ماذا يجري في كنيسة انطاكيا
كنيسة بطرس وبولس الالهيين
كنيسة يسوع المسيح
من قديسين ومعلمين وشيوخ وآباء ونساك وشهداء انطاكية ، اخذت ونهلت المسيحية ومنها انطلقت كنيستها الاولى ومهدها كانت حضارتنا المشرقية المتفاعلة مع كل حضارات الشرق .
وها نحن اليوم في الالف الثالث الميلادي وعلى ابواب تعيَيدنا للكرسي الانطاكي ، يطرح سؤالا ما هو واقع الارثوذكس الانطاكيون اليوم ؟. هل كنيسة انطاكية هي اليوم بمستوى حضارتها وبزخم لاهوتها وكبر وعظم رجالها القديسين ؟ هل هي بمستوى تطلعات مؤمنيها ؟ هل تحيا كنيستي في قداسة ام لا ؟ ! .
بالطبع ان ما اجده واسمعه من نقاط خلل في مؤساساة كنيستي او ان هناك بعض من الخلل فكأنها كبلت وحبست نفسها عن نور الحياة .
اذا انطاكية اليوم تعيش ازمة شديدة ، ازمة الانسان فيها ، ازمة السلطة والابوة الروحية وصلاحيات رجال الدين وحرية العلمانيين .
اتساءل وأسأل نفسي ما الذي جعلنا ننحدر الى هذا المستوى وهذا الدرك بعد ان اعطت الكنيسةاسسا ثابتة لحضارة الانسان . هل فرغت كنيسة انطاكية من النخو و المحبة والعطاء المجاني والتفاني بلا حدود و شغف التعليم . والكبيرالذي من شأنه يكون خادما للجميع والاول يكون عبدا للصغير وللكبير ؟!!.ام اصبح هناك اقتناصا للفرص وللاشخاص حتى يأتي البعض ويستغل مركزه وموقعه ورسالته ( اذا كان من هناك رساله عنده ) في ان يتسلطن ويتمحور حول ذاته ويصبح صنما او تمثالا يقدم له العبادة بدلا من الاله الحي الحقيقي يسوع المسيح . ؟ !!
هناك من يتحصن بثوبه( ثياب الكهنوتية لاتصنع كاهنا )ويشن حربا الغاء وهناك من يتحصن بفكرة الحرية ( بمفهوم شخصي واناني )وبفكرة حرية ابناء الله ويشن حربا على الكنيسة وخدامها . !!!!!!!
الشيء الذي استوقفني وجعلني اتأمل به وحرك كياني وبتوجع وآلم على ما وصل به الامر من حالات التدهور بين جميع اعضاء جسد المسيح في كنيسة المسيح في انطاكية .
لا اصدق ان كاهنا في كنيسة انطاكية المقدسة يعمد الى منع التعليم الديني والبشاري في رعيته ، وايضا لجؤء مسؤولين عن التعليم الى تلاسن وتهديدات متبادلة بين الطرفين ، يجعل كل فريق حاكما بامر الله الوحيد والاوحد .
والشيء المخجل جدا والمخزي ان مطرانا لم يستطيع الخروج من الكنيسة الا بحماية رجال الشرطة لحمايته من الاعتداء عليه من ابناءه .
وقد جاءني صديق وقال : ان امراة صديقه قد ولدت ابنا في الشهر السادس وعاش 7 ساعات ومات ، قبل ان يموت عمَده الطبيب ولكن الاهل طلبوا من الكاهن ان يصلِ على جثمان الطفل الا ان الكاهن رفض وقال انه ليس بحاجة الى الصلاة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ما هذا التعليم وهذه الفكرة الخطيرة . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الاهل الآن صدموا واخذوا موقف عدائي من الكنيسة وخدامها ( لا الومهم )
وايضا وايضا هناك الكثير من الاستثار بقرارات متسلطة احادية مثلا : نفي واقامة جبرية لاحد الاشخاص اللاهوتيين الكبار في انطاكية واللامعين وتحجيمهم. ايضا تهجير رهبان من صوامعهم وايضا اقامة مظاهر عبادية غربية عن تراثنا الارثوذكسي الاصيل .
والشيء الذي احزنني وترك في ذاتي جرحا هو منع بعض الاشخاص الموهوبين والمتعلمين والمختصين من الكتابة في احدى المجلات الدينية ( عمرها تجاوز الستين عاما ) . اذ اصبحت هذه المجلة لجماعات وجماعات معينة بدلا من التشجيع وتقديم وتكافؤ الفرص لابناءنا الشباب وجذبهم الى الكنيسة . ( مع علم هذه المجلة قد انخقض قرائها نسبة عالية وقلت عدد طباعتها !!!!!) .
ما هذا القحط التي تعيشه كنيستي؟ هل ابقينا فيها تعالي ومظاهر الابهة ومحسوبيات ومصلحجيات وتمركز حول الانا( او لا احد ) .
فبعدت كنيستنا عن سكة بولس الالهي الذي اردها ان تكون كنيسة الخدمة ، كنيسة الانسان في خدمة الانسان والفقراء .
ما هذا الضياع والتدهور في كل مؤسساتنا الشبابية والروحية ؟؟ اين الكنيسة الخادمة ؟ اين رجالات الله المنسحقين المتواضعين ؟ اين المؤمنين الودعاء البسطاء المنبطحين والساجدين امام يسوع المسيح السيد.
اعرف ان صغار سيوجهون الَيَ سهاما على قول الحقيقة .
الكنيسة هي همي الاول والاخير
الدواء الحقيقي لوقف هذا النزيف هو التوبة الحقيقية المستمرة والمحبة الصادقة التي لا غش فيها والصلاة من اعماق النفس مصحوبة بدموع وسجود.