كنيسة اللاذقية في عهد المطران يوحنا منصور
( مدرسة رهبانية لاهوتية )
في 30/11/1979 وصل المطران يوحنا اللأذقية وحلّ في المطرانية منذ ذلك التاريخ حتى الآن يوحنا منصور وتلاميذه مدرسة رهبانية لاهوتية أعطتنا دكاترة في اللاهوت والمؤلفين والمترجمين والرهبان والراهبات ومولانا البطريرك الجليل يوحنا يازجي وحبيبنا المطران سابا إسبر الذي ترجماته ومطبعاته صارت مكتبة وسيدنا بولس يازجي أعاده الله لنا بسلامٍ وأمانٍ النشيط البارع وسيدنا الحبيب باسيليوس منصور النشيط العامل أعطتنا أساقفة وعدداً من الأرشمندريتية والكهنة والرهبان والراهبات ودير بلمانا ودير الجوزية الذي يبنى الآن وصارت هذه المدرسة تستحق تاريخاً يحتاجُ إلى قلم المطرانين الجليلين سابا وباسيلوس ليؤرخوا هذه الحقبة الممتلئة بنعمة الروح القدس الكرسي الأنطاكي يحتاجُ إلى عشرات المتبتلين ذوي الكفاءات العالية واللأذقية محدودة القدرات بشرياً ومالياً ومع ذلك أعطت هذه الثروة الرهبانية واللاهوتية وهي ترتبط بالدرجة الأولى باللغة اليونانية وحملة الدكتورات متخرجون من بلاد اليونان ينطقون باليونانية واليونانية هي لغة اللاهوت الأرثوذكسي بخاصة والمسيحي بعامة تحميل اللاذقية أعباء الكرسي الأنطاكي وحدها يلفت النظر يجب أن تساهم جميع الأبرشيات بتحمل هذه الأعباء وتقديم مئات المتبتلين لتكون الإدارة والحياة الكرسي الأنطاكي ممتلئتين من الروح القدس اليوم يعاني الكرسي الأنطاكي من نقص عدد المتبتلين فصارت الشقحذة تحتل مكانةً ما بالكرسي الأنطاكي بدلاً من إلتزام العمل الروحي الصامد الفعال النشيّط القوي ، في العام 2008 زار صاحب السيادة بنيدكتوس مطران عمان اللاذقية حاملاً ذخائر القديس نيكتاريوس وهبت اللاذقية بخضها وخضيضها وكبيرها وصغيرها لتبارك من هذه الذخائر فأصيب سيادته بدهشةٍ كبيرة لم أرى بحياتي جمعاً كهذا الجمع وخلع الأنكلبيون من رقبته ووضعه في رقبة المطران يوحنا فلماذا لا تغار الأبرشيات الأخرى وتلتف حول مطارنتها للصوم والصلاة والتبرك والنسك والزهد والترهب ودراسة اللاهوت دراسة عميقة الليسانس باللاهوت لا تصنع لاهوتياً والدكتوراة في اللاهوت دقيقاً مئة بالمئة المسألة تحتاج إلى دكتورات وعمل دؤوب متواصل بالمكتبات وبدون اللغة اليونانية كل شيء سطحي بنسبة كبيرة لأن اللاهوت الارثوذكسي يوناني السمات والألفاظ اللاهوتية يونانية يجب أن يفهم المرء مدلول هذه الألفاظ والمصطلحات في اللغة اليونانية بدون اللغة اليونانية يشقشق المرء شقشقةً اللاهوتي الأصيل يقرأ العهد الجديد باللغة اليونانية يستفيد من الترجمات ولكن تبقى اللغة اليونانية هي الأصل في مطالعاته يستطيع أن يقارن بين الترجمات والأصل اليوناني ويستفيد من المترجمين لأنهم بذلوا جهداً كبيراً ليترجموا الأصل اليوناني والمصطلحات نفسها يونانية إن لم نفهم معنى لفظة أقنوم وشخص باليونانية نبقى جاهلين أصول الاشتقاق الألفاظ اللاهوتية وتاريخ هذه الألفاظ ولذلك أمتدح سيدنا الحبيب المطران أفرام كرياكوس شرحِ هذه الألفاظ اليونانية في كتابِ سرّ التدبير الإلَهي وقال ما قال فيه مع العلم أنه صاحب الفضل بالإيحاء إلي بتأليفه فاللاهوت الأرثوذكسي صنعة إستثنائية تحتاج بالدرجة الأولى إلى اللغة اليونانية والغوص في معاني العهد الجديد يحتاج إلى مراجعة الأصل اليوناني الذي يعطينا كماً كبيراً من المعاني وتميزت مدرسة اللاذقية باعتماد اللغة اليونانية أساساً للدراسة والصلوات والترتيل ، اللاهوت سعّة باسيلوس وغريغوريوس ويوحنا الفمّ الذهب ومكسيموس المعترّف ويوحنا الدمشقي غريغوريوس بالاماس وسواهم بدون إستيعاب تعاليمهم يبقى الإنسان سطحيٌ في اللاهوت وبدون القديس يوحنا الدمشقي يبقى الإنسان هامشياً في اللاهوت ، اللاهوت الأرثوذكسي مرتبط بالبالاماس ويوحنا الدمشقي ومصادرهما ويوحنا الدمشقي متفوقٌ جداً في الصياغة اللاهوتية بالاماس أعتمد عليه ولكن يوحنا الدمشقي متفوق على الجميع وإن كان بلاماس أوسع من يوحنا بكثير ومكسيموس المعترف قلعة لاهوتية وإن