الايقونات
بقلم المعلم الانطاكي
الشماس اسبيرو جبور
في 16 تشرين الاول عام 787 كان عيد المجمع السابع المسكوني الذي قرّر إكرام الايقونات.
المجامع السبع المسكونية الاولى هي دعامة كبرى للايمان المسيحي في الغرب والشرق، وهذا المجمع حيّد المجامع السابقة واعترف بها، وكل ذلك فالمجامع السبع هي مجامع قانونية لدى روما والكنائس الشرقية، وهي الى حدّ بعيد وضعت الخطوط الرئيسية للايمان المسيحي، وثبّتت عقيدة الثالوث القدوس وعقيدة التجسد الالهي بتفرّعاتها أي يسوع أقنوم واحد في طبيعتين ومشيئتين، وثبتت إكرام الايقونات الذي هو جزءٌ أساسيٌ في عقيدة التجسّد الالهي كما سنرى.
والكنيسة تحمّلت كثيراً في سبيل انجاح المجمع الذي شاهد مقاومات ومساومات كثيرة ومؤامرات عديدة، إلا ان الكنيسة انفصلت في المجمع السابع المسكوني في 12/487.
وفي العام 843 احرق الامبراطور تيودورا الايقوانات نهائياً وختمت بذلك حرب الايقونات، وكان قد اعتلى عرش روما بطريركان سوريان هما غريغوريوس الثاني وغريغوريوس الثالث وان يدع الايقونات فريداً حاسماً. نشأت حرب الايقونات في دمشق في العام 723، الدكتور خالد رستم يراوح بين يهوديين المسؤولية هذه الحرب، إما كان اليهودي من اللاذقية وإما كان من طبريا، والارجح ان يكون من طبريا لان طبريا في القرن الثامن كانت هي المركز اليهودي العالمي للعلوم اليهودية والحاخامين الكبار، وكانت ترسل عناصرها الى هناك، واندسّ يهودي في عهد الملك وقال له انه قرأ في التوراة ان عمره سيطول ان حطّم الايقونات لان المسيحيين يعبدون بها الاصنام.
وكان يزيد بن عبد الملك قد خلف ابن عمّه عمر بن عبد العزيز في الخلافة، وكان عمر بن عبد العزيز تولّى الخلافة بعد سليمان بن عبد الملك، في الاساس مروان بن الحكم كتب الخلافة لولديه عبد الملك وعبد العزيز ولكنّ عبد الملك حصرها لأولاده وحرم منها أولاد عمّه، إلا ان طارءاً يسمى استثناءاً في الحياة فكان سليمان بن عبد الملك على فراش الموت قد يخلف الخلافة لابن عمه عمر بن عبد العزيز الوفي التقي، بينما يزيدٌ خليعٌ سكّير، فكان عمر بن عبد العزيز رجلٌ فاضلٌ وصديقاً حميماً للقديس يوحنا الدمشقي. وآخر ما قرأت للمستشرقين هو انه كان وزير الحربية ووزير المالية ووزير البحرية وامين سرّ عمر بن عبد العزيز. وفي كتاب سمعان العامودي لائحة بمراجع عديدة تذكر انه مات في دير مار سمعان العامودي في مغارة النعمان، وكتاب عمر بن عبد العزيز فيه الدليل القاطع انه كان صديقاً ليوحنا الدمشقي والرهبان ومات في الدير ودفن في الدير، وكاتب تاريخ مغارة النعمان سليم الجندي قيّد في الاوراق بأنه دفن في دير مار سمعان العامودي، وهذا هو الرأي الارجح جداً وما زال قبره في مغارة النعمان. ولذلك لا صحّة بأن اختلف مع عمر بن عبد العزيز، ولكن عمر بن عبد العزيز لم يكن ذا علاقات جيدة مع اليهود، اليهود هو الذين دسّوا هذه الانباء والمستشرقون اليهود غالباً هم الذين دسوّا الانباء عن عمر بن عبد العزيز ونسبوا ما نسب الى جدّه عمر بن الخطاب من تدابير ضد المسيحيين، فلا عمر بن الخطاب ولا عمر بن عبد العزيز اخذوا هذه التدابير ضد المسيحيين هي مزوّرات لاحقة. في كتاب عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل نفت كلّ هذه الانباء جميعاً.
