الكنيسة لا يمنكها ان تصل على انسان مات في خطية بدون توية لان اجرة الخطية هي موت كما قال الكتاب . ومن جهة التوبة قال السيد المسيح :" ان لم تتوبوا ، فجمعيكم هكذا تهلكون … " . لذلك لا نستطيع ان نصل عن كل خطية وفي ذلك قال الرسول :" توجد خطية للموت ، ليس لاجل هذا اقول ان يصلى ( يطلب ) ( 1 يوحنا 5: 16 ) .
وسنضرب امثلة لاناس ماتوا في خطيئتهم ، ولا يمكن ان تصل الكنيسة عليهم :
– لنفرض ان لصا ارتقى ماسورة غاز في بيت ليرقها ، فوقع ميتا . هذا مات اثناء محاولة سرقة . الكنيسة لاتصلي عليه
– شخص انتقم من اعدائه فقتلهم ، ثم قتل نفسه . هذا مات قاتلا.
– رجل ضبط زوجته وهي ملتبسة بالزنا في ذات الفعل ، فقتلها لتوه ، وماتت زانية . الكنيسة لا تصلي عليها .
– انسان يهرب مخدرات ، ضبطه البوليس فتبادل مع رجال الشرطة اطلاق النار ، ومات اثناء المعركة . الكنيسة لا تصلي عليه .
لماذا لا تصلي الكنيسة على المنتحر ؟ :
– المنتحر قاتل نفس ، وهو لا يملك نفسه . وقتله لنفسه جريمة ، مات دون ان يتوب عنها .
– المنتحر انسان فاقد الايمان بالحياة الاخرى . يظن ان الموت سينهي متاعبه . ولا يدري ان الموت يفتح امامه حياة يستقبلها قاتلا ، ومصيره فيها الى الجحيم . ولو وضع هذ1 في ذهنه لخاف من الموت بدلا من يستريح اليه كحل .
– المنتحر فاقد الرجاء .. والرجاء احدى الفضائل الثلاث الكبرى التي هي الايمان والرجاء والمحبة ( 1كورنثوس 13) . فقد الرجاء خطية كبيرة ان الكاتب يقول ان المنتحر واقع تحت اليأس . فنقول له : وهذا اليأس نفسه خطية تضاف الى خطية القتل .
– المنتحر فاقد الاحتمال .
– المنتحر بعيد عن حياة الطاعة والمشورة . ولا يمكن ان ينتحر انسان مؤمن ، مخلص في اعترافاته ، مطيع لاب اعترافه ، وصدق الكتاب حينما قال " الذين بلا مرشد يسقطون مثل اوراق الشجر .
والكنيسة اذ صلت على المنتحر ، انما تشجع الانتحار .
وهي لا تسطيع ان تعزي اهل المنتحر ، والا كانت تعزيتها نوعا من الرياء والنفاق . كل ما تستطيع ان تقوله هو انها ترجو لو ان هذا المنتحر كان فاقد العقل عديم المسؤولية وقت انتحاره . وتطلب من الله مراعاة عوامله النفسية .
نحن نترك امر المنتحر لله . والله اكثر رحمة من الكل ، لكننا لا نستطيع ان نصل على منتحر ، ولا ان نقرأ له خدمة الجناز ، نحن نثق ان الله في محاكمته لكل انسان ، انما يراعي كل ظروفه: العقلية والنفسية والعصبية . الله يحكم بحسب حكمته ومعرفته ورحمته التي لا تحد .
هنا نشرح معنى ان المسيح طلب المغفرة لصاليبه . معنى ( يا ابتاه اغفر لهم )، هو ان هذه الخطية ، لا تدخل في نطاق الخطايا التي بلا مغفرة . يمكن ان تغفر ، ولكن للمغفرة شروط أولها التوبة .
والذين صلبوا المسيح ، لم يغفروا لهم جمعيا ، وانما غفر للذين آمنوا منهم وندموا على خطيئتهم وتابوا ، فتمت المغفرة بالايمان والتوبة . على الرغم من قول السيد المسيح " يا ابتاه اغفر لهم "، لم تحدث مغفرة لحنان وقيافا رئيسي الكهنة ، ولا ليهوذا ولا لغيرهم من الصالبين غير المؤمنين غير التائبين .
وان كانت خطية فيها عوامل نفسية ، فكل الخطايا ايضا وراءها عوامل نفسية . وان كان المنتحر ليس سليم التفكير ، فكل خاطئ ايضا كذلك فان الكتاب المقدس يسمى البار حكيما ويسمى الخاطئ جاهلا . ورد في الكتاب :" قال الجاهل في قلبه ليس إله " . فهل يغفر له لجهله .
ان كان انسان مريض في مرض نفسي ، فان نطاق مسؤوليته . اعماله الارادية التي ادت به الى هذا المرض :
الانسان الذي يسلك باستقامة قلب وبحكمة وفي بر ، يبعد عن غالبية الامراض النفسية ان لم يكن عنها كلها . وان اصابة مرض منها يعالجعه بالطريقة الروحية ، ولن يصل الى الانتحار بارادته مهما حدث .
هناك نوع من المسؤولية الادبية على العوامل الارادية التي أدت بالانسان الى اليأس أو الكآبة أو الفكر المسيطر . وحسب تدخل الارادة وحسب مقدارها هكذا يحاسب امام الله .
يبقى سؤال خاص بالقاتل وموقف الكنسية منه :
القاتل امامه فرصة التوبة وللندم . واذا تاب فان باب الملكوت يفتح امامه ، ولا مانع من ان نصل على قاتل تائب، القديس متى الاسود كان قاتلا وتاب . والكنيسة تطلب شفاعته .
اما اذا مات القاتل بعد ارتكابه القتل مباشرة دون ان يأمن له فرصة للتوبة ، فان الكنسية لا تصلي عليه .