الأعياد السيدية (مواعظ ومقالات) الفصل الرابع : العنصرة
اسبيرو جبور
العنصرة المجيدة
العنصرة كلِمة آرامية عِبرية تعني الحَصاد. في العهد القديم العبراني، عيد العنصرة اسمه عيد الأسابيع لأنه يقَع بعد سبعةِ أسابيع من عيدِ الفصح. في الترجمة السبعينية للعهد القديم اسمه اليوم الخمسين، وفي الترجمة العربية للعهد الجديد عن اليونانية، إسمُه كذلك يوم الخمسين. في اليوم الخمسين من عيدِ الفصح كان التلاميذ الذين حَضروا صعود يسوع المسيح في يوم الخميس مجتمعينَ بِقلبٍ واحدٍ كما أوصاهُم الربّ يسوع، يداومون على الصلاة وإنتظار حلول الروح القدس الذي وَعدَهم به الربُّ يسوع مِراراً وبخاصةً يومَ الخميس العظيم وبعدَ القيامة. بأعمال الرسل، نعلم أن الربَّ يسوع بقيَ معهم بعد قيامتِه من بين الأموات أربعينَ يوماً يظهرُ لتلاميذه ويفتحُ أذهانَهم ليفهَموا الكتب المقدَّسة ويُعِدُّهم لأستقبال الروح القدس، ويوصيهِم بالبقاء في اورشليم حتى يحلَّ عليهِم الروحَ القدس. كانوا إذاً في لهيبٍ في حضور ذلك اليوم المنشود العظيم. في ذلك اليوم العظيم، حضَرَ الروح القدس عليهم بشكلِ ألسنةٍ نارية وقَفَت على رؤوسهِم. عيدُ العنصرة هو عيدٌ للثالوث القدوس مثل عيد الظهور الآلهي وعيد التجلّي الآلهي. فالربُّ يسوعَ المسيح صعِدَ الى السماء وأرسَلَ من لَدُن الآب روحَه القدوس على التلاميذ، ولذلك فهو عيد للثالوث القدوس. نُعيٍّد في الكنيسة الأرثوذكسية في اليوم التالي للشخص الذي كان له دورٌ بارزٌ.نعيِّد للثالوث القدوس في يوم العنصرة ونعيِّد للروح القدُس يوم الأثنين. أخذَ الغرب عن الكنيسة الأرثوذكسية إحترام اثنين العنصرة وإن كان الغرب اليوم قد أضاعَ معنى ذلك، ولكن بقيَت فرنسا والمانيا وربما سواهما يُعطِّلان رسمياً يوم اثنين العنصرة. عيد الثالوث القدوس هو عيدٌ هام في الكنيسة الأرثوذكسية. حلول الروح القدس يوم
العنصرة عيدٌ هام جداً. الربُّ يسوع يوم الصعود الآلهي قال لتلاميذِه امّا انتم فستعمَّدون ليس بعدَ هذه الأيام بكثير. ففي يوم العنصرة، إعتمدَ الرسل بحلولِ الروح القدس عليهِم وحلَّ عليهِم بألسنة نارية لأنهم سيُبشِّرون المسكونةَ خاطِبَةً، وهذه النار على رؤوسهم أعادت اليهم السلطان الذاتي الذي فقدناه في الفردوس فصِرنا قادرين على أن نسودَ أنفسَنا، والنارُ الآلهية تُحرِقُ خطايانا وتُنيرُ قلوبَنا. فاذن، في يوم العنصرة إعتمَدَ التلاميذ بمعمودية الروح القدس، والروح القدس اقامَهم سادةً على البشريةِ جمعاء وأعطاهم السلطان على البشر جميعاً. في مساء عيدِ الفصح، يوم القيامة العظيم، نفخَ فيهم الرب يسوع المسيح وقالَ لهم خذوا الروح القدس مَن غَفرتم خطاياهُم غُفِرت لهم ومَن أمسكتموها أُمسِكت عليهم. هذا إعطاء سابق لسلطانٍ معيَّن من سُلطات الروح القدس له المجد. ولكن في يوم العنصرة أخذوا السلطات الكاملة للتفكير والتعليم والتبريك وكل شيء، وصاروا هُم مُرسَلين من الآب ومن الإبن ومن الروح القدس. كان يسوع قد قالَ لهم “كما أرسَلَني الآب، أُرسِلُكم.” يوم الفصح المجيد يوم القيامة. فإذن هم مُرسَلون كما أرسَلَ الآب الإبن وكان في يوم الخميس العظيم عندما قالَ لهم ” الأعمال التي أعمَلُها انا ستعمَلونَها انتم وأكثر منها”. ماذا عَمَلوا أكثر من ذلك؟ طَيف بطرس الرسول كان يشفي المرضى لا ثيابَ بولس فقط. الرب يسوع المسيح له المجد والإكرام والسجود قَصَرَ رسالَته على فلسطين وجَوارِها، فعَبَرَ مرَّة الى منطقة جَدَره في المدن العشر الوثنية وعبَرَ ثانيةً الى صور وصيدا والبقاع ودار حول جبل الشيخ ونزَل في وسَط المدُن العشر الى بحيرة طبَريَّة ثم الى منطقة بيت صيدا فبانياس. اما الرسل فطافوا المسكونة يبَشِّرون ويُعلِّمون ويُعَمِّدون ويعِظون ويمنحون الروحَ القدس ويُقيمونَ رجال الدين للخِدَم الدينية ويُباركونَ الخبزَ والخمر ويحوِّلونهما الى جسد ودم الرب ويحلّون الخطايا. بطرس نزلَ الى انطاكية وانتهى في روما حيث قضى عمرَه هناك مَصلوباٍ بالقِلب وبولس الرسول بشَّرَ في دمشق وفي حوران وربما في الأردن ثم انتقلَ الى فلسطين فبَشَّرَ فيها ثم انتقلَ الى كيليكيا فأنطاكية فقبرص فمناطق عديدة من تركيا الحالية، بلاد اليونان وربما تجاوزها قليلاً الى يوغوسلافيا الحالية وانتهى في روما وربما سافر الى اسبانيا أيضاً. توما انتهى في الهند وبرثلماوس مدفون في أذربيجان واندراوس وصلَ الى شواطىء اوكرانيا ومتى وسواه جالوا في هذه الدنيا. ليس لدينا معلومات بالدقَّة عن أخبار الرسل ولكنهم جالوا في الدنيا يُبشِّرون ويعلِّمون الديانة المسيحية ويؤسسونها وتلاميذهم تابعوا المهمّة. هذا ما لم يفعَله يسوع المسيح نفسُه ولكنهم فعلوا هذا كلَّه بالروح القدس الذي حلَّ عليهم وأقامَهم اسياداً على البشرية فكلُّ رسولٍ منهم هو رسولٌ للبشريةِ جمعاء كما يقول الذهبي الفم. الروح القدس في يوم العنصرة المجيدة أسس الكنيسة، والكنيسةُ هي جسد المسيح والمعمّدون هم أعضاء في جسد المسيح. يوحنا السلمي في مطلع كتابه يقول إن الإنسان يصير مسيحياً بالمعمودية. يؤمن، ويعتَمِد معموديةً صحيحة فيُصبح مسيحياً. بدون المعمودية لا يُصبح الإنسان مسيحياً، يبقى موعوظاً. فيجب أن تكون المعمودية معموديةً صحيحة. تأسيس الكنيسة أمرٌ هام جداً، لأن الكنيسة هي جسَد المسيح والمؤمنون المعتمدون أصولاً هم أعضاء في هذا الجسَد. الكنيسة في دستور الايمان بَندُ ايمان، فنقول اؤمن بالاله الواحد بربٍّ واحد بالروح القدس وبكنيسةٍ. فهي بندُ ايمان لجسَد المسيح وليس جَسَد المسيح شيئاً صغيراً والعنصرة هي استمرارٌ للتجسُّد الالهي. فعندما يُصبح المعتمِد عُضواً في جسَد يسوع المسيح، المعتَمِد يلبَس المسيح ويولد في المسيح والمعمودية ميلادٌ ثانٍ في المسيح كما ولِدنا من آدم للموت، نولد في المسيح للحياة الأبدية والمجد الأبدي ولذلك، العنصرة مرتبطة بالتجسُّد الالهي. ماذا جرى في التجسُّد الالهي؟ أخَذَ يسوع طبيعةً بشرية، أخذ من مريم العذراء جسداً والكنيسة هي جسد المسيح والأعضاء الذين ينضمّونَ اليها باستمرار بالمعمودية هم أعضاء في هذا الجسَد، ولذلك عملية التجسد ليست حدثاً وقَعَ مرَّة واحدةً في التاريخ عندما تجسَّدَ يسوع المسيح، بل العنصرة هي حدَثٌ مستمرٌّ في التاريخ الى الأبد. الكنيسة تُعمِّد باستمرار. كيف تُعمِّد؟ بحلول الروح القدس في الماء نعمة الفداء وبَرَكَة الأردن تَحُلّ ماء المعمودية ويُصبِح جُرن المعمودية رَحِماً تَلِد المؤمنين كما يقول أفرام وسواه من آباء الكنيسة. هذه الولادة هي استمرارٌ للتجسُّد الالهي ويُعَمَّد المؤمنون باسم الآب والإبن والروح القدس أي أنهم يُضحونَ في خانة الآب والإبن والروح القدس مختومين بالآب والإبن والروح القدس. يولَدون ولادةً جديدة، يُطَهَّرون من خطاياهم ويلبَسون المسيح ثم ينالون الروح القدس بالميرون المقدس فيسكن الروح القدس فيهِم ويصيرون هياكلَ للروح القدس كما قال بولس الرسول. الروح القدس ساكن فينا وهو الذي يُصلي فينا كما يقول بولس في رومية 8 ويقول للآب يا أبَّ الآب كما في رومية 8 :15 وغلاطية 4 :6 فهو الذي يشفع فينا بأنّاتٍ عديدة. ومحبة الله كما في رومية 5 تَفيض في قلوبِنا بالروح القدس. في أعمال الرسل، الروح القدس هو كلُّ شيء. قال يوحنا فم الذهب: الإنجيل تاريخ المسيح اما كتاب أعمال الرسل فهو تاريخ الروح القدس. وماذا نعمل في القربان؟ في قداس يوحنا فم الذهب يستدعي الكاهن او الإكليريكي الروح القدس فيقول للآب ” أرسِل روحَك القدوس على هذه القرابين وأصنعْ اما هذا الخبز فجَسد مسيحِك المكرَّم وما في هذه الكأس فدَمَ مسيحِك المكرَّم محوِّلاً إياهما بروحك القدوس”. وماذا نقول في الميرون خِتِمْ موهَبة الروح القدس، فنُصبح مَسكِناً للروح القدس. وماذا نقول في التوبة؟ الكاهن يحلّ الإنسان من خطاياه بفعل الروح القدس. وماذا نقول في سرّ الزواج؟ في سرِّ الزواج المقدس يقول الكاهن: يُكلَّل فلانٌ على فلانةٍ باسم الآب والأبن والروح القدس أي في الأكليل نقول عبارةً مشابهة لعبارة المعمودية. ولذلك، المنادون بالزواج المدني فقط، بدون برَكة الإكليل، يرتكبون خطأً كبيراً إن تزوجوا بدون إكليل. إن تزوَّجوا مدنياً، فهذا سَنَد كأسَنَاد البيع والايجار وكل أنواع الأسناد في التعاملات، ويُصبح الزواج سنَداً عَقداً مثل كل العقود. ولكن في الزواج الأرثوذكسي، ليس الزواجُ سَنَداً فقط يوقِّع عليه الزوجان، بل هو سرٌّ مقدَّس تحلُّ فيه نعمةُ الروح القدس على الزوجَين. فلينتبه المغامرون غيرُ الواعين في الأخطاء التي يرتكبونها حين يفكِّرون في التحلّل من الإكليل. الروح القدس له المجد بحسَب بولس الرسول: نحن نَسلُكُ فيه، ننقادُ به ونحارب الأعمال الميتة، ونُثمر الأثمار الصالحة. في بولس الرسول رومية 7 وغلاطية 5 هناكَ حربٌ بين الروحِ والجسَد. بإنساننا الباطن نؤيد شريعة الله، ولكن في جسدنا شريعةٌ أخرى تُحاربنا في أعضائنا وتجعلُنا ننقادُ للشرّ. فمَن هو بطلُ هذه الحرب؟ إنه الروح القدس به نُميتُ أعمالَ الجَسَد ونصنَعُ الثمارَ الالهية أي الفضائل. فالفضائل في حياة المسيحي هي ثمار الروح القدس. هو الذي يعضُدُ ضُعفَنا ويصلّي فينا فنحن لا نعرِف ماذا نصلّي، هو الذي يشفع فينا بأنّاةٍ كثيرة كما في رومية 8: 26 . الروح القدس له المجد هو الذي يوحِّد المسيحيين. قال يوحنا فم الذهب: الروح القدس يسكن في رأس الكنيسة أي فيِ يسوع. بحسب كيريلُّس الإسكندري سَكَنَ في جسَدِ يسوع بطبيعتِه البشرية منذ يوم البشارة. هذا الروح القُدس الساكن في رأسِ الكنيسة أي يسوع، ينسابُ من الرأس الى كلِّ أعضاء الجسَد أي الى كل مؤمن إعتَمدَ معموديةً صحيحةً في يسوع المسيح. يسوع المسيح له المجد خَتَمَنا بالروح القدس. هو باكورة بحسب بولس، هو عُربونٌ أخذناه كعربونٍ للحياة الأبدية. فمنذ الآن أخذْنا الروح القدس كدَفعة أولى على حِساب الدفعة الأخيرة بعد الموت وبعدَ القيامةِ العامة. فهو الآن خِتمٌ فينا، عربون، باكورة. أخذناه كباكورة،كعُربون على أساس المكافأة الكاملة. والنَيل الكامل، سيكون بعد رُقادِنا وانتقالِنا من هذا العالم الفاسد الى عالَم الخَلاص. وفي رومية 8 الروح القدس الساكن فينا هو سيقيمُنا كما أقام يسوعَ المسيح وبالقيامة العامة يتدخّل الروح القدس ليُقيمُنا. في الكتاب المقدس بعهدَيه القديم والجديد، آياتٌ عديدة تتعلَّق بالروح القدس فليُراجِعُها المراجعون في الفهرَس اليوناني او الفهرس