الذكرى الثانية
لرقاد أبينا المغبوط الياس مرقس
23-2- 2011- 2013
بقلم المعلم الانطاكي الشماس
اسبيرو جبور
في 17 شباط 2013 حضر الأخ مايك حوراني قسما من قداس مولانا صاحب الغبطة الجليل يوحنا في كاتدرائية مار نقولا في بيروت ،فأبلغني سلام الأب الجليل أليشع رئيس دير سيمونابيترا في جبل آثوس المقدس.
كان هذا الأخير قد زار دير الحرف في 21- 7- 2012 فطلب نبذة عن فقيدنا الغالي وشيخنا الراهباني الأب الياس.كلفني الأب الحبيب رئيس الدير أتولى ذلك لانني صديق العمر.لخصت للأب أليشع حياة فقيدنا اللامعة ولاهوته وترجماته وعشقه لآباء الكنيسة وبخاصة منهم يوحنا السلمي وسمعان اللاهوتي الجديد وبالاماس وعنايته بالليتورجيا.وذكرت له أن أبانا الجليل الياس سافر في عام 1955 الى أثينا في بلاد اليونان لإلقاء محاضرة لاهوتية،فقال له أساتذة اللاهوت :” هذا هو اللاهوت الارثوذكسي الحقيقي، لا ما ندرسه هنا في الجامعة “.وألمحت للأب أليشع أن اساتذة اثينا متأثرون بتيارات خارجية،فأشرق وجهه، ومد يده اليّ مرارا كيف ما تحرك لانال البركة، فأنقض عليها مقبلا ومهللا، لأن بركة آثوس أغلى عليّ من حياتي.
من في الدنيا مثل آثوس . www.alsiraj.org
تاريخ الأب الياس يحتاج الى مجلدات، لكني حريص على أن لا أغرق في تفاهات كنيسة اللاذقية في الثلاثينات.فصراع البطريرك ارسانيوس حداد – الكسندروس الطحان،صراع تريفن – ابيفانيوس أفرغ اللاذقية من العمق فلم يبقى سوى الغيرة الدينية المشهورة منذ القرن الثالث والتي اعتز بها البطاركة العظام ملاتيوس الدوماني وغريغوريوس حداد وأرسانيوس حداد وثيودوسيوس أبو رجيله والياس معوّض،فالسياسة الدولية أوشكت ان تمزق كنيسة اللاذقية إلاّ أن الله انتدب الأب الياس (مرسال سابقا) للانقاذ كما انتدب بعد ثلاثة أيام أي 18 تموز 1948 لهذه المهمة سيدنا جورج خضر وانضم اليهما جمهور على رأسه حبيبنا ألبير لحام شفاه الله .وبعد مخاض عسير أرسل البطريرك الخالد أبو رجيله في 26- 4- 1966 الأب يوحنا منصور ( مطراننا معتمدا بطريركيا )،فحل الله وجيشه السماوي في اللاذقية فقفزت الى العلى واذا بالدعوات الرهبانية الكهنوتية تنشط على يديّ وكان الحظ جيدا بان حل في اللاذقية مطرانا في 25- 11- 1979،فكان هذا الجيش من المطارنة والاساقفة والكهنة والرهبان والراهبات الذي كلله الله بمولانا البطريرك يوحنا جعل الله ايامه فردوسا، فكلنا تلاميذ واحفاد للأب الياس مرقس.فالمطران يوحنا منصور تلميذه:فلا غرابة أن يكون قد اتفق مع سيدنا الحبيب الغالي سابا أسبر على التنازل لسيدنا يوحنا.هذا عمل الروح القدس بواسطة مطرانيين يخافان الله من كل القلب وحينما كنا نجتمع بالأب الياس كثيرا نلتف حوله كشخينا الجليل. وكان يحب مولانا البطريرك كثيرا .وكان الأب الياس صديقا كبيرا للشهيد البطريرك الياس معوض.وصداقات الأب الياس لا تحصى في أوساط رجال الدين والعلمانيين وأبناؤه الروحيون جيشٌ.فلا أشك في أن البطريركيين أبا رجيله والشهيد الياس معوّض والمطران أليكسي والشهيد بولس بندلي قد هللوا مع الرسل والملائكة والقديسين لانتخاب مولانا البطريرك يوحنا. ففي العام 71 من تاريخ الحركة الارثوذكسية أنعم الله علينا بهذا البطريرك وصحبه. المطارنة الاجلاء.فالكرسي الانطاكي اليوم هو قولا وفعلا كرسي مجمع الرسل القديسين يرعاه الرسولان بطرس وبولس .أما نحن الباقين المنتظرين اللقاء في السماء فابتهل الى الله أن يجعل الأب الياس مع الرسل والقديسين،وأن يجعل مولانا البطريرك وصحبه الكرام خير خلافاء لخير أسلاف (الرسل الاثني عشر)
أما الارثوذكسيين في الوطن والمهاجر فمطالبون لان يكونوا على مستوى القضية في جميع النواحي ،ليكون بطريركنا وكنيسته قلب العلم الارثوذكسي المتشوق الى انطاكيا فيها أفرام ويوحنا فم الذهب ومكسيموس المعترف ويوحنا الدمشقي وكوزما رومانوس الحمصي و …. الخ . www.alsiraj.org
20- 2- 2013
الوفيّ أبداً
الشماس اسبيرو جبور