ما ذنبنا في خطيئة آدم ؟ هل احاسب على خطيئة أبي وجدي … ؟
ج : صحيح اننا لم نرتكبالخطيئة الأولى، ولكننا وُلِدنا بها بالإضافة إلى خطايانا الشخصية، ومن يستطيع أن يتبرَّر أمام الله من خطاياه ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض؟
ومن المعروف حسب قانون مندل للوراثة Mendel’s laws of inheritance, Mendelian inheritance أن العوامل الوراثية تمتد حتى الجد السابع، فمثلًا نوع الشعر ولون العينين والطول والقصر ولون البشرة يرثها الإنسان عن أبائه وأجداده، ولم نرَ إنسانًا عاقلًا يحتج على صفاته الوراثية. بل قد يرث إنسانًا عن أبويه بعض الأمراض مثل السكر وخلافه، فهل يحتج هذا الإبن على أبيه الذي أورثه ذلك المرض؟! وماذا يفيد إحتجاجه؟ أليس من الأجدى البحث عنالعلاج والمواظبة عليه بشكر لله الذي بحكمة فعل أو سمح بهذا المرض لخير الانسان ؟
وكثيرًا ما نرى إبنًا ورث عن أبيه ميراثًا ماديًا كبيرًا وآخر ورث عن أبيه بعض الديون وأسرة كبيرة بلا مورد للرزق، فيتمتع الأول بميراث أبيه، والثاني لو كان عاقلًا حكيمًا فلا ينبغي أن يحتج ويلعن الظروف والأقدار التي شاءت أن يكون مثل هذا الرجل أباه. بل يحافظ على سمعة أبيه ويعمل ويجتهد ويجد لكيما يسدد ديون أبيه، ويعول والدته واخوته.
إذًا فالسؤال الحكيم لا يكن بالصورة السابقة المحتجة إنما يكون هكذا:
هل من علاج للخطيئة التي وُلِدنا بها ونعيش فيها؟
والإجابة: نعم، وبكل تأكيد هناك علاج أكيد في ذبيحة الصليب ” فإذًا كما بخطيئة واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة هكذا ببّرٍ واحدٍ صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة. لأنه كما بمعصية الانسان الواحد جُعِل الكثيرون خطاة هكذا أيضًا بإطاعة الواحد سيُجعَل الكثيرون أبرارًا ” (رو 5: 18: 19) ” إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع الساكنين ليس حسب الجسد بل حسب الروح ” (رو 8: 1) ولو ظل إنسان مازال يتساءل: ما ذنبي في خطيئة ابي لآدم ؟ يرد عليه المغبوط اوغسطينوس قائلًا: وأي فضل لك في خلاص المسيح؟!