نداء يسوع … كونوا رحماء
” لان(الدينونة) هي بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة … “(يعقوب 2 : 13).
الأحد الواحد والعشرون بعد العنصرة
لوقا 25:10-37
الاحد الثامن من لوقا
(السامري الرحوم)
النص الانجيلي:
25 Καὶ ἰδοὺ νομικός τις ἀνέστη ἐκπειράζων αὐτὸν καὶ λέγων· διδάσκαλε, τί ποιήσας ζωὴν αἰώνιον κληρονομήσω; 26 ὁ δὲ εἶπε πρὸς αὐτόν· ἐν τῷ νόμῳ τί γέγραπται; πῶς ἀναγινώσκεις; 27 ὁ δὲ ἀποκριθεὶς εἶπεν· ἀγαπήσεις Κύριον τὸν Θεόν σου ἐξ ὅλης τῆς καρδίας σου καὶ ἐξ ὅλης τῆς ψυχῆς σου καὶ ἐξ ὅλης τῆς ἰσχύος σου καὶ ἐξ ὅλης τῆς διανοίας σου, καὶ τὸν πλησίον σου ὡς σεαυτόν· 28 εἶπε δὲ αὐτῷ· ὀρθῶς ἀπεκρίθης· τοῦτο ποίει καὶ ζήσῃ. 29 ὁ δὲ θέλων δικαιοῦν ἑαυτὸν εἶπε πρὸς τὸν Ἰησοῦν· καὶ τίς ἐστί μου πλησίον; 30 ὑπολαβὼν δὲ ὁ Ἰησοῦς εἶπεν· ἄνθρωπός τις κατέβαινεν ἀπὸ Ἱερουσαλὴμ εἰς Ἱεριχώ, καὶ λῃσταῖς περιέπεσεν· οἳ καὶ ἐκδύσαντες αὐτὸν καὶ πληγὰς ἐπιθέντες ἀπῆλθον ἀφέντες ἡμιθανῆ τυγχάνοντα. 31κατὰ συγκυρίαν δὲ ἱερεύς τις κατέβαινεν ἐν τῇ ὁδῷ ἐκείνῃ, καὶ ἰδὼν αὐτὸν ἀντιπαρῆλθεν. 32 ὁμοίως δὲ καὶ Λευΐτης γενόμενος κατὰ τὸν τόπον, ἐλθὼν καὶ ἰδὼν ἀντιπαρῆλθε. 33 Σαμαρείτης δέ τις ὁδεύων ἦλθε κατ᾿ αὐτόν, καὶ ἰδὼν αὐτὸν ἐσπλαγχνίσθη, 34 καὶ προσελθὼν κατέδησε τὰ τραύματα αὐτοῦ ἐπιχέων ἔλαιον καὶ οἶνον, ἐπιβιβάσας δὲ αὐτὸν ἐπὶ τὸ ἴδιον κτῆνος ἤγαγεν αὐτὸν εἰς πανδοχεῖον καὶ ἐπεμελήθη αὐτοῦ· 35 καὶ ἐπὶ τὴν αὔριον ἐξελθών, ἐκβαλὼν δύο δηνάρια ἔδωκε τῷ πανδοχεῖ καὶ εἶπεν αὐτῷ· ἐπιμελήθητι αὐτοῦ, καὶ ὅ,τι ἂν προσδαπανήσῃς, ἐγὼ ἐν τῷ ἐπανέρχεσθαί με ἀποδώσω σοι. 36 τίς οὖν τούτων τῶν τριῶν πλησίον δοκεῖ σοι γεγονέναι τοῦ ἐμπεσόντος εἰς τοὺς λῃστάς; 37ὁ δὲ εἶπεν· ὁ ποιήσας τὸ ἔλεος μετ᾿ αὐτοῦ. εἶπεν οὖν αὐτῷ ὁ Ἰησοῦς· πορεύου καὶ σὺ ποίει ὁμοίως. |
25 وإذا ناموسي قام يجربه قائلا يا معلّم ماذا اعمل لأرث الحياة الأبدية. 26 فقال له ما هو مكتوب في الناموس. كيف تقرأ. 27 فأجاب وقال تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك. 28 فقال له بالصواب أجبت. افعل هذا فتحيا. 29 وأما هو فإذ أراد أن يبرر نفسه قال ليسوع ومن هو قريبي. 30 فأجاب يسوع وقال. إنسان كان نازلا من أورشليم إلى أريحا فوقع بين لصوص فعروه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حيّ وميت. 31 فعرض أن كاهنا نزل في تلك الطريق فرآه وجاز مقابله. 32 وكذلك لاوي أيضا إذ صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله. 33 ولكن سامريا مسافرا جاء إليه ولما رآه تحنن 34 فتقدم وضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا واركبه على دابته وأتى به إلى فندق واعتنى به 35 وفي الغد لما مضى اخرج دينارين وأعطاهما لصاحب الفندق وقال له اعتن به ومهما أنفقت أكثر فعند رجوعي أوفيك. 36 فأي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوص. 37 فقال الذي صنع معه الرحمة. فقال له يسوع اذهب أنت أيضا واصنع هكذا |
العظة:
باسم الآب والابن والروح القدس ،آمين
” كما يترآف الأب على البنين يتراف الرب على خائفيه ” (مزمور 103: 13)
” طوبى للرحماء لانهم يرحمون ” (متى5: 7)
” فكونوا رحما كما ان اباكم رحيم ” ( لوقا 6: 36)
ايها الاحباء انجلينا اليوم يتكلم عن تعليم اساسي ليسوع المسيح بالنسبة الى الشروط الدخول الى ملكوته السماوي. ألا وهو الرحمة والحنان .
