القراءات الكنسية فى طقوس ما قبل العماد
د. جورج عوض ابراهيم
مقدمة :
الكتاب المقدس والعبادة الليتورجية
ارتبطت التعاليم الكتابية بالاجتماع الليتورجى التعبدى فى الكنيسة الأولى ارتباطا وثيقا وثابتا، لذلك لا تعرف الكنيسةتعاليم خارج الهيكل، واللاهوت ـ كما كتب لنا الأب فلورفسكى ـ نسمعه فوق منبر الكنيسة (الأنبل) أكثر من أي مكان آخر[1]العبادة الإلهية فى الكنيسة كانت المكان الوحيد الذي يأتي إليها المؤمنين ليتعرفوا على تعاليم الكتاب المقدس لقد وُلِدَت العبادة المسيحية فى أحضان اليهودية، لذلك ورثت عنها التشديد الكتابى الذي كان فى العبادة اليهودية .
المسيح نفسه فى عظته الأولى فى مجمع الناصرة قرأ كلام النبي إشعياء “روح الرب علىّ لأنه مسحنى 0000 “
إن مصطلح ” الناموس والأنبياء ” نجده كثيرًا جدًا فى العهد الجديد والقديس يوستينوس يكلمنا عن ” شروحات الرسل ” التى كانت تقرأ فى العبادة المسيحية و التى ما هى إلا محتوي العهد الجديد [2]
إن كتاب تعاليم الرسل يخبرنا عن وجود خمس قراءات فى العبادة الإلهية :
1 ـ قراءات الناموس (أسفار موسى الخمسة ).
2 ـ قراءات الأنبياء .
3 ـ قراءات من رسائل الرسل (رسائل بولس الرسول +رسائل الجامعة).
4 ـ قراءات من أعمال الرسل .
5 ـ قراءات من الأناجيل .
وإلى الآن تحتفظ الكنيسة بهذه القراءات: [البولس، الكاثوليكون، أعمال الرسل (الإبركسيس)، الإنجيل] وأيضًا قراءات العهد القديم التى تقرأ فى عشية الأعياد الكبيرة وخلال الصوم الأربعين المقدس ، وهكذا كل العهد الجديد موزع على مقاطع خلال السنة الطقسية حتى سفر الرؤيا يقرأ بالكامل فى ليلة أبوغالمسيس .
الكتاب المقدس فى العبادة الليتورجية يشهد على المقابلة التاريخية بين الله والإنسان ويظهر طرق الخلاص فى الاجتماع الكنسى[3] .. بالرغم من أن القراءات هى موزعة على أيام السنة الطقسية ولكن تخبرنا عن موضوع واحد إذ أنها تنقل لنا محبة الثالوث الأقدس والتى ظهرت فى التدبير الإلهى ـ وبحسب أ. بانوب عبدة ـ فإن القراءات تعبر وتشرح البركة الرسولية“محبة الآب، عطية الابن وشركة وموهبة الروح القدس تكون مع جميعكم ” (2كو13:13). التعليم الكتابي هنا يتحرك فى الإطار الثالوثي هو إعلانى إلهى وليس إنسانى .
المسيح يقدم من خلال القراءات على أنه “الطريق والحق والحياة ” ولأجل هذا السبب القراءات ليست رحلة نحو الماضى ولكن هى تنقل لنا الحياة الحقيقية وصلوات الكاهن القبطي “يا من بارك فى ذلك الزمان الآن أيضًا بارك، يا من قدس الآن أيضًا قدس” تعلن حضور المسيح الحى معنا فى العبادة الليتورجية.
إن روح الكتاب المقدس تسيطر على كل العبادة الكنسية ولا يوجد نشاط كنسي لا يحمل تأثير الإعلان الكتابى، وهذا يفسر كيف أن صلوات وتسابيح الكنيسة هى اعترافات إيمانية أرثوذكسية تعبر عن الروح الكتابية. ب ـ الكتاب المقدس و الأسرار:
الكتاب المقدس هو “كلمة الله”، وداخل الحياة السرائرية الكنسية يتكلم الله إلينا ونحن لا نكتفى فقط بالسمع ولكن نشترك فى ذاك الذي يكلمنا عنه الله. الأسرار ـ على هذا الأساس ـ هى إمكانيات الشركة فى أعمال الله الخلاصية التى نسمعها من خلال القراءات، وهذا هو سر تشديد الكنيسة على سماع القراءات وخصوصا الإنجيل لكى نكون على دراية كاملة بما نشترك فيه وعلى العطية الخلاصية الممنوحة للمؤمنين. لذلك القراءات ليست فقط للموعظين ولكن أيضًا للمؤمنين إذ تخبرهم بالعطية الخلاصية التى سوف ينالونها باشتراكهم فى الأسرار.
