ما هو الصليب
هل كان بالامكان ان تظهر محبة الله الآب في صورة اكمل من صورة الصليب؟
فما هو الصليب ؟انه الابن الوحيد يسوع المسيح الممتلئ من الروح القدس .يُقرب نفسه على مذبح الصليب ذبيحة .
ذبيحة الصليب تُقبل من الله آلآب الذي ارسل ابنه الوحيد الى العالم ليكون موضوعها.
المسيح على الصليب هو سر الحياة.بهذا الصليب استحال العالم كله .دم المسيح مسح الكون فطهره وقدسه.
البعد عن الصليب والافتراق هو افتراق عن الحياة.
مات المسيح عن الخطأة فاوجد الخلاص الابدي.ولكن الموت مستمر ،لذا فيسوع مصلوب في كل واحد منا.ليموت في كل واحد منا موتا بطيئا على مدى العمر الفاني على الارض.
لا شيء في حياة المسيح الحقيقي ذو معنى عميق بدون تجربة الصليب أي الانصلاب مع المسيح .
العمر كله صليب، المؤمن يحمل صليبه للخلاص،والكافر للهلاك.
لذا فنحن معلقون مع المسيح على الصليب.
المسيح تألم ودخل مجده.
آلامنا هي آلام المسيح ،ان احتملناها باسم يسوع المسيح ومع يسوع.
يسوع يتمجد في آلامنا كما تمجد في آلامه على الصليب .
لذلك ليس من انسان ان يحيا وان يحب الا اذا حمل صليبه الشخصي.وسار مع الرب يسوع .
هذا الصليب الشخصي ينبع من محبتي ليسوع ،الذي علق ومات على الصليب.
صليبي الشخصي ما هو الا نابع من محبتي ليسوع فاسمّر عليه خطايايا وشهواتي حبا بيسوع .
وجود صليبي الشخصي في حياتي علامة انني بدأت اعرف ذاتي وواقعي،انني بدأت اسير مع يسوع ،وهذا ما يرضيه.
هذا يعني اني اتربى كي اكون ميتا عن العالم ومغرياته واترفع فوقه.
مَن ليس عنده صليب الرب في حياته لا يكون قد بدأ وعيه لذاته ولا تكون مسيرته مع الرب قد بدأت.
ليس من نضوج روحي حقيقي بدون هذا الصليب.
مَن ليس عنده صليب الرب في حياته لا يمكنه ان يقطع ويستأصل اهواءه ،ليس مِن معرفة للذات بدون صليب يسوع المسيح .
كل انسان بحاجة الى الصليب كي يتقدم في معرفة نفسه ،مَن لا يعرف نفسه ويستأصل اهواءه وخطاياه لا يتقدم في طريق القداسة.
وهكذا محبتنا لصليبي الشخصي متلازم مع شوقي ان يرفع الله خطايانا.
لقد قال المثلث الرحمة الارشمندريت الياس مرقس يوما :” ليس من أجمل من الالتزام في الجهاد وفي حمل الصليب”
لذلك لنبقىمصلوبين لكي نتخلصوا من انانيتنا وضعفاتنا وهذا يعطينا الفرح والسلام، وهذا ما تنشده الكنيسة في عيد رفع الصليب الكريم المحيي اذ تقول ” بالصليب اتى الفرح لكل العالم ” آمين .