الخوف من الموت! !
لا شك ان الموت حادث يثير ،انه يستدعي الخوف والعويل ،يقول القديس يوحنا الذهبي الفم :” باننا نخشى الموت لاننا لانحيا بدقة وليس عندنا فضيلة واعية ” لو كنا لدينا حفظ دقيق للارادة الالهية،لو لم يُدنّا الضمير بسبب اعمالنا التي تغضب الله،وما كان حتى الموت يخفينا ولا ضباع المال ولا اي شر آخر مشابه ” . “طالما الانسان مهمل وكسول في حياته فانه سيخشى ساعة الموت ” ( القديس اسحق السوري ).السبب الخوف من الموت هو الميل ان نعزو أهمية زائدة للحياة الراهنة ،ولهذا من الطبيعي للانسان ان يحب هذه الحياة، ويضيف القديس :ان الانسان الخاطئ مَن لديه حياة ملوثة يرغب بهذه الحياة المؤقتة .يرتعب الانسان من الموت هو اننا لا نخاف من عقوبة الخطأة القادمة.لو ان خوف الخطيئة امتلك نفسنا واحتلّها فان خوف الموت لن يجد مدخلا الى قلبنا . نخاف الموت لان قلوبنا لم تُجتذب بحب قوي للملكوت السماوي المرغوب اكثر ولهذا اعتاد القديس يوحنا الذهبي الفم ان يقول :” اعطني الفرصة لأعيش مثلما عاش القديس بولس ولن أخشى الموت ” .” اذا كنت لا تزال تخشى الموت فانك لم تندمج بعد مع المسيح ” ( القديس ثيوغنستوس البار) .نحن نخشى الموت لاننا نفكر فقط بالمظاهر الخارجية للاشساء ولا نتمعن بعمق لنرى ما هو الموت حقا في جوهره يقول القديس يوحنا الذهبي الفم : أن الموت ليس إلا تغيير لباسك لان النفس ترتدي الجسد كرداء يزال هذا الرداء على اية حال مؤقتا بالموت، ولكن لنرتديه ثانية بمجد أعظم عند قيامة الاجساد . الموت هو ” رحلة مؤقتة” ونوم أطول من النوم العادي “ولذلك اذا كنت تتألم من اجل ازلئك الذين يموتون ،فعليك ان تشعر بالاسى ايضا من اجل اولئك الذين ياكلون ويشربون لانه كما أن الطعام والشراب أمر طبيعي فان الموت هو ظاهرة طبيعة على المنوال نفسه بالنسبة للانسان الفاني ( الذهبي الفم ). نخاف الموت لاننا نحيا حياة مسيحية مائعة وضعيفة ،ان حياة مصلوبة هي وسيلة اكيدة لتخلّصك من خوف الموت .فالمسيحي الذي يرفه صليبه كل يوم ويجاهد بقسوة كما فعل القديس بولس الرسول الذي عاش حياة بطولية ورغب ان يموت كل يوم وسخر من الموت مع عدم الاهتمام بالحياة الحاضرة ليس عنده سبب ليخشى الموت. .. اذا لم نكن نخشى الموت ،فاننا سننجو من الموت .