الكتاب المقدس داخل الكنيسة يتوقف أن يكون مجرد بنود إيمانية ولكن حياة حقيقية للإنسان، لذا الكنيسة لا توجد بدون الأسرار[4]. الكنيسة لا تكتفى بالتبشير بالخلاص ولكن تحقق وتتمم الخلاص لأن المسيح حاضر فى الكنيسة كفادى ورأس لجسده وهو ما زال مستمر فى عملية الخلاص والفداء بواسطة أسرار الكنيسة[5][*1] . إن علاقة الرأس بالجسد هى عضوية (organik») لدرجة أن أى عمل أو فعل للرأس ينتقل إلى كل الجسد . الكنيسة ـ بناء على ذلك ـ تصير المكان والزمان الذي يقدم لكل مؤمن إمكانية شركة فى هذا الذي يفعله الله من أجلنا، والكتاب المقدس ليس فقط يخبرنا عن حوادث وشخصيات تاريخية لكن يصير هو نفسه الحياة (فى المسيح)المعاشة للمؤمنين. إن القراءات الكتابية التى وضعتها الكنيسة فى كل سر هى تعبر عن المعنى والمفهوم الجوهرى للسر أو لكلام آخر هى تفسير مفهوم الأسرار أى الأعمال الخلاصية التى فعلها الله لأجلنا فى الإفخارستيا، العماد،000[6]
القراءات فى طقوس ما قبل العماد
هناك طقوس وصلوات لا تتصل مباشرة بليتورجيا المعمودية ولكن ـ كما يخبرنا الأب ألكسندر شيميمن ـ تكشف بعض الأبعاد الجوهرية والمؤكدة لسر المعمودية [7] وهى: صلاة الحميم فى اليوم السابع والصلاة المسماة تحليل المرأة أو حسب تسمية الروم الأرثوذكس صلاة الإدخال إلى الكنيسة أى إدخال الأم والطفل إلى الكنيسة بعد 40 أو 80 يوم من الولادة.
إن الأغلبية ـ كما يخبرنا الأب ألكسندر شيميمن ـ ينظرون إلى هذه الطقوس نظرة مليئة بالشك مدعين أنها تعبر عن نظرة إلى العالم عفاها الزمن، وأن إبقائها فى الكنيسة هو إبقاء لأفكار ومعتقدات بدائية، مهينة لطبيعة الإنسان عموما، وللمرأة خصوصا ولا مبرر لها. ويزعمون أنها تصور بعض الظواهر الطبيعية وكأنها “نجسة”، وتُظهر أن الأمومة نفسها خطيئة يجب أن تُغفر و”تُطهر”. وأن المرأة عضو “ثانوى” فى الكنيسة، ومن جهة أخرى ثمة “تقليديون” يعارضون هذه الآراء ويصرون على إلزامية هذه الطقوس ووجوب إقامتها. ولكن العجيب فى الأمر أنهم يدافعون عنها من أجل الأسباب نفسها التى جعلت “المجددين” يرفضونها فكلاهما معا يتبنيان حياة الكنيسة الليتورجية ونظرة الكنيسة إلى العالم ، من خلال مقولتي “الطاهر” و”النجس” ويختزلان حياتها ونظرتها هاتينإلى سلسلة من “المحرمات” التى يجب معالجتها بعدد من “التطهيرات” الطقسية.
ولكن الموقفين كليهما على خطأ، لأنهما نابعان من فهم مغلوط للاستمرارية بين روابط الكنيسة ووروابط العهد القديم التى هى فى الواقع مصدر التقليد الليتورجى المسيحى وشكله الأساسى. ولكى تُدرك هذه الاستمرارية إدراكا صحيحا، يجب أن يُنظر إليها وأن تُفهم دائما على ضوء انقطاع جذرى وأساسى موازٍ لها. وهذا يعنى أنه إذا كانت الكنيسة فى استمرارية مع “مؤسسات” العهد القديم، فإن هذه المؤسسات حين تصير مسيحية تكتسب معنًا جديدًا تمامًا، وتتجدد فعلاً. ولكن لماذا نقول بهذه الاستمرارية ؟ لأن المسيح لم يأتي لينقض الشريعة بل ليحققها (مت17:5) وبالتالى فإن الرجوع الدائم والحى إلى “القديم” هو وحده الذى يمكننا من فهم “الجديد” وجعله خاص لنا، ويجعل فى وسعنا قبول المسيح بوصفة تحقيقًا للقديم [8].
سنرى من خلال القراءات أن نظرة الكنيسة لهذه الصلوات والطقوس تعتمد على الجديد الذى تحقق فى المسيح كما أخبرنا الأب ألكسندر شيميمن وعلينا أن نفهم ما تفعله الكنيسة وذلك من خلال القراءات ومحتويات الطلبات التى تُعبر عن المعنى الحقيقى للطقس، ” لا أن نملى عليها فرضياتنا المسبقة وعوامل كبتنا“ [9].