فبدأت المعركة في دمشق، فلذلك يوحنا الدمشقي ترك دمشق غالباً في العهد الجديد في عهد هشام بن عبد الملك، وفي آخر ما طالعت عن هشام بن عبد الملك انه كان من أصدقاء اليهود وكتابات اليهودية تعزّزه كثيراً جداً، ولذلك كتبت بين شهر العسل بين الدمشقي والامويين زاد مع اختفاء الايقونات، ونفي ثيودوروس اخو يوحنا الدمشقي في عهد هشام على عمق بادية الشام وأتى يوحنا من دير مار سابا في فلسطين الى دمشق وأخذ معه استيفانوس ورهبّه وربّاه على يديه فصار مثله مرنّما كبيراً.
اليهودي ايضاً وقف وراء الحرب في القسطنطينية في العهد 626 في عهد الامبراطور الاول، وهذا ما اثبتّه في كتاباتي عن المجمع السابع والايقونات في محاضرة ألقيتها في 20 تشرين الاول في دمشق اثناء الاحتفال بمرور 12عاماً على انعقاد المجمع السابع المسكوني اي في العام 1987 الذي نظّمته وزارة الاعلام السورية وفي كتابي دمشق لاهوتي الايقونات.
وطلبت الموضوع في القسطنطينية لاصلاحات قانونية واصلاحات اقتصادية وسرقت الاديرة ونهبت الاديرة وحرقت الايقونات وسرقت الايقونات وقام يوحنا الدمشقي بالدفاع عن الايقونات وهو في دير ما سمعان، لذلك قصة قطع يده غير واردة لانه غادر القصر قبل اندلاع الحرب في القسطنطينية في العام 726، ويوحنا الدمشقي سليل بيت عريق أصله عربي ولكنه ليس من بين تغلب كما يقول البعض ذوي الطبيعة الموحدة، فهو ليس من تغلب بل دمشقي وأبوه وربما جدّه وجد جده ووالد جده وهو ارثوذكس إصحاح، جدّه وقف ضدّ الملك هرقل في عقيدة الفعل الواحد والمشيئة الواحدة وهو يوحنا أي دافع عن الايمان الرثوذكسي بقوة جبارة وما زالت كتاباته حتى اليوم هي المرجع في الدفاع عن الايقونات، وكتابه في الايمان الرثوذكسي مرجع لاهوتي رقم1، ولا نعرف اسم قبيلته العربية لانه وابيه وجده وجد ابيه ارثوذكس وليس لدينا شجرة النسب انما هم ارثوذكس وما كانوا اصحاب الطبيعة الواحدة ولا المشيئة الواحدة.
المجمع السابع اخذ بتعاليم يوحنا الدمشقي، وورد فيه بطاركة الاسكندرية وانطاكيا واورشليم كممثلين لتعاليم يوحنا الدمشقي والبطل في المجمع بتبني المجمع صيغته في اكرام الايقونات، ولم يقبل المجمع صيغة رئيس المجمع بطريرك القسطنطينية، وهذا دليل كبير على ان اللاهوت الارثوذكسي الكاثوليكي كان في سوريا لا في القسطنطينية، سوريا هي التي تولّت زعامة اللاهوت بعد كيرلوس الاسكندري وانتقلت الزعامة الى بلادنا وظهر المشاهير في بلادنا ومكسيموس المعترف ويوحنا الدمشقي أشهر من نار على علم، في العالمين الارثوذكسي والكاثوليكي.