قال الرب يسوع المسيح مرتين في انجيل متى:” اريد رحمة لا ذبيحة”فدلت على ان الرحمة هي الوصية العظمى وهي تتفوق على الذبائح الروحية مثل الصلاة والصوم التي نسطيع ان نقدمها لله.
الدينونة ستكزن قاسية بلا رحمة على من لا يصنع الرحمة.لاجل هذا نصحنا الرب يسوع وقال :” كونوا رحماء كما ان اباءكم رحيم ” (لوقا 6: 36) . هذا النداء وهذه النصحية لكي نقتدي برحمة الله ،ايضا هناك نداء اخر اطلقه الرب يسوع في انجيل متى 5: 48 “كونوا كاملين كما ان اباكم السماوي كامل هو ” هذا يعني ان الرحمة هي الكمال .
لكن حينما يطلب الانجيل او نقرأ كما قرأنا الان وسمعنا الانجيل عن الرحمة يجب ان نعرف اننا لسنا فقط امام مجرد شعور او عواطف بسيطة من الشفقة تكون بالمظاهر والكلمات المعسولة ومن الرياء والكذب والتصنع .
الرحمة تعني ان اعيش على صورة الله ” ابي المراحم ” (2 كورنثوس 1: 3)
ان الله هو قبل كل شيء اله الرحمة والمحبة ،وان هذا ايضا هو ما يطلبه الله منا في حياتنا ان تكون افعالنا كلها وبلا اهمال اعمال رحمة ومحبة اي اعمال تظهر طيبة الله .
فالرحمة أصلاً تعود إلى الرَحِم، إلى الحشا الذي فيه يتكوّن الولد وينمو. فالربّ هو أب وأم أيضًا. وفي هذا يقول: (أشعياء 49: 15) إنَّ الله يشبه الوالدة، التي لا تنسى مَن تُرضعه، وتَرحم دومًا ابن بطنها. وإن حصل ونسته، إلاّ أنّ الربّ لا ينسى من كوّنهم في “أحشائه”. هنا نتذكّر قول (مزمور 8:103، 13): “الربّ الرؤوف، رحيم. طويل الأناة، وكثير الرحمة… يترآف الأب على البنين يتراف الرب على خائفيه “.
اذا الرحمة والحنان صفة ثابتة من صفات الله وتنبع من أبوته ومحبته للبشر{محبة ابدية احببتك من اجل ذلك ادمت لك الرحمة (ارمياء 31 : 3).
ولكي نتمتع بمراحم الله يجب علينا ان نكون رحومين على الجميع “طوبى للرحماء لانهم يرحمون” (متى 5 : 7).وهذا ما يطلبه منا الله ” وقد اخبرك ايها الانسان ما هو صالح و ماذا يطلبه منك الرب الا ان تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك لاجل
لاجل هذا جاء الينا السيد المسيح على الارض وتجسد ، ليعلن لنا رحمة الله الكاملة والتي تبحث عن الخطاة لتردهم وعن المقيدين لتحررهم وعن منكسرى القلوب ليشفيهم .
ولقد لعن يسوع الكتبة والفريسين المراؤون لتركهم الرحمة ” الويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم اثقل الناموس الحق والرحمة والايمان كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك” (متى 23 : 23).
