المرثاة التي القاها قدس الارشمندريت توما بيطار في جناز المثلث الرحمات قدس الاشمندريت
يوحنا (محفوض)
23-10 – 2008
كنيسة رقاد السيدة
حامات- البترون
( فليكن ذكره الىالابد )
باسم الآب والابن والروح القدس .الآن وكل آوان والى دهر الداهرين. آمين
يا اخوة : هذا الأب المسجَى، بقي40 سنة يقدم جسد الرب يسوع ودمه للمؤمنين . بقي يفعل ذلك بثبات وبأمانة . واليوم يقدم نفسه قربانا مكتملا لله بعدما اكتوى بالآلام والضيقات والتجارب التي عاناها، وثبت في محبته للرب يسوع . اليوم صار الارشمندريت يوحنا قربانا، ونحن نرفعه الى الرب الاله من حيث انه صار مسكنا لروح الرب . يا اخوة: الكاهن عندنا هو الراعي، والراعي، كل راع هو على صورة الراعي الوحيد ، الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن العالم ، واذا كان قد بذل نفسه عن العالم فلانه احب العالم حبا عظيما. المحبة تأتي دائما بالبذل . ليس حب اعظم من ان يبذل انسان نفسه عن احبائه . اذا هذا الأخ المسجَى، هذا الأب. القربان، هو الراعي الذي احب الرب يسوع، فقط لانه احب الرب يسوع كان مستأهلا ان يكون راعيا . الرب يسوع بعد قيامته من بين الاموات، سأل بطرس ثلاثا اتحبني يا بطرس فلما اجاب بالايجاب، قال له : "ارع خرافي" . اذا لا احد يستأهل رعاية الخراف ان لم يكن محبا ليسوع،واذا كان محب ليسوع فهذا معناه انه لم يعد محبا لنفسه، لان يسوع هو الطريق هو الحق وهو الحياة . الكاهن يستمدد حياته من جنب السيد هو يأخذ نعمه من فوق ليكسر نفسه ليعطي خراف المسيح خبزا وخمرا وحياة جديدة وفرحا وسلاما . الكاهن يا اخوة يكسر نفسه اذا كان للمسيح، يكسر نفسه كل يوم ليصير صورة للمسيح المكسور المصلوب ابدا . لا ننسيَن احدا نحن ابناء الصليب، والصليب عندنا ليس علامة الموت، بل علامة الحياة ليس علامة النجاسة بل علامة الحب . لذلك الارشمندريت يوحنا ادرك في قرارة نفسه منذ40 سنة هذا السر . ان محبته ليسوع معناها ان يبذل نفسه كل يوم من اجل يسوع طعاما ، لمؤمنينه . هو يكون ابدا مع المكسورين يكون ابدا مع الضعفاء، يكون ابدا مع الجياع ، مع العطاش مع العراة . مع كل الذين يحتاجون الى تعزية من فوق . الكاهن نبع تعزية من عند يسوع . لذلك ليست صورة على الارض اعظم من صورة الكاهن . هذا اذا كان الكاهن،على قامة الكهنوت المرتجى . والكاهن اصلا كان تسمية اعطيت للاسقف واعطيت له وحيدا. والاسقف عندنا لا نلقَبه بالقديس وحسب بل هو انسان قديس. كنيستنا كان تنتقي اساقفتها من بين القديسين، لذلك من أخذ هذا اللقب لقب الكهنوت كان قديسا، او كان عليه ان يكون قديسا أو كان عليه ان يصير ايقونة قداسة بين المؤمنين،هو راع هو يرعى الناس على المحبة التي عرفها عند يسوع يستمددهذه المحبة من فوق ليعطي احبته ليقودهم الى وجه السيد ، هذا هو عمله ، عمله ان يكون ابدا يوحنا معمدان يشير الى السيد هذا هو حمل الله ، الراعي الأحق هو الرب يسوع وهو باقي هنا . لذلك الكاهن ايقونة شفافة ليسوع الحاضرابدا فيها بيننا، وبقدر ما يرتضي الكاهن ان يبقى مسمَرا على صليب المحبة، بقدر ما يحافظ على شفافيته ليسوع وبنفس القدر يرى الاحبة الخراف يسوع فيه ومن خلاله . نحن بشر تجسديون نحن لا نؤمن بالكلمة المجردة بل بالكلمة المجسدة ، لان الكلمة صار جسدا وحل بيننا، لهذا الكاهن بعامة وحبيبنا الارشمندريت يوحنا كان يحدَث ابدا عن كلمة المتجسد . وهو نشأ في مدرسة روحية عريقة ، نشأ في قرية صغيرة اسمها المزيرعة ، هناك وجد كاهن قديس وهذا ربَى الذين من حوله على القداسة.