ما هو المنطلق في عقيدة إكرام الايقونات، تاريخياً ذكر الصادق القيصري انه رأى ايقونات للرسل وانه شاهد تمثالاً في قيصرية فيليبوس ايضاً جنب جبل الشيخ للرب يسوع المسيح أقامته هارقة الدم اكراما له، وفي الديار ظهرت صور عديدة وليست الايقونة من ابتداع متأخّر. والمنديل الشريف مشهور، وهناك من اعترض على قدمه وصحة نسبته الى وجه يسوع المسيح، إن صحّ هذا أو إن لم يصحّ فالمنديل قديم جداً، هناك تواريخ على ان الرب يسوع المسيح أرسله مع رسالة الى ملك قرأها الابجر ورأى مدينة شمال سوريا الحالية في الارض التي اعتصبتها تركيا من سوريا ورع مدينة مشهورة في التاريخ القديم، والمنديل قديم وهو دليل قديم على ان الايقونات استعملت في التاريخ، لا مجال في صحة تاريخه ولا في صحته هذا لمراجع البحث لا للمقالات ولكنه قديم جداً، والحرب على الايقونات اخذ طابعاً عقائدياً فالارثوذكس قالوا أننا لا نسجد للخشب والالوان بل نسجد للشخص المرسوم على الايقونات، هذا الكلام ينتسب الى باسيليوس الكبير الاحترام يعود الى الشخص، وذكر المؤيّدون ان التجسّد الالهي يسمح برسم صور لربنا يسوع المسيح لانه تجسّد وصار انساناً وصار من الممكن ان نصوّره، لا نستطيع تصوير الروح القدوس الذي لا تستطيع الملائكة ان تعاينه ولا اجناس البشر ان تنظره ولكن نستطيع ان نصوّر الرب يسوع المسيح الذي تجسد وصار انساناً، ولذلك ربط المؤمنون الايقونات بالتجسد الالهي.
الخصوم قالوا إن سجدنا للايقونة لمن نسجد؟ هل نسجد للطبيعة البشرية؟ أنكون من اصحاب الطبيعة الواحدة البشرية؟ هل نسجد للطبيعة الالهية الغير المنظورة فنكون من اصحاب الطبيعة الواحدة الالهية؟ وهكذا ربطوا البحث بعقيدة الطبيعتين ولكن في الحالتين اتهمونا بأننا من اصحاب الطبيعة الواحدة، نحن لسنا من اصحاب الطبيعة الواحدة نحن نسجد لشخص صاحب الايقونة، نرسم ايقونة لربنا يسوع المسيح فنسجد للشخص ربنا يسوع المسيح، والايقونة ليست شخص ربنا يسوع المسيح، شخص ربنا يسوع المسيح هو الاقنوم الثاني من الثالوث القدوس المتجسّد، وهو الاقنوم الثاني الذي تجسّد وصار انساناً وهو الاله الانسان فنحن نسجد للاله الانسان، أي للشخص الاله المتجسد أي ربنا يسوع المسيح والاله الانسان، فإذاً نحن الآن نجسد لا للخشب والالوان والرسوم بل نحن نجسد ليسوع المسيح ونكرّم الايقونة لانها هي صورة ربنا يسوع المسيح، هذه النقطة تحتاج الى توضيح، نحن نؤمن بأن الثالوث القدوس هم ثلاثة اشخاص أي ثلاثة أقانيم: الاله الواحد نؤمن به لانه ثالوث قدوس، أي إله واحد في ثلاثة أقانيم.
اللاهوت الثالوثي يقوم على الايمان بالثالوث، نحن نؤمن بالاله الواحد ولكن إلهنا ثالوثٌ: ثلاثة اشخاص، وهذا سرّ إلهيّ شرحته في كتابي “الله في اللاهوت المسيحي” وبعضه في “سرّ التدبير” وبعضه في كتابي الآخر “التجليات في دستور الايمان”.
