البطريركية الأرثوذكسية في القدس بين الأمسِ واليوم
دفعَ إليَّ أحدِ الأحِبَّة مُذكرة بطريركية القدس التي تَرِدُنا من مذكرة بطريركية أنطاكية وسائر المشرق. وبما أني أعرفُ فلسطينَ جيداً وقد زُرْتُها أربع مرات أرى واجباً عليَّ أن أَصِفَ الأمور في تلك البلاد وأعرف عمَّان أيضاً.
(1) في العامين 1946 و1947 زُرتُ فلسطين، وطفتُ فيها، وعرفتُ أحوال الأرثوذكس فيها بنسبةٍ لابأس بها. البطريركية في أورشليم القدس تحت تصرف عناصر يونانية. البطريرك والمطارنة والإكليروس المتبتل جميعهم يونانيون. ويرفضون قبول أي فلسطيني عربي في أخوية القبر المقدس .ويقولون جهاراً إنهم حرسٌ للأماكن المقدسة.. يَقبضون (المصاري) ويتصرَّفون بها بدون حسيبٍ أو رقيب. والأرثوذكس ينطقون بالعربية، ولا يرفعون رئاسة المطارنة، بل يرفعون رئاسة المجمع المقدس ليتخلصوا من ذكر مطارنة أبرشياتهم. وليس للمطارنة وجود في الأبرشيات بل هم مقيمون في أورشليم.. لايَعظون ولايُبَشِّرون ولايُعلِّمون ولاوظيفةَ لهم، سوى العمل في الصرح البطريركي فقط، والقطيعةُ شبه تامة بينهم وبين الرعايا .فالرعايا في حالة بؤس ديني كبير جداً .ولكن هناك النوادي الأرثوذكسية الواسعة الانتشار التي تعمل للقضية العربية ضد اليهود بدون عنصر ديني في النوادي. وهناك جمعيات خيرية يُديرها وُجهاء وزعماء لاعلاقة لهم تُذكر بالفكر الديني. والكهنة دراويش يُقيمون القداس، يُعمِّدون ويُجنِّزون ويُكلِّلون ويقبضون الدراهم. ولاوجودَ تبشيرياً لهم .
وصلتُ حيفا في21 تشرين الأول 1948فتَّشتُ عن شخصٍ اسمهُ كرم كرم كان يُكاتبني، فهو الآن إِنْ بقي حَيَّاً، كاهنٌ باسم نيقولاوس في الرَّاما. أي بلد الزيتون الجيِّد في فلسطين، وهي في موقع جميل لطيف. فجمعَ بعضَ عناصر قد لا يتجاوز عددهم العشرة من الرجال لا من الشباب، وفي يافا حيث وجود الأرثوذكسي له شيءٌ من الشكل . عقدتُ اجتماعات عديدة وألقيتُ محاضرة في النادي في يافا .وقُمت ببعض الزيارات ولكن صحبي لم يأخذوني لزيارة الكاهن ولاالكاهن تعرَّف علي. وعظتُ في الكنيسة يوم العنصرة بتاريخ 1 حزيران 1947 وأوقفوني في كُرسي المطران، وهذا ممنوع عند اليونانين . كان يحضر بعض الاجتماعات رجال ليس بينهم شباب، الجمهرة محدودة وقامت هذه الجماعة تأثُراً بالحركة الأرثوذكسية في سوريا ولبنان. وحضر أحدهم المغبوط بولس سعيد مع الأمانة والمراكز في البلمند تموز 1946 وزُرتُ بيت جالا وأهل بيت جالا مازالو تحت تأثير المدرسة الروسية. وفيها عالِم ديني علماني اسمهُ أبو غطاس. وهو من رجال الله يُعلِّم الإيمان في بيت جالا وهو محترم جداً. في 3 تشرين الثاني 1946 دخلت على الغرفة التي يُعلِّم فيها فإذا به يُعلِّم النساء استمعت إلى أسئِلتِهِن، فإذا بهنّ متفقهات في الدين بنسبة لابأس بها. ثم التقيتُ بإحدى تلميذاته قرب القبر المقدس، فإذا بها تحمل العهد الجديد في جيبها .
فبيت جالا كانت مشهوداً لها آنذاك بالغيرة الدينية بفضل المدرسة الروسية السابقة. وأبي غطاس (في بيت لحم) إنسان آدمي هو وزوجته يجمعان بعض الناس حولهم .
