المعمودية في فكر الآباء
لكي يتمتع الإنسان بالعماد في القرون الأولى كان يمر بالمراحل التالية:
- مرحلة ما قبل الوعظ Precatechumenate، أي قبوله للدخول في صفوف الموعوظين.
- فترة الوعظ Period of catechumenate.
- فترة الاستنارة Period of Enlightenment، أي نوال العماد، ثم التثبيت (الميرون)، فالإفخارستيا.
عماد الأطفال
يقدم لنا[1] J. Jeremias فيضًا من الشهادات التي تشير إلى ممارسة عماد الأطفال منذ العصور المبكرة. فالقديس هيبوليتس Hippolytus St. كمثال يذكر أن بعض طالبي العماد سيكونوا أطفالاً صغارًا عاجزين عن الإجابة بأنفسهم[2].
رسم علامة الصليب
V لقد رسمت بعلامة صليبه، ومُلحت بملحه بعد خروجي من رحم أمي التي كان لها رجاء عظيم (أن اعتمد)[3].
المغبوط أغسطينوس
V لا تتردد، ولا تخجل. عندما آمنت أولاً تقبلت علامة المسيح على جبهتك، موضع العار. تذكر جبهتك ولا تخشى لسان إنسان آخر (يعيرك)… إذن لا تخشى عار الصليب[4].
المغبوط أغسطينوس
كان رسم علامة الصليب على الجبهة يدعى ختمًا، كما كان العبيد يختمون على جباههم باسم سادتهم، والجنود يختمون باسم الإمبراطور[5]، هكذا يُختم المؤمنون باسم المسيح (الصليب). كما كان سرّ العماد ككل يدعى أيضًا ختمًا.
تقديم ملح لطالبي العماد
أشار القديس أمبروسيوس إلى تقديم الملح لطالبي العماد[6] قائلاً: بأن الملح يحفظ الطعام إلى فترة طويلة.
وورد في كتابات يوحنا الشماس بروما في القرن السادس: [الآن بكونه موعوظًا يتقبل ملحًا مباركًا، به يرسم. لأنه كما أن الجسد يُحفظ ويملح بملح، هكذا أيضًا العقل الأبله والرخو كما من أمواج العالم يملح بملح الحكمة والبشارة بكلمة اللَّه[7].]
يمثل هذا الطقس جزءً من خدمة العماد وقد بقي يمارس حتى عام 1969[8]، لكننا لا نسمع عنه في الليتورجيات الشرقية.
فترة الوعظ Period of catechumenate
يصف القديس هيبوليتس فترة الوعظ بكونها على الأقل ثلاث سنوات[9]. وكان البعض يفضل إطالة المدة حتى يتمتع طالب العماد بتعليم قويم وفكرٍ ناضج وترجمة عملية للإيمان. فالقديسة مونيكا اشتهت أن يعتمد ابنها أغسطينوس لكنها شعرت بضرورة التأجيل بسبب خطاياه المحتومة. والقديس أمبروسيوس وهو ابن والدين تقيين لم ينل العماد حتى لحظات اختياره أسقفًا على ميلان[10].
تسجيل أسماء طالبي العماد
عادة كان العرابين أو القائمون بتعليم المعمدين catechists يأتون بالموعوظين في الأسبوع الأول من الصوم الكبير ويشهدون أنهم مهيؤون للعماد إيمانيًا وسلوكيًّا، ويقوم طالبوا العماد بتأكيد ذلك.
تروي لنا ايجيريا Eugeria من جنوب بلاد الغال أو أسبانيا عن هذا الطقس في أورشليم في نهاية القرن الرابع.
V أظن أنه يلزمني أن أخبركم كيف يُعطى التعليم للذين ينالون العماد في عيد القيامة. هؤلاء الذين تُعطى أسماؤهم في اليوم السابق لبدء الصوم الكبير. يكتب الكاهن الشيخ presbyter أسماءهم جميعًا. هذا يحدث قبل حلول صوم الثمانية أسابيع (55 يومًا) الذي فيها يحفظ الصوم كما أخبرتكم.
إذ سجل الكاهن الشيخ كل الأسماء، ففي اليوم التالي في الصوم حيث تبدأ الثمانية أسابيع يوضع كرسي الأسقف في وسط الكنيسة العظيمة، كنيسة الاستشهاد. يجلس الكهنة الشيوخ على كراسيهم على جانبيه ويقف كل الكهنة، يستدعي طالبوا العماد الواحد ثم الآخر، يأتي الرجال ومعهم آباؤهم، والنساء ومعهن أمهاتهن. عندئذ يسأل الأسقف كل واحدٍ فواحدٍ أقرباءه: “هل يحيا هذا الرجل حياة صالحة؟ هل يحترم والديه؟ هل هو سكير أو غير مؤتمن؟ يسأل هكذا عن كل رذيلة، على الأقل في الأمور الخطيرة. فإن وجد الأسقف أن طالب العماد متحرر من كل الأخطاء التي سأل عنها الشهود يكتب اسم طالب العماد بخط يده[11]“.