1ـ طقس صلاة الحميم :
القراءات: البولس عب5:1ـ12، مز1:112،2، الإنجيل يو14:1ـ19
نرى من خلال نظرة سريعة على القراءات أن التجسد هو الموضوع الرئيسى لهذا الطقس، وعلى هذا الأساس فإن مشاركة الكنيسة بصلاة الحميم فى اليوم السابع لولادة الطفل هو فى الأصل احتفالية بالتجسد لأن ذاك الذي تجسد وتأنس قد قدس وبارك حدث ولادة الإنسان. ووصف المسيح “كبكر” فى البولس من (عب2:1 ـ5) “وأيضًا إذا أُدخل البكر إلى المسكونة، يقول فلتسجد له جميع ملائكة الله”، يتعلق بالتجسد، فالمسيح يُدعى “بكر بين أخوة كثيرين” كرئيس المؤمنين، أيضًا يُدعى “بكر بين الأموات”، كـ”أول القائمين من الأموات”. “باكورة الراقدين”. بهذا المعنى يشير الطقس إلى أن هذا المولود الجديد سينضم إلى الأخوة الكثيرين ” للبكر” الذي هو المسيح .
أيضًا فى الإنجيل (يو14:1ـ19) يُشدّد على أن عصر جديد بدأ بالتجسد وهو يختلف اختلاف جذرى عن العهد القديم ” لأن الناموس بموسى أعطى أما النعمة والحق فبيسوع المسيح قد صار”. لقد حدد المسيح علاقته بالناموس على أساس الاتحاد الذى بينه وبين الآب “الابن الوحيد الذي فى حضن الآب هو خبر”. إن ناموس موسى ليس هو مركز رسالة المسيح بل تحقيق النعمة والحق. التجسد هو بداية ومنبع الأحداث الخلاصية المسيحية “عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد ” .
وتسبحة هذا الطقس تعبر عن عظمة هذا السر “لأن غير المتجسد تجسد، والكلمة تجسم، وغير المبتدئ ابتدأ، وغير الزمنى صار تحت الزمان 000 “.
إن الأزلي “غير المبتدئ” بدأ وجودًا جديدًا، الوجود الإلهى الإنساني .
إذن القراءات تعلن هذه الحقيقة: أن بولادة ابن الله بدأت الكنيسة فى التاريخ، وشهادة يوحنا المعمدان فى الإنجيل “ومن ملئه جميعًا أخذنا، ونعمة فوق نعمة.. “، تؤكد هذه الحقيقة. وبناء على ذلك فإننا عندما نتكلم عن ولادة المسيح (التجسد) فنحن نتكلم عن ميلادنا نحن. فولادة الإنسان لها معنى فقط فى إطار التجسد وهذا هو سر الفرح الحقيقى الذى يُعبر عنه فى طقس صلاة الحميم هذا، وواضح من مزمور الإنجيل هذا الجو الاحتفالى “سبحوا أيها الفتيان الرب سبحوا اسم الرب وليكن اسم الرب مباركًا من الآن وإلى الأبد الليلويا “.
التعاليم الكتابية للطلبة و ارتباطها بالقراءات :
بينما تركز القرارات على التجسد ـ كما رأينا ـ تُشدّد الطلبة على “الخلق” و”البركات العتيدة” التى سينالها الطفل بعد العماد.
الخلق :
” يا الله العظيم الأبدى، الرب ضابط الكل، الذى من قبل كلمتك، ربنا يسوع المسيح، الكائن منذ البدء وإلى الأبد، خَلَقت العالم بحكمتك التى لا تستقصى، وكونت الإنسان مثل صورتك ومثالك، وملأته رحمة صلاحك، وزينته بكل بهاء، وأعطيته روح حكمة وفهمًا عقليا، وسلطته على كل شئ، وتركته ليعمل كل النهار ويباركك ..”.
+ لقد خلق الله الكون بفعل إرادته الحرة، والمحبة هى الدافع الذى جعل الله يخلق العالم [10].
مصطلح “ضابط الكل” نجدة كثيرًا فى صلوات الكنيسة والمصطلح يُعلن قوة الله غير المحدودة (أيوب2:42؛ أنظر أيضًا مز6:4)، أيضًا لها معنى “كُلى القدرة” والتى تعنى أن الله يستطيع أن يعبر عن فعل المحبة بطرق كثيرة ومتنوعة، فقدرة الله ليست قدرة تحكمية ولكن قدرة محبة والتى يظهر صداها فى خطة التدبير الإلهية.
