الموت والحياة في يـد اللسان وأحباؤه يأكلـون ثمـره"
(سفر الأمثال 21:18)
كثيراً ما نعاني من مشاكل كثيرة في حياتنا ولكن دائما نميـل للتحدث عن الجبال الموجودة فيها، لكن كلمات المسيـح تحثنـا أن نتكلم بكلمات الأيمان "لأني الحق أقول لكم إن من قال لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر ولا يشك في قلبه بـل يؤمن أن ما يقوله يكون فمهما قال يكون له". (الإنجيل كما دونه مرقس 23:11)
كثيرا ما تغفل عن أذهاننا كل ما تقوله ألسنتنا، فهو له تأثير قوي على حياتنا إما بالبركة أو باللعنة. فهناك من يصارعون أشياء يجهلونها ولا يعلمون هويتها، نوع من التشويش، أشياء تعوق نجاحهم في كل مرة يسعون فيها، شيء يمنعهم من أن يكونوا الإنسان الكامل الذي يطلبه اللـه.
فالبركات واللعنات هي كلمات مشحونة بقوة تفوق الطبيعة، قد تكون قوة من اللـه أو قوة من إبليس، إلا إنها كلمات تخترق حياة الناس، وتتحكم في توجيهاتهم إلى حد كبير وتنتقل من جيل إلى آخر وقد تستمر لآلاف السنين.
" إن ثبتم في وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم "
ما هي الصلاة
هي الموضوع الذي نتكلم عنه كثيراً ونمارسه قليلاً! إن الصلاة ليست قاصرة على القديسين العظام ولا هي محدودة بفئة معينة لهم مواصفاتهم الخاصة، بل هي الرباط المتين، والعلاقة الحية بين كل مؤمن وبين إلهه، ولكي نعرف الصلاة دعني استعين بهذا المثل التوضيحي وهو الفرق بين الهواء والتنفس. فالهواء محيط بنا كل الوقت بل انه يضغط على أجسادنا بضغط معين يسمي بالضغط الجوي، لكن هذا الهواء لن يكون مفيداً لنا إلا بعملية التنفس، وهي عبارة عن السماح بدخول الهواء إلي رئتينا بالشهيق والزفير.
هكذا الأمر مع اللـه. فالصلاة هي أن يدخل اللـه إلي حياتنا ويملأها. إن الصلاة في المفهوم الكتابي هي علاقة مزدوجة ذات اتجاهين، ولابد أن تشمل على الأخذ والعطاء، الاستماع والتكلم. إنها تعني التعرف على الطرف الآخر والتمتع بصحبته، بغض النظر عن مقدار الاستفادة التي تعود علينا من ورائه.
ما هي الشروط الواجب توافرها في الصلاة المستجابة؟
أولا : الإيمان : الرسول يعقوب في العهد الجديد من الكتاب المقدس وفي الإصحاح الأول والعدد السادس والسابع يقول :"ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة لأن المرتاب يشبه موجاً من البحر تخبطه الريح وتدفعه فلا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئا من عند الرب" .لكن لماذا يحتل الأيمان مكانة عالية في الصلاة لأن الصلاة ليست مجرد حصولنا على احتياجاتنا من اللـه بل هي شركة عميقة بين شخصين، وثقة متبادلة لازمة لنجاح هذه الشركة. لان الصلاة هي انسجام مع اللـه وهذا الانسجام لابد أن يأتي عن طريق الإيمان.
ثانيا : الدافع الصحيح : لن تستجاب صلاتي لو كان الدافع وراءها غير صحيح أو كما يقول يعقوب " تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم" يع 4: 3 .
ثالثا: معرفة إرادة اللـه : يقول يوحنا الرسول " وهذه هي الثقة التي لنا عنده أنه مهما طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا" 1 يو 5: 14 .وان كنا نعيش دائما بقربه، وعلاقتنا به ثابتة ووطيدة، فلن نجد صعوبة في معرفة أفكاره ومشيئته.