ايجيريا
2. فترة الاستنارة Period of Enlightenment
في الفترة السابقة تركز الكنيسة على الجانب التعليمي الإيماني العملي، فيتعرف طالب العماد على الثالوث القدوس، وعمله في حياته. يدرس قانون الإيمان والصلاة الربانية مع التزام المؤمن بالحياة المقدسة اللائقة. يلي ذلك فترة الاستنارة من الجانبين السلبي والإيجابي. حيث يجحد المؤمن الشيطان ويطرده من قلبه، متقبلاً سُكنى اللَّه فيه حيث يصير قلبه هيكلاً مقدسًا للَّه.
ا. جحد الشيطان أو إخراجه Exorcism
أحد العناصر الرئيسية للتهيئة للعماد هو جحد الشيطان وإخراجه.
يدعو القديس كيرلس الأورشليمي طالبي العماد أن يحضروا ليتخلصوا من الشيطان[12] [“Come regularly to the exorcisms]
+ يليق بطالب العماد أن يكون على اتصال دائم بطاردي الأرواح الشريرة. فإنكم كمن في مرافعة؛ يجب أن تقفوا في صمت أمام من يتهمكم. تقفوا بأيادِ مبسوطة على شكل الصلاة، وتحفظوا أعينكم منحنية. لهذا السبب تخلعون ثيابكم الخارجية وتقفوا حفاة على مسوح[13].
الأب ثيؤدور من الميصة
يقف طالب العماد حافٍ ونصف عارِ ليتذكر أنه كان تحت سلطان إبليس[14].
الثوب من جلد الجداء
- يشير إلى التوبة: يقول المغبوط أغسطينوس [يجب أن تطأوا بأقدامكم رذائلكم والثوب الذي من جلد الحذاء. يليق بكم أن تمزقوا الخرق التي للثوب الجلدي الموضوع ناحية الشمال[15].]
- تذكرنا بالثوبين الجلديين الذين لبسهما آدم وحواء بعد السقوط، هكذا يتذكر طالب العماد خطيته الجدّية أو الأصلي (ثيؤدور).
- يرى القديس يوحنا الذهبي الفم وثيؤدور من الميصة أن الثوب الجلدي يذَّكر طالب العماد بعبوديته السابقة لإبليس.
- إذ يطأ طالب العماد بقدميه على الثوب الجلدي يُعلن أنه لا يود أن يُحصى بين الجداء على اليسار بل بين الخراف على يمين الرب في يوم الرب العظيم.
جاء في العظات الإكلمندية Clementine Recognitions أن الشياطين تخرج من الإنسان تدريجيًا كلما نما إيمانه، فيحتل الإيمان موضع الشيطان[16].
ب. الفحوص Scrutinies
غاية هذا الطقس هو مراجعة الإنسان لنفسه وتقديم توبة، إذ يلزم لطالبي العماد أن يكتشفوا ما بداخلهم ويتمتعوا بالشفاء من الضعف والخطيئة وأن يتقووا فيما هو صالح.
يليق بطالب العماد أن يتدرب على فحص ذاته خلال صلاة صامتة.
في الكنيسة الأولى كانت الجماعة هي التي تقوم بطقس الفحص. يتم هذا مع طقس جحد الشيطان وإخراجه.
يطلب القديس هيبوليتس من الأسقف أن يتمم هذا حتى يتطهر طالب العماد[17].
ج. تعاليم وليتورجيات الصوم الكبير
يتحدث القديس أمبروسيوس عن “أحاديث سلوكية يومية، حيث يُقرأ تاريخ الآباء البطاركة وفصول من الأمثال”. ويحث القديس كيرلس الأورشليمي طالبي العماد أن يحضروا بانتظام ويتذكروا ما يُقال لهم في الاجتماعات الليتورجية الخاصة بهم وذلك قبل نوالهم العماد وأيضًا بعد نوالهم السرّ[18].
تروي لنا إيجيريا Eugeria التعاليم اليومية التي تقدم في أيام الصوم خلال السبعة أسابيع الأولى منه، حيث يجلس طالبوا العماد في شكل دائرة حول الأسقف ومعهم عرابينهم ومن يرغب من المعمدين. وكان الموعوظون الذين لم يتهيأوا بعد للعماد يستبعدون[19].
كانت التعاليم الخاصة بالأسرار المقدسة تُقدم لطالبي العماد المقبولين أو للمؤمنين وليس للذين في الخارج.
تقدم أيضًا دروس من الكتاب المقدس لطالبي العماد.
د. تلاوة قانون الإيمان وشرحه
كان الطقس الخاص بقانون الإيمان يدعى “تسليمًا” “handing over” أو تقليدًا traditio. 13 عظة من الـ 18 الخاصة بالتعاليم المقدمة في فترة الصوم بواسطة القديس كيرلس الأورشليمي خاصة بشرح قانون الإيمان، بندًا بندًا.