كان فهمه عسيراً منذ أيام كانت أختاً تقرأ عليّ كتابي الاعتراف والتحليل النفسي فاصطدمت بجملة من مكسيموس المعترف فشرحتها لها فإذ بالجملة تدل على نوعية ذهنية مكسيموس المعترف جملة واحدة فقط دلت على ذهنيته والأخت ذكية جداً ولكنها لم تستطع فهما إلا لما شرحتها لها ، الدخول إلى مكسيموس المعترف يحتاج إلى جهود مضنية جداً جداً شخصيته متعددة الواجهات وجمله مسبوقة بقوةٍ وعسرٍ كبير منذ سنوات قليلة قرأت عن تبدل في رأي الباحثين الألمان في لاهوتي من بلادنا مشهور اسمه ديونيسيوس الاريوباغي طبعاً علمت فوراً مصدر تغيريهم فإذا به محاضرة أو مقال للمرحوم فلاديمير روسكي في العام 1957 في ألمانيا نشرت حديثاً في مجلة كونتاك فبقي باحثون في ألمانيا عشرات السنين ولم يفهموا ديونيسيوس المذكور ان على ضو هذا المقال اوالمحاضرة للمرحوم فلاديمير روسكي و ديونيسيوس هو أحد مصادر مكسيموس وبالاماس فلذلك فمدرسة اللاذقية أحسنت جداً في توجيه طلابها إلى بلاد اليونان لدراسة اللغة اليونانية وإن كنت لا أكتفي بدكتوراة واحدة فالدكتوراة لا تصنع لاهوتياً عميقاً بل التطلع من آباء الكنيسة هو الذي يصنع اللاهوتي مع إحترامي للدكتوراة أعتبرها ورقة إن لم يرافقها التطلع من آباء الكنيسة لا من أب واحد فقط بل من الآباء ، فالحصول على الدكتوراة في باسيلوس وغريغوريوس ويوحنا الفمّ الذهب ومكسيموس المعترّف ويوحنا الدمشقي أو بالاماس لا يعني أن الإنسان صار لاهوتياً عبقرياً يجب أن يتطلع الإنسان على مجموعة التراث الأرثوذكسي ولكن دراسة اللغة اليونانية هي المفتاح للإطلاع على تراثنا اليوناني .
أسألُ الله أن يحفظ اللاذقية أمينةً في هذا التراث اللاهوتي الرهباني وأسأل الله أن يجعل المطران يوحنا منصور ممتلئ من الروح القدس ومن كلمات التسبيح والشكر لله الذي أحاطه بكوكبةٍ من الأبناء الأوفياء المخلصين
قد يستغرب المرء هذا النجاح الباهر في اللاذقية خلال 33 سنة الحقيقة هي أن الأستعداد جرى قبل ذلك لكن الفضل الكبير يعودُ إلى نساء اللاذقية لأنهن يوجهن أولادهن نحو التعليم الديني ونحو الكنيسة ولذلك عدد الأطفال في مدارس الأحد كبير جداً وكثيراً ما نرى الأمهات أنفسهن يقدن الأطفال إلى الكنائس لحضور دروس مدارس الأحد فالمرأة تلعب دور رئيسي جداً في تنشئة الأطفال تنشئة دينية مؤمنة وإن لم تقم الأم بهذا الواجب نشأ المرء بلا دين ، والملحدون يخرجون بنسبة كبيرة من بيوت فلتانة أما البيوت المحافظة فتخرج أطفالاً ورجالاً متدينين جدة باسيلوس الكبير صاحبة الفضل الكبير بإنشاء عائلة من القديسين زوجت ابنها من فتاة جيدة جداً فولدت قديسين وكانت ابنتها ماكرينا رئيسة دير فلما مات أبوها أتت أمها إليها وصارت راهبة عندها وكل الفضل يعود إلى الجدة ماكرينا تلميذة القديس غريغوريوس العجائبي في مدينتهم قيصرية أم غريغوريوس اللاهوتي صاحبة الفضل على زوجها وأولادها وأمّ الذهبي الفم أشهر من نار على علمَ ليبانيوس رئيس المدرسة الأنطاكية الوثني بخصالها أبدى إعجابه بنساءِ المسيحيين وأمّ ثيودوسيوس مشهورة أيضاً كان زوجها صاحب أملاك واسعة شاسعة شفاها بطرس الغولاطي الراهب في أحد أديرة جوار أنطاكيا فكرست نفسها للديانة وتحملت مسألة المؤن في الأديرة العديدة في منطقة أنطاكيا ورفضت الحبل ولكن زوجها خشي على الثروة وطاف على الرهبان لإقناعها بالحبل فقال لها الراهب مكدونيوس ستحبلين بعد سنتين وتنجبين الولد فقالت إنها لا تريد الحبل ولكنها حبلت وأنجبت الولد الذي صار راهباً بعد أن وزع أمواله الطائلة على الفقراء فا أوغسطين مشهور بتأثير أمه عليه وغريغوريوس بالاماس مشهور بتأثير أمهِ عليه والسلسلة كبيرة جداً، الأمُّ هي التي تضع الأسسَ الأولى في التدين بحياةِ الطفل متى صار الطفل في الست أو السبع سنوات بدون دين تابع حياته في الكفر والزندقة فلذلك علينا أن نعتني جداً بالأمهات والأطفال لعل الله ينعم على كنيستنا بجيشٍ من المتبتلين والاكليريكيين لنحيا في ظلهم حياة مقدسة بمجد الله آمين .
الشماس
اسبيرو جبور