ثلاثة افعال تضمن الخلاص
(السمع الحفظ الثمر )
(الاحد الرابع من لوقا)
” احد الزارع “
النص الانجيلي :
لوقا 8 : 5 – 16
قال الرب هـذا المثل: خرج الزارع ليزرع زرعه، وفيما هـو يزرع سقط بعـض على الطريـق فوُطئ وأكلته طيور السماء. والبعض سقط على الصخر فلمّا نبت يبس لأنـه لم تكن لـه رطوبـة. وبعض سقط بين الشوك فنبت الشوك معه فخنـقه. وبعـض سقط فـي الأرض الصالحـة فلـما نبـت أثمـر مئـة ضعـف. فسألـه تلاميـذه: ما عسى أن يكون هـذا المثل؟ فقال: لـكم قد أُعطـي أن تعرفوا أسرار ملكـوت اللـه. وأما الباقون فبأمثال لكي لا ينظـروا وهـم ناظـرون ولا يفهموا وهـم سامعون. وهـذا هـو المثـل: الـزرع هـو كلمة الله، والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم يأتي إبليس ويـنـزع الكلـمة مـن قلـوبـهـم لئلا يـؤمنـوا فيخلصوا. والـذين على الصخر هم الذيـن يسمـعـون الكلمة ويـقـبـلـونـها بفرح ولكـن لـيس لـهـم أصل، وإنما يـؤمنـون إلى حين وفـي وقـت التجـربة يرتدّون. والـذي سقط في الشوك هم الـذين يسمعـون ثم يذهبـون فيختنـقون بـهـموم هـذه الحياة وغنـاهـا وملـذاتـها، فلا يأتـون بثـمر. وأما الـذي سقط في الأرض الجيدة فـهـم الـذين يسمعـون الكلمة فيحفظـونـهـا في قلـب جيد صالح ويثمرون بالصبر. ولما قال هـذا، نادى مـن لـه أذنـان للسمع فليـسمع.
العظة
باسم الآب والابن والروح القدس،آمين
” طوبى للذي يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبؤة ويحفظون ما هو مكتوب لان الوقت قريب ” ( رؤيا 1: 3)
ايها الاحباء: مثل الزارع الذي قراناه الآن، هو من واقع حياتنا اليومية، فالزارع هو يسوع المسيح يخرج كل يوم ويجول في العالم ويزرع.
ففي كل القداس الالهي يحضر يسوع المسيح بصفة الزارع فيما بيننا،وينثر بذار المحبة والخير والسلام من خلال القراءات التي نسمعها من الرسائل والانجيل المقدس وكلمات يقولها الكاهن.
لاحظتم يا احبائي: اننا قبل ان تُقرأ الرسالة والانجيل يقول الكاهن صلاة يدعو فيها المؤمنين الى ان يفهموا روحيا كلام الرسائل وكلام الانجيل وكلام الله ( افتح حدقتي ذهننا لفهم تعاليم انجيلك.)
ومن ثم يبارك الكاهن المؤمنين بعد انتهاء قراءة الانجيل ،لكي يُوتي الزرع ثماره بقدرة الروح القدس ،على شرط ان نسلك روحيا وان نطبق كلام الانجيل ووصايا الرب ( مفكرين وعاملين بكل ما يرضيك ) كما يقول افشين قبل قراءة الانجيل.
ايضا عندما يقدم الكاهن القربان المقدس،هذا زرع ، يلقيه الزارع السماوي يسوع المسيح في قلوبنا ( القداسات للقديسين). كل هذا الزرع الذي يقوم به الرب يسوع، حيث يزرع التوبة والخير والاخاء .فاذا تقبلّنا زرع الله نكون وُلدنا ثانية من جديد، “وكل مولود من الله لا يفعل الخطيئة لان زرع الله حال فيه” ( 1 يوحنا 3: 9 ).