الخليقة تُظهر لنا حكمة الله إذ تخبرنا بحسب القديس باسيليوس عن عناية الله وحكمته و عظمته [11] ويشدد القديس على أن الإنسان يستطيع أن يتعرف على الله من خلال المخلوقات[12]، لذا يؤكد القديس أثناسيوس على نظام الخليقة، وتماثلها أو تناسقها “symmetria” [13]. لقد خلق الله العالم من عدم أى بدافع المحبة ـ كما سبق أن ذكرنا، فلا يوجد شئ أجبر الله على أن يخلق الإنسان والكون، والخلق لا يعنى أن الله حرك العالم بحركة أولية وترك الكون يعمل بقوانين معينة فالله ليس “ساعاتى” لهذا العالم ولكن الخلق ديناميكى ومتحرك ومازال الله يعمل “أبى يعمل”. لم يتوقف الله عن أن يكون خالق لهذا الكون، هو موجود فى قلب كل شئ “فيه يقوم الكل ” والقداس الكيرلسى يقول “يا خالق البرية ما يرى وما لا يرى، المعتنى بكل الأشياء لأنها لك يا سيدنا … ” .
الخلق هو عمل الثالوث :
الطلبة تعبر عن اللاهوت الكتابى الذى يخبرنا عن أن الثالوث اشترك فى عملية الخلق وأيضًا تُعبر عن تعاليم الآباء خاصة أثناسيوس بعبارته المعروفة “الآب يفعل كل شئ بالابن فى الروح القدس“[14]. الآب الذي “منه جميع الأشياء ونحن له” (1كو6:8) و”الذى منه تسمى كل عشيرة فى السموات وعلى الأرض” (أف15:3)، هو بداية كل الكائنات [15]. وعن الابن يخبرنا العهد الجديد بأن “كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان، كان فى العالم وكُوّن العالم به ولم يعرفه العالم” (يو3:1،10). وبولس الرسول فى رسالة كولوسى16:1 ” فإنه فيه خلق الكل ما فى السموات وما على الأرض، ما يُرى وما لا يُرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين “إن الابن، اللوغوس هو الذى زيَّن كل شئ فى رتبته[16]. الرب نفسه يؤكد “أنا والآب واحد” (يو30:10) لذلك يحسب القديس أثناسيوس الإيمان المستقيم ومعرفة الابن تقود إلى معرفة الآب [17]. الأقنوم الثالث هو الروح القدس الذي اشترك أيضًا فى عمل الخلق ” وكان روح الله يرف على وجه المياه ” (تك2:1). لقد أعد أو جهز الروح القدس المياه لكى تمنح أشكال الحياة بحسب القديس باسيليوس الكبير [18]. إن الروح القدس “يُتمم ويجدد كل شئ “ [19].
والقديس أثناسيوس يشدد على استحالة أن يكون الروح القدس مخلوقًا، طالما أن عمله، ربط الخليقة بالابن، ويتساءل أثناسيوس: كيف يقود المخلوقات نحو التقديس إذا كان مخلوق .
“ولكن ذاك الذي يربط الخليقة بالكلمة لا يمكن أن يكون واحدًا من المخلوقات والذى يمنح التبنى للخليقة لا يمكن أن يكون غريبًا عن الابن.. فالروح ليس واحدًا من المخلوقات ، بل هو خاص بلاهوت الآب والذى فيه يجعله الكلمة الأشياء المخلوقة تشارك فى الطبيعة الإلهية، ولكن ذلك الذى فيه تشترك الخليقة فى الطبيعة الإلهية لا يمكن أن يكون خارج لاهوت الآب “[20] .
خلق الإنسان :
الطلبة تعلن أن الإنسان خُلق على صورة الله ومثاله وأن محبة الله الغير محدودة هى فقط دافع خلق الإنسان. لقد استمد الإنسان وجودة من “نسمة الحياة” من الخالق ورُسم له أن يكون “بحسب المثال”. إن الخلق ليس شئ استاتيكى “ساكن” ولكن له بعد ديناميكى “متحرك”، فالإنسان مدعو أن يكون فى مسيرة ديناميكية من إمكانيات ” بحسب الصورة ” إلى تحقيق هذه الإمكانيات ” بحسب المثال ” ولا ننسى أن عطية الروح القدس هى التى تجعل الإنسان فى حالة تحقيق الإمكانيات التى أخذها فى الخلق [21]. فلكى يصنع الإنسان شركة مع الله لابد أن يصنع علاقة متينة مع الروح القدس فالإنسان يُدعى “جسدى” أو “نفسى” و”جسد ودم” ، بحسب القديس بولس لأنه لا يصنع شركة مع الروح القدس (1كو5:15) “الإنسان الطبيعي (النفساني) لا يفهم ما لروح الله لأنه عنده جهالة “ [22].
يُشدد القديس إيريناؤس على أن الإنسان فى بداية خلقة كان طفلاً فى الروح واحتاج أن ينمو فى مسيرته نحو الكمال. لقد امتلك الإنسان إمكانيات أن ينمو وذلك بالعمل المشترك بينه وبين نعمة الله أى بالاستخدام الصحيح للإرادة الحرة لكي يصير كاملاً أي متشبهًا بالله [23].