إلى رام الله رافقني المرحوم فريد النمس. وجدنا الكاهن في الكنيسة ألقينا السلام عليه فما قال تفضلوا. وخرجنا كما عُدنا. ولكن في بيرزيت كان يوجد كاهن محترم وخوريتهُ ممتازة جداً .اسمه الخوري بولس كان معروفاً في فلسطين بكونه كاهناً محترماً. وفي 6 كانون الثاني 1967 كنتُ جالساً في مغارة بيت لحم المقدسة. ودخل مراهقان أو ثلاثة يقولون شو هالخرافات وشو هالخزعبلات. فهجمتُ عليهم صارخاً فيهم: أنتم كفار. الناس من كلِّ الدنيا يزورون هذا المقام وأنتم أهالي بيت لحم كُفار فهربوا كالفئران هذه هي بيت لحم. حضرتُ القداس يوم بارمون الميلاد وحضر البطريرك . وكان الحضور خفيفاً جداً. يعني بيت لحم في المريخ. فالتوتر مع البطريركية كبير والقطيعةُ كبيرةٌ جداً. ولكن في دير مار سابا في العام 1946كان يوجد فيه مجموعة مُقدَّسة منها ثلاثةُ عناصر من العرب والباقون يونانيون. وهناك قديسٌ روماني وراهبٌ روسي .والراهب الروماني يوحنا يعقوب.أَعلَنَتْ رومانيا قداسته ورفض الدير تسليم جُثمانه .وهو فعلاً قديس رائع. وانطونيوس الروسي رائع ورئيس الدير رائع سابا.ووكيله الخوري بولس خليفته جيد. وخليفة بولس اسمه سابا جيد أيضاً. الدير مازال دير قداسة. ويحوي ذخائر قديسين .والجو جو قداسة حقيقة وجو خشوع وتقوى وهم نساك. ويزور الناس دير مار سابا لأنه دير عريق .
هناك الأديرة الروسية وكان فيها كاهن انكليزي اهتدى إلى الأرثوذكسية .هو ناسك كبير ومحترم جداً اسمه العازر مور. إجمالاً الوضع سيء جداً. الثقافة الدينية بحكم العدم. لا تبشير لا تعليم لا وعظ لا رعاية .ولذلك المطارنة مطارنة فخريون لا يمارسون أهم وظائف المطران أي الرعاية والتعليم والوعظ والتبشير والإرشاد والهداية .لا وظيفة للمطارنة إلاَّ الحياة في الصرح البطريركي. لذلك فالكنيسة كنيسة في حال الاحتضار .والمجمع المقدس بطريرك ومطارنة بلا عمل ديني في الرعية ولا علاقة لهم بالرعية. هم في وادٍ والرعية في وادٍ آخر .
في عمان زُرت المطران ثيوذوسيوس الذي صار بطريركاً، وذلك في يوم عيد الميلاد الشرقي 7 كانون الثاني1966. حضر بعض الرجال للمعايدة .أخذوا ينتقدونه، شعرت أن علاقته بالرعية ضعيفة جداً وما امتدحه أحد من الرعية في حضرتي .ولكن تطورت الأمور في عمان بسبب الجالية الفلسطينية الكبيرة التي أتت دعماً كبيراً للجالية الأردنية الأصلية. فصار لدينا رعية ممتازة لديها أفضل نادٍ في عمان. ولديها كنائس وأرسلت بعض الشبان إلى البلمند وحصلوا على شهادة ليسانس في اللاهوت ، وكان صديقي قسطه قرمش ( الذي تعرَّفت عليه في 3 تشرين الثاني 1946 ) في بيت جالا . قد صار كاهناً جليلاً في عمان يعمل كالرسل. وهو نشيط .قد شاخ الآن ولكنه مازال نشيطاً. وكانت لديه خورية اسمها هيلين كتلة من الغيرة والنشاط فالآن صارت لدى الله.
وهناك دير برئاسة الارشمندريت خريستوفوروس، وهناك دير للبنات والمطران الحالي بناديكتوس يرعى الأمور. والختام هناك أبرشية واحدة هي أبرشية عمَّان. ولذلك فبطريركية القدس بطريركية موجودة في المريخ لديها مطران واحد هو مطران عمَّان، وبسبب الظروف في فلسطين, هاجر الفلسطينيون بكميات كبيرة إلى سوريا ولبنان والعراق ومصر وإلى المهاجر الأخرى فنقص عدد الأرثوذكس كثيراً وفي العامين 1967-1966لاحظت على الناس البؤس والكآبة فالجو كئيب جداً والناس في ضياع. وبعد احتلال فلسطين بِرُمَّتِها صارت خيبات الأمل أوسع من الماضي بما لايقاس. العالم المسيحي لا يُسلِّم بدفع الأراضي المقدسة إلى اسرائيل. لذلك في التسعينات زار رؤساء ارثوذكس وكاثوليك الأرض المقدسة، واجتمعوا في القدس وبيت لحم ليُفهِموا اسرائيل ضِمناً حِرص المسيحين على مُلكية الأماكن المقدسة أننا نحن هنا ولاننسى؟ ثم جاء بوتين وزار الأراضي؟ظ القدس مرة أو مرتين .فحصل على قطعة أرض على ضفة نهر الأردن الشرقية، فقامت فيها كاتدرائية أرثوذكسية روسية. لذلك الوجود المسيحي لايتنازل لاسرائيل على مزاعمها أن كل ارض فلسطين هي لها، فالأماكن المقدسة للمسيحيين ولن يُسمح لإسرائيل بالتطاول عليها. والجالية اليونانية في القدس، مدعومة بحكومة أثينا اليونانية، فلذلك العالم الأرثوذكسي لا يُحرِّك ساكناً في فلسطين لتبقى أخوية القبر المقدس اليونانية حامية للأماكن المقدسة بحماية الدولة اليونانية والمساندة الأرثوذكسية العالمية. فليس إذاً من حربٍ ممكنة بيننا وبين البطريركية في أورشليم مع كل قناعتنا بأن بطريركية أورشليم هي في المريخ لا على الأرض وبأن المطارنة مطارنة نظريون رمزيون يحرسون الأماكن المقدسة فقط وليسو مطارنة فعليين مقيمين في الأرض يرعون شعباً هو أمانة بين أيديهم. كما قال بولس الرسول في خطابه لقسس أفسس في الفصل العشرين من كتاب أعمال الرسل
الروح القدس يُقيم الأساقفة ليرعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه الكريم. المطارنة في القدس لا يرعون الشعب ولا وظيفة لهم بين الشعب.
