خريطة الطريق الروحية
الاحد الثاني بعد العنصرة
النص الانجيلي:
(متى4: 18-23)
“في ذلك الزمان فيما كان يسوع ماشياً على شاطئ بحر الجليل رأى أخوين وهما سمعان المدعو بطرس واندراوس أخوه يلقيان شبكة في البحر (لأنهما كانا صيادين)* فقال لهما هلم وراءي فأجعلكما صيادي الناس* فللوقت تركا الشباك وتبعاه* وجاز من هناك فرأى أخوين آخرين وهما يعقوب بن زبدى ويوحنا أخوه في سفينة مع أبيهما زبدى يصلحان شباكهما فدعاهما* وللوقت تركا السفينة واباهما وتبعاه* وكان يسوع يطوف الجليل كله يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرضٍ وكل ضعفٍ في الشعب. “
العظة:
باسم الآب والابن والروح القدس ، آمين
” .. وكان يسوع يطوف الجليل كله ليعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت …”
ايها الاحباء : لا تستغربوا اذا قلت لكم ان ملكوت الله ليس شيئا، لا بلدا ولا خيرات ارضية ولا سلطانا. السيد المسيح قد سبق وقال : ليس ملكي انا من هذا العالم.ولكن ان حلّ ملكوتي في هذا العالم حينئذ تكون المسكونة ملكوت سعادة وفرح.اذ فيه يرتاح الفقير ويرنم الاعرج والمريض يقفز .
ملكوت الله ليس شيئا |،بل هو شخص ،هو روح من عند الله، هو الروح القدس نفسه ،اذا حلّ فينا وافهمنا وعرفنا على الله وكشف لنا عن محبته لنا .حينئذ لا نعود نعيش في هذا العالم ،انما نعيش في الملكوت ونفرح بملكوت الله ويسكن فينا الفرح الحقيقي ،الذي وعدنا به الرب يسوع المسيح عندما قال:” قلت لكم هذا ليكون فرحي فيكم ويكون فرحكم كاملا “(يوحنا 14: 11) ” ساراكم من جديد فتفرح قلوبكم وفرحكم هذا لا يقدر احد ان ينتزعه منكم “( يوحنا 16: 22).
ان يسوع المسيح هو الملكوت وهو نفسه الطريق المؤدية الى الملكوت السماوي التي لا يسلك فيها الا من تبعه .لذلك يقول : ان اراد احد ان يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني”( مرقس 8: 34|) .يعني انه لا يكره احدا ولا يرغب ان يكون بين مؤمنيه من يشعر بعدم الرضى بان يسلم حياته تسليما كاملا.
الملكوت هو يسوع المسيح الوديع الهادئ المتواضع القلب ،الذي لا يرغب في مديح الاخرين له ،ولاجل هذا علينا نحن المؤمنين بيسوع ان لا نفتخر او نتكبر على اي انسان ،فلا نستكبر امام الناس ولا امام انفسنا ، واذا فعلنا خيرا او اسدينا معونة وكنا مفضلين على كثيرين ،لنعلم ان كل ما يستحق الثناء ليس منا بل هو عطية الله الذي اودعها فينا .
اذا كيف يمكننا او كيف يعيننا الرب يسوع ان نسلك طريقه الى الملكوت؟ عندما يسكن الروح القدس فينا يمنحنا النور والايمان فبدون الروح لا يوجد ايمان حي، وبدون نور المسيح يصبح احكم الناس اعمى تماما لا يرى اعمال الله وطرقه
لما يسكن الروح القدس فينا يولد في قلبنا المحبة الحقيقية التي تشبه نيرانا نقية تنشر حرارة وضياء المسيح وتصبح اساسا لكل عمل صالح .
ايها الاحباء : بعد ان عرفنا كيف ندخل ونسير في طريق الملكوت لكن هناك متطلبات لهذا الامر لكي نمتلئ من الروح وهي :
1- الدخول في الباب الضيق (متى 7: 13)
2- ان يكون لدينا روح الطفولة (مرقس 10: 15)
3- قطع كل علاقة باسباب الخطيئة
4- التجرد من المال(مرقس 10: 23- 25 )
5- قبول تعليم يسوع وتتميم اراداة الله آب
6- حفظ الوصايا
7- السهر لكي نكون مستعدين لمجيء السيد
8- التوبة
اذا يا احبائي ” انه لا يوجد طريق الى الملكوت الى يسوع سوى الطريق التي اعلنها لنا يسوع المسيح وهي طريق فريدة و وحيدة لبلوغ الى الملكوت فتحتاج الى الجهاد والتوبة .
فاذا كنتم تفكرون في الابدية،فكروا فهي اما سعادة ابدية او جحيم ابدي وللوصول اليها لا يوجد سوى طريقين احدهما رحبة وسهلة والداخلون فيها كثيرون والاخرى حرجة وصعبة والداخلون فيه قلة .
فلا تخشوا ولا تخافوا السير مع يسوع اتبعوه الى حيث يمضي ،انه معين قوي اسرعوا ولا تتأخروا.آمين