رابعاً: الحياة في المسيح :إن ثبتم فيٌ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم "يو15: 7"
خامسا: القلب النقي:لا يمكننا أن نحيا في شركة مع اللـه إن لم يكن لدينا القلب النقي "إن راعيتُ إثماً في قلبـي لا يستمع لـي الـرب مز66: 18. لا يوجد مؤمن يستطيع أن يحيا بدون أية زلة، لكنه يستطيع أن يُبقي شركته باللـه مستمرة عن طريق الاعتراف بالخطأ لقبول الغفران.
سادسا الروح الغافرة: قال يسوع " ومتي وقفتم تصلون فاغفروا للآخرين لكي يغفر لكم أيضا أبوكم الذي في السموات زلاتكم، وان لم تغفروا أنتم لا يغفر أبوكم الذي في السماوات أيضا زلاتكم. مر 11: 25- 26.إن الروح غير الغافرة لا تفسد شركتنا مع الآخرين فحسب، بل مع اللـه كذلك.
من الذي له الحق أن يصلي؟ كل من يحتاج اللـه وكل من يطلب اللـه من كل قلبه وكل من له علاقة باللـه.
كيف اقضي وقت الصلاة "الشركة مع اللـه" ؟يجب أن أبدأ بالتعظيم والتمجيد لله ثم بالشكر والحمد لله ثم بالطلبات سائلاً اللـه أن يفتح عيني لكي أفهم كلمته التي سوف أقرأها. أما فرصة قراءة كلمة اللـه فيجب أن تكون بروح الصلاة مع ملاحظة أن تكون القراءة على التوالي بمعنى أن تقرأ السفر أو الرسالة بتسلسل وليس عشوائياً. وأخيراً يجب أن تطلب من اللـه أن يساعدك طول اليوم ويكون بجوارك ويحفظك من الخطأ ومن كل شر ومن أصدقاء السوء. وننصح أن تبدأ يومك بالصلاة باكراً قبل الانشغال بالحياة اليومية.
ما هو الوضع الخارجي الذي ينبغي اتخاذه في الصلاة؟ يظن البعض أنهم يجب أن يكونوا في كنيسة أو في مكان مقدس لأداء الصلاة. صحيح أن ثمة أماكن مخصصه للصلاة، ولكن يمكننا أن نصلي إلي اللـه في أي وقت كان، وفي إي مكان كان: في البيت في الطريق وفي العمل وفي أية ساعة في النهار وفي الليل.
كم مرة يجب أن اصلي؟ ليس هناك قاعدة في التعليم المسيحي أو الكتاب المقدس الذي بهذا الشأن. فيسوع قضى ليلة كاملة في الصلاة قبل اختيار تلاميذه الاثنى عشر. والكتاب المقدس يقول لنا صلوا بلا انقطاع ليس هنا عدد معين من الصلوات الإجبارية في اليوم الواحد.لا بل يجب أن أكون على اتصال دائم باللـه طول اليوم وأسأله قبل أن أتقدم على عمل أي شيء.
بأية لغة يجب أن نصلي؟ انصح باستعمال لغة الأم، لكي يسهل عليك أن تعبر عن مشاعرك إلى اللـه تعالى. وعلينا أن نقدمها باسم المسيح ومن خلال دم المسيح لكي تُقبل. ليست قيمة الصلاة في كثرة تكرارها أو طولها، لكن الصلاة تتوقف على السؤال هل هي نابعه من القلب أم لا؟.
ما هي أ نواع الصلاة ؟
· التشكرات: أي نشكر اللـه في صلواتنا " لكي تكون صلواتنا قوية لابد أن تكون على أساس من الروح الشاكرة.
· الطلب: وهو ببساطة أن أتقدم لله باحتياجاتي الروحية والجسدية " اسألوا… اطلبوا …. اقرعوا"
· الاعتراف: علينا أن نعترف في الصلاة بأننا خطاة. ومن الحق أن نقول أن في قلوبنا كثيراً من الكبرياء.
· قراءة الكتاب المقدس: لقد اعتدنا أن نقول أن الصلاة وقراءة الكتاب المقدس كما لو كانا أمرين مختلفين، لكن من الصواب أن نعرف أن قراءة الكتاب المقدس متى تمت بصورة صحيحة تغدو في حد ذاتها نوعاً من أنواع الصلاة