خبز وملح + زيت وزعتر
دعوة للعشاء والجلوس في المتكئات الاولى
دعوة عامة للخلاص
أحد الأجداد القديسين :
أحد الحادي عشر من لوقا :
(العشاء العظيم)
النص الانجيلي:
( لوقا 14: 14-16)
“قال الرب هذا المثل إنسان صنع عشاءً عظيماً ودعا كثيرين. فأرسل عبده في ساعة العشاء يقول للمدعوين تعالوا فإنّ كل شيء قد اُعدّ. فطفق كلّهم واحدٌ فواحدٌ يستعفون. فقال له الأول قد اشتريت حقلاً ولابد لي أن أخرج وأنظره فأسألك أن تعفيني. وقال الآخر قد اشتريت خمسة فدادين بقرٍ وأنا ماضٍ لأجرِّبها فأسألك أن تعفيني. وقال الآخر قد تزوجت امرأةً فلذلك لا أستطيع أن أجيء. فأتى العبد وأخبر سيده بذلك. فحينئذٍ غضب ربُّ البيت وقال لعبده اخرج سريعاً إلى شوارع المدينة وأزقّتها وأدخل المساكين والجدّع والعميان والعرج إلى ههنا. فقال العبد يا سيد قد قُضي ما أمرتَ به ويبقى أيضاً محل. فقال السيد للعبد اخرج إلى الطرق والأسيجة واضطررهم إلى الدخول حتى يمتلئ بيتي. فإني أقول لكم إنّه لا يذوق عشائي أحدٌ من أولئك الرجال المدعوين. لأن المدعوين كثيرون والمختارين قليلون. ”
العظة:
باسم الآب والابن والروح القدس،آمين .
“طوبى لمن يأكل خبزا في ملكوت الله “(لوقا 14: 15)
“الحق اقول لكم ان العشارين والزواني يسبقونكم الى ملكوت الله “(متى 21: 31 ).
ايها الاحباء: نحن اليوم في الاحد الذي يسمى احد الاجداد،نقيم تذكار أجداد المسيح يسوع بحسب الجسد .وايضا نقيم تذكار جميع آباء العهد القديم الذي لهم علاقة بالخلص الذين اعدوا لنا وهيئوا لنا للميلاد يسوع المسيح.
ونذكر بالاخص آدم الأب الأول وابراهيم واسحق ويعقوب الذين قبل الناموس ،اما الذين بعد الناموس نذكر موسى وهارون وصموئيل وداود واشعياء وارميا ودانيال وايليا ويوحنا المعمدان
وايضا مريم العذراء التي منها أخذ المسيح جسدا ،هؤلاء كلهم اشعلوا في شعبهم الأمل بالخلاص من الخطيئة وبشروا بعهد المحبة والحياة في الله ،وخلقوا الرجاء والشوق لظهور ميلاد الرب يسوع المسيح .
بمعنى آخر وجهوا دعوة لكل شعوب العالم ان يؤمنوا بهذا العهد الجديد الآتي لخلاص نفوسهم وان يشتركوا في تلبية هذه الدعوة ويكون من ابناءها.
كما سمعنا من انجيل اليوم ،اذ يقول: انسان صنع عشاء عظيم ودعا كثيرين ،ليكونوا قائمين معه على مائدته ،بعد ان اخبرهم ليستعدوا من اجل تلبية دعوة العشاء وخاصة بعد ما قال يسوع المسيح “:طوبى لمن يتناول الطعام في ملكوت الله.”(لوقا 14: 15) .
نتساءل هنا من هو الانسان الذي قيل عنه انه ارسل عبده ليدعو الى العشاء.المقصود هنا هو الله الآب الذي صنع عشاء عظيما أي عيدا تكريما للمسيح،الذي ظهر في آخر الازمنة والذي عانى الموت لاجلنا واعطانا جسده لنأكل لانه هو الخبز الذي من السماء الواهب حياة العالم .