لذا الكنيسة المقدسة تضع لنا مثل الزارع لكي تشدد على المؤمنين وتطلب منهم سماع كلمة الله بقلب نقي وحفظها والثبات عليها. لان المسيح يريد ان تصل كلمته الى قلب كل انسان،لان رسالته جامعة وشاملة ،فهو يريد خلاص البشرية كلها.
انجيل اليوم يا احبائي: هو دعوة لنا الى تنقية القلب وجعله تربة خصبة من اجل استقبال الكلمة بصدر رحب وحفظها والعمل بوصاياها.لان القلب الطيب المثمر وحده يدوم للحياة الابدية ويعرف اسرار الملكوت .
ان الارض المثمرة الخصبة هي قلب الانسان المسيحي الصادق ،الذي احب الله حبا صافيا وبقي ثابتا على حبه وايمانه وتقواه ،على الرغم من التجارب والمحن والاضطهادات التي اصابته.
ولكن لماذا هناك بعض المسيحيين يسمعون ويقرأون عن المحبة لكنهم لم يحبوا بعضهم بعضا ؟، ويسمعون عن المسامحة والغفران لكنهم لا يسامحوا ؟،والبعض الاخر يسمع ويقرأ عن القداسة لكنهم لم يتقدسوا ولم يهابوا الرب ؟.
لماذا لا يوجد تغيير حقيقي في تصرفات وسلوكيات المؤمنين ؟ولماذا لا يوجد حياة روحية مثمرة؟.
الجواب نجده في مثل الزارع .
اذ يسهل على الانسان اخفاء عدم تمقعه في الايمان والمعرفة الالهية من خلال الذهاب الشكلي الى الكنيسة والتناول من الاسرار لارضاء لنفسه وللناس فقط. ولكن في وقت التجربة والشدة والاضطهاد من اجل الايمان يسقط.
كل يوم ننكر ايماننا ليس بالاضطهاد فقط، بل باعمالنا الردئية المنافية للتعاليم الكنيسة والانجيل، التي نسمعهم ونقرأءهم مرارا.
لهذا علينا ان نحرث ونفلح ارضنا اي قلبنا ونخرج منه الصخور ،لكي يثبت الايمان في قلوبنا، لان هناك الكثير من المؤمنين اصبحت قلوبهم صخرية مليئة بالشوك تدوسها الناس.
لذلك لا تبقى كلمة الرب في قلوبهم الا للحظات وللوقت ياتي الشيطان فينزعها وقتها يدخل الانسان في ظلام روحي ويفقد حكمته وخلاصه ..
يقول الانجيل عن هؤلاء : لقد صاروا مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون ،هم رأوا المسيح لم يعرفوه وسمعوه ولم يميزوا صوته الالهي.
اما اصحاب القلوب الطيبة النقية،وانتم منهم يا احبة الصليب،الذين تسمعون وتحفظون وتثمرون تقول لكم الكنيسة المقدسة طوبى لعيونكم لانها تبصر ولاذانكم لانها تسمع .
ويقول لكم المسيح ايضا ،كما قال للرسله : قد اعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت الله. يعني هذا الكلام انتم يا احبائي: اصبحتم تلاميذ المسيح لانكم آمنتم به ايمان صادق وانتم من اصحاب الارض الطيبة المثمرة ،اذ قبلتم المسيح كما هو،يسوع المسيح المصلوب والميت والقائم من بين الاموات.لذلك اصبحتم تلاميذه واعطي لكم اسرار ملكوت ولكم الافضلية في دخول ملكوت السماوات .
التزموا بهذا الامر وسيروا في الطريق التي تصل الى يسوع المسيح والتي هي نفسها يسوع المسيح، انموا واثمروا،كونوا اعضاء احياء في الكنيسة في يسوع المسيح يجب ان يكون لكم جهاد شخصي روحي لكي تتعرفوا اكثر واعمق على المسيح.
اخيرا:مهد الله قلوبنا جميعا لتثمر فينا كلمته المحيية بالمسيح يسوع ربنا ومخلصنا الذي له المجد والاكرام والسجود الى دهر الداهرين،آمين