التركيز إذا على الثالوث القدوس، وفي التجسد الالهي نركّز على الشخص الواحد أي الاقنوم الواحد ربنا يسوع المسيح اقنوم واحد في طبيعتين، أي شخص واحد في طبيعتين العبارة هي للقديس غريغوريوس اللاهوتي العظيم وابو اللاهوت في الاقباط، اخذ بنا مجمع القسطنطينية عام 448 واخذ بنا المجمع الخلقدوني أي المسكوني الرابع، ودخل في الاستعمال المسيحي حتى يومنا هذا شخص واحد في طبيعتين طبيعة بشرية وطبيعة إلهية، فنحن نسجد لشخص يسوع المسيح الاله الانسان وفي اليونانيون يفرّقون بين الالفاظ وهناك لفظة تدل على العبادة أي نسجد سجوداً فيه عبادة، نحن لا نسجد هذا السجود نحن نسجد سجود الاكرام والاحترام، فلذلك ليس من وثنية في اكرامنا للايقونات كما يزهد البعض ويتهمنا اليهود، نحن نكرّم الايقونات. وتكريم الايقونات كان أمراً هاماً في الكنيسة، فلذلك أقاموا الحرب ضدّ الايقونات بشجاعة وبطولة وسقط الشهداء وكانت حرباً ضارية ضدّ الكنيسة والكنيسة تشبّثت بإكرام الايقونات لأن رفض هذا الاكرام يؤدي الى نتائج وخيمة في الايمان المسيحي، نحن نؤمن ان يسوع المسيح تجسّد وصار انساناً مثلنا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة، ولذلك اتى أرضنا ومسّ ارضنا وصار قريباً منّا وحلّ بيننا وصار واحداً منا. فكلّ إنقاص لهذه الحقيقة يؤدي الى خطر، فان رفضنا الايقونات نرفض التجلي الالهي على الارض، الله ظهر على الارض ولذلك الذين رفضوا الايقونات رفضوا الاسرار، فاكرام الايقونات جزء لا يتجّزأ من الاسرار الالهية، أي اننا نؤمن ان النعمة الالهية تتجلى في المدح. فالمسيح على جبل ثابور تجلى وظهر النور من جسده ومن ثيابه وصارت ثيابه برّاقة بيضاء أكثر من الثلج أكثر من أي ثوب آخر، هذا النور الذي ظهر على ثيابه دليل قاطع على ان النور الالهي صار بسبب التجسد الالهي قابل ان يظهر في المادة. ويوم ميلاد المسيح ظهر النور حول الرعاة، وبولس على طريق دمشق ظهر النور حوله وحول أصحابه، فبتجسّد الرب يسوع المسيح صار من الممكن ان يظهر النور في المادة، ولذلك نؤمن بأن الروح القدس يحل في المعمودية ليعمّد الناس ليلدهم في المسيح، المعمودية هي الميلاد الثاني، كلّ العهد الجديد واضح هي ميلاد من فوق وفي الميلاد الثاني في طيطوس في رومية وفي كل العهد الجديد، في غلاطية “انتم الذين بالمسيح اعتمدتم المسيح قد لبستم”، في رومية 13، نحن نلبس المسيح ونحن ولدنا من المسيح بالروح القدس ننادي الآب: “يا أبّ الآب” في رومية 15 وفي غلاطية 4/6، نحن اولاد الله بالتبنّي وروح التبني ساكن فينا ونحن الذين ننادي الآب: “يا أبّ الآب”، وفي بولس الرسول نحن جسد واعضاء في جسد المسيح ونحن جسد المسيح.