يلتزم طالبوا العماد حفظ بقانون الإيمان عن ظهر قلب.
يقول القديس أمبروسيوس: [إنه الوقت، إنه اليوم الذي فيه نسلم قانون الإيمان[20].]
بوح الأبوة يقول المغبوط أغسطينوس [لا يجوز لأحد أن يصير عصبيًا فلا يكرر الكلمات. لا ترتبكوا فإني أبوكم، لست مدرسًا أمسك بعصا…[21]]
تروي لنا إيجيريا ما رأته في أورشليم بعد نهاية السبعة أسابيع من الصوم الكبير ويبقى أسبوع الفصح أو الأسبوع العظيم: يأتي الأسقف صباحًا في كنيسة الاستشهاد العظمى ويجلس على كرسيه خلف المذبح ويعبر كل طالب العماد ومعه العراب ويتلو قانون الإيمان أمامه[22].
ه. تلاوة الصلاة الربانية
كانت الصلاة الربانية تُسلم لطالبي العماد بعد قانون الإيمان، ولم يكن يُسمح ذلك للذين في الخارج. في بعض البلاد مثل أورشليم وميلان – في القرن الرابع – كانت الصلاة الربانية تُسلم بعد العماد[23] ويقدم لهم شرح لها.
و. ندامة الصوم الكبير
يقدم لنا القديس أمبروسيوس في عمله “إيليا والصوم” مجموعة من العظات الخاصة بالندامة المرتبطة بالصوم الكبير ألقيت على لطالبي العماد. مثل القديس بولس يشبّه نفسه والشعب بمصارعين يجاهدون في معركة [هل يمكن لمصارع أن يتمتع بالراحة ما دام قد قدم اسمه للدخول في الصراع؟
لا، بل يدرب نفسه ويدهن جسده كل يوم. يأخذ طعامًا خاصًا، ويفرض على نفسه نظامًا معينًا، ويحفظ نفسه عفيفًا. هكذا أنت أيضًا إذ تقدم اسمك في معركة المسيح، تدخل في هذا الصراع، لتنال الإكليل مكافأة لك. لتدرب نفسك ولتدهن نفسك بزيت البهجة، الزيت الذي لن يضيع. يلزم أن يكون طعامك خفيفًا، دون أي إفراطٍ أو تدليل للنفس.
يلزم أن يكون شرابك خفيفًا خشية السكر الذي يحرمك من الحرص.
احفظ جسدك عفيفًا حتى تتهيأ لنوال الإكليل. وإلا ضاعت سمعتك أمام المشاهدين ويرى من يعينوك إهمالك فيفارقونك.
رؤساء الملائكة والقوات والربوبيات وربوات ربوات الملائكة يراقبونك. فتصير في شيء من العار أمام مثل هؤلاء المشاهدين وتُحسب غير أهلٍ بسبب سلوكك[24].]
ز. الاعتراف بالخطايا
يربط العلامة ترتليان[25] بين العماد والاعتراف بالخطايا مما ورد في مت6:3 “اعتمدوا بواسطته في نهر الأردن معترفين بخطاياهم”.
يحث القديس كيرلس الأورشليمي طالبي العماد على الاعتراف قائلاً: [الآن هو وقت الاعتراف. اعترفوا بالخطايا التي ارتكبتموها بالكلام أو العمل، ليلاً ونهارًا[26].]
عندما نال الملك قسطنطين المعمودية قبل موته بفترة قصيرة، اعترف بخطاياه قبل العماد وهو راكع ووضعت الأيدي عليه بعد ذلك[27].
ح. الإعداد للعماد في سبت الفرح
كان يُفضل ممارسة العماد في ليلة عيد القيامة حتى يشترك المعمدون حديثًا مع المؤمنين في بهجة العيد، والتمتع بسرّ الأفخارستيا معًا.
كان الطقس يحوي الكثير من القراءات الكتابية والصلوات في السهرة الليلية الخاصة بنوال سرّ العماد. وكما يقولالمغبوط أغسطينوس: [ليتحدث اللَّه معنا في قراءاته، ولنتحدث نحن مع اللَّه في صلواتنا[28].]
ا. أيفاثا Ephpheta الانفتاح
عرف هذا الطقس في الغرب وحده، فقد أعاد ربنا للرجل الأصم الأخرس سمعه وبصيرته بلمس فمه وأذنيه قائلاً: ” Ephphatha”. في ميلان تُلمس الأنف، وكما يقول القديس أمبروسيوس أن هذا الطقس يعني أن طالب العماد يصبح قادرًا على فهم ما يسمعه بفتح أنفه ليشتم رائحة المسيح الذكية (2كو15:2).
