نحو الميلاد
– لماذا خلق الله الإنسان؟
– لا تكون إشراقة النور بلا ناظر. ولا مجد بلا شاهد ولا خيرات بلا تلذذ، لأجل هذا قد خلق الانسان ليتمتع بالخيرات الإلهية. خلقه علي صورته ومثاله فهو ناطق ومتسلط علي تصرفه حكيم وحر – ويشبهه بما أنه محب للخيرات والفضيلة والرحمة.
والإنسان منذ سقط في الخطية بغواية الحية تغير من الخير والصلاح بإرادته واختياره، أيضًا هنا في شأنه شأن من يطبق عينيه في رابعة النهار فيري ذاته في الظلمة. أن الله قد خلق العين ولم يجعل وظيفتها العمى خلق النظر لينظر الإنسان لا ليكف نظره، كذلك قد أعلن الفضيلة وأمر بالابتعاد عن الشر.
لماذا لم يخلصنا الرب بواسطة ملاك أو رسول بل بذاته؟
– ما كان ممكنًا خلاص الجنس البشري بواسطة إنسان خاطئ عبد للخطية إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله كقول الرسول (رو 3: 3)، وما كان ممكنًا هذا الخلاص بواسطة ملاك لأن الجُبلة إذا فسدت فلا يقدر أن يصلحها إلا جابلها. وذلك كمثل إناء زجاجى إذا أنكسر فلا يمكن تصحيحه من بناء أو نجار بل من صانعه أولًا، فهكذا نحن لما سقطنا في الخطية لم يقدر أن يقيمنا من السقطة إلا الله الذي خلقنا.
– كيف قتل الشيطان وبطلت الخطية ومات الموت؟
– موت الشيطان يتضمن عذابه كقول الكتاب “أما النفس التي تخطئ هى تموت” حز 18: 20، موت النفس هو عذابها، ومات الشيطان بالعذاب لأن تشامخه قد هلك وباد ورذلت عبادة الأصنام، ولأن قوته في إيجاد الشرير قد قتلها المسيح وبًين الخطية وفضحها وأظهرها خطية تنفر منها الناس.
وإن قيل أن كان الشيطان ميتًا فكيف يعذب الناس بتجاوبه فنقول قد سمح الله بوقوع التجارب تارة بالفكر وتارة بالفعل لتطهيرنا وتشريفنا كما سمح بوقوع أيوب الصديق في التجارب. وبطلت الخطية لأنها محيت وغفرت وتطهرنا منها بدم الفادي. والأدوية الماحية للخطايا هى التوبة الصادقة والأسرار المحيية بعد الإيمان.
أما الموت فقد أبطله المسيح بموته وكسر قوته كمثل حيوان أو ثعبان ردئ سحق رأسه. وحقًا قد بطل الموت لأن ربنا أقام جسده عديم الفساد وصار باكورة الراقدين جميعًا.