الانكليزي او الفرنسي وحتى الفهرس العربي يحوي آياتٍ عديدة عن الروح القدس له المجد. الروح القدس يجدِّد حياة الإنسان المؤمن. هو مُقيمٌ في الكنيسة، هو الذي يعمل فيها الأعمال. في الفصل 12 من رسالة كورنثس الأولى كلامٌ جيّدٌ جدّاً عن مواهب الروح القدس ويتكررّ ذلك ب 4 من أفسُس وسوى ذلك من العهد الجديد. فمواهب الروح القدس في العهد الجديد ليست سبعة كما في أشعياء وهي عديدة، والنعمة الالهية هي متنوِّعة الأشكال كما في بطرس، والحِكمةُ متنوِّعة الأشكال كما في أفسُس ايضاً. فالروح القُدس في الكنيسة يُنبوعٌ لا ينضُب من المواهب والنِعَم الالهية، والنعمة الالهية هي التي تؤلِّهنا وتصنعُ منّا آلهةً بالنعمة الالهية. الرب يسوع قال لتلاميذه في يوحنا 7: 37 من آمَنَ بي -كما قال الكتاب- ستجري من بطنه أنهارُ ماءٍ حيّ. فَسَّرَ ذلك يوحنا الإنجيلي فقال: يسوع قال ذلك عن الروح القدس الذي كان المؤمنون بيسوع مزمعين أن ينالوه، لأن يسوع لم يكن بعدُ قد مُجِّد ولذلك لم يكن الروح القدس بعدُ قد أُعطي. فالعملية تنتظر آلام الرب وقيامتِه ويوم العنصرة المجيدة يوم حلول الروح القدس المجيد. أنهارُ ماءٍ حيّ، والروح القدس في الكنيسة مصدرُ مواهبَ ونِعَم لا تُعَدّ ولا تُحصى. تجري مياه الكنيسة كأنها ماء حيّ، عجائب تنطق باللغات. الروح القدُس في حزقيال 37 : ينفُخُ الله روحَه في العِظام فتحيا العظام. الروح القدس كتَبَ شريعةَ العهد الجديد. قال أشعياء النبي: وتخرُجُ الشريعةُ من صهيون وشريعةُ موسى المكتوبة على ألواحٍ حجرية ذهبت ، أما شريعة المسيح فهي مكتوبةٌ في القلوب بالروح القدُس كما قال ارميا النبي في الفصل 31 وما حولَه فاستشهدَ به بولس الرسول في رسالتِه الى العبرانيين: اليوم الشريعة الالهية مكتوبة بالروح القدُس في القلوب لا على ألواحٍ حجَرية. شريعة الحرف كما قال بولس في كورنثس الثانية ورومية وسواها، ذهَبَت. شريعة الفرّيسيين السطحية ذهبَت. الشريعة خَرجَت من صهيون الآن بحلول الروح القدُس ولذلك فهي مكتوبةٌ الآن في القلوب. مكاريوس ويوحنا السُلَّمي قالا أن الروح القدس ينقُش الإنجيل في قلوبِنا. اليهود يعتقدون أن الشريعة أُعطيَت لموسى يوم العنصرة وها نحن في يوم العنصرة قد نِلنا شريعةَ الروح القدُس مكتوبةً في القلوب لا على الحجارة. بولس الرسول أجرى مقابلةً هامّة بين شريعة الحرف المعطى لموسى، وبين شريعة الروح القدس في رسالتهِ الثانية الى كورنثس. شريعة الروح القدُس ممتلئة من المجد وهي خالدة. الروح القدس أشرَق في قلوبِنا كما يقول في الفصل 4 من كورنثس الثانية : يقول الله الذي امَرَ أن يَخرُجَ من الظلمةِ نورٌ هو الذي أشرقَ في قلوبِنا لإنارة معرفة مجدِ الله في وجه يسوع المسيح. الروح القدُس كان يوحي للأنبياء خارجياٍ، اما الآن فهو يسكن في القلوب. النور الالهي يسكن في القلوب. بولس وبطرس قالا إن الروح القدُس هو موحي الكتاب المقدَّس من عمَل الروح المقدَّس. بالمجامع المسكونية نؤمن أن الروح القدس هو الذي أوحى للآباء القدّيسين العقائدَ الالهية التي دوَّنوهاـ الروح القدُس هو كلُّ شيءٍ في الكنيسة، هو الذي يعمل كلَّ شيء فلذلك صلواتنا تبدأ دائماً بالروح القُدُس ونقول : ايها الملِك السماوي المعزّي روح الحق الحاضر في كلِّ مكان. فالروح القدس في الكنيسة الأرثوذكسية يحتلُّ مكانةً هامةً جداً. الآباء القديسون كتَبوا في الروح القدس كثيراً جداً، في اليونانية مجلَّدات كِبار تجمع