وفي الكتب الطقسية الرومانية المتأخرة يقوم خادم السر بلمس أذني طالب العماد وأنفه[29].
وفي القرن السادس يروي لنا يوحنا الشماس بروما أن خادم السر يدهن أذني وأنف طالب العماد بالزيت.
في الطقس القبطي والشرقي يدهن رأس طالب العماد وذراعيه وقلبه وظهره بالزيت المقدس تارة وبزيت المقدس مرة أخرى قبل العماد لتقديس كل كيان الإنسان حتى يتقبل التجاوب مع نعمة العماد، فتنفتح الحواس كلها مع الأحاسيس والمشاعر والسلوك العملي مع كلمة اللَّه.
ب. جحد الشيطان وكل أعماله
+ هكذا بعد أن تدخلوا لتنظروا خصمكم الذي ترون أنه يجب أن تجحدوه في وجهه، عندئذ تتجهون نحو الشرق[30].
القديس أمبروسيوس
كما يقول: [من هو الذي تجحدونه في وجهه؟ على أي وجه تبصقون جاحدين إيّاه؟!]
ماذا يجحدون؟
- الشيطان وخدمته وأعماله. القديس هيبوليتس
- الشيطان وأعماله وموكبه العظيم وعبادته. القديس يوحنا الذهبي الفم
- الشيطان وملائكته وأعماله وعبادته والاغراءات الباطلة العالمية. ثيؤدور أسقف الميصة
- إبليس وأعماله والعالم وملذاته. القديس أمبروسيوس
هذا وقد ذكر القديسان أمبروسيوس والذهبي الفم قوائم أخرى[31] تحوي مثلاً المسارح[32].
ج. الاعتراف بالإيمان
بعد جحد الشيطان يتجه طالب العماد نحو الشرق ويعترف بالإيمان بالثالوث القدوس. وقد قدم الآباء تفاسير كثيرة للاتجاه نحو الشرق. فالفردوس يقع في الشرق[33]، والصعود تم في شرق أورشليم[34]. وأن مجيئه الثاني سيتم في الشرق[35]. ويقول العلامة ترتليان بأن هذه الممارسة أدت إلى اتهام المسيحيين بأنهم يعبدون الشمس[36]. قد ارتبطت العبادة بالشرق حتى من خلال العهد القديم كما جاء في حزقيال 2:43؛ 1:47.
العماد بالتغطيس
لم يشر القديس أمبروسيوس في مقاله عن الأسرار إلى خلع المعمد ملابسه لكنه تحدث عن نزول المسيحي إلى الأردن (جرن المعمودية)، يذكره بدخوله إلى الحياة وخروجه منها عريانًا، وأنه يليق به أن يتخلى عن الكماليات[37].
يرى القديس كيرلس الأورشليمي في عُريْ المعمد امتثالاً بالسيد المسيح الذي تعرّى على الصليب وعلامة على التخلي عن أعمال الإنسان القديم والشيطان[38].
يرى البعض أن الجنسين ينفصلان، فيعتمد الرجال في معمودية والنساء في أخرى، ويعتقد البعض أن العماد يتم بالليل حيث لا توجد أضواء، كما وجدت ستائر حول جرن المعمودية.
المسح بالزيت
يُمارس المسح بالزيت أكثر من مرة، فيُدهن طالبوا العماد قبل ممارسة العماد بزيت الموعوظين وبعد العماد بزيت الميرون.
يُفهم الدهن الأول على أنه تحرر طالبوا العماد من سلطان الشيطان إعدادًا لنوالهم العماد، وليهبهم قوة في الصراع القائم أمامهم. جاء في التقليد الرسولي[39]: [تهرب منك كل الأرواح الشريرة] فهو زيت لطرد الشياطين.
ويرى القديس كيرلس الأورشليمي في دهن الزيت تمتعًا بغنى المسيح، شجرة الزيتون الدسمة، وفي نفس الوقت تطرد الشيطان وتنزع كل أثر للخطية[40].
تقديس المياه
+ ليس لكل المياه قوة الشفاء، إنما تلك التي لها نعمة المسيح. الماء لن يشفي ما لم يحل الروح القدس ويقدس الماء[41].
القديس أمبروسيوس
تحوي الصلوات الخاصة بتقديس المياه جزئين: الأول أعمال اللَّه الخلاصية خلال المياه مثل الطوفان تُستدعى؛ والثاني دعوة الروح القدس ليحل على المياه ويقدسها.
كما أن الخبز في الأفخارستيا لا يعود خبزًا بعد استدعاء الروح القدس بل هو جسد المسيح، هكذا المسحة المقدسة بعد الاستدعاء لا تعود مسحة عادية بل نعمة المسيح، وخلال حضرة الروح القدس يبث في النفس لاهوته فينا[42] (؟).