إن “بحسب الصورة” تعلن تلك الإمكانيات الساكنة فى الإنسان من بداية الخلق أما “بحسب المثال” تعني إدراك واستيعاب هذه الإمكانيات. لقد سكن العنصر الإلهى فى الإنسان منذ بداية الخلق وأصبح الوجود الفعلى للإنسان مرهون بهذا العنصر الإلهى، وإذا فقد الإنسان الإحساس بهذا العنصر، يفقد معه أيضًا معناه الإنسانى. والطلبة تُظهر أن الإنسان يستطيع أن:
+ يعمل طوال النهار، أي أنه مسئول عن تغيير وتطور وتجلي العالم، فالعالم قد خُلق لأجل الإنسان (تك15:2)، إن دعوته أن يعمل مع الله (اكو9:3)، أن يُبدل ويُغير للأفضل، الوسط المحيط (الطبيعة) لا أن يستغلها، لذلك الإنسان هو “كائن إبداعى” ومن هذا المنطلق نستطيع أن نفهم سيادة الإنسان على الطبيعة، كتشبيه لما فعله الله الخالق تجاه المخلوقات .
لقد أعطى الله الإنسان ـ وذلك بحسب الطلبة ـ “روح حكمة وفهمًا عقليًا” ثم بعد ذلك يقول النص “وسلطته على كل شئ”، نلاحظ هنا أن الفهم والحكمة يسبق السيادة وعلى ذلك فمن الضرورى أن نسأل حكمة الله واستنارته الذهنية قبل أن نستخدم العالم [24].
وبحسب القديس غريغوريوس النيصى، لقد أعطى الله الإنسان الملكة الإبداعية أي قوة وإمكانية البحث وإيجاد حلول لما يبحث عنه والموهبة التقنية [25].
أن وصية الله للإنسان فى(تك15:2) (اعملها واحفظها) تمثل علاقة الإنسان بالطبيعة، فهو مدعو لكى يستغل الطبيعة استغلالاً مقتصدًا وأيضًا مدعو لكي يعتني بها .
الطلبة أيضًا تظهر عمل الإنسان الإفخارستي والذي هو مباركة الله وشكره لأجل العالم فالإنسان هو كائن إفخارستي، لا يعيش فقط فى العالم ولكن يرى هذا العالم كعطية إلهية، كسر حضور الله، ووسيلة شركة بينه وبين الله [26]. أخيرًا الطلبة تحدد الوعود المستقبلية التى سوف ينالها الطفل وهى:
1 ـ بركة لحياته الأرضية ” بارك أيضًا يا رب ميلاده ليطل عمره كنعمتك حتى ينمو ويكثر ثلاثين وستين ومائة وليفرح به أبواه ويُسرا بميلاده مثل زكريا وأليصابات اللذين وهبتَ لهما يوحنا النبى “.
2 ـ الولادة الثانية الروحية : يستمر الكاهن فى الصلاة قائلا ” و فى الزمان المحدد فليستحق حميم الميلاد الجديد لغفران خطاياه، أعده هيكلاً لروحك القدوس بالنعم و الرأفات و محبة البشر اللواتي لابنك الوحيد ربنا و إلهنا و مخلصنا يسوع المسيح ” .
الخلق والتجسد :
لقد خُلق الإنسان “بحسب صورة الله ومثاله ” وهدفه هى المسيرة التصاعدية نحو الكمال أي نحو الاتحاد بالله، والسؤال الذي يفرض نفسه هو كيف يتم هذا الاتحاد؟
بحسب القديس بولس فى (كولوسى16:1) ” فإنه فيه خُلق الكل ما فى السموات وما على الأرض ما يُرى ومالا يُرى سواء كان عروشُا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين، الكل به ولد وله قد خلق ” . هذا يعنى أن الكل قد خُلق من قبل الله بواسطة يسوع المسيح، الذي يمثل ليس فقط وسيط الخلق (الكل به) ولكن هو هدف الخلق (وله قد خلق) وبناء على ذلك فإن (الكل به) يقصد الخلق الأول (وله قد خلق) يقصد التجسد.
وهكذا كل الأشياء استمدت وجودها فى المسيح (الكل به) لأن المسيح هو بداية ونهاية الموجودات. التجسد هنا هو استلزام ضروري لتقديس الإنسان. الإنسان الإله هو صورة الله (2كو4:4، كو15:1)، هو نفسه يقول “من رآنى فقد رأى الآب ” ، وبحسب رأى ستانيلوى Staniloae To Arcettupo هو نموذج وأصل الجنس البشرى.