(2) تاريخياً، أورشليم أسقفية تابعة لرئيس أساقفة قيصرية عاصمة فلسطين الرومانية على البحر، والقديس كيرلُس الأورشليمي نفسه رسمه رئيس أساقفة قيصرية. في العام 449انعقد في أفسس مجمع برئاسة ديوسقورس الاسكندري، وتابعه جوفينال أسقف أورشليم، فرفع ديوسقورس رتبة أورشليم، ووَسَّع له في الأرض، ولكن هذا المجمع مرفوض أرثوذكسياً، فانعقد المجمع الخلقيدوني المسكوني الرابع في العام 451 ودعي جوفينال إلى المحاكمة المجمعية، فحكم عليه المجمع كما حكم ديوسقورس. فارتمى على المجمع تائباً نادماً. فكلَّف المجمع بطريرك انطاكية ليتفاهم معه، فتفاهم معه على استقلاله عن الكرسي الأنطاكي كرئيس له ثلاث أسقفيات أسقفية في قيصرية، وأسقفية في البتراء، وأسقفية في اسكيسوبولِس (بيسان في الجليل) فقط . فوافق المجمع على هذه التسمية.
بقيت انطاكية علماً مشهوراً مثلَّها في المجمع الرابع المسكوني الخلقيدوني ال 130 مندوباً من اصل630 مندوباً أي أكثر من الثلث.كان حضورها في خلقيدونيا قوياً، ونافذاً كبيراً، واستمرت الأمور. عصفت الزوابع في المشرق، ولكن الله قيَّض للكرسي الأنطاكي بطريركين كبيرين أفرام الآمدي، وانسطاسيوس في القرن السادس ، فرفعا قيمة الكرسي الأنطاكي في القرن السادس.
في العام 565 واجهت الكنيسة في العالم خطر هرطقة تأثر الامبراطور يوستنيانوس الكبير بهرطقة ظهرت في مصر عند الأقباط، وحاربها باقي الأقباط الأرثوذكس، هرطقة معقدة واللفظة يونانية ولكن في العربية نقول (عدم الفساد)، يوليانوس الهرطوقي قال ان يسوع أخذ طبيعة غير قابلة للفساد ، قسم آخر من الأقباط الأرثوذكس قالوا انها (قابلة للفساد)، لأنه أخذ طبيعتنا الساقطة ولكن بدون خطية كما في الآية الخامسة عشر من الفصل الرابع الرسالة إلى العبرانيين: جاء ان الرب يسوع المسيح صار مثلنا في كل شيء ( ماعدا الخطيئة). من واجهه ?? أنظار الدنيا كُلَّها اتجهت نحو البطرك انستاسيوس عقد المجمع من 153عضواً، فيهم البطريرك والمطارنة والأساقفة فقدَّموا استقالتهم، وواجهوا الامبراطور بهذه الطريقة ليعودَ قراره إِنْ صَدَرْ بدون فائدة. ليس من يُنَّفِذْ .. فمات الامبراطور وأنقذ الله الكنيسة من هذه المحنة.
اتجه العالم الأرثوذكسي غرباً وشرقاً نحو بطريركنا. نوَّهت بذلك في الصفحة 154 من كتابي سرالتدبيرالالهي. وصدرت في العام570 لائحة البطريرك المسكوني وفيها 153 مع ذكر الأبرشيات والأسقفيات وكل شي. ظهرت هذه اللائحة في القرن العشرين. فإذا بنص سرياني لها موجود في البطريركية السريانية فترجمه إلى العربية. يذكر البطريرك السرياني الأسبق مارافرام برصوم في هذه اللائحة عمَّان تابعة للكرسي الأنطاكي،كان أسقف عمَّان حاضراً في المجمع المذكور 153تابعا للكرسي الأنطاكي ورقعة الكرسي الأنطاكي واسعة جداً وفي كتابي موجز التاريخ الأبيض للكرسي الانطاكي لوائح للكرسي الأنطاكي، ولكن لم أكن قد وقعت على اللائحة.
البطرك انسطاسيوس رئيس أساقفة أثينا، خريسوستموس بابا ذوبولس في كتابه كنيسة انطاكية، صفحة435 يذكر أنه في القرون القديمة كان لدينا 138 اسقف، و10 مطران إضافة للبطرك أي 150 اللائحة قريبة من لائحة أنسطاسيوس، لكن يظهر ان كتابه أُنشئ قبل ظهور لائحة البطريرك أنسطاسيوس. من هذه اللوائح نرى الكرسي الانطاكي ممتد إلى جورجيا ونيثابور عاصمة خورسان، وأين خورسان ? هي في أقصى الامبراطورية الفارسية شرقاً .فاذاً الشرق كلّه لانطاكية ، ولكن في العام 750 أعطينا جورجيا استقلالًا محدوداً .
