البذل
أحب حتى بذل نفسه
الاحد قبل رفع الصليب
يوحنا 3 : 13 – 17
قال الرب لم يصعد أحد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن البشر الذي هو في السماء , وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن البشر , لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية, لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية, فانه لم يرسل الله ابنه الوحيد إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم.
العظة :
باسم الآب والابن والروح القدس ،آمين
” …هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد..”
احبائي: أتحبون الله؟ أحبوا مثله. الله بذل وضحى بما هو اغلى ما عنده في سبيل الانسان .لهذا قد عرفنا المحبة ان الله وضع نفسه أي وضع نفسه على الصليب وبذل كل حياته ومات لاجلنا .لهذا يوصي بنا الانجيلي يوحنا بان نضع وان نبذل نفوسنا لاجل الاخوة. اي ان نموت من اجل الاخر، نعم نموت من اجل الانسان الاخر.وان نبذل حياتنا كلها.
ما يطلبه الله منا هو القلب” يا بني اعطني قلبك” عندما يطلب الله قلبنا ،انما يطلب حبنا ،دليل الحب هو البذل .من هنا حياتنا المسيحية الحقة هي حياة البذل ،بذل كل شيء حتى الحياة ذاتها.
احبائي ماذا بذلتم؟من اجل المسيح الموجود في الاخر؟.ماذا بذلتم من اجل المسيح الذي من اجلكم اخلى ذاته واخذ شكل العبد ومات على الصليب ؟. هل تركتم من اجله خطاياكم المحبوبة؟.
الذي لا يستطيع ان يبذل ان يمت هو انسان لا يحب..فاذا احب بذل كل شي.
المحبة التي لا تبذل،هي محبة بلا ثمر، عاقر.
ولعلا من اهم ما يمييز المحبة ..البذل.
المحبة التي لا تبذل ليست محبة حقيقية.
المحبة تبذل كل شيء،ولا تبخل بشيء على من تحب مهما كان هذا الشيء ثمينا ومهما كان من احتياجاتها.
وقد قال الرب :”ليس حب أعظم من هذا ان يبذل احد نفسه عن احبائه.ظهر هذا البذل في اعلى المستوى على الصليب .قد قال الانجيل:” هكذا أحب الله العالم ،حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك ،كل من يؤمن به ،بل تكون له الحياة الابدية” ( يوحنا 3: 16) .
اذا كنتم تمتلكون المحبة فانتم دائما على الصليب مصلوبون ومضحون.لان المحبة تُختبر بالالم وبالتضحية بالعطاء ،وكلما زاد حبكم ازداد البذل والتضحية.
اسمعوا ما قاله الرب يسوع :” ان ابن الانسان لم يأت ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين” (مرقس 10:45). اي بذل حياته عنا على الصليب وبهذا البذل عبر عن حبه الابدي لنا.
احبائي انظروا امامكم الى يسوع المصلوب،اجمل صور في العالم ، انها صورة الحب والبازل ،انها صورة الحب الكامل والعطاء الكامل ،لانه ليس حب اعظم من هذا ان يبذل احد نفسه عن احبائه.
كلما تنظرون الى ايقونة الصليب تتذكرون الحب الالهي الابدي .ولهذا ليس من اجمل عبارة ان تكتب على ايقونة المسيح المصلوب هي عبارة ” احب حتى بذل ذاته” .
نتعلم اليوم من الانجيل ،من صليب المسيح بان نحب وان نبذل ،وان لا نحب ذواتنا انما نحب الناس،وخاصة الخطأة والعشارين والزناة ،ونحب الله .لا نحب راحتنا وكبرياءنا ،انما نحب راحة الناس.
صليب المسيح يعلمنا ان نحب حتى الموت في حبنا لله من خلال حبنا للاخر.
يعلمنا صليب المسيح ان نحب الناس لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق (يوحنا 3: 18) .
يعلمنا صليب المسيح ان نحب المحبة التي تصعد على الصليب ،ان نحب المحبة التي تصل الى الموت من اجل من نحبه.
من اجل هذا اطرح عليكم سؤالا ؟اتريدون ان تحبوا الله؟ والناس؟ اذ ينبغي عليكم ان تحبوا حتى الدم، ان تصعدوا على الصليب وتصلبوا ذواتكم واهواءكم وشهواتكم، وان تتخلوا عن انفسكم ،اذا اردتم ان تبذلوا ،لان البذل هو التعبير الحقيقي عن الحب.وان تتواضعوا ،وتأخذوا شكل عبد وقتها يمكنكم ان تحبوا.
ايضا تعلمنا اليوم ان البذل ،بذل الذات لله يعني التفاني في طاعته وتنفيذ وصاياه وسلوك في نفس طريق الرب . لان الكمال هو التفاني في سبيل الاخرين
بذل الذات يعني تسليم كل حياتنا للمسيح وكل قلبنا وكل ارادتنا للمسيح.
بذل الذات يعني بان نكون تحت تصرف المعلم الالهي .
بذل الذات يعني ان نكون في جهاد دائم في حياة روحية متقدة حارة ،وحياة مستترة متواضعة ،لا مزيفة متكبرة.
اخيرا فليعطينا الرب نعمة وبركة صليبه المحيي ،وليعطينا ان نتدرب على المحبة والبذل وان نحب الاعطاء اكثر من الاخذ .
يا صليب المسيح احفظنا بقوتك ،آمين