أقوال الآباء في الروح القدُس. كنا قد بدأنا فقلنا إن العيد هو عيد الثالوث القدوس، نعم. عيد الآب والإبن والروح القدُس. كنيستنا الأرثوذكسية تضع النبرة على الأشخاص الاهية الثلاثة. نحن نؤمن باله واحدٍ في ثلاثة أقانيم، ولكن لا نضع النبرة على وِحدة الاله، على جوهر الاله، على طبيعة الاله، إنما نضع النبرة على الأشخاص لأن الجوهر الالهي موجود في الأشخاص. الألوهة موجودة في الأشخاص، الثلاثة واحِد هذا سرّ الاهي عظيم لا نُدرِكُهُ، انما نؤمن به. في كتابي “يهوه ام يسوع” نحسم، نستفيض عن الوهة الرب يسوع المسيح أولاً والوهة الثالوث القدوس ثانياً. من العهد القديم ومن العهد الجديد أقَمتُ الأدلّة القاطعة على صحة ايماننا بالثالوث القدوس وعلى الوهة ربنا يسوع المسيح ومساواته للآب والروح القدس له المجد. ايمانُنا بالثالوث القدوس هو كلُّ شيء. الآباء القديسون قالوا إن الايمان بالثالوث القدوس هو الشرط الأساسي لكي يكون الإنسانُ مسيحياَ، فإن كان لا يؤمن بالثالوث القدوس فهو حرٌّ في أن يكونَ يهودياً او وثنياً او ما شاء من ذلك . لا يكون مسيحياً الا الذي يؤمن بالآب والإبن والروح القدس الاله الواحد في ثلاثة أقانيم المتساوين في الجوهر والسلطة والرئاسة وكل شيء. ديانتُنا تقوم على الثالوث القدوس. إن لم يكن ايمانٌ بالثالوث القدوس فلا يمكن أن يكون ايمانٌ بتجسُّدِ الرب يسوع المسيح الاله الإنسان الذي ماتَ على الصليب ليغسُلَنا بدمه الكريم من كلِّ خطيئة ويقدِّمَنا لأبيه خليقةً جديدةً مطهَّرةً بالروح القدس. كلُّ شيءٍ في كنيسَتنا يقوم على الثالوث القدوس. مَن يرفض الثالوث القدوس يرفض الإنجيلَ والمسيحية ولا يكون مسيحياً ابَداً. الايمان بالثالوث القدوس هو كلُّ شيءٍ. مَن آمَنَ بالثالوث القدوس استطاع أن يؤمن بالتجسّد الالهي وبيوم العنصرة وحلول الروح القدس، وآمنَ باننا نتبع الهاً واحداً في ثلاثة أقانيم أي ثلاثة أشخاص. مفهوم الشخص باللاهوت الأرثوذكسي مهم جداً، مَن لا يفهم ذلك يجهل كلَّ شيء عن هذا السرّ العظيم. ليسوا ثلاثة عناصر كما قال أحدُهم منذ حين، هم ثلاثة أشخاص والشخص شيء فريد، ممتاز، متميّز. الثالوث القدوس هو الأساس الأول والأخير في ايماننا الأرثوذكسي، نُقيم له الأعياد، نذكره في صلواتِنا باستمرار. نذكر باستمرار في صلواتنا الآب والإبن والروح القدس، فاذن العنصرة عيدٌ عظيمٌ للثالوث القدوس. في كورنثس الثانية الأصحاح السادس: نحن ابناءً لله. بولس الرسول قال: هو روح التبَّني وهو الذي ينادي فيَّ يا أبَّ الآب. تبنّانا، جَعَلَنا أبناءً للآب. في خطاب بطرس الرسول يوم العنصرة،استشهد بيوئيل النبي: سَكَبَ الله روحَه علينا، أفاضَ روحَه علينا فأسكبُ من روحي على بنيكُم وبناتِكم على عبيدي وإيمائي فيتنبأون ويرون رؤى. يجب مراجعة هذا الخطاب الهام جداً. في يوم العنصرة ولِدنا لملكوت السماوات. ما كان للطبيعةِ البشرية أن تتجدد بدون العنصرة. يوحنا الدمشقي قال قولاً جيداً، قال إنَّ يسوع المسيح نزل من السماء فتجسَّدَ وعاش وارتقى الصليب ومات ودُفِن وقام وصعدَ الى السماء وجَلَس عن يمين الآب، هذا مشوارٌ خاصٌ به ولكن بالعنصرة عادَ الينا ثانيةً بواسطة الاسرار. لما كان يسوع على الأرض، كان يعيش معنا وبيننا والى جَوارنا ولكنه لم يكن فينا. يوم العنصرة المجيدة أعادَه الروح القدس الينا فسَكَنَ فينا وصِرنا نحن مسكِناً له بالروح القدس. اثاناسيوس الكبير وباسيليوس الكبير قالا إن الروح