(3) في العام 410 أرسل الكرسي الانطاكي القديس ماروثا إلى العراق وكانت على دجلة. العاصمة الفارسية الغربية على نهر دجلة. في الشعر العربي والتاريخ العربي اسمها ( المدائن) وهي مؤلفة من مدينتين، شرق دجلة (قَيصَفون الفارسية)، وغربي دجلة سلفكية ( سلوقية) اليونانية. بالعربي اسمها المدائن، وسبب الإرسال هو لتنظيم الكنيسة الفارسية، فنُظِّمت وأُعطي اسم أسقف المدائن لقب كاثوليكوس (واستمر لقب كاثوليكوس لدى النساطرة حتى اليوم ولما أسست روما الكنيسة الكلدانية في العراق عام 1680 أعطت رئيسها لقب كاثوليكوس)، هذه الكاثوليكية تشمُل كل الامبراطورية الفارسية، وكل الشرق، ونعرف تاريخياً أن الخليج العربي الآن كان يسمى الخليج الفارسي، وكانت فيه أسقفيات تابعة لكاثوليكوس بغداد. كان كاثوليكوس على رقعة واسعة من الأرض. الكنيسة التي تُبنى الآن في قطر، وتُسميها مذكرة بطريركية أورشليم كاتدرائية مار اسحق, هي بلد ماراسحق الذي كان أسقفاً على نينوى في العراق، وترك الأسقفية, وصار راهباً في دير شاهبور في الأهواز. أي (عربستان) الآن .فقطر جزءٌ لا يتجزأ من كاثوليكية بغداد.
(4) في كتابي (الموجز) التاريخ الأبيض للكرسي الأنطاكي أعدنا الكاثوليكية إلى بغداد لما صارت بغداد العاصمة، وسميناها كاثوليكية السلام وباليونانية ايرونوبولس. وكانت لنا أيضا كاثوليكية في نيثابور بأقصى الشرق من الامبراطورية الفارسية السابقة.ولنا اكسارخوسات هنا وهناك . ومع الزمن زاد عدد المطارنة والاساقفة في الكرسي الأنطاكي. كما يرى المرء في كتابي هذا. والكرسي الأنطاكي كرسي موجود في الزمان والمكان. ولكن الحكم العثماني خبطنا الخبطة العشواء سواء في القسطنطينية أوفي أنطاكية أو في أورشليم أو في الاسكندرية. وَذُقنا من المرائر ماذقنا وكلنا في المصيبة سواء.
واقعياً إن بطريركية القدس تشمل فلسطين، والمملكة الاردنية فقط.بينما حدود الكرسي الأنطاكي شاسعة واحدة تجمع سورية ولبنان, والعراق، والخليج الفارسي، والمهاجر، ولدينا مطارنة في المهاجر في أميركا الشمالية والجنوبية وفي استراليا، ولنا الآن مطران في باريس ومطران في برلين. فالكرسي الأنطاكي واسع الانتشار ويؤدي خدمات. هو موجود فعلاً في الأرض، والأساقفة، والمطارنة يُقيمون بين الرعية وهم في خدمة الرعية.
(5) تذكرُ المذكرة أسماء يونانية عديدة وهي غالباً أسماء قرى في فلسطين، المعروف منها عكا، عمان، البتراء، ولم يُترجم هذه الأسماء لنعرف أمكنتها لكنها محصورة في فلسطين. وعمان على امتداد فلسطين وعمان. فلا امتداد لبطريركية القدس خارج هذه الدائرة الضيِّقة. ويذكر العربية، وسيناء. لفظة العربية باليونانيةArabia مطلقة على دولة الأنباط التي كانت البتراء عاصمتها، تمتَدُّ إلى سيناء كما في رسالة غلاطية لكن الرومان أزالوها في العام 106 وأطلقوا اسم عربية على بصرى حوران ، وبصرى حوران مطرانية أرثوذكسية مشهورة كان لها في التاريخ أسقفيات عديدة، ففي إحدى المراحل التاريخية كان لها عشرين أسقفية، وفي لائحة البطريرك أنسطاسيوس عمَّان تتبعها.
التلاعب على الألفاظ لا يفيد. لأن التاريخ واضح باستمرار. بصرى تابعة للكرسي الأنطاكي ولم تمتد صلاحية أورشليم إليها.
(6) تذكر المذكرة قراراً يمنع التعصب، التعصب لا يُلصق في الكرسي الانطاكي، ولكنه يُلصق بالعناصر اليونانية فكل عرب فلسطين كانوا يتهمون أخوية القبر المقدس بالتعصب اليوناني . وفي الاسكندرية كذلك . وفي العهد التركي بطريركية اسطنبول سيطرت على الموقف بتعصب يوناني، والكرسي الانطاكي لا يذكر بالخير البطاركة والمطارنة اليونانيين ، وما انتعش إلاَّ بعد الخلاص منهم وقدوم البطريرك القديس ملاتيوس الدوماني، وخليفته البطريرك القديس غريغوريوس حداد. وكانت الحرب العالمية الأولى وكانت الانتدابات و(التخبيصات) العديدة. ولكن الله منَّ علينا في العام 1970 بالبطريرك القديس الشهيد الياس معوض، والآن بالبطريرك الجليل يوحنا يازجي وبمطارنة جيدين يخدِمون الرعية.وبالرغم من كل ما قاسيناه في هذه المراحل منذ بداية الحرب العالمية الأولى وحتى الآن.