فهل هذا الكلام مجازيّ؟ أين المجاز في هذا الكلام؟
رومية واضحة، ولدنا من آدم للموت ولدنا بالمسيح للحياة الابدية فهي ولادة حقيقية، جميعنا أعضاء في جسد المسيح، فهل هذا نظري؟ كلام بولس الرسول كلام نظري؟ الكلام حقيقي يؤخذ بمعناه الحقيقي، وفي سرّ القربان المقدس في العهد الجديد واضح الخبز هو جسد الرب والخمر هو دم الرب ، وفي الفصل 6 من يوحنا قال ان جسد المسيح حقاً هو مأكل ودمه هو حقاً نشربه، حقاً هي ضدّ المعنى المجازي، هذا يعني انه حقيقة جسد الرب ودمه، وبالميرون ننال الروح القدس والروح القدس يشتغل فينا ونحن هياكل لله، إن كان الجوهر الالهي تحل فينا ونعمة الروح تعمل فينا ونعمته هي نور مشرق له المجد. في كورنثوس الثانية الفصل4 النص واضح الله اشرق في قلوبنا النور يسكن في قلوبنا، فكلام يوحنا فم الذهب واضح النور سكن في قلوبنا، رسالة بطرس الثانية واضحة كوكب الصبح يسوع المسيح يشع في قلوبنا. ها هو هوية التجسد الالهي أن يسوع أخذ جسدنا أخذنا نحن، وكل العهد الجديد يدل على اننا صرنا شركاء في الجسد، أفسس 3/6 الاشراك الفعلي الحقيقي في جسد الرب يسوع المسيح أي صرنا ويسوع المسيح جسداً واحداً. الالفاظ اليونانية في رومية 6 قوية جداً نحن ويسوع غرفة واحدة، نحن وآلامه وقيامته وصليبه وكلّ شيء في العهد الجديد شيء واحد نحنا صرنا وإياه واحداً هذا هو التجسد الإلهي.
والتجسد الالهي ما هو؟ هو تنازل واتحد بالانسان، واتحد بالانسان لماذا؟ لماذا صار إنساناً؟ لنتّحد به، لذلك في العنصرة المجيدة فالروح القدس له المجد حلّ فينا، وماذا فعل؟ ولدنا في المسيح، العنصرة هي امتداد للتجسد الالهي، فالتجسد الالهي وقع مرة في التاريخ ولكنه ممتد في التاريخ الى الابد، فالجسد الالهي أمر مهمّ جداً يجب ان ننتبه اليه، ولذلك فالكنيسة قالت منذ القرن الثاني مع اليماوس صار الاله انساناً ليصير الانسان إلهاً، وهذا كلامٌ ردّده الآباء جميعاً. فالكنيسة تستعمل باستمرار الخبز جسد الرب والخمر دم الرب، وكلّ الكنائس القديمة تؤمن بالاسرار الالهية وهي الاقرب الى الرسل، أما المماحكاة بعد العهد الرسولي ومن ثم المهم وما تسلّمته الكنيسة من الرسل المناولة والايمان بان الخبز هو جسد الرب والخمر هي دم الرب والمعمودية هي الميلاد الثاني والميرون هو ختم الروح القدس، هذه الحقيقة الثابتة لدى الارثوذكس وروما والسريان والارمن والاقباط …. هي الحقيقة التاريخية الممتدة من عهد الرسل الى يومنا هذا وكل ما جاء خلال ذلك هو مماحكاة، وبولس الرسول لفت أنظارنا الى خطر المماحكاة، ولذلك الايمان بالاسرار المقدسة يؤيّد ايماننا باكرام الايقونات، المادة تقدست بربنا يسوع المسيح، ثياب الرب يسوع صنعت العجائب، طيف بطرس كان يشفي الناس، محارم بولس كانت تشفي الناس، فإذا النعمة الالهية النور الالهي يبارك الاشياء المادية، فتجسد يسوع المسيح له المجد الكون تمجّد برمّته، فدم يسوع المسيح سقط على الجلجلة وقدّس الحجر وقدّس الارض برمتها، سار في ارض فلسطين فقدّس الارض الذي سار عليها، اعتمد في الاردن فقدّس المياه، بارك الخبزات السبع فاطعم منها اربعة آلاف، بارك سمكتين فاطعم خمسة آلاف رجل عدا النساء والرجال والاولاد وشبعوا جميعاً وفَضُلَ منها، وامر تلاميذه ان يجمعوا الكسرلانه هذه الكسر تباركت كي لا ترمى على الارض، وهو نفسه قال لا تعطوا المقدسات للكلاب فهذا الخبز المبارك لا يطأ الارض. عدا عن ذلك خدمة الاجتماع كانت مرسومة الفصل 25 من الخروج واضح وهيكل سليمان كان مرسوما فيه كاروبيم، الفصل6 من سفر الملوك الاول واضح وتابوت العهد المكرّم عند اليهود اكراماً هائلاً، ماذا كان؟ تابوت، وماذا فيه؟ لوحا الحجر وجرة المن وعصا هارون. وفي المزامير والعهد القديم تكريم لهيكل الملك سليمان وهو مكرّمٌ جدا لبيت ينبغي التقديس على مدى الايام، وفي الانجيل نفسه وصفه الرب يسوع المسيح مسكن الله، وفي تدشينه على يد سليمان حل فيه مجد الله فها هو المجد يحلّ في هيكل سليمان والمجد الالهي وفي خيمة الاجتماع كذلك، وهذه هكلّها رموز أما في الحقيقة هي الكنيسة، الكنيسة هي هيكل سليمان واهم من خيمة الاجتماع، فالكنيسة هي جسد المسيح، الرب يسوع قال للسامرية في الفصل الرابع من انجيل يوحنا: ستأتي ساعة فيها تسجدون فيها لا في اورشليم ولا في هذا الجبل بل يسجد الساجدون الحقيقيون للآب للروح والحق، القديس غريغوريوس اللاهوتي العظيم قال: الروح والروح القدس والحق هو يسوع المسيح أي يسوع المسيح له المجد والروح القدس صارا هكلنا الذي نسجد فيه للآب، ويسوع قال انقضوا هذا الهيكل وانا أقيمه في ثلاثة ايام، أي جسد يسوع هو هكيلنا، جسد يسوع هو هيكل وهو هيكلنا وهو الذي كما قال بولس في أثينا: فيه نحيا ونتحرك ونوجد هو حيّزنا الطبيعي، فيه نجسد للآب بالروح القدس، عبادنا إذاً هي عبادة في الابن والروح القدس، هو جسد يسوع وهو مخلّصنا، والكنيسة هي جسد يسوع المسيح.
الرموز كانت في العهد القديم، رسالة بولس الى العبرانيين في الاصحاحات 8و9و10 خاصة كل العهد القديم رموز للعهد الجديد، ففي العهد الجديد هو عهد الحقيقة وانتهى عهد الرموز، فالتمثيل الرمزي والتفسير المجازي لم يعد ممكنا في العهد الجديد، في العهد الجديد ظهرت الحقيقة، ماذا قال يوحنا الانجيلي: الناموس بالناموس سأعطي اما النعمة والحق فبيسوع المسيح، النعمة والحق بيسوع ابن النعمة والحق حققنا الحقيقة في يسوع المسيح وانتهت الرموز الى الابد.
ولذلك فالتركيز على الصليب لمغفرة الخطايا فقط هذا لا يكفي، في دستور الايمان نقول الذي من اجلنا نحن البشر ومن اجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وتأنّس أي صار انسانا الذي من اجلنا نحن البشر، من أجلنا؟ آه عملية الخلاص ليست فقط بدم المسيح فقط ، يسوع المسيح تجسد أي صار انساناً ولكن لماذا؟ ليجمعني بالله، يسوع مات على الصليب من اجل خطاياي واكتفى بذلك، وبولس برسالته الى العبرانيين كلمة التكفير لا تعني فقط التكفير بدم المسيح، تعني التكفير والفوز بالآخر ايضاً.
التطهير بدم المسيح مهم جداً ولكن ماذا بعد ذلك؟ بعد ذلك الحياة مع المسيح بالالم، فيسوع له المجد اتحد لاهوته بناسوته، لماذا؟ لكي أنا اتّحد بنعمته الالهية، طبيعته البشرية امتلأت بالأنوار الثالوث القدوس، هل هو بحاجة لذلك؟ فقد صنع ذلك من اجلي انا، بطبيعة الحال اتحاد طبيعته البشرية بطبيعته اللاهوتية تؤدي بصورة آلية الى امتلائها بأنوار الروح القدس وكلّه صار من اجلي لانه تجسد من اجلي، لماذا ارسله الآب الى العالم؟ لماذا اتى الى هذا العالم؟ أتى من اجلي، فطبيعته التبشرية المتحدة باللاهوت انقذتني، يