وجدت المشتهى …
انتظرت فنظرت فاحببت فعشقته
وعرفته
انه المخلص يسوع المسيح
فتبعته
الأحد: 30 تشرين الثاني عيد
الرسول اندراوس(باسل) المدعو أوَّلاُ
النص الانحيلي (يوحنا 1: 35- 51 )
” وفي الغد ايضا كان يوحنا واقفا هو واثنان من تلاميذه . فنظر الى يسوع ماشيا فقال هوذا حمل الله. فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع. فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان.فقالا ربي الذي تفسيره يا معلم اين تمكث. فقال لهما تعاليا وانظرا.فاتيا ونظرا اين كان يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم.وكان نحو الساعة العاشرة. كان اندراوس اخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه. هذا وجد اولا اخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا.الذي تفسيره المسيح. فجاء به الى يسوع.فنظر اليه يسوع وقال انت سمعان بن يونا.انت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس
في الغد اراد يسوع ان يخرج الى الجليل.فوجد فيلبس فقال له اتبعني. وكان فيلبس من بيت صيدا من مدينة اندراوس وبطرس. فيلبس وجد نثنائيل وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والانبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة. فقال له نثنائيل امن الناصرة يمكن ان يكون شيء صالح.قال له فيلبس تعال وانظر
وراى يسوع نثنائيل مقبلا اليه فقال عنه هوذا اسرائيلي حقا لا غش فيه. قال له نثنائيل من اين تعرفني.اجاب يسوع وقال له.قبل ان دعاك فيلبس وانت تحت التينة رايتك. اجاب نثنائيل وقال له يا معلم انت ابن الله.انت ملك اسرائيل. اجاب يسوع وقال له هل امنت لاني قلت لك اني رايتك تحت التينة.سوف ترى اعظم من هذا. وقال له الحق الحق اقول لكم من الان ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الانسان“
العظة:
باسم الآب والابن والروح القدس، آمين
ايها الاحباء: انجيل اليوم يقول : “نظر يوحنا يسوع مقبلاً إليه، فقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم!’’ اي يسوع المسيح ،هناك ألقاب عديدة تطلق ايضا على يسوع منها، المسيَّا، المخلِّص والملك، وكلمة الله، وابن الله. والآن، نسمعهم يدعونه أيضاً ‘‘حَمَل الله’’. وهذا اللقب هو لقب في غاية الأهمية.
لماذا دعا يوحنا المعمدان يسوع باسم ‘‘حَمَل الله’’؟ .. هل كان يسوع حَمَلاً؟
لا بالطبع؛ فيسوع لم يكن حملاً حقيقياً. فكلنا نعرف تماماً أن هذا لا يزيد عن كونه مجرد تشبيه، ولكن، لماذا دعا يوحنا يسوع باسم ‘‘حمل الله’’؟
… ولماذا يشير يوحنا إلى يسوع، ويقول لتلاميذه: ‘‘هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم!’’؟
احبائي : لكي نفهم ماذا يعنيه لقب ‘‘حمل الله’’، لابد لنا أن نتذكر او ان نعرف ما هي قصة الحمل في الكتاب المقدس.
قصة “حمل الله” تنقسم إلى قسمين حمل أي خروف صغيرعمره سنة مثلاً، وهذا يعود بنا إلى قصة تقديم ابن آدم وحواء وهما هابيل وقايين تقدمة لله، فقدم هابيل تقدمة من الغنم من أفضلها وقدم قايين تقدمته من ثمار الأرض. لكن الله قبل قربان هابيل وذبيحته ورفض تقدمة قايين، لا لشيء إلا لأن خطة الله لغفران الخطايا لا بد من خلال ذبيحة.لان اجرة الخطيئة هي الموت وعندما راى الله دم الحمل الغى عقاب خطيئة هابيل وحكم ببره وذلك لان حملا برئيا قد مات بدلا منه.
المرة الأخرى التي تكلم عنها الكتاب المقدس عن الحمل، في قصة ذبيحة إبراهيم عندما قدم الحمل بدلا من ابنه (تكوين 22).
هناك ايضا ذكر لحادثة أخرى هامة في تاريخ الشعب القديم تتكلم عن حمل أو خروف لا بد من ذبحه فداءا للإنسان؟
هو خروف الفصح الذي طلب الله من كل بيت من بيوت بني إسرائيل أن يذبحوه عوضاً فداء عن موت كل ابن بكر في هذه البيوت، يوم كان الله يخرج شعب إسرائيل من تحت عبودية المصريين.
إلا أن الله قال أيضاً أن دم الحمل لا يمكن أن يُقبَل إلى الأبد كأجرة كافية للخطيئة؛ لأن قيمة الحيوان لا تساوي قيمة الإنسان. فالحمل كان مجرَّد ظلٍ ورمزٍ للمخلِّص القدوس الذي كان عتيداً أن يأتي إلى العالم؛ ليسفك دمه، ويخلِّص الخطاة من دينونة الله البارة.
