القديس الشهيد في الكهنة
( 13 تشرين الاول )
نسك القديس يعقوب في دير السيدة في حمطورة ، كوسبا – الكورة ، لبنان. في أواخر القرن الخامس عشر ( 145.م ) وبرز روحيا بنشاطه الذي فيه ثبّت الحياة الرهبانية في منطقة الدير بعد ان دمره المماليك . واذ أعاد البناء وجدد الحياة الرهبانية ونشّطها ، التفت المماليك اليه وقرروا تغيير عزمه وثنيه عن نشاطه وتحويله عن ايمانه الى مسلم فلم يقبل رغم الشدة ، وعلى عادة المماليك الذين جروا على تعذيب أخصامهم والتنكيل بهم أخذوه من دير القديس جاورجيوس في أعلى الجبل المدعو ” حمطوره ” حيث كان ينسك وجرّروه الى مدينة طرابلس حيث الوالي . فبدأت محاكمته وتمليقه تارة واتهامه أخرى ضاغطين عليه بتعذيبات شديدة وتهويلات . فلم ينثن، فقطعوا رأسه أخيرا بتعسف في الثالث عشر من تشرين الاول ( 13 ت1) . وإمعانا بالتعسف أحرقوا جسده لئلا يسلموه الى الكنيسة فيتم تكريمه ودفنه كشهيد وكما يليق بالقديسين المجاهدين . لكن الله توجه بأكاليل لا تذبل ومتّعه بالنعيم بعد الهوان في زمن قليل فبرز في استشهاده كما كان بارزا في حياته بل واكثر من ذلك فأعلنته الكنيسة قديسا تكرمه وتستشفع به .
ولكن نتيجة الضعف الروحي وعدم القراءة والمعرفة في زمن العثمانين نسي القديس تماما . لذا نسي ذكره بسبب الحروب والشدائد التي مرت على بلادنا وبسبب استخدام الكتب الليتورجية المترجمة عن اليونانية وإهمال الكتب المحلية ، فسقط من الحسبان العديد من اسماء الشهداء والابرار المحليين ، الذين هم اقرب الى شعبنا والى معاناته ومشاكله .
غير ان زوار الدير وحجاجه كانوا يشعرون بحضوره وقد ظهر لكثيرين وصنع المعجزات والاشفية ممجدا الله وهو مستتر .
الى ان وجدنا ذكرا واضحا له في مخطوط في دير البلمند ( رقم 149 ) يوضح ان الكنيسة تعيّد له في الثالث عشر من تشرين الاول .
وقد احيا الدير ( دير سيدة الحمطورة ) في كوسبا تذكاره للمرة الاولى في 13 – 1. – 2..2 في سهرانية اشترك فيها عدد كبير من الكهنة والشمامسة والاخوة المؤمنين مرنمين خدمة العيد التي دوّنها الارشمندريت الأب بندلايمون رئيس الدير .
في الصيف الفائت برز كثيرون من المؤمنين الذين جاؤوا الى الدير فأخبروا عن ظهورات له أو عجائب وأشفية مما ساعد كثيرا الحماسة الروحية لاعادة التعييد لهذا القديس ، وتقديم الشكر للرب فيما نكرم هذا القديس الذي لا زال حيا في ديره من خلال عجائبه التي بها يفتقد المؤمنين .
لذلك فواجب تقريظ الشهيد فيه :
أولا : سند للصلاة ، اذ هو يصلي معنا .
ثانيا : بركة العشرة المقدسة مع القديس .
ثالثا : حماسة روحية لنماثل القديس في صبره وحبّه وتضحياته .
رابعا : عرفان بالجميل وشكر عميق لان الله يفتقد شعبه بهؤلاء الأبرار .
فيا قديس الله الشهيد يعقوب ، توسل دائما لاجل خلاصنا واستنارتنا ، لنعرف طريق الحق ، فنبلغ في سلوكه تمجيد الرب دون تخاذل . علمنا ان الموت هو ربح كما كنت تحيا صومك وتقشفك وجهادك .
طروبارية القديس:
مثل أرزة لبنان تنمو، غير هياب موت الشهادة ، هكذا غدوت يا يعقوب منتصرا،إذ غلبت الموت في جسدك ، حينما ضبطت الأهواء بتواضعك، وباشتعالك كالبخور ذبيحة ، تشفع الى المسيح الاله ، ان يمنحنا الرحمة العظمى .
القنداق:
قد نسكت في حمطورة بقلب نقي، وانسلخت عن العالم وملاذه ، يا يعقوب البار الكلي الغبطة، لكن بما حبك متّقد بدت سيرتك للحسّاد تحديا، فصرت تصرخ الى المسيح : تعال يا سيد وخذني اليك .
البيت:
ان الملاك حارسك يذهل في بهاء مجدك الذي احرزته يا يعقوب، فانه إذ يعرفك إنسانا بسيطا يدهش إذ يراك ككائن سماوي
فيهتف بك معظّما :
+ إفرح يا يعقوب لانك بالنعمة برزت ، إفرح يا يعقوب لانك ألمع من الملائكة .
+افرح لانك بالجهاد نلت اكاليل ،إفرح لانك بموتك نلت لحياة .
+إفرح لانك ابرزت نفسا ألماسية،إفرح لانك أوضحت عزما غير متزعزع.
+افرح لانك بالتواضع حفظت نفسك،إفرح لانك اقتنيت سيرة مرضية لله .
+إفرح لانك بالتسبيح القويم اقتفيت أثر الآباء، إفرح لانك صرت في سحابة الشهود .
+إفرح يا متجّلى الرب يسوع، إفرح يا من تصرخ على الدوام : تعال ياسيد خذني اليك .