لقد ظهر (النموذج الأصلي) فى التجسد، فهو الموديل الأصيل للإنسان الكامل، لذا الكلمة المتجسد هو هدف خلق الإنسان وليس آدم. وبناء على ذلك خَلق الإنسان مرتبط ارتباطًا مباشرًا بالتجسد والذي كان فى خطة الله الأزلية، على أن يُحقق فى الزمن لكى يكون هو العلة المطلقة والدافع والكمال الأخروى لكل الخليقة وذلك بغض النظر عن سقوط الإنسان فى الخطية. إن القديس أثناسيوس مثل بقية آباء الكنيسة الشرقية يربط التجسد بتقديس الإنسان ” صار الله إنسانا لكى يصير الإنسان إلها “[27].
أيضًا الأب نيقولاس كافاسيلاس يعتبر أن التجسد هو العلة الأولى والهدف النهائى لكل الخليقة. ويؤكد الأب جورج فلورفسكى بأن قضية التجسد غير المعتمدة على السقوط هى ممكنة ومسموح بها داخل اللاهوت الأرثوذكسي ويتمشى مع التعليم الآبائي عامة. والإجابة المرضية عن سؤال ما هو دافع التجسد؟ يُعطي فقط فى السياق العام لعقيدة الخلق [28].
المحبة التى لا تُحد هى فقط علة كل المخلوقات وليس شئ آخر[29].
ولكي يكون الإنسان مخلوق بحسب صورة الله يجب أن يشترك فى صورة الله (اللوغوس المتجسد)، لذا التجسد هو تحقيق لمسيرة التدبير الإلهى وغير متعلقة بالسقوط وإن كان التجسد احتوى مشكلة السقوط .
بينما فى الغرب ضرورة التجسد كان نظرية الترضية ، عند آبائنا التجسد يخدم ” هدف” الخلق و هو تقديس الإنسان.
هذا التعليم الآبائي حول التقديس أو الاتحاد بالله أو حياة الكمال كدافع للتجسد يتمشى تماما مع تعاليم العهد الجديد [30].
وهكذا فالسقوط ليس هو تاريخ الإنسان ولكن تقديس الإنسان فى المسيح، وعندما يتكلم العهد الجديد وأيضًا الآباء عن علاقة التجسد بالسقوط فقط فلكي يشددوا على محبة الله الفائقة للإنسان. فالتجسد ليس فقط يحمل غفران الخطايا أو الشفاء منها ولكن يحوي فى داخله الإمكانية الكيانية للإنسان بأن يشترك فى حياة الله “شركاء الطبيعة الإلهية” (2بط 4:1). إن الخلق والتجسد كما رأينا مرتبطان ارتباطًا وثيقًا فهدف الخلق الأول لا يتحقق إلا بالتجسد.
وعلى هذا الأساس نجد أن القراءات والطلبة يتكلمان فقط على الخلق والتجسد فى هذا الطقس الذي يُعلن فيه أن الولادة هى خلق مشترك مساو لنفس الخلق الأول أى على “صورة الله ومثاله ” الذى ليس له أى معنى إلا فى إطار التجسد الذي هو هدف الخلق كما رأينا. وتسمية الطفل فى هذا اليوم والذى تشارك فيه الكنيسة أيضًا هو استعادة بيئة الخلق الأول وسيادة الإنسان عندما أعطاه الله سلطان أن يدعو بأسماء جميع المخلوقات (تك20:2). الطقس أيضًا يحتفى بالعائلة المسيحية والتى أعضائها هى من ضمن أعضاء كنيسة الله أى جسده والمولود الحديث ليس غريبًا تمامًا عن جسد الكنيسة بل له المواعيد “لأن الموعد هو لكم ولأولادكم” (أع39:2)، أي البركات التى سوف ينالها الطفل كما رأينا سابقًا .
2 – طقس تحليل المرأة :
القراءات :
لو كان المولود ذكرًا :
عب 1: 8 ـ 12 ” لأنك أحببت البر وأبغضت الإثم “.
مز31 :1 ،2 ” طوباهم الذين تركت لهم آثامهم والذين سترت خطاياهم. طوبى للرجل الذي لم يحسب الرب عليه خطيئة ولم يوجد فى فمه غش” الليلويا “.
الإنجيل: لو21:2ـ35 :
+ ختان المسيح . + ولما كملت أيام التطهير كناموس موسى .
+ المسيح سر الطهارة :
“الآن يا سيدي تطلق عبدك بسلام كقولك، لأن عيني قد أبصرتا خلاصك“.
لو كان المولود أنثى :
1كو12:7ـ14 “لأن الأخ غير المؤمن يطهر بالمرأة المؤمنة، وتطهر المرأة غير المؤمنة بالأخ وإلا فإن بينكم نجسون. وأما الآن فإنكم مقدسون“.
مز10:44 ” قامت الملكة عن يمينك بلباس مذهب، مزينة بكل نوع “.