القدس يختُمُنا فيطبَع فينا يسوع المسيح ويسوع المسيح هو صورة الله الآب فاذن إذ نشاهد يسوع المطبوع فينا، نشاهد الأصل أي الآب. اذن، في العنصرة طَبعَنا الروح القدس، طَبَع المسيح فينا وشاهدنا الآب. يوحنا فم الذهب يقول أن المعتَمِد حديثاً يُضيءُ أكثر من الشمس خلال يومٍ أو يومين. كلام بولس في 4 من كورنثوس الثانية قوي جداً: الله أشرَقَ في قلوبِنا لإنارة معرفة الله في وجه يسوع المسيح. أشرَقَ الله في قلوبِنا. هل هو شمسٌ فقط، وهل الشمس بشيءٍ يُذكَر بالنسبة لله؟ أليست شمسُ الله أقوى من شمس الفضاء بما لا يُقاس؟ هذه الشمس تسكنُ الآن في قلوبِنا واذا كنا لا نرى هذا النور مشرِقاً فينا كما أشرقَ في المسيح على جبل التجلّي وكما أشرق في آباء قديسين عديدين، فالسبب كما يقول ذياذوخوس فوتيكي هو خطيئتنا. يُطالبنا بإزاحة الخطيئة عن كاهلِنا ليُشرِق هذا النور فينا. يقول غريغوريوس بالاماس: أخذنا في المعمودية نعمة التجلي. نعرف من حياة القديسين أنه أشرَقَ فيهم، أشرقَ قديماً في كثير من الآباء كما استدِلُّ من الفقَرَة 159 من المقالة 26 من كتاب “السُلَّم الى الله”. حياة سمعان اللاهوتي الجديد معروفة، حياة سيرافيم ساروفسكي معروفة، القديس اندراوس الدمشقي اسقف كريت يذكر كيف يظهر الرب يسوع المسيح كنور يخرج منه كبحرٍ لا نهايةَ له. مراجعة هذا النص لبلاماس “الدفاع عن الهدوئيين” مهمة، النصُّ هامُّ جداً. الروح القدس له المجد اتَّخذ منا مسكِناً له وهو الذي يفعلُ فينا كلّ شيءٍ صالح، به نقهَرُ الشهوات، به نقهَرُ الأهواء، به ننتقل من الخضوع للجسد لنُصبحَ روحانيين حقيقيين في الحرب ضد الأهواء والشهوات الجسدية، هو الذي يمُدُّنا بالقوة اللازمة لكي نُخضِع الجسد إخضاعاً تاماً لنُشرِقَ بنوره الالهي وكل شيءٍ في حياة المؤمن. في 12 من كورنثوس الأولى: بهِ نعتَرف بيسوع ربّاً. ولذلك قال القديسان الآثوسيان كاليستوس واغناطيوس: إن صلاة يسوع ربي والهي يسوع المسيح يا ابن الله إرحمني انا الخاطىء هي صلاة ثالوثية نقول فيها أن يسوع ربَّنا، هذا كلامٌ بالروح القدس ونذكر يسوع المسيح ونذكر الله، فهو ابن الله. فلذلك في كل صلاة نذكر الثالوث القدوس. اما ايسيخيوس في دير العلّيقة في سيناء قال في مئويته الأولى 1: 97 أن صلاة يسوع المسيح هي مناولة. حين اتناول القربان أتناوله في لحظات، أما صلاة يسوع فمبدئياً يجب أن تكون على فم كل ارثوذكسي ولذلك فهي مناولةٌ دائمة، هي استمرارٌ لمناولة القربان ليبقى القربانُ حيّاً فينا طوال الليل والنهار. الأرثوذكسية هي ديانة العمق، ديانةُ الباطن الداخلي، ديانة القلب الخفيّ العبارة من بطرس الرسول، هي انسانُ القلبِ الخقيُّ. الروح القدس عمَّق جداً حياةَ الإنسان. الرب يسوع قال: المولود من الجسدِ جسَدٌ هو، والمولودُ من الروحِ روحٌ هو. (الأصحاح 3 من يوحنا). وقال في 6 :63 من يوحنا: الجسد لا يُجدي نفعاً، الروحُ هو الذي يُحيي. لبولس الرسول تعليقات واسعة على الحرب الدائرة بين الروح والجسد وتركيزٌ واسع على الروح، على ضرورة قمع أهواء الجسد. المسيحية من هذه الناحية ركَّزت تركيزاً واسعاً على الروح ويسوع نفسه قال للسامرية في الفصل 4 من إنجيل يوحن: الله روحٌ. الذين يسجدونَ له ينيغي أن يسجِدوا بالروح والحق، والآب يطلب مثل هؤلاء الساجدين الذين يسجدون له بالروحِ والحق لا في هيكل اورشليم ولا في جبل جرزيم في نابلس. السجود الحقيقي هو في الروحِ والحق والروح