقا
(زكا العشار)
النص الانجيلي:
لوقا (19: 1-10)
في ذلك الزمان فيما يسوع مجتاز في أريحا إذا برجل اسمه زكا كان رئيساً على العشارين وكان غنياً. وكان يلتمس أن يرى يسوع من هو فلم يكن يستطيع من الجمع لأنّه كان قصير القامة. فتقدم مسرعاً وصعد إلى جمَّيزةٍ لينظُرَه لأنّه كان مزمِعاً أن يجتاز بها. فلمّا انتهى يسوع إلى الموضع رفع طرفه فرآه فقال له يا زكا انزل فاليوم ينبغي لي أن أمكث في بيتك. فأسرع ونزل وقبله فرحاً. فلمّا رأى الجميعُ ذلك تذمروا قائلين انّه دخل ليحُلَّ عند رجل خاطئ. فوقف زكا وقال ليسوع هاءنذا يا رب أُعطي المساكين نصف أموالي. وإن كنت قد غبنت أحداً في شيءٍ أردُّ أربعة أضعافٍ. فقال له يسوع اليوم قد حصل الخلاصُ لهذا البيت لأنه هو أيضاً ابن إبراهيم* لأنّ ابن البشر إنما أتى ليطلب ويُخلِّص ما قد هلك.
العظة:
باسم الآب والابن والروح القدس،آمين
” واحدةً سألتُ منَ الـرب وإياهـا ألتمـس، أن أسكـن فـي بيت الـرب كـل أيـام حياتـي، لكـي أنظر إلى جمال الرب وأتفرَّس فـي هيكلـه، قلت ٱطلبوا وجهي! فوجهك يا ربُّ أطلب ” (مزمور 27 : 4 – 8) .
واحدةً فقط.. سألَ داود من الرب لا بل ٱلتمس، أن يسكن في بيت الرب كل أيام حياته، لكي يرى الرب وجهًا لوجه، ويتفرَّس بجماله.. طالبًا وجههُ فقط..(مزمور 73 :25 ).
ايها الاحباء: سمعنا قراءة الانجيل يتكلم عن شخصية فريدة من نوعها، وهي شخصية زكا ،ذاك الذي كان بعيدا عن يسوع ،وكان المال قد حجبه عن رؤية كل ما هو صالح.
يذكّرنا الانجيلي لوقا من خلال هذا النص الذي قرأناه الآن،ان زكا كان غنيا وقد طلب ان يرى يسوع من هو؟ .وكلفه هذا الامر كثيرا ،اذ تحرك قلبه بشغف حول ما سمعه عن يسوع فاراد رؤياه.
اذا الهدف من تأملنا في هذا النص هو ان نطلب وجه الرب من جديد.
كل واحد منا يجب ان يسأل نفسه أريد ان أرى يسوع ،ولكن كيف وانا قصير القامة، أي انا شخص محدود ،ليس لدي القدرة ،فيجب علي ان أرغب في السعي اولا لارى يسوع واضع منهجا لحياتي لرؤية وجه يسوع.يجب ان تبقى الرغبة فينا في البحث عن يسوع ومعرفته اكثر وعدم الاكتفاء بما انا عليه.
نتعلم يا احبائي: من زكا ان يكون ليسوع دائما مكانة في حياتنا نسعى للحفاظ عليها، علينا دائما ان نقوم بجهد ومسعى جدي لنرى يسوع ،ايضا يعلمنا زكا عدم الوقوف امام العوائق التي تحول عدم تكميلنا لواجباتنا ورؤية يسوع فينا .
لذا عزم زكا على تسلق الشجرة لرؤية يسوع ،فقال يسوع لزكا استعجل احب اليوم ان آكل من طعام بيتك.فغضب الناس من ذهاب الرب الى بيت زكا الخاطئ.
ايضا نحن اليوم نغضب ونحقد ونتذمر في داخلنا بالرغم من اننا نصوم يومي الاربعاء والجمعة ونذهب الى الكنيسة كل يوم الاحد ونشارك في كل القداس الالهي ونجتمع في الفرق التعليمية بشكل يومي ،بالرغم ذلك لم نر وجه يسوع بعد او يكلمنا او يأتي الينا ويسكن معنا
ماذا تريد يا يسوع ألا يكفي ما نعمله لتدخل الى قلوبنا؟
نعم يا احباء: قلوبنا مازالت غير مستعدة لقبول المسيح وقاسية لقبول الاخر الذي هو المسيح، وهذه الحقيقة المؤلمة،اما زكا كان له الاستعداد الكلي ان يبيع كل شيء ليربح الملكوت وهذا ما عمله بعكس ما نعمله نحن.. هل تخلينا عن كبرياءنا..هل نتخلى عن تمسّكنا في مسؤوليتنا .. هل نعترف بجهلنا وعدم معرفة الالهية ..هل نعترف بقصر تصرفاتنا نحو الاخر ..هل احببنا الاخر واستوعبناه بكل ضعفاته واخطائه.وهل نحاسب انفسنا هل نحن تائبون..هل قدمنا انفسنا حقيقة للمسيح..هل نبشر بالكلمة الالهية او بكلمتنا ،هل نعيش الانجيل.. ونسأل بعد كل هذه التساؤلات لما لا نرى المسيح ؟.