ايضا نتساءل من هو الذي أرسل والذي يقال عنه عبد؟ المقصود هو المسيح نفسه،لانه الابن الحقيقي لله الآب الذي ظهر منه ،الا انه اخلى ذاته ليأخذ شكل العبد وايضا لانه هو اله من اله فهو رب الكل.
ما هي طبيعة دعوة العشاء أو هدف الدعوة؟
تعالوا لان كل شيء قد أعد .الله الآب قد أعد في المسيح لكل العالم ،أذ منح بواسطة المسيح عطايا منها : غفران الخطايا ،شركة الروح القدس،ميراث ملكوت السماوات،التبني ،أن نصير اولاد الله .
هذه البركات دعا المسيح الشعب اليهودي بواسطة وصايا الانجيل قبل ان يدعو كل الاخرين. “أنا لم أرسل إلا الى بيت خراف بيت اسرائيل الضالة”(متى 15: 24) .
الا انهم اعتذروا عن تلبية الدعوة وعن عدم الحضور . لنرى هذه الاعتذارات والحجج لتبرير عدم حضورهم.
العذر الأول: ” إني اشتريت حقلاً وأنا مضطر أن أخرج وأنظره”. إن هذا الرجل نموذج لمن يضع قلبه على الأرض والأرضيات، ويستحوز المال على كل انتباهه، ويتحوَّل قلبه ونظره عن الغنى الروحي والميراث الأبدي، ويحرم نفسه من السماء ومن فيها. حقًّا «ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله» (لوقا18: 24).
العذر الثاني :”إني اشتريت خمسة أزواج بقر وأنا ماضٍ لأمتحنها”. ففي هذا الرجل نرى صورة للإنسان الذي يهتم بأعماله الزمنية ناسيًا قول الرب: «ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟» (متى16: 26).
العذر الثالث: “إني تزوجت بامرأة فلذلك لا أقدر أن أجيء”. إنها صورة للاهتمامات العائلية ومسؤولياتها والأفراح الأرضية التي تلهي الإنسان عن أفراح السماء.
أعذار ثلاثة، إن تأملناها مليًّا لا نجد فيها شرًّا أو خطيئة بل على العكس فإننا نجد أنها أمورًا مشروعة وقد قدسها الله فهي: الزرع والتجارة والزواج. ولكن الخطيئة العظمى لهؤلاء هي أنهم أهملوا الدعوة. لذا اسمعوا معي هذا التحذير: «فكيف ننجوا نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره قد ابتدأ الرب بالتكلم به» (عبرانيين2: 3).
يا احبائي : إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أنَّ الله قد دعا رؤساء اليهود بوساطة كُلٍّ من أنبيائه إلى سلوك الحياة الفاضلة, ولكنَّهم رفضوا دعوته, فأعرض عنهم ونبذهم, ووجَّه دعوته إلى أفراد الشعب المسكين المُهمل. فهؤلاء لبُّوا دعوة الله وجلسوا إلى مائِدته في الملكوت السماوي.
إنَّ هذه الدعوة الموجَّهة قديماً إلى اليهود, يوجِّهُها الله إلى مسيحيي أيَّامِنا فيدعوهم إلى الإيمان الحيّ وإلى سلوك الحياة الفاضلة. فبعضهم يرفض الدعوة وبعضهم يقبلها.
لا نكتفِ بأن نكون مسيحيين بالاسم. فالاسم لا يُفيدنا شيئاً لنجلس إلى مأدبة ملكوت الله, بل عيشْ حياةً صالحة بحفظ الوصايا, وتتميم الواجبات الدينيَّة, و محبة وخدمة الآخرين, لنحصل على مكانٍ مرموقٍ مع المتَّكئين إلى المائدة السماويَّة. فإنَّنا قد خُلقنا للسماءِ لا للأرض, وللسعادة الدائمة لا للشقاء الأبدي.
فلنستجب للدعوة ولنعبد الذي وجهها الينا بايمان ومحبة وخوف سالكين بحسب مشيئته.لنذكر على الدوام كلام الرب:” أطلبوا أولا ملكوت الله وبره وكل ذلك يُزاد لكم لعلا نكون من المختارين ،آمين.