هكذا يرى ثيؤدور أن التحول يحدث عند حلول الروح القدس على ماء المعمودية[43]. أحيانًا يُستدعى الثالوث القدوس[44]، وأحيانًا يطلب من اللَّه الآب أن يرسل الروح القدس[45]، وأحيانًا يستدعى الروح القدس نفسه[46].
في نص القديس سيرابيون أسقف تيمي بمصر يُستدعى الآب لكي يرسل ابنه على الماء لكي يمتلئ الماء بالروح القدس[47].
يشرح القديس أمبروسيوس ما وراء هذا التباين [في كل شيء نفعله يُحفظ سرّ الثالوث: الآب والابن والروح القدس حاضرون في كل موضع يمارسون سببية مشتركة، عمله تقديس واحد، بالرغم من أن بعض الخصائص تبدو أنها خاصة لأقانيم منفردة[48].]
ففي العماد مثلاً يدعى الإنسان بواسطة الآب، ويموت مع الابن، ويتقبل ختم الروح القدس.
يرى الأب ثيؤدور في جرن المعمودية رحمًا فيه ينزل طالب العماد ليتقبل ميلادًا ثانيًا من الروح القدس، الذي بحضرته يلقح الماء[49].
القديس أمبروسيوس في مواضع كثيرة يطبق رمز ملامح الصليب على طقس تبريك الجرن. [ما هو الماء بدون صليب المسيح؟[50].]
العماد
في الطقس القديم يلتزم المعمد أن يقف في المعمودية حيث تصل المياه إلى وسطه، ويضع الأسقف يده على رأس المعمد وينحني المعمد ثلاث مرات (باسم الثالوث) حيث يصير بأكمله في المياه.
يرى الأب ثيؤدور في هذه الانحناءة علامة قبوله روح التواضع[51].
كانت عادة التغطيس ثلاث مرات في العماد قديمًا تتم باسم الثالوث. يقول القديس ديديموس الضرير بأن اتباع أونوميوس الهراطقة Eunomian heretics يقومون بالتغطيس مرة واحدة إذ لا يؤمنون بالثالوث القدوس، وإنما يمارسون ذلك كموت مع المسيح[52].
يرى القديس كيرلس الأورشليمي أن التغطيس ثلاث مرات يمثل وجود المسيح في القبر ثلاثة أيام[53].
يشير القديس أمبروسيوس إلى الجرن بكونه على شكل القبر[54]
يرى القديسون كيرلس الأورشليمي وأمبروسيوس وسيرابيون أن نزول السيد المسيح إلى الأردن هو الذي أعطى مياه المعمودية قدسيتها، إذ يرى المؤمن أنه في عماده يشارك السيد المسيح خبرته في نهر الأردن[55].
لقد أجل الإمبراطور قسطنطين عماده مترجّيًا أن يتم ذلك في نهر الأردن.
مسحة الميرون
اعتمد السيد المسيح في نهر الأردن، وسُمع صوت الآب: “هذا هو ابني الحبيب”. والمسيحي بعماده يشترك مع السيد المسيح في خبرة الأردن، إذ يتمتع بالبنوة للَّه الآب، لا بالطبيعة كالسيد المسيح بل كنعمة وعطية مجانية توهب بالاتحاد مع الابن الوحيد الجنس، كما يشاركه مسحته المسيانية، فيصير المؤمن ممسوحًا كملكٍ وكاهنٍ.
جاء في القديس أمبروسيوس أن المعمد حديثًا لا يدهن بالميرون بأصبع الأسقف أو الكاهن بل يسكب الزيت على رأسه ليسيل على كل جسده، كما جاء في المزمور: “الدهن النازل على لحية هرون” (مز2:133)[56].
إنه يرى في هذا الطقس رمزًا للحياة الأبدية وملوكية المعمد حديثًا وكهنوته العام (1بط9:2)[57].
يشرح الشماس الروماني يوحنا في القرن السادس مسح رأس المعمد حديثًا بنفس الطريقة[58].
قدم العلامة ترتليان نفس الفكر[59].
يرى الأب ثيؤدور في المسحة رمزًا لدخول المعمد في ملكية اللَّه، وأيضًا بها يصير المسيحي جنديًا لملك السماء، ويجعل منه قطيعًا للمسيح[60].
يعتبر القديس يوحنا الذهبي الفم وثيؤدور هذا الطقس حماية ضد الشيطان. فإنه إذ يرى الشيطان علامة الصليب على المعمد يغمض عينيه[61].
يميز القديس هيبوليتس بين نوعين من الزيت يستخدمان في طقوس العماد، الأول “زيت طرد الشياطين”، والآخر “زيت الشكر”. الأول يُستخدم في المسحة الأولى، والثاني في المسحتين الثانية والثالثة[62].
بالنسبة للقديس أمبروسيوس المسحة ترمز إلى جاذبية المسيح: [سنجري تابعين رائحة ثيابكم[63].]
جاء في الدسقولية أن المسحة علامة “شم معرفة الإنجيل” و “راحة المسيح”[64].