لو38:10ـ42 “وفيما هم يسيرون داخل قرية فقبلته امرأة فى بيتها اسمها مرثا 000مرثا مرثا إنك مهتمة ومضطربة فى أمور كثيرة ولكن الحاجة إلى واحد… ” .
نظرة أولية على القراءات:
لقد التزمت الكنيسة بطقس اللاويين1:12ـ5 كما هو، والذي يوصى بأن تطهر المرأة بعد 40 يوم من الولادة إذا كان المولود ذكرًا وبعد 80 يوم إذا كان المولود أنثى، والتشابه الموجود بين طقس اللاويين وطقس تحليل المرأة فى الكنيسة ـ كما سنرى ـ هو تشابه فى الشكل الخارجي ولكن محتوى طقس تحليل المرأة فى الكنيسة جديد تمامًا، فبنظرة سريعة على القراءات نجد أن فى حالة المولود ذكر تركز القراءات على خط واحد وهو أن المسيح هو سر التطهر، هو برّنا، هو تطهيرنا، هو قداستنا فمن البولس نجد أنه “أحب البر وأبغض الإثم” وفى مزمور الإنجيل نجد الوعود العتيدة (المستقبلية) التى سوف تتحقق بعد العماد للطفل وهى “طوباهم الذين تركت لهم آثامهم والذين سترت خطاياهم..”، أيضًا فى الإنجيل نجد أن ختان المسيح يعني أن الطفل مكرس ومخصص للرب، أيضًا يعلن الإنجيل أن المسيح هو الخلاص، وسر تطهيرنا وذلك بكلمات سمعان الشيخ “الآن يا سيدي أطلق عبدك بسلام لأن عيني أبصرتا خلاصك..” .
و فى القراءات إذا كان المولود أنثى :
نجد أن البولس يخبرنا عن أن الأخ غير المؤمن يُطهر بالمرأة المؤمنة والمرأة غير المؤمنة تُطهر بالأخ المؤمن، هنا نرى المساواة بين الرجل والمرأة وأيضًا يعلن البولس أن الأولاد فى هذه الحالة ليسوا غرباء تمامًا فهم أيضًا مقدسون وليسوا نجسون.
والمزمور يحدثنا عن ” قامت الملكة عن يمينك بلباس مذهب، مزينة بكل نوع “. إن ملكة المزمور هى امرأة سفر الرؤيا (ص12)، مدينة الله، أورشليم الجديدة، الكنيسة، ولو قارنا بين رؤيا يوحنا12 بالذى وصفة دانيال فى (ص13:7)، (ص5:10ـ6)، نفهم أن الكلام هنا له معنى فقط فى إطار التطلع الخلاصى بالتجسد، لذلك يكتب لنا يوحنا فى عدد 9 من نفس إصحاح 12 “فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعوة إبليس والشيطان الذي يضل العالم كله، طُرح إلى الأرض وطُرحت معه ملائكته” وفى (ص23:21) تظهر المرأة على أنها أورشليم الجديدة ” والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا القمر ليضيء فيها لأن مجد الله قد أنارها والخروف سراجها “.
لقد كانت فى ذاكرة يوحنا الحبيب وهو يكتب إصحاح21 ، صورة الخلق الأول فى بداية سفر التكوين عندما خلق الله السماوات والأرض وروح الله يرف على وجه المياه ، وشهد الخلق الجديد “ثم رأيت سماء جديدة وأرض جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا والبحر لا يوجد فى ما بعد”. فبينما الخلق الأول اقتيد من آدم إلى المرأة، فالخلق الثاني اقتاد من العروس إلى العريس ومن الكنيسة إلى آدم الجديد.
إذن ملكة المزمور هنا هى الكنيسة، العذراء مريم نيابة عن الجنس البشري، والطقس ينظر للمرأة فى هذا الإطار. والإنجيل يخبرنا نحن أن المسيح كان يدخل بيت مريم ومرثا وهذا يُظهر أيضًا مدى مكانة المرأة فى نظر المسيح ويُختم الإنجيل بحقيقة ثمينة يعلنها المسيح وهى أيضًا هدف هذا الطقس: أن الحاجة إلى واحد، فواحد هو الذى يخلص، وواحد هو الذي يُطهر وواحد هو الذي يقدس، هو المسيح.
