طقس خدمة عيد الدخول السيد الى الهيكل
وشمعة سمعان الشيخ الصدّيق
ان خدمة العيد تستعرض كل التفاصيل التي تظهر مصدر العيد ومعانيه . في صلاة الغروب هناك ثلاث قراءات : الاولى، من سفر الخروج تذكرنا بالشرائع الطقسية الخاصة بالمولود البكر . الثانية، من اشعياء النبي حيث يدعوه الله ويطهّر شفتيه بجمرة (6: 1- 12) .الثالثة، ايضا من اشعياء يصف فيها تزلزل الاوثان لدى وصول المسيح الى مصر (19: 1-4 و 11 – 16: 19- 21)
في صلاة السحرية يقرأ فصل من انجيل القديس لوقا (2: 25- 32 )والرسالة للقديس بولس (عبرانيين 7: 7- 11) حيث يتكلم بولس عن الكهنوت اللاوي الذي يفوق كهنوت ملكيصادق .اما المسيح الذي يقدم الى الهيكل فهو كاهن بحسب رتبة مليكصادق وانه ليس من صنع ” شرائع جسدية ولكن بحسب قدرة حياة لا تزول” .
ويلاحظ في القطع التي تقرأ اعتبارا من مساء العيد اذ تظهر ان المسيح يظهر الان في هيكله وبين شعبه ولذلك سمي العيد ” لقاء الرب بشعبه” . ثم القطع تبين لنا ان الطفل المقدم هو الذي تنبأ عنه الانبياء :
” تقبّل يا سمعان الذي سبق موسى واضع الناموس فابصره من الغمام في سيناء صائرا طفلا خاضعا للشريعة فهذا هو الذي تكلم عنه الناموس، هذا هو الذي نطق عنه الانبياء . فيا من تجسّد من اجلنا خلص البشر.” .
ايضا تظهر الصلوات والقراءات ان سمعان وحنة النبية يمثلان شعب الله الخاص كما تبين علاقة العيد بالصليب المقدس والقيامة والفصح المجيد .
عند الاودية التاسعة من القانون توزع الشموع على المصلين ،تلك الشموع التي بوركت في الغروب .ثم يجمّل الكاتب الطقوس في قطعة واحدة موضوع العيد فيقول :” ايها الرب شمس العدل، لقد ظهرت نورا ينجلي للامم جالسا على سحابة خفيفة، متمما الشريعة الظلية،ومظهرا به النعمة الجديدة.فلهذا لما شاهدك سمعان هتف قائل: اطلقني من الفساد ،لاني اليوم قد عاينتك ” .
ان الكنيسة المقدسة بخدمتها قرَظت سمعان الصديق باجمل التقاريظ هكذا فعلت في اليوم الثالث من شهر شباط بعدعيد دخول السيد الى الهيكل تذكارا خاصا ومحفلا روحيا لاكرامه وتمجيد فضائله . قد وردت عشرات المرات كلمات سمعان الشيخ في تلك الخدمة :” الآن اطلق عبدك ايها السيد على حسب قولك بسلام فان عيني قد ابصرتا خلاصك الذي الذي اعددته امام وجوه الشعوب كلها .
رأت الكنيسة سمعان الشيخ شابا بروحه وشيخا بالجسد ،وتظهر قطع العيد ان سمعان لم يستحق ان يرى مسيح الرب الا مكافأة له على فضائله.
في هذا العيد توزع الشموع المباركة،لا شك ان مصدر هذا التقليد هو كلمة سمعان الشيخ :” نور يضيء للامم ” فالشموع المضاءة تعني المسيح والحياة الالهية. وعنها رمزت شمعة المعمودية وعنها ترمز الشموع المضاءة اثناء خدمة الاسرار المقدسة.
اخذ هذا الاحتفال اهمية كبرى في القرن السابع في روما وسمي عيد الانوار وكان التطواف بالشموع يجري ليلا في شوارع المدينة .
اما في الكنيسة الارثوذكسية فيجري الاحتفال بتبريك الشموع في صلاة الغروب من ليلة عيد دخول السيد للهيكل . فبعد نهاية صلاة خمس الخبزات توضع صينية الشمع على نفس الطاولة ثم يتلى الافشين الخاص بتبريك الشموع .
ان الشموع يتبين ان الشموع المضاءة تشير الى الكلمة:” مبارك انت ايها المسيح الهنا يا ضياء مجد الآب …” ثم يكرر مقطع الانجيل الرابع :” كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آت الى العالم .ويذكرنا باستنارة المعمودية ويعلن ان كنيسة المسيح هي منارة متلألئة. ثم يدعو الروح القدس ان يحل على الشموع وهذا دليل على ان الشموع المحتفل بها اصبحت من شبه الاسرار.
ثم تعدد الصلاة منافع هذه الشموع المباركة :دفع الاضرار الزلازل ، تسهيل الولادة عونا للمتحضرين ضد عدو الخلاص حتى ان دنت ساعة الموت يستضيء الانسان كالعذارى الحكيمات بنور تلك الشموع المباركة.
ولذلك يجب ان تحفظ تلك الشموع في البيوت حتى اذا رقد احد افراد الاسرة أضيت حول النعش .وهي من العادات المسيحية المحبذة. ويكمن اشعالها ايضا حينما يحمل الكاهن الى بيت المريض الزوّادة الاخيرة مسحة الزيت المقدس.
اذا الكنيسة تصلي وترتل للمسيح وللعذراء وللصدّيق :
” افرحي يا والدة الاله الممتلئة النعمة ،لانه اشرق منك شمس العدل المسيح الهنا ، منيرا للذين في الظلام ،سرّ وابتهج انت ايها الشيخ الصدّيق حاولا على ذراعيك المعتق نفوسنا ،والمانح ايانا القيامة . “