(7) فتاريخنا خلال هذه الحقبات يملأ عشرات آلالاف الصفحات لو كُتِبَ برُمَّته . ومع ذلك وقفنا وقفة الأسد صامدين في وجه القوى العالمية جميعاً فنحن لسنا متعصبين ، والعناصر اليونانية هي المتعصبة ، والأدلَّة على تعصُبكِم لا تحصى . تكرَّمتم علينا بصاحب السيادة عطالله حنا رئيس أساقفة على سبسطية ولكنه ليس عضوا في المجمع. وسبسطية تقع غرب نابلس على أربعة عشر كلم الموقع لطيف وجميل ورائع وتسكنه العصافير والطيور رغم احترامي الكبير لشخصه الحبيب ليس له رعية فالمنصب نظري. يُقيم في أورشليم لا في سبسطية، رئيس أساقفة على الطيور والعصافير.الارثوذكس جميعاً يشكون من التعصب اليوناني وينزعجون من تعصبهم . وهذا ما أعرفه جيداً ولمسته بيدي مراراً. فاصطدمت مرة مع بعض العناصر اليونانية لإرضاء العناصر الروسية فقاومته، فانزعجت رجال العناصر اليونانية وشتمني مع أني كنت حيادياً بصورة مطلقة ولكنهم متعصبون .
في اللاذقية عام 1966 وفي ظروف خانقة طرحتُ اسم سيدنا كوستا بابا استفانو اليوناني الأصل واللغة، وإن كان من مواليد دمشق مع أني أعلم أن خصومي يتهمونني بأني عميل يوناني، وأنا بريئ من ذلك . وفي 7 أيار سافرت إلى حلب للاجتماع بالمطران الشهيد الياس معوض . وكان قد وقع خلاف بيننا على الأمور، وبعد ثلاث ساعات ونصف تفاهمنا بنسبة كبيرة . أقنعتُه بأن مصلحتة ومصلحة الكنيسة تقتضي باجراء الترشيح في اللاذقية، أي يستلم ترشيحاً لثلاثة عناصر. يبقى عليه أن يُناور في المجمع . قال وإذا اختار المجمع كوستا فقلت له: إن اختار المجمع كوستا أقبل قدميك. والمطران كوستا حيٌّ يرزق ويعرف ذلك.
كان الشهيد يميل إلى سيدنا جورج خضر بحسب تربيته اليونانية. كان يريد الاستغناء عن الترشيح العلماني لأنه على الطريقة اليونانية يؤيد السلطة الاكليريكية، وأنه مجمعياً يستطيع أن يحل القضية، وكانت ثقتَه بالاكليريكين غير عادية. فدرسَ في اسطانبول متأثراً نسبياً بالعقلية اليونانية، ولكن كان لي عليه تأثيراً كبيراً. فكنت أستطيع في الظروف الحاسمة التي فيها مصلحة كبرى للكنيسة أن أُغيِّر اتجاهَه وعقليتَه اليونانية نسبياً.
الشهيد الياس معوض رجل استثنائي بطهارته وصلاحه. وبالمناسبة لولا أن المرحوم موريس حداد أقنع البطريرك الخالد أبا رجيلي بمسايرة انتفاضة اللاذقية وتعيين موعد قريب للترشيح لَتَمزق الكرسي الانطاكي وانتهى. ولذلك فموقف الشهيد معوض الاكليريكي كان سيُخرِّب الكنيسة. العلمانيون اللاذقيون هم الذين أنقذوا الكرسي الأنطاكي في الوطن والمهاجر، ففاز المثلث الرحمات فيليبس صليبا بنيويورك رغم أنف الكون.
لكن اسرائيل اختارت تمزيق الكرسي الأنطاكي، فكان ماكان إلاَّ أن الله أنقذ الكرسي الأنطاكي على يد رئيس الجمهورية اللبنانية المرحوم شار الحلو.الذي دعم البطريرك الخالد ثيوذوسيوس أبا رجيلي ففاز المطران الأب فيليبس صليبا (رحمه الله رحمة واسعة) بمطرانية نيويورك وانتهى الإنقسام بالفشل ونجاح البطريرك ثيوذوسيوس والمطران الياس معوض. وحمي وطيس المعركة في العامين 1968_ 1969. وكانت يدي قد امتدت إلى حمص سراً. ووجَّهت الحمصيين نحو سيدنا كوستا رئيس ديرمارجرجس الحميراء آنذاك .فأخذوا يزورونه، ولكن الظروف القاسية أخافت المطران معوض من هذه العملية فتردد في أمر كوستا فشكا لي كوستا الأمر فقلت له: اترك الأمر علي. أقنعت المطران معوض فقلت له لا نستطيع أن نستغني عن صوت موثوق مثل صوت كوستا، فقبل بالأمر ورشحه لبغداد وديار العرب وهكذا صدر القرار المجمعي ب 7 تشرين الأول 1969. والغالب كان اليكسي عبد الكريم بحمص رحمه الله. وبقي كوستا صديقا حميماً لي. أُحبه كثيراً لدرجة أنه مرَّ علي ببيروت 2تموز 2002 ليزورني في دير الحرف ويتابع طريقه إلى بغداد، فقال لي بعد القداس الالهي وأنا أودعُه أنا قدمتُ خصوصاً لأُسلِّمَ عليك وأسرَّ إليَّ بعض الأمور، وانطلق، وعندما يسلِّم علي، لايسلمَني يده. أقبله فقط فالصداقة متينة. ومع ذلك فهو يتأثر بالسفارات اليونانية ولأني أحبه صحبي يحبونه، ويعرفون أن اسبيرو يحب المطران كوستا كثيراً جداً. وكانا المطرانان اليكسي ويوحنا منصور يُحبانه كثيراً لأنهما يعرفان محبتي وتقديري له. ومع ذلك كان يتأثر بالسفارات ويخالفُني عندما تتدخل السفارات اليونانية. في كانون الثاني 1969 حاكت اسرائيل مؤامرة خطيرة ضد المطران الياس معوض، وتدخلت فيها الوزارة الخارجية اليونانية، والسفير اليوناني في دمشق، والسفير اليوناني في بيروت، والسفير اليوناني في الكويت.أفشلتُ المخطط الذي ظهر في دمشق كما ظهرَ مُخططاً آخر أفشلته في لبنان.
أتى كوستا لبنان في27 آذار 1970 ليحضر جلسة مجمع ضِدَّ معوض، وكنت قد تفاهمت مع معوض ألاَّ يُعقد المجمع فيما بعد، حتى يَتِّم انتخابه. من الساعة السادسة مساء وحتى الساعة التاسعة والربع صباحاً عجزت عن إقناعه بعدم حضور الجلسة. كنتُ اتصلتُ بمطراني طرابلس وزحلة واتصل بي مطران حماة من طرابلس وسألني أأحضر أم لا فقلت له:لاتحضر.في النهاية قلت للمطران كوستا : أنا ذاهب إلى عفرئيل الصليبي ارتعش لما رآني، فوعدني بطيّ الجلسة. لم يكتمل النِصاب، عاد كوستا إليِّ بعد الجلسة لأنه كان ضيفي. عاد إليَّ فشعرَ أنَّنا انتصرنا ، فلامه معوض على ذلك. اسبيرو قال لك لاتحضر لماذا حضرت.
وهناك حادثة أخرى . ومع ذلك لم أتأتر، ولم تضعف صداقتنا مع أن تدخل السفارات اليونانية أضرَّ بي كثيراً. فلا حاجة للتفصيل الآن فالتفصيل في المذكرات.
ومع ذلك فنحن نُحبُّ العنصر اليوناني ونُحب اللغة اليونانية، والترنيم اليوناني. الكتاب المقدس يوناني، وآباؤنا القديسون كتبوا باليونانية وإن لم يكونوا جميعاً يونانين . فحتى الآباء السوريين كتبوا باليونانية ماعدا القديس القديس أفرام والقديس اسحق هذان كتبا بالسريانية وترجما إلى اليونانية، وهما محترمان جداً عند كل الأرثوذكس في اليونان كما في روسيا ورومانيا الخ. يوحنا الدمشقي عربي كتب باليونانية ووزنه في العالم الارثوذكسي لا يُقدَّر بثمن فهو جهبذٌ كبير، وصديقه كوزما، ورومانس المرنم هو أكبر شاعر مسيحي باللغة اليونانية مع أنه حمصي وسواهم كثيرون .
كانت اللغة اليونانية لغة الثقافة ولغة المتوسط. فكتب الآباء بلغة الثقافة ولغة المتوسط إن كانوا سوريين أو مصريين أو ليبيين. لذلك فاللغة اليونانية هي لغة التراث المسيحي الأصيل يكفي أنها لغة كتاب المسيحيين المقدس الذي تُرجم إلى كل لغات الدنيا فنحن حريصون على استمرار هذه اللغة حيَّةً مجيدةً، ولو كانت اللغة اليونانية اليوم لغة عامية .
من الواضح من هذه المذكرة أنَّ بطريركية أورشليم غير نَفَّاذة غير فعَّالة لا وظيفة تعليمية لها فإن كانوا في قلب القدس لا يُعلَّمون ولا يُبَّشرون ولا يعظون فهل نستطيع أن ننتظر منهم أن يعظوا ويُبشِّروا في أصقاع الدنيا البعيدة والغريبة؟ فلذلك أنصح هذه البطريركية ألاَّ تكون ألعوبة بيد الأقدار ضد مصلحة ربنا يسوع المسيح. من أين أتت بهذه الغيرة على الفلسطينين وهي تدوسهم منذ مئات السنين. كل الناس في بلادنا يعرفون أنني منذ 10 شباط 1966 قلبت المعركة من العِداء بين الاتحاد السوفيتي والشيوعية إلى حرب ضد الصهيونية العالمية التي ظهر بعد ذلك أنها هي العدو اللدود للكنيسة الارثوذكسية منذ أيام ربنا يسوع المسيح وتلاميذه وحتى اليوم. هذا مع العلم أني لست متعصباً عرقياً ولا دينياً ولكني أعرف التاريخ. اليهود هم الذين نصبوا المكائد للكنيسة منذ بداية التاريخ وحتى اليوم، ونعرف أخبارهم في روسيا وعلى الانترنيت بالانكليزية عدد الشهداء الذين قتلوهم في روسيا وهم أربعين مليون نسمة.ونعرف أكيداً أن عملاء اسرائيل هم الذين اغتالوا البطرك الياس معوض، ومكاريوس رئيس أساقفة قبرص. ونعرف قصص كنيسة أورشليم . قصة اليهودي المتزوج الذي سافر إلى اليونان وصار ارشمندريتاً. قصص اسرائيل ليست خافية علينا ولكن نتركها لللإختصاصيين.
