موعد … لمسة.. حياة
الاحد الثالث من لوقا
(احياء ابن ارملة نايين)
النص الانجيلي :
لوقا 7 :11 -16
في ذلك الزمان كان يسوع منطلقاً إلى مدينة اسمها ناين وكان كثيرون من تلاميذه وجمع غفير منطلقين معه . فلما قرب من باب المدينة إذا ميت محمول وهو ابن وحيد لأمه وكانت أرملة وكان معها جمع كثير من المدينة , فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي , ودنا ولمس النعش (فوقف الحاملون) فقال أيها الشاب لك أقول قم , فاستوى الميت وبدأ يتكلم فسلمه إلى أمه , فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين لقد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه .
العظة :
باسم الآب والابن والروح القدس،آمين
” امنعي صوتك عن البُكاء وعينيك عن الدموع لانه يوجد رجاء لآخرتك .فيرجع الابناء الى تخمهم “( ارميا 3: 16- 17 ) .
ايها الاحباء: كل واحد منّا يستند على شخص ،أو شي ، ربما تستند على معاشك، دخلك،صحتك،موهبتك، عملك.وممكن يخسر الانسان ابنا او زوجة او زوجا ،او شيء يعتمد عليه. ماذا نفعل عندما يغيب السند والعضد وعلى ماذا نعتمد ونستند عليه؟.
هذه الاسئلة نجد جواب لها من النص الانجيلي الذي قرأناه الآن.
امرأة فقدت زوجها وعائلتها ومعينها ،ثم فقدت ابنها الوحيد .وهكذا تُركت المرأة وحيدة في عالم صعب.كيف تعامل معها رب المجد؟.
يُظهر هذا النص احياء ابن ارملة نايين، عاطفة الرب تجاه الانسان الحزين المضطرب ،من خلال عطفه على هذه الأم الثكلى الحزينة، ويظهرالرب قدرته من خلال وضع حد لتعاستها بوضعه حداً للموت،الأم تمثل العالم والولد يمثل الانسان.
يقول النص الانجيلي :”تقدم (أي يسوع) ولمس النعش فوقف الحاملون فقال: ” ايها الشاب لك اقول قم ” فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه الى امه .”
لا يخبرنا النص ان هذه المرأة طلبت من يسوع احياء ابنها ولكنه على العكس يقول ان يسوع هو الذي قام بالمبادرة :اشفق عليها.نرى في النص ان يسوع وقف امام موكب الدفن،يأمر الموت الذي هو حكم على الانسان بالتوقف.كي يعطينا رجاء جديد لنا .الرب دائما يتقدم فهو الذي يبادر ويقرع الباب منتظرا من يفتح لكي يدخل اليه (رؤية 3: 20).
لاتبكي بل افرحي،لان ابنك سيعود اليك مجددا ، يعود للحياة.
لا تبكي،كلمة عزاء قالها يسوع لارملة،ولعلها كانت صورة مسبقة عن القيامة، اوَلم قال يسوع للمجدلية يا امرأة لماذا تبكين؟ لماذا تطلبين الحي بين الاموات؟.
اذن الرب بادر وتقدم ولمس النعش فوقف الحاملون تهيبا وترقباً ،لان في المسيح الحياة ،فلمسة يده جعلت الحياة تعود الى الراقد .اذ هتف الرب في الميت :قال ايها الشاب لك اقول قم .
نرى يسوع يتحدث مع هذا الشاب كأنه يتحدث الى شاب نائم ،هذه كلمات فيها سلطان على الموت . كلمات يسوع تعطي الحياة أوَلم يقول المسيح انه الطريق والحق والحياة اتيت لتكن لهم الحياة وتكون بوفرة.
الانجيل المقدس دائما يتكلم عن حنان يسوع،شفقة يسوع،ألم يسوع،فرح يسوع، حزن يسوع.كل هذه تدل على جدية والتزام يسوع في تبني خلاص الانسان .
هذا الشعور او الحس بالاخرين جعل يسوع يسير مع الانسان لاجل انهاضه وتغيير حياته الى الافضل والاحسن ،لذلك يجب علينا ان تكون لدينا حاسية للمسة يده(اي يدي يسوع ) لنغير مسارنا حسب توجيهاته.
في هذه الاعجوبة ظهر لنا المسيح بانه كلي القدرة على الامراض والارواح الشريرة والطبيعة، هذه القدرة تبتدئ هنا على الموت الذي يخشاه الجميع.
اذ يأمر الميت ان يقوم ،ينهض مباشرة نشيطا مليئة بالحياة:يجلس ،يتكلم،يتغيير. حتى الموكب الحزن تحول الى موكب فرح.موكب الموت الى موكب الحياة، خصوصا الخروج من المدينة اذ دخل الجميع الى داخل المدينة فرحا ويمجدون الله.
هنا المدينة ترمز الى حياة الانسان ،فاما ان نجعل يسوع المسيح يدخل الى قلبنا ،الى مديتنا،بعد ان يحيينا ويقيمنا من خطايانا واهواءنا،او نخرج نحن خارج المدينة حيث الموت.
فدفعه الى امه
يا مراة هذا هو ابنك: ما اجمل هذه العبارة :الهدية من الاله المتحنن ، لا تبكي، كفكفي دمعك انتهت الاحزان وصل الفرح والسرور والتأم الشمل .اذن المرأة التي تبكي لموت ابنها تحولت الى ارملة فرحة لعودة ابنها. لذلك “ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة .الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل صار جديدا”.( 2 كورنثوس 5: 17) .
هذه الاعجوبة هي اول اعجوبةعمد فيها المسيح لاقامة ميت ومن هنا كان وقعها على الناس عظيما يقول النص الانجيل :اصابهم خوف عظيم فراحوا يمجدون الله قائلين لقد قام فيما بيننا نبي وافقتقد الله شعبه.
هذا يعني ان يسوع كان قريبا من اولئك الناس .فهو قرب الله القادر على فهم شعبه.لانه الله يقترب من البشر ويزروهم للافتقاد والسؤال عن احتياجاتهم ،وكم مرة زارنا المسيح ونحن على فراش مرض فشفانا او في ضيق ففرج عن ضقيتنا وكنا في خوف فازال خوفنا.
لهذا يا احبائي عندما يلتقي المسيح بنا ويواجهنا يتغير حالنا كله اذ يعطينا ماء حيا فيجري من احشاءنا نهر ماء حي.يعطينا التعزية الشخصية فنقدر ان نعزي غيرنا.
احبائي احبة الصليب:كونوا دائما في محضر الرب يسوع المسيح لتَلمسكم يده الطاهرة ،ولتسمعوا صوته العظيم الحنون قائلا لكم واليكم:
“هوذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا والله نفسه يكون معهم الها لهم .وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لايكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لان الامور الاولى قد زالت “(رؤية 21: 3).
اخيرا : المسيح يريحكم ويلمسكم ويقيمكم ويعطيكم الحياة الابدية مهما كانت حالتكم الروحية اطلبوا منه لانه رب الحياة،آمين