من مفاعيل رحمة الله اعلانه عن محبته للخطاة لا بالكلام بالعمل والحق ، وكشف الخطأة في يسوع صديقا واباً ومدافعاً وكان يهدف بذلك الى إعلان رحمة الله التي تقبل الخطاة لا كعبيد بل ابناء محبوبين في الرب . كان العشارون والخطاة مكروهين ومنبوذين في المجتمع فاعلن لهم محبته وسعى لتغييرهم . لقد جذب الكثيرين بسبب محبته الإلهية وعندما تذمٌر عليه الكتبة والفريسيون دافع عنهم قائلاً:”لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة” (مرقس 2 : 17). لقد نزع محبة المال من قلوب العشارين القاسية بمحبته . ودافع عن المرأة الخاطئة.
وفي مثل الخروف الضائع أعلن لنا أن كل إنسان خاطئ بعيد عن الخلاص إنما هو ذلك الخروف الضائع ، الذي يخرج الله الراعي الصالح للبحث عنه تاركاً التسعة والتسعين من أجل إيجاده وإعادته إلى حظيرة الخراف .
لقد تحنن على العميان ووهب لهم النظر واقام بدافع الرحمة ابنة يايرس الذي جاء إلى يسوع متوسلاً من أجل ابنته ، فرحمه وأقام ابنته من الموت ( لوقا8: 54 ). وبهذا الحنان أقام لعازر بعد أربعة ايام من موته (يوحنا1:11-44)
ان السيد المسيح له المجد يطوب الرحماء ويعدهم بالرحمة على الإرض وفي السماء. ويطالبنا بان نكون رحماء نحو الجميع ” فكونوا رحماء كما ان اباكم ايضا رحيم “(لوقا 6 : 36). ويقول لنا ان نتعلم منه ” فاذهبوا و تعلموا ما هو اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم ات لادعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة” (متى 9 : 13).
هكذا يوصينا الكتاب المقدس بان نصنع رحمة “لا تدع الرحمة و الحق يتركانك تقلدهما على عنقك اكتبهما على لوح قلبك “(ام 3 : 3).“لان الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة و الرحمة تفتخر على الحكم “(يعقوب 2 : 13).
سؤالي اليوم لكم والى اي حد نكون رحومين ؟ ان السيد المسيح يريد لنا ان نتعلم من رحمته الكثيرة فعدما سأله بطرس : كم مرة يُخطئ إلي أخي وأنا أغفر له ، هل إلى سبع مرات ؟ فأجابه قائلاً : لا أقول لك إلى سبع مرات بل إلى سبعين مرة سبع مرات . ثم ضرب له مثلاً في هذا الخصوص وهو مثل الملك الذي سامح عبداً كان مديوناً له بعشرة آلاف وزنة ، لكن ذلك العبد لم يُسامح رفيقاً كان مديوناً له بمئة دينار.
لقد تعلم التلاميذ والرسل وعلموا المؤمنين فى كل جيل ان يكونوا رحومين . هكذا يدعونا القديس يوحنا الحبيب للرحمة لتثبت فينا محبة الله ” وأما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه ” ( 1يوحنا3: 17 ).ويعلمنا القديس بولس الرسول ” و كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله ايضا في المسيح ” (افسس 4 : 32) .
يا احبائي نتعلم اليوم من انجيل السامري الرحوم: أنّنا إن لم نغفر، إن لم نسامح، لا يغفر الله لنا ولا يسامحنا. أجل إنّ حبّ الله لا يثبت فينا إذا كنا لا نمارس الرحمة. ولكن هنيئًا لنا إن تشبّهنا بإله الرحمة. فهو سيرى فينا صورته ويعلن لنا أنَّه يعترف بنا لأنّنا اعترفنا به بعد أن اكتشفنا وجهه في كلّ وجه بشريّ التقينا به على طرقات الحياة.
لنصلي معا الى الرب يسوع ونقول: علمنا يارب ان نصنع خيراً ورحمة .
علمنا ان نكون متسامحين وشفوقين على الساقطين والبائسين والفقراء .
علمنا يارب ان نكون رحومين ندعو الناس الى عمل الرحمة والبر والتسامح لاسيما في هذه الايام الشريرة التي نرى فيها محبة الانتقام والتشفي من الاعداء .
علمنا ان نزرع المحبة حيث تنمو اشواك الكراهية ونزرع الرجاء حيث يوجد اليأس،ونصنع الرحمة في القلوب القاسية ، وننادي بالتسامح والغفران وسط نيران الكراهية والاحقاد .
فلتعمل يارب بروحك القدوس ليأتي ملكوت في كل قلب . كما حل الروح القدس على القديس الذي نحتفل بذكراه اليوم هو رجل قد عاش بالكامل انجيل السامري الرحوم ،القديس نكتاريوس العجائبي خادم وشفيع المرضى .كونوا مثله كونوا سامريين صالحين كما اتمنى ان تحرككم روح المحبة والتسامح من ظلمتكم ،آمين