كنيسة المهد الكبرى
ذكر العلامة يوستينوس الذي تربي وعاش في هذه الأقطار ومات شهيدًا سنة 165 م. أن القديس يوسف البار عند ما جاء إلي بيت لحم لم يجد محلًا في البلدة فانحاز إلي مغارة بالقرب منها وأضحت هذه المغارة الشريفة منذ صدر النصرانية موضع الإكرام عند المؤمنين – وذكرها اورجينوس وأوسابيوس وغيرهما منذ القرب الثاني والثالث. وهناك شيدت القديسة هيلانة وأبنها قسطنطين الكبير كنيسة بديعة تجل عن الوصف كما ذكر سقراط و القديس ايرونيموس وغيرهما كثيرون.
وأصاب هذه الكنيسة بعض التلف في ثورة السامريين من سنة 521 إلي سنة 528 م. وأصلحها الإمبراطور يوستنيانوس سنة 531 م. وقد جاء في أعمال المجمع الأورشليمي سنة 836 م بأن واجهة هذه الكنيسة كانت مزينة بفصوص الفسيفساء الفاخرة بألوانها الزاهية يتخللها الذهب الناصع وتوضح وتشخص برسومها سجود المجوس للطفل يسوع فلما جاء الفرس وهجموا علي البلاد سنة 614 م. خربوا كثيرًا ولما بلغوا هذه الكنيسة بهرهم ما رأوه مرسومًا علي جدرانها خصوصًا ما كان يصور ملابس بلادهم وأهلها فاحترموا المكان ولم يمسوه بتشويه.
حالة الكنيسة في الوقت الحالي
يري الداخل من باب الكنيسة القسم الأكبر منها وهو أوسطها مساحته ثلاثة وثلاثين مترًا طولًا وستة وعشرين عرضًا يقوم علي أعمدة من رخام ارتفاع كل عمود منها ستة أمتار، وكل منها قطعة واحدة وتيجانها المزخرفة كلها من الرخام الأبيض، وهى تربو علي الأربعين عمودًا علي أربعة صفوف إلي كل جهة صفان. وعلى الأعمدة السند الخشبية تحمل السقف من الطرفين. وفي الوسط فوق الأعمدة حائطان يرتفعان إلى علو عشرة أمتار عن تيجانها، وإليهما تستند الأخشاب الظاهرة فتحمل السقف الأوسط – وفي أعلى الحائطين أحد عشر شباكًا من كل جهة على عدد الأخشاب المتعارضة على الأعمدة..
وقد تَوَشَّحَت هذه الكنيسة بزينة فاخرة لا تباري في القرن الثاني عشر فرصعت جدرانها الداخلية كلها بالفسيفساء الملونة المحلاة بالذهب الناصع وبالصور البديعة كما يظهر جليًا من آثارها الباقية، من هذه الصور صورة تمثل دخول يسوع اورشليم في أحد السعف وصورة صعوده المجيد إلى السماء، وأيضًا عن ظهوره للرسول توما بحضرة التلاميذ في العلية. كذا صورة شجرة عظمى تُشَخِص دوحة يسي وعلى أغصانها الأنبياء يحمل كل منهم راية نقشت عليها باللاتينية آية من نبواته.. وفوق صفي الأعمدة في الوسط من الناحية القبلية المجامع المسكونية مع كتابات من تقارير المجامع