والروح القدس، والحق هو يسوع المسيح. الروح القدس في يوم العنصرة أسس ديانةً جديدةً تختلف جذرياً عن الديانة اليهودية. ديانة اليهود مركَّزة على الهيكل وأتوا فلسطين ليقيموا الهيكل ولن يُقام الى أبد الآبدين، اما عبادة المسيحيين فهي في الروح القدس وفي يسوع المسيح. حيِّزُنا الطبيعي هو يسوع والروح القدس وعبادتنا للآب هي عبادةً روحية. العبادة اليهودية والشكلية الخارجية والذبائح، كل هذا طواه الزمان، طواه التاريخ الى أبد الآبدين. العبادة الحقيقية اليوم هي العبادة المسيحية التي تحفُر عميقاً في الإنسان الباطن بالداخل الخفي لكي يُصبحَ الإنسانُ نوراً من نورِ الله. ألم يقل يسوع لتلاميذه انتم نورُ العالم؟ فنحن أنوارٌ من نوره الالهي. طبعاً أنوارٌ بالنعمة فقط ولسنا يسوع بالذات، نحن مطبوعون بيسوع ولكن يسوع الهٌ بالطبيعة والجوهر. نحن آلهة بنعمته الالهية. هذه النعمة الالهية التي أخذناها يوم العنصرة تجعلُ منا كبَشَر، آلهةً بالنعمة. في يوم العنصرة المجيدة اعتَمَدَ الرسل فسَكَن فيهم الروح القدس وجَعَلهم آلهةً بالنعمة وجَعَلَ نعمةَ التجلّي قائمةً فينا. في يوم المعمودية نأخذ نعمة التجلّي أي نعمة التألّه. بالاماس يقول أننا اليوم مؤلَّفون من ثلاثة عناصر: النعمة الالهية وروحنا البشرية وجسدنا البشري. صارت النعمة الالهية في المعمود جزءاً لا يتجزأ من شخصِه. هذا امر هام جداً. ولذلك كما نرى في افسُس وكولوسي ورسالة يوحنا الإنجيلي نحن منذ الآن موجودون عن يمينِ الآب في يسوع المسيح الجالس عن يمين الآب. ألم يقل بولس في كولوسي: صَعِدنا معَه وحياتنا مَخفية بالله، في يسوع المسيح ومتى ظهَرَ يسوع حياتُنا، فسنظهر معَه في المجد ومثل هذا في رسالة يوحنا. الروح القدس حوَّلنا من ترابيّين الى سماويّين. لولا العنصرة لكانَ مصير كلُّ إنسانٍ في العالم في الجحيم. العنصرة نقَلَتنا من الأرض الى السماء ومن الموتِ الى الحياة. سكَنَ الروح القدس فينا فصِرنا أناساً متألهين، أخذنا نعمة التأله، نعمة التجلّي. فاذا الآن كنا منطفئين، هذا بسبب قباحاتِنا وجرائمنا على خطايانا ولكنَّ النعمة قائمةٌ فينا. ما المطلوب؟ المطلوب هو أن ندوس الشهوات. بولس الرسول في رومية 8 واضح، محبة الجسد عداوة لله وكل الذين يتعلّقون بالجسد وبشهوات الجسد وأعمال الجسد وشؤون الجسد، يرتكبونَ زلَّةً كبيرة، يصيرون أعداء لله. سَيطِرْ على جسَدِكَ بالروح القدس فيثبُت الروح القدس فيك ولذلك الجهاد الروحي هو نصيرُ الإنسان. حتى الصلاة في بولس الرسول هي حربٌ كما في رومية الفصل 15 الآية 30 : كلُّ شيءٍ بعد المعمودية هو في الروح القدس. الروح القدس هو المحرِّك الأساسي لحياة الإنسان المسيحي ولذلك المعتَمِد حقيقةً، المؤمن من كل قلبه بعدَ المعمودية لا يعيشُ لذاتِه بل يعيش للروح القدس، ليسوع المسيح ويشكرُ الآبَ دائماً في يسوع المسيح. حياتُنا ثالوثية تقوم على الايمان بالآب والإبن والروح القدس. الروح القدس يجعَلُنا آنيةً للإبن وبالأبن نَصِل الى الآب. يسوع المسيح في يوم العنصرة خَلَقَنا خلقةً جديدةً. دخلَ الى كيانِنا ككيانٍ آخر يمتصُّ مع الزمَن انساني الساقط لأتحوَّل من إنسانٍ تحت الخطيئة الى إنسانٍ حرّ في يسوع المسيح. في يوم العنصرة، الثالوث القدوس حرَّرَني من سلطان الجسد، حرَّر أعضائي من سلطان الجسد لتُصبح اعضاء يسوع المسيح. الروح القدس يصنع العجائب في هذا الكون. الروح القدس هو حياتُنا, الروح القدس يُنزِل المسيح