نحو الميلاد
“لما خطبت مريم أمه ليوسف قبل أن يتعارفا وجدت حبلى من الروح القدس“؟
س – لماذا لم تحبل العذراء مريم قبل أن تخطب؟
جـ – لكي يختفي هذا الأمر العجيب عن رئيس هذا العالم فلم يعرف الشيطان من نوع مولده أنه إله متجسد. قالالقديس اغناطيوس “إن بتولية مريم وولادتها وموت المسيح أضلتالشيطان – ولم تحبل قبل الخطبة ليختفي الأمر عن اليهود ولتصير البتول بريئة وخالصة من القضاء لكونها مرتبطة برجل، فلم ترجم مثل الخاطئات حسب الشريعة” تث 22: 23، 24، ولأن نسبة القبائل ما كانت تكتب باسم النساء. لأجل ذلك قبلت أسم الخطيب.
واحتاجت البتول إلى خطيب ليعينها ويحفطها من اليهود حتى أنهم إذا رأوها حبلى لا يخالجهم ريب أو شك فيرجموها وليذهب معها إلى مصر هربًا من وجه هيرودس الذي كان يريد إهلاك الصبي، ولأنه أيضًا كان وجود امرأة بلا رجل يعتبر عارًا عند اليهود
وكانت العادة أن من ينذر للرب نذر العفة لا يتزوج والبتول لكونها كانت نذرًا للرب خطبت لرجل شيخ كبير السن ليحفظها وليس ليتزوج بها، فهي خطبت لتحفظ، وهذا بأمر الكهنة لأنها كانت نذيرة ويعرف ذلك من قولها للملاك أني لم أعرف رجلًا (لوقا 1: 34).
س – كيف لما أتحد الكلمة بالجسد قد تعالى عن كل شائبة؟
جـ – أنه تعالى قريب من كل الأطفال المخلوقين من بطون البشر، يصورهم ولا نَشبهُ شيء من مخلوقاته، هكذا لما حل في البتول الطاهرة وهو تعالى قريب وبعيد من السماء ومن كل المخلوقات وهو ضابط الكل.
ونقول أيضًا أن الروحانيين غير ممكن أن يتدنسوا من الأجسام، ولا يتدنس الملاك أن كان قريبًا من الأمكنة الدنسة ولا النفس يضرها وسخ الجسد ما عدا خطيئته، ولا الشمس تتسخ بعبورها على مثل هذه الأشياء، ولا النار ينالها شيء من الشوائب مهما كانت، فإن كان حال الروحانيين والجسدانيين المنظورين هكذا فكم بالأحرى الخالق الذي لا يمكن إلا أن يطهر ويقدس حتى المدنسين.