لذلك يا احباء نرى اغلبنا يريد ان يخدم المسيح كما يرتئي هو ،بحسب مصلحته وغايته وليس كما يريد الرب.ولهذا السبب نجد ان خدمتنا لا تلبث ان تتحول صنم في حياتنا وعبادتنتا ،وحضور الرب وطلب وجهه وشهوة قلب داود ان يسكن في بيت الرب كل ايام حياته ،قد اختفوا من حياتنا.
خيط رفيع جدا يفصل بين خدمة الرب وطلب وجهه من اجل شخصه اي شخص يسوع المسيح فقط لا غير لا من اجل انا المرشد او المسؤول .
تعليمي وخدمتي يجب ان تكون السعي لارى يسوع فقط واكشف للاخر وجه يسوع فقط . لا لاكون الاول في المجتمع والكل يسمع مني ويطعني ويخضع لارادتي انا، هذا لايؤدي الى كشف واظهار يسوع المسيح ،بل بالعمكس يؤدي الى ستر وجهه والغاءه.
يا احباء : ان عمل وخدمة الكنيسة الوحيد فقط هو ان نقدم ونكشف شخص يسوع المسيح المخلص غاية التعليم في الكنيسة والحركة ان تعرفوا من هو شخص يسوع المسيح وتتعرفوا عليه شخصيا.لا يمكن ان تعرفوا يسوع الا بالكنيسة فقط ،لان الكنيسة تعرفه وهو استودع نفسه للكنيسة.
يسوع ليس مجرد موضوع للمعرفة ،وليس هو مجرد موضوع للايمان ،ليس هو مجرد موضوع للعبادة. ان كنا نظن ذلك فنحن نلغي شخصية يسوع .
اذا لم تاتوا الى المسيح كشخص حبيب وتطلبون حبه كما يطلب حبكم لاتستطيعون ان تعرفه ولا ترونه ولا تعبدونه .واذا لم يكن تعليمكم في فرقكم وعبادتكم على اساس معرفتكم ليسوع المسيح والتماس ان تروه تنقلب عبادتكم الى عبادة مزيفة والى تثبيت كبريائكم .
كيف نرى يسوع؟
نريد ان نرى يسوع (يوحنا 12: 1).
امنية كل مؤمن صادق ان يتمتع برؤية المسيح وخاصة النفوس الوحيدة المتروكة ،فتشعر معه بالحنان والامان والرعاية فلا يعوزها شي اخر في العالم (مزمور 23) ولهذا يطوب الرب كل من يراه في دنياه وسماه.
يسوع نبع الحياة الابدية
يسوع مفيض البركات واللذات الحقيقية
يسوع هو القوت السماوي والطعام الروحي
يسوع هو الذي يفعم القلب فرحا وخشوعا
يسوع هو عمانوئيل الله معنا
يسوع هو شجرة الحياة التي من ياكل منها لا يموت بل يحيا الى الابد
يسوع هو الشراب العذب الذي من يشرب منه لا يعطش.
باطل كل شيء ان لم يكن يسوع فيه مبدأه ونهايته
باطلة العبادة ان لم تكن في يسوع
باطلة العظات وباطل التعليم ان لم يكن المقصود يسوع
القلب الذي لا يدخله يسوع يكون قاسيا
والفؤاد الذي لا يذوب حبا بيسوع يكون جامدا
ياحباء :دعوا كل شيء وتمسكوا بيسوع وحده لانه لنا عون في كل شي وبه ننال كل شيء فهو الكل.ان ملكتم المسيح ملكتم كل شيء.
ان كنتم مرضى واردتم الشفاء فهو الطبيب والدواء
ان افتقرتم فهو الغنى
طوبى لكم اذا عرفتم حب يسوع ، حبوا يسوع فوق كل شيء، احبه كم احبكم احبكم بلا قياس، احبه حبا ابديا ، هنيئا لكم لمن يصل الى عمق هذه المحبة وويل لمن يفضل شيئا مهما كان على محبة يسوع ،من انسكبت محبة يسوع في قلبه صار سعيدا وحصل على كل شيء ،من يحب يسوع يصير معه واحدا وتصير السماء سماءه والملكوت ملكوته ويملك معه الى الابد وايضا هناك بركة لمن يرى يسوع :” كل ما يرى الابن له حياة ابدية .
لذلك هنيئا لابناءنا الراقدين فادي وجرجس اللذان انتقلوا الى الاخدار السماوية فهم يعاينون وجه الرب وجه النور الالهي الذي لا يغرب والذي يشع دائما ، اذ هما الان في صلاة دائمة امام العرش الالهي محاطين وملتمسين وجه يسوع ،فهذا عزاءنا وفرحنا بهم لانهم يتشفعون من اجلنا، ليكن ذكراهما مطوبا ،آمين