الينا، الروح القدس يحوِّل الخمر الى جسد ودم الرب اتناولهما فأمتزج بجسد يسوع ودمه، وأمتلىء من الروح القدس الحالّ في هذا الجسد وفي هذا الدم. آه، ربي يسوع المسيح ما هذه الديانة التي سنَنتها لنا، كلُّها عجائب ومعجِزات، كلُّها آيات سماويات لا أستطيع أن أُدرِكَها بعقلي وفهمي، ولكنني اؤمن بها لأنها ديانةٌ للإنسان لتُبَدِّلَه تبديلاً كاملاً وتنقُلَه من واقِعه الأرضي الترابي فيصير إنساناً سماوياً. هذا الجسد الترابي سيُبدِّله الروح القدس يومَ يُقيمُه جسداً روحانياً بلا فساد، سماوياً يتلألأ بالمجد الالهي ويعيش عند يسوع المسيح. ما هذه الديانة العجيبة الغريبة التي تجعل البشر على الأرض ملائكةً في أجساد؟ هذه الديانة التي تطلبُ الى الإنسان أن يتخلص من ذاتِه ليصيرَ مسيحاً منسوخاً عن يسوع المسيح لنُصبح فوتوكوبيات عن يسوع المسيح، وهل هذا من المعقول؟ بقوَّتي الذاتية، انا ابنٌ للجحيم ولكن الروح القدس هو الذي يرفَعُني من رتبة الحيوان الساقط المهترىء الى رُتبةٍ ملائكية. حلولِ يوم العنصرة خالد. يوحنا فم الذهب قال: بعد العنصرة كل الزمان صار عنصرة. فلذلك، ليست العنصرة عيداً عابراً وحَدَثاً عابراً، هي حدثٌ مستمرٌّ في التاريخ. كلَّما عمَّدنا طفلٌ جَدَّدنا العنصرة، كلّما حلَّ الروح القدس على الخبزِ والخمر جَدَّدنا العنصرة ، كلّما كلَّلنا شاباً وفتاةً بإسم الآب والإبن والروح القدس حلَّ الروح القدس وحلَّت العنصرة، كلَّما ختَمنا إنساناً بالميرون المقدس كانت عنصَرَتُه. نبارك كلَّ شيء بالروح القدس. نبارك البيوت بالروح القدس، ندري كلَّ شيءٍ بالروح القدس. الروح القدس هو حياةُ الأرثوذكسية، ألهَمَ الأنبياء وألهَمَ الرُسل وألهَمَ الآباء القديسين الذين اورثونا المجامع السبع المسكونية والايمان الأرثوذكسي القويم وحَفِظوا ويَحفظونَه. مَن يحفظ الايمان الأرثوذكسي؟ الفصل 1 :14 من تيموثاوس الثاني: نحفَظهُ بالروحِ القدس الساكن فينا. الروح القدس هو كل شيء في حياة المؤمنين ولذلك فالأرثوذكسية تركِّزُ كثيراً على الروح القدس. أخذَ الغربُ المسيحي ينتبه الى هذا النقص في حياتِه فهناكَ اليومَ فيهِ مَن يُنادون بالعودة الى الروحِ القدس. الروح القدس حياةٌ للمؤمنين، هو الذي يُقدِّسنا ويباركنا ويبَرِّرنا، هو مُعزّينا، هو شفيعنا لدى الآب، هو الكل في الكل في حياتنا. فيا ايها الآب القدوس ويا ايها الإبن القدوس ويا أيها الروح القدُس القدوس، إحفظ عبيدك المؤمنين في كلِّ الأرض وكُنْ دائماً حاضراً في حياة المؤمنين لتَسكُبَ في قلوبِهم كلَّ أنوارِكَ الالهية، كلَّ مجدِك. فارفع شأنَهم، قدِّسهم وبارِكهم واجعَلْهم مساكنَ لكَ وأعطِهم أن يُمجِّدوكَ ويُسبِّحوكَ ويُعظِّموكَ ويشكروك وأن يعيشوا لكَ كلَّ أيامِ حياتِهم تائبينَ، نادمينَ، خاشعين، مُصلّينَ، مبتهلين، ناجين من التجارب الشيطانية ومن مكايد إبليس الشريرة. ايها الآب القدوس، ارسِل روحُك القدوس الى عبيدِكَ المؤمنينَ أجمعين في مشارق الأرض ومغاربها وباركهم وقدِّسهم أجمعين وقدِّس كلَّ الذين يلتمسونَكَ. خلِّص الأهل والأصحاب والمعارِف وكل الذين يلتمسونَك. ايها الثالوث القدوس إرحَمنا، ايها الثالوث القدوس إرحَمنا ، ايها الثالوث القدوس إرحَمنا. لك المجد والكرامة والسجود والعبادة والتهليل والتعظيم والتكبير الى أبدِ الآبدين ودهر الداهرين. آمين.
حاشية: راجع كرّاسة العنصرة بقَلَم الدكتور عدنان طرابلسي في المنشورات الأرثوذكسية.