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم “الميرون للعروس والزيت للمصارع”[65].
ثوب العماد
كان المعمدون حديثًا في الكنيسة الأولى يرتدون ثيابًا بيضاء بعد عمادهم كرمز للحياة المقامة التي يتمتعون بها، والنقاوة التي تميزهم[66].
اقتبس القديس كيرلس الأورشليمي من إشعياء النبي: “ألبسني ثوب الخلاص، كساني بثوب البهجة” (إش10:61 LXX) وأيضًا (مز2:51؛ نش5:1؛ 5:8 LXX؛ إش18:1؛ جا8:9؛ مت16:5؛ 34:13).
+ الذين يتعهدون واجبات زمنية (كرجال الشرطة والجيش)غالبًا ما يرتدون ثيابهم الملوكية وشارة أمام الجمهور توضح أنهم مأهلون لهذا. إنهم لا يسمحون لأنفسهم أن يمارسوا أمرًا مشينًا يسيء إلى ثيابهم، وإن حاولوا هذا يقوم كثيرون بمنعهم. وإن أراد آخرون أن يأذونهم، فإن ثيابهم التي يرتدونها تحميهم. الآن فإن المعمدين حديثًا يحملون المسيح نفسه، لا على ثيابهم بل ساكنًا في نفوسهم مع أبيه، ويحل الروح القدس أيضًا عليهم. أنهم بالأكثر ملتزمون أن يبرهنوا أنهم محل ثقة، ويظهروا لكل واحد بسلوكهم المدقّق وحياتهم المملوءة حرصًا أنهم يرتدون شارة ملوكية[67].
القديس يوحنا الذهبي الفم
الثياب البيضاء تذكر القديس أمبروسيوس بالمسيح المتجلي (مت2:17)[68].
ويرى الشماس يوحنا الروماني أنه ثوب العرس[69].
إذ تعمد الإمبراطور قسطنطين لبس ثيابًا بيضاء و draped إكليله باللون الأبيض[70].
في عظات Austerius the Sophist التي أُلقيت في الربع الثاني من القرن الرابع كان أسبوع القيامة كله يدعى “أسبوع البهاء“[71]. إذ كان المعمدون حديثًا يرتدون الثياب البيضاء لمدة أسبوع[72].
يتحدث القديس يوحنا الذهبي الفم عن الثوب الأبيض كثوب العرس الذي يرتديه الإنسان في وليمة العرس لمدة سبعة أيام[73].
في بعض المواضع كان الثوب الكتاني الأبيض يغطي رأس المعمد حديثًا. يرى الأب ثيؤدور في هذا إشارة إلى تمتع المعمد بالعتق من العبودية، حيث كان العبيد ملزمين بكشف رؤوسهم[74].
يرى الشماس يوحنا الروماني في ذلك رمزًا للكهنوت، إذ كان الكهنة في ذلك الحين يرتدون على رؤوسهم برقعًا سرائريًا[75]. أخذ المغبوط أغسطينوس موقفًا مختلفًا عن موقف الأب ثيؤدور حيث يرى في نزع البرقع علامة العتق من العبودية.
[اليوم يدعى مجموعة من ثمانية للأطفال (لا يعني هذا صغر السن إنما البنوة للَّه). تنزع البراقع من رؤوسهم كعلامة الحرية… اليوم كما ترون يرتبط أطفالنا بالإيمان ويطيرون كما من العش[76].]
الشمعة المنيرة
في عمل منسوب للقديس أمبروسيوس نجد إشارة إلى “الأنوار المتلألئة” التي للمعمدين حديثًا[77].
في عام 381 في عظة ألقاها القديس غريغوريوس النزينزي بالقسطنطينية ربط بين الأنوار والرمز لمثل العذارى.
[السرج التي تضيئونها تشير إلى مشعل الموكب في العالم العتيد، حيث اشراقنا نحن النفوس البتول التي ستلتقي بالعريس بأنوار الإيمان المتلألئة[78].]
السراج المنير يشير إلى هذا السرّ بكونه سرّ الاستنارة[79].
سرّ الميرون
جاء في التقليد الكنسي للقديس هيبوليتس الطقس الخاص بهذا السرّ يحوي ثلاث مراحل رئيسية[80]:
- يضع الأسقف يده على المعمدين حديثًا ويسأل اللَّه أن يملأهم بالروح القدس.
- سكب زيت عليهم.
- يُختموا على جباههم. لم يذكر إن كان الختم يتم بالزيت أم برسم علامة الصليب على الجبهة.
يخصص القديس كيرلس الأورشليمي العظة الثالثة كلها لشرح طقس هذا السرّ. يرى أن المعمد حديثًا يُمسح بالميرون بعد عماده ليتقبل الروح القدس. وذلك كما أن ربنا يسوع بعد عماده حلّ عليه الروح القدس، ودعي ذلك مسحة[81]. يُستخدم الميرون في دهن الجبهة والحواس[82]. غاية ذلك:
- أن يحل اللاهوت فينا[83].