ذُقنا منها الآلام المرة. الكرسي الأنطاكي تعرَّض مراراً منذ 53 سنة لخضات مصيرية وقفت وراءها اسرائيل واليهودية العالمية.
في 9/1/ 1975كنت في مكتب الفقيد الغالي قائدنا البير لحام فقال وهو في حالة استغراب هائلة…ماهذا فلان ؟ شعرت أنه وقف على معلومات دقيقة جداً حول الجاسوسية الدولية….قلت له: فلان جاسوس دولي كذا وكذا وكذا وكذا….وبالدرجة الأولى لاسرائيل……
الحاخام الأعظم في نيويورك تدخل في قضايا الكرسي الأنطاكي وأعرف كيف تدخل. كان يُحرِّضُ ولا أستبعد أن يكون قرار اغتيال البطرك الياس كان بقرار الحاخام الأعظم في نيويورك وأعرف علاقاته وتأثيراته وأرجو ألاَّ تُحرِجنا بطريركية أورشليم .نستطيع أن نلعب دورا في استقلال كنيسة فلسطين عن أخوية القبر المقدسة لكنَّا تجنبنا هذا كله لأننا نعلم أن الثمن باهظا وأن الإخوة في القدس ليسوا على مستوى القضية لسنا راضين عن سياسة بطريركية أورشليم ولذلك أنصحها بكل اخلاص أن تقبل التعايش معنا ولو على مضض مِنَّا.
بكل صراحة مطلقة وصدق مطلق لست راضيا عن بطريركية أورشليم ، لا بالتفصيل ولا بالإجمال فهي بطركية في المريخ لا على الارض. وأسأل الله أن يجعل أخوية القبر المقدس تلميذاً نجيباً لدير مار سابا فليس فيها شيء من مار سابا
وبالمناسبة، فحرصي على العلاقات بين الكنائس الارثوذكسية في العالم جعلني أُخفي عن البطريرك الشهيد الياس معوض مسألة تدخل وزارة الخارجية اليونانية، والسفراء اليونانيين، وطعن سفير دمشق فيه، ولكن البطريرك قبض عليه بالجرم المشهود على سفير اليونان في بيروت (اسخوبولس) فقال لي في 31/12/1970:(ليك ليك موسخوبولس أتاني بفلان وفلان وفلان للمصالحة.) فطلب البطرك الشهيد الياس خَلْعَهُ فَخُلِع من منصبه. وكان لا يثق ببطريركية موسكو فكنت أطمئنه وهو في حلب إلاَّ أنَّ البطريرك اليكسي ومعاونه نيقولاوس هما في القلب معنا.وفي محنة تشرين الأول 1969 ظهرت في الكنيسة الارثوذكسية في العالم وحدة متراصة وتدخل البطريرك المسكوني اليوناني أثيناغوراس ورئيس أساقفة قبرص الشهيد مكاريوس التف العالم الاثوذكسي حول البطريرك الخالد ثيوذوسيوس. ووردت برقية بطركية الروسي المخلَّد الذكر الكلي الطوبى صاحب الغبطة اليكسي الأول فحملها إليَّ المطران معوض. فقلت له أما قلتُ لك أن البطريرك اليكسي معنا. مدَّ البطريرك اليكسي يده إلى المطران معوض وهنأه سلفاً بالبطريركية (أما موقف البطريرك اليكسي فأدَّ إلى انسحاب الاتحاد السوفيتي من المعركة، فتولاها سواه). فلذلك سافر مرتين إلى موسكو في العامين 1972 و1974 وكانت علاقتي بالاساقفة الروس في دمشق ممتازة ماعدا فلاديمير اليهودي الأصل.الذي قامت القيامة بينه وبيني، ويعرف سيدنا الحبيب كوستا الحرب القائمة بيننا. وقام البطريرك الياس بزيارة رومانيا وبلغاريا وحيل بينه وبين زيارة القسطنطينية لاسباب سياسية خارجية .
الآن لدينا البطريرك الجليل يوحنا يازجي، الذي زار القسطنطينية، وموسكو، وروما، ويتمتع بعلاقات جيدة ممتازة مع كل البطاركة الارثوذكس وسواهم في الشرق الأوسط. وسيزور حتماً الكراسي الارثوذكسية الأخرى فيتمتع باحترام كبير في العالمين الارثوذكسي والكاثوليكي. والكنائس الارثوذكسية في العالم رحَّبت كثيراً بانتخابه.