خاتمة :
لقد رأينا فى طقوس ما قبل العماد، استنادا على القراءات الكتابية وأيضًا محتوى الصلوات أنها نكشف لنا أبعاد أساسية لسر المعمودية. ففى طقس الحميم وجدنا أن القراءات تتكلم عن التجسد والطلبة عن الخلق والربط بينهما يكشف عن قصد الله من أجل خلق الإنسان، وظهر المسيح لنا على أنه ليس فقط وسيط الخلق ولكن هو هدفه. وأن المولود هو أيضًا مخلوق على صورة الله ومثاله وقد تعين له أن يصير المسيح هو النموذج والموديل الأصلي له، وهذا لا يتحقق إلا فى إطار التجسد “أخذ الذى لنا وأعطانا الذي له”. ونلاحظ أن القرارات ومحتوى الطلبة لا تشير لا من قريب ولا من بعيد عن السقوط فالكلام هنا عن الخلق والتجسد وهذا له معنى فى اللاهوت الشرقي ـ كما شرحنا سابقا ـ فالتجسد محطة أساسية ضمن خطة التدبير الإلهى وإن كان يحمل فى داخله بالتأكيد علاج سقوط الإنسان.
فى طقس تحليل المرأة، وجدنا المفهوم الكنسي للسقوط فهو ليس انتهاك لقانون ما ولكن السقوط هو مرض وضعف يتطلب شفاء دائما للطبيعة والذي تم بالاتحاد الأقنومى، بالتجسد، بالاتحاد بين الطبيعة البشرية والطبيعة الإلهية فى شخص المسيح والخلاص هنا لا يُختزل فى قرار براءة لمذنب ولكن فى علاج شفائي للطبيعة البشرية “ربطني بكل الأدوية المؤدية للحياة” والكنيسة بهذا الطقس تشارك العائلة المؤمنة فى هذا الحدث السامي، الولادة التى هى خلق مشترك بين الوالدين والله، معلنة أنه فى المسيح تطهيرًا للضعف والدنس والألم الذي يُصاحب الطبيعة البشرية فى هذا الحدث، مؤمنة أن الطفل هذا ليس غريب تماما عن البلاط الملكى ولكن فى مسيرة نحو ملكوت الله، لذا تصلى من أجل استحقاق الميلاد الثاني فى الوقت المحدد .
[1] الأب جورج فلورفسكى ، مواضيع لاهوتية أرثوذكسية : فصل : العبادة الأرثوذكسية، الترجمة اليونانية ، إصدار “خبز الحياة “، أثينا 1973، ص159 .
[2] يوستيوس ،الدفاع A` ، BEPES 3,6 أيضًا أنظر فوندولدس، كلمة الله فى العبادة الإلهية، تسالونيكى 1965، ص4.
[3] الأب رومانيدس، الخطية الجدية، أثينا 1989، ص 64.
[4] الأب نقولاوس كاباسيلاس ، كنيسة الروح القدس ص150 ،452 .
[5] فلورفسكى المرجع السابق ص51 .
[6] أغوريدس، التفسير، ص 61.
[7] الأب ألكسندر شيميمن، بالماء والروح، منشورات الروم الأرثوذكس فى بيروت، الطبعة الأولى 1988، ص 189.
[8] الكسندر شيمين ، المرجع السابق ص189 ،190 .
[9] المرجع السابق ص192.
[10] أنظر الأسقف كاليستوس وير، الطريق الأرثوذكسى، ص 51.
[11] القديس باسيليوس: عن الإفخارستيا 2.
[12] القديس باسيليوس: عظة1 عن الاعتراف 27.
[13] القديس أثناسيوس: ضد الوثنيين 38.
[14] القديس أثناسيوس: الرسالة الأولى إلى سرابيون:14 .
[15] القديس باسيليوس: عن الروح القدس 38:1.
[16] GrhgÒrioj QeolÒgoj, EPE 2. lq`, 7-8.
[17] القديس أثناسيوس: ضد الآريوسيين7:1ـ8.
[18] القديس باسيليوس: ستة أيام الخليقة عظة7:8.
[19] القديس أثناسيوس : الرسالة الأولى إلى سرابيون:9، ترجمة المركز الأرثوذكسى للدراسات الآبائية بالقاهرة.
[20] المرجع السابق :25.
[21] الأب رومانيدس، الخطية الجدية، ص 144.
[22] أنظر أيضًا : Eirhna…o, Elegco. E/, IX, 1 X. 1,2.
[23] Eirhna…oj, Elegcoj. D/, XXVII,3.
وأنظر أيضًا الأب رومانيدس، الخطية الجدية، ص 150،151.
[24] أنظر إيليا إيكونومو، البيئة اللاهوتية، ص 175.
[25] ضد افنوميوس12 PG 45, 972A.
[26] كاليستوس وير ، المرجع السابق، ص 63.
[27] القديس أثناسيوس : تجسد الكلمة 54 PG 25, 192B. .
[28] جورج فلوروفسكى : دافع التجسد st£ qšmata orqodÒxou qeolog…aj, AqÁna 1973, s` 38..
[29] ذهبى الفم : عن الميلاد EPE 4. .
[30] فى15:2، كو28:1،12:4؛ 1تس3:4، عب14:12، يع4:1، مت48:5، أف1:5، كو10:3، 1بط14:1، 1يو2:3، 2كو13:3، غل20:2،19:4، أف13:4.