- لينال المعمد حديثًا الإحساس بالروحيات[84].
- ليتسلح المعمد حديثًا ضد الشيطان ويخلص من عار الخطيئة الأصلية[85].
يرى الأب ثيؤدور أن الدهن بعد العماد ليس علامة على عطية جديدة للروح بل على العطية الأصلية للروح القدس في العماد[86].
يحدثنا القديس أمبروسيوس عن “الختم الروحي” بعد العماد، خلاله يتقبل المعمد حديثًا الروح القدس بعطاياه السبع[87],
لم يعطنا أية تفصيلات لهذا الطقس الخاص بالختم هنا، لكنه في عبارة أخرى يبدو أنه يطبق بأن علامة الصليب تُرسم وتمسح. وإذ أراد إظهار أن الأقانيم الثلاثة يعملون معًا، لكن كل واحد منهم بطريقة مختلفة فيقول:
[اللَّه الآب يدهنك
الرب يختمك ويضع الروح القدس في قلبك.
المسيح يختمك.
لقد ختمت في شكل صليبه وآلامه[88].]
في عبارة مقابلة لذلك في عمله يستخدم القديس أمبروسيوس تعبير “يثبت” في وصفه لأثر هذا السرّ.
توصف فاعلية عطية الروح القدس بطرق متنوعة: “تكميل perfecting، تثبيت، تقديم اللاهوت، إدراك السماء، القوة ضد الشيطان.
أحيانًا تشرح صورة الختم بكونها علامة المعمدين حديثًا ينتمون للمسيح.
الدخول إلى الكنيسة والتحية لهم
يقع جرن المعمودية خارج صحن الكنيسة حتى بعد أن ينال الإنسان السرّان “المعمودية والميرون” يدخل مرتديًا الثوب الأبيض، حاملاً السراج المنير وسط الظلمة[89].
أما القديس هيبوليتس[90] فيذكر أن دخول الكنيسة قبل نوال الميرون. عندئذ تجيبهم بقية الجماعة بقبلة السلام، التي يصفها كلاً من القديسين هيبوليتس والذهبي فم[91]. هذه القبلة تبدو أنها مختلفة عن قبلة المصالحة التي يتبادلها المؤمنون قبل نوالهم الشركة في سرّ الأفخارستيا[92].
اللبن والعسل
يروي القديس هيبوليتس أنه في قداسه الأول يُقدم للمعمدين حديثًا ليس فقط كأس الخمر الأفخارستي بل ويُقدم كأسان آخران يحتوي أحدهما على ماء والثاني على خليط من اللبن والعسل. يشير هذا الكأس الثالث إلى التمتع بأرض الموعد التي تفيض لبنًا وعسلاً. حيث يقتات المؤمن على طعام الأطفال ويذوق حلاوة كلمة المسيح[93].
يشير العلامة ترتليان إلى هذا الطقس بكونه ممارسًا في القرن الثالث[94]، وكان هذا الطقس يمارس في روما في القرن السادس[95]. يبدو أن القديس جيروم أشار إليه عندما اقتبس ما ورد في سفر النشيد: “نزلت إلى جنتي، جمعت مري مع طيبي، أكلت خبزي مع عسلي، شربت خمري مع لبني” (نش1:5)[96]. كما أشار إلى هذا الطقس في عمل آخر[97].
يشير القديس جيروم إلى شرب اللبن مع العسل بكونه يعني الطفولة[98].
يقول القديس أمبروسيوس أن المعمدين حديثًا لا يشتركون في تقديم القرابين إلى المذبح حتى يدركوا مفهوم القرابين. وذلك بعد 8 أيام من العماد[99].
[1] Infant Baptism in the First Four Centuries, London, 1960, p. 11-18.
[2] Ap. Trad. 21:4.
[3] Confessions 1:11:17.
[4] Sermon 215:5. PL38:1075.
[5] St. Ambrose: De Obitu Valentiniani, 58. PL16:1376-70.
[6] Expos. Ev. Luc 10:48. PL15:1815.
[7] Ad Senarium, 3. P:59:402.
[8] Edward Yarnold: The Awe–inspiring Rites of Initiation Minnesota, 1994, p. 5.
[9] Ap. Trad. 17:1.
[10] Confessions 1:11:17.
[11] Eugeria: Perreginatio, 45.
يقصد بالآباء والأمهات هنا الأشابين godparents.
[12] Cat. 1:5.
[13] The Baptismal Homilies of Theodore of Mopsuestia 1 (12).
[14] Theodore of Mopsuestia: The Baptismal Homilies, 2:14, ACW 10:14-16.
[15] Sermon 216:10-11. PL 38:1082.
[16] Clementine Recognitions 4:17, PG 1:321.
[17] AP. Trad. 20:3.