قديسنا اغناطيوس الأول اسقف انطاكية هو أول من استعمل لفظة الكنيسة الجامعة (كاثوليكي) باليونانية. ودخلت اللفظة في دستور الإيمان مع أنها غير موجودة في الكتاب المقدس. والأب Lebreton ليبريتون الفرنسي عالم كبير في الجزء الثاني من تاريخ الكنيسة الكبير الفرنسي استعمل لفظة الجامعية السورية Luniversitaire Syrienne من لا يعلم أن العالَم الارثوذكسي كله يُقيم يومياً قداس القديس يوحنا الذهبي الفم الانطاكي وبهجة عيد الفصح في كل العالم الارثوذكسي من صنع القديس يوحنا الدمشقي أما بهجة أعياد الميلاد والظهور الالهي ورفع الصليب ورقاد السيدة من نظم القديس يوحنا الدمشقي ورفيقه كوزما. وخدمة تقديس المياه الرائعة من إنشاء القديس صفرونيوس الدمشقي. وأكبر شاعر مسيحي باليونانية هو رومانوس الحمصي أما القديسين أفرام ويوحنا السلمي السوريان فلُبَّ الحياة النسكية والروحية وسواهم كثير. وفي غزة القرن السادس للميلاد كان تعليم اللغة اليونانية أقوى من تعليمها في أثينا. نحن في قلب العالم الارثوذكسي الذي نفتديه بأرواحنا وَمُهجِنا.
فعقلُنا في الكرسي الانطاكي واسع جداً، ورحب جداً ويسع كل العالم الارثوذكسي ولذلك هذه الروح الجامعية تجلَّت في البطريرك الياس الرابع الشهيد القديس. فقال أستاذ لاهوت في سالونيك بعد وفاته هذا بطريرك يهتم بالمسكونيات ، والآن مولانا البطريرك يوحنا يازجي يهتم بالمسكونة ، وهو خيرُ خلفٍ لخيرِ سلف (أي للبطرك الياس معوض).
خروج بطريركية أورشليم على هذه الجامعية مخالف لما قاله لوبريتون الجامعية السورية.
عقلنا واسع وصدرنا رحب حيثما اجتمعنا بأي ارثوذكسي كان في العالم. بدونا إخوانا أشقاء فلا يجوز أن نغير هذه العقلية نكاية ببطريركية أورشليم. ولكن ننتظر من الدولة اليونانية أن تلعب دورا ايجابياً في الموضوع بما لها من نفوذ على بطريركية أورشليم.
من جهة أخرى المجمع الانطاكي المقدس اليوم ذو ثقافة يونانية إلى حدً كبير عدا صاحب السيادة اسبيريدون زحلة وجورج جبل لبنان اللذين درسا في سانت فلاديمير في باريس سيدنا الياس عودة مطران بيروت درس بسانت فلاديمير الروسي في أميركا ولكنه درس اليونانية في أثينا أيضا.
إذاً نحن مرتبطون مجمعياً باللغة اليونانية فبعض السادة المطارنة تخرجوا من بلاد اليونان وبعض آخر أنهى السنة الدراسية الأخيرة في بلاد اليونان. وفي البلمند وجد أساتذة يونانيون دائما. في العام1972 عين البطريرك الخالد الشهيد الياس معوض المتروبوليت اليوناني بندلايمون رودوبولس الأستاذ في كلية اللاهوت في سالونيك عميداً للبلمند ومعه أساتذة يونانيون. على بطريركية أورشليم أن تمتنع عن إيذاء هذا الواقع الرائع بعلاقته الممتازة بكل العالم الارثوذكسي وحتى العالم الكاثوليكي من جهة وباللغة اليونانية من جهة ثانية وأرجو أن تتدارك بطريركية القسطنطينية ورئاسة الاسقفية في أثينا هذا النقص الكبير. علاقتي ممتازة بهذين المركزين الهامين فجرت مكاتبات بين بطاركة القسطنطينية الثلاثة الأخيرين وبيني وبين رئيس أساقفة أثينا السابق.
نحن في أحسن حال من العلاقات الودِّية الممتازة بين الكنائس الارثوذكسية وبدون تمييز بين يوناني وروسي ولبناني وفلسطيني وسوى ذلك.
كلنا واحد في المسيح فأرجو أن يبقى الكرسي الانطاكي محتفظاً بالجامعية التي نطق بها أسقفنا أغناطيوس الأول المتوفي عام 107 التي وصفها الأب لوبريتون خير وصف.
(8)تُعتم المذكرة على فيمي البطريرك الانطاكي . في هذه الفيمي ذكر لبلاد مابين النهرين. من لا يعرف أن نهر الفرات يخترق البلاد السورية بدءا من مدن عديدة من سوريا الحالية فضلاً عن الاقسام التي سلَّمتها فرنسا وبريطانيا إلى تركيا، فدير الزور والرقة مشهورتان. وسد الفرات السوري مشهور. وفرنسا تخلَّت عن الموصل السورية لبريطانية فضمت إلى العراق.
ملاحظة:
وأخيرا أرجو ألَّا أضطر ثانية إلى العودة إلى الموضوع بتفاصيل جارحة السلام والأسف
يسوع أعطانا السلام وهو سلامنا الذي يجمع كل ارثوذكسي في بوتقة واحدة له المجد مع أبيه وروحه القدوس إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين آمين
عيد البشارة الالهي
25/آذار/2014
عيد الحرية اليوناني أيضا
الشماس اسبيرو جبور
حاشية:
اسرائيل غرقت ميلوزوفيتش في تدمير يوغسلافية رغم انذارات المجمع المقدس الصربي له وأخيرا تخلت عنه هذه هي اسرائيل وهذه هي اليهودية العالمية ولكن متى يعرف الناس هذه الحقائق الخطيرة؟ كم اكتوى الناس في التاريخ من مؤامرات اليهودية العالمية؟؟