احب يسوع وربَى الذين من حوله على محبة يسوع. ومن هناك اتقد الارشمندريت يوحنا شابا صغيرا،اتقد من نار روح الرب وانطلق يود ان يصير على صورة الخوري ايوب الذي علمَه، والخوري ايوب تعلم من فوق فصار يوحنا يتعلم ابدا مثال السماوات والارض ، يتطلع الى فوق ثم يتطلع في احبته فينعكس في عينيه نور الرب ليستقر في قلوب العباد ، في قلوب المؤمنين . ليس الكاهن ابدا من لا خطيئة له ، الجميع اخطأوا واعوزهم مجد الله . لكننا نحن في السعي ابدا في التوبة ابدا في السيرورة ابدا الى وجه الله . نخلع عنا ابدا كل عتاقة لنصير جددا في كل حين في كل يوم.الارشمندريت يوحنا كان يعي ذلك تماما . لذلك كان يحب الصلاة وكان يحب الصوم وكان على تواضع وكان على محبة آخاذة وكان على بساطة كبيرة . في كل ذلك كان يتتلمذ عند قدمي الرب يسوع ابدا في الصلاة كمريم اخت لعازر.كان يستمدد الحياة من فوق ليعطينا اياها . لذلك كان يتخطى نفسه في كل حين . كان دائما في حركة الى الامام ، كان الرب يسوع هو العزاء بالنسبة اليه هو فرح ، كان يفرح بالترتيل ، يفرح بالصلاة . والى اليوم الاخير الذي رقد فيه كانت نشوة قلبه ان يسمع ترتيلة ، ان يسمع اسم الرب يسوع يتردد ، لان اسم الرب يسوع حياة . كانت الحياة في الصلاة والصوم والمحبة وكل فضيلة سلك فيها كانت الحياة تنساب في روحه وتستقر في جسده وكان يتجدد ابدا وكان يمتد ابدا الى الذين اوكل بهم . وما لا يعرفه الكثيرون ربما انه كان يعرف ان يبكي ولكن في سره لانه مستحيل ان يعرف احدا الرب يسوع الا بالدمع لانه يعرف ابدا انه غيرمستحق امامه ، خطاياه تكون حاضرة لديه وكذلك آلام شعبه فكل ذلك يسكبه في صلاة ، يسكبه في كلام في تمتمة في اذن الرب يسوع . لذلك يوحنا كان على قوة، على قوة تشبه المعمدان لكنه كان ايضا على دمع المراة الخاطئة التي حنت وبكت عند قدمي يسوع ومسحت دموعها بشعر رأسها . الكاهن سر عظيم . والكاهن ايقونة من عند الله حية هكذا ينبغي ان ننظر اليه ،هكذا ينبغي ان يكون القداسة سمته المحبة عنوانه البذل عطاؤه الى المنتهى . ويوحنا حبيبنا لازم هذه الرعية ولازم هذه الكنسية سنين طوالا يعطيها بحضرة الناس وفي غيابهم يعطيها نفسه يعطيها روحه ، والرب الاله كان يملؤه ابدا من نعمه.فكنا نرى انسانا عاديا ولكنه بثباته وبمحبته وبلطافته كان بصورة سرية يعطي نفسه ابدا. تلك التي يستمددها في روح الرب ،لذلك اليوم صار حبيبنا الارشمندريت يوحنا قربانا بكل معنى الكلمة ونرفعه كقربان " خذوا كلوا هذا هو جسدي " لقد اعطى جسده لهذه الرعية ولكنيسة المسيح " اشربوا منه كلكم " اعطى دمه وبذله الى المنتهى. فعلينا وحال هذه ان نشكر الله عليه لما أتى وعليه ليذهبوا الى فوق . المهم ان يبقى هذا التراث الحي الذي استمدده الارشمندريت يوحنا من مدرسة السيد ان يبقى في هذه الرعية المباركة الى جيل بعد جيل . المهم ان يلهج الناس بالقداسة بالمحبة وبالصوم وبالصلاة ، هذا ميراثنا وبهذا نفرح . على هذا يا اخوة اتقدم مرة اخرى بالتعزية من الجميع . المسيح معنا وفيما بيننا ، كان وكائن وسيكون . آمين
1 thought on “المرثاة التي القاها قدس الارشمندريت توما بيطار في جناز المثلث الرحمات قدس الاشمندريت”