لقد كتب النبي إشعياء، قبل ميلاد يسوع بسبعمئة عام، كيف ‘‘سيُساق المسيَّا (اي يسوع المسيح) كحملٍ إلى الذبح’’، كذبيحة لترفع عنا خطايانا (إشعيا 7:53).
ولهذا، عندما رأى يوحنا يسوع قادماً إليه، أشار يوحنا إليه قائلاً لتلاميذه: ‘‘هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم!’’
وهكذا، أعلن يوحنا لتلاميذه أن يسوع هذا الواقف أمامهم، هو المسيَّا ‘‘الحمل’’ الذي أرسله الله من السماء، والذبيحة الكاملة التي تنبَّأ عنها جميع الأنبياء. إن يسوع هو الذبيحة المقدسة الذي أتى إلى العالم ليموت بدلاً من نسل آدم؛ لكي يغفر الله لنا خطايانا إلى الأبد
هذا الحمل هو حمل الله أي الذبيحة التي قدمهاالله عن خطيئة الإنسان دون تدخل من الإنسان. فلم يدفع لا فرد ولا أسرة ولا أمة ولا العالم أجمع شيئاً في هذه الذبيحة، بل هم جميعاً مستفيدين من تقديم هذه الذبيحة.
المقصود بخطيئة العالم هو أصل الخطيئة أو ما يعرف بالخطيئة الجدية والتي أورثت الإنسان الطبيعة الخاطئة الفاسدة. فالإنسان في المسيحية لا يسمى خاطئ لأنه يخطئ بل هو يخطئ لأنه خاطئ.
اذن، بدأ تلاميذ يوحنا يتبعون يسوع!
ولكن، لماذا ترك تلاميذ النبي يوحنا إياه، واتَّبعوا الرب يسوع؟
لقد بدأوا يتَّبعون يسوع؛ لأنهم صدَّقوا يوحنا عندما قال لهم، أن يسوع هو المسيَّا وحمل الله الذي تنبأ عنه جميع الأنبياء!
وهكذا، .. فعندما عرف واحد من تلاميذ يوحنا، الذي هو ‘‘أندراوس’’،( الذي نعيده له اليوم والذي يعني اسمه بالعربية باسل) أن يسوع هو المسيَّا، ذهب ليبحث عن أخيه سمعان بطرس، وعندما وجده، قال له: ‘‘قد وجدنا المسيَّا!’’
وعندما عرف تلميذ آخر يُدعى ‘‘فيلبُّس’’، من هو يسوع، فرح فرحاً عظيماً، وقال لصديقه نثنائيل: ‘‘وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء، يسوع ابن يوسف الذي من
الناصرة!’’
نعم، إن أندراوس وبطرس، وفيلبس ونثنائيل، فرحوا فرحاً عظيماً عندما رأوا يسوع؛ لأنهم عرفوا أن الأنبياء كانوا يتنبَّأون عن مجيء المسيَّا على مدى آلاف من السنين!والآن، .. يرون المسيَّا بعيونهم!!
.. هل كان النبي يوحنا مسروراً أن يتركه تلاميذه، ويتبعوا يسوع؟ ..
اسمعوا معي ما يقوله إنجيل يوحنا، الأصحاح الثالث:
‘‘فجاء (بعض الناس) إلى يوحنا، وقالوا له: يا معلِّم، هوذا الذي كان معك في عبر الأردن، الذي أنت قد شهدت له، هو يعمِّد، والجميع يأتون إليه.
‘‘أجاب يوحنا وقال: لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئاً إن لم يكن قد أُعطِي له من السماء. أنتم أنفسكم تشهدون لي أني قلت: لست أنا المسيح، بل إني مرسلٌ أمامه. من له العروس فهو العريس. وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه، فيفرح فرحاً من أجل صوت العريس.. إذاً فرحي هذا قد كمُل. ينبغي أن ذلك يزيد، وأني أنا أنقص!’’ (يوحنا 26:3-30)
لقد عبَّر يوحنا عن فرحه العظيم عندما تركه تلاميذه، وتبعوا المسيِّا! كان فرح يوحنا كاملاً؛ لأنه قد أتمَّ مهمَّته؛ أي قد أعدَّ الطريق أمام المسيَّا. فكنبيٍّ حقيقيٍّ لله، لم يرغب يوحنا إلا ان يقود الناس للمسيَّا.
كم يختلف النبي يوحنا عن العديد من القادة المعلمين الدينيين اليوم!
إن القائد الروحي الحقيقي هو الذي يوجِّهك دائماً إلى الرب يسوع؛ لأن يسوع هو الوحيد الذي يستطيع أن يدخلك إلى محضر الله في الفردوس. لقد كان يوحنا يعرف أن هناك أنبياءً كثيرين لله، ولكن هناك مخلِّصاً واحداً! ولهذا قال يوحنا: ‘‘الذي يؤمن بالابن، له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن، لن يرى حياةً، بل يمكث عليه غضب الله.’’ (يوحنا 36:3)