كان المسيحيون قديما يمثلون عملية أخذ برباره الى القتل بشكل طواف في شوارع البلده ,وهذه العاده والتي ما تزال موجوده في بعض المواقع المسيحيه في الشرق ,تمثل الرغبه في الوصول الى الهدف وهو اعادة الحياه وانطلاقها من جديد والتغلب على الشر والموت , فكان الاولاد والشبان يطوفون البلده متنكرين بوجوه طليت بشحار أسود تمثل اشكالا غريبه مخيفه وفي مقدمتهم العرندس(كلمه لاتينيه"قلندس" وتعني العيد) رمزا للمناسبه حيث ياخذ المشاركون في الطواف بالتطبيل والزمير والغناء بين بيوت البلده
برباره برباره عند الرب مختاره
ابوها هالكافر كان عباد حجاره
وعند الاقتراب من مدخل احد البيوت يرددون
برباره برباره والقمح بالمغارة
يا معلمتي حلي الكيس الله يبعتلك عريس
ويزداد هرج ومرج الاولاد والصبيه امام مدخل البيت الى ان يخرج صاحب او صاحبة البيت ويقدم لهم الحلوى والسكاكر والفواكه المجففه عندها يغادرون مرددين هتافات المديح والشكر بانغام ملحنه
عود فوق عود صاحبة البيت من اهل الجود
شيحه فوق شيحه صاحبة البيت مليحه
اما اذا لم تفتح صاحبة البيت بابها او قابلت الاولاد بوجه عابس ولم تقدم لهم الحلوى وما يرافقها فيهجونها بشده :
كليله فوق كليله صاحبة البيت بخيله
قطيعه يا قطيعه صاحبة البيت بشيعه
وبعد انتهاء الطواف يتقاسم المشتركون ما جمعوه من حلوايات وفواكه بينهم .
اما عادات الاكل المرتبطه بهذا العيد فهي عديده ,من بينها :
القمح المسلوق : ويجهز في ليلة العيد حيث تكون ربة البيت قد سلقت القمح ويقدم مساء لافراد العائله محلى بالسكر والقرفه واللوز والجوز والزبيب والملبس والصنوبر وماء الزهر .
ومنهم من يجعل القمح المسلوق مغمورا في الماء المغلي المحلى بالسكر وتوابعه ومنهم من يجعله ناشفا جافا ,وهاتين الطريقتين دارجتين في بلادنا والبلدان المجاوره ,وتفسير وجود هذه الاكله ان برباره اثناء هربها من وجه والدها دخلت حقلا مزروعا بالقمح فللحال طالت سنابله والتفت عليها وغطتها وحالت دون نجاح والدها في العثور عليها مده من الزمن .
اما التفسير الاخر والاكثر واقعيه فهو تعاطف المؤمنين مع القديسه الشهيره التي لم يسمح لها باكل القمح المسلوق اثناء سجنها اضافة الى ما يمثله القمح في الديانه المسيحيهمن رمز للشهداء الذين بموتهم كحبة الحنطه يعطون الثمر الوفير والحياة للاخرين .
ودرجت العاده لدى العائلات المسيحيه في الجليل بان ترسل اطباقا من القمح المسلوق والذي يعرف لدى العامه ب " البرباره " او " البليله " الى العائلات التي فقدت عزيزا لها خلال السنه والظروف حالت دون قيامها بمظاهر الاعياد والافراح .