[18] Cat. 1:5,6.
[19] Perregrinatio, 46.
[20] Expos. Symb. 1.
[23] St. Augustine: Sermon 58:1. PL 38:393, St. Cyril of Jerusalem Mystagogic Catecheses: 5:11-18; St. Ambrose De Sacramentis 5:18-30; 6:24.
[24] St. Ambrose De Eia et Ieiunio 21:79. PL 14:726.
[25] De Baptismo 20:1.
[27] Eusebius: Vita Const. 4:61
[28] Sermon 219. PL 38:1088 preached during the vigil.
[29] Gelasian Sacramentary; Whitaker, p. 183.
[30] De Mysteriis 7.
[31] Hexameron 1:14 PL 14:129; Chrysostom ACW 12:48.
[32] ACW 11:25.
[33] Apost. Constit. 2:57; Basil: De Spirit. Sanct. 27:66 PG 32:189-192.
[34] Apost. Constit. 2:57
[35] Origen: Hom. In Lev. 9:10.
[37] In Ps. 61 Enarr. 32. PL 14:1180.
[38] Myst. Cat. 2:2; See Chrys. ACW 11:28-29; Theodore: Bapt. Hom. 3:8.
[39] Apost. Trad 21:10;3.
[40] St. Cyril.of Jer.: Myst. Cat. 2:3.
[41] St. Cyril of Jer.: Myst. Cat. 3:1.
[42] Cyril: Jerus: Myst. Cat. 1:7.
[43] Bapt. Hom. 3:9.
[44] St. Ambrose: De Socr. 1:18; St. Cyril Myst. Cat. 1:7.
[45] Cyril Jer.: Myst. Cat. 5:7.
[46] Cyril Jer.: Myst. Cat. 3:3.
[47] Euehologion, 7.
[48] De Sacr. 6:5; cf 6:6-8.
[49] Bapt. Hom. 3:9.
[50] Myst. 20.
[51] Bapt. Hom. 3:19.
[52] PG 39:720,672. De Trinitat 2:15; 12.
[53] Myst. Chet. 2:4.
[54] De Sacra. 3:1.
[55] Myst. Cat. 3:1; De Sacr. 1:15-19; Sarapion: Euchologium, 7.
[56] De Sacr. 3:1; Myst. 29-30.
[57] De Sacr. 2:24; 4:3; Myst. 30.
[58] Ad Serarium, 6.
[59] Tertullian: De Bapt. 7.
[60] Bapt. Hom. 2:17.
[61] Chrysostom: Bap. Homilies, 2:22-23; Theodore: Bap. Hom 3:18.
[62] Ap. Trad. 21:6-8.
[63] Myst. 29.
[64] Apostolic Constitutions 7:44.
[65] ACW 11:27.
[66] Theodore: Baptismal Homilies, 3:26, Chrysostom ACW 4:3ff., Cyril of Jerus.: Myst. Cat. 4:8; Ambrose Myst. 34.
[67] Baptismal Homilies 4:17.
[68] Myst. 34.
[69] Ad Senarium, 6.
[70] Eusebius: Vita Constantini 4:62.
[71] Comm. In Psalmos.
[72] Pseudo-Athanasius. PG 28:1086; Pseudo-Augustine PL 39:2075.
[73] Bapt. Hom. 6:23-24.
[74] Bapt. Hom. 2:19.
[75] Ad Senarium 6.
[76] Sermon 376. PL 39:1669f.
[77]De Lapsu Virgins 5:19. PL 16:372.
[78] Oratio 40:46; cf. 45:2. PG 36:425,624.
[79] St. Justin: 1 Apology 61; St. Cyril of Jerusalem, Procat. 1.
[80] Apostolic Tradition 22:1-3.
[81] Myst. Cat. 3:1-20.
[82] 3:3.
[83] 3:4.
[84] 3:4,7.
[85] 3:4,7.
[86] Baptismal Homilies 3:27.
[87] DE Sacramentis 3:8-10.
De Sacramentis 6:6-7. De Mysteriis 42.[88]
[89] St. Gregory of Nazianzus, Oration 40:46. PG. 36:425; St. Ambrose De Sacr. 3:11,15; 4:5,8; Myst Hom. 2:27.
[90] Apostolic Tradition 23:1,3.
[91] Ap. Trad. 22:304; St. Chrysostom: Baptismal Homilies 2:27.
[92] St. Chrysostom: ACW 11:32; Theodore: Baptismal Homilies 4:40; Justim: 1 Apology 65:2.
[93] Apostolic Trad. 23:1-3.
[94] Adv. Marcia 1:14:3.
[95] John the Deacon: Ad Senorium, 12.
[96] De Sac. 5:15.
[97] De Cain 1:5:19. PL. 14:326.
[98] Adv. Lucif.,8 PL. 23:164.
[99] In Ps. 118 Expos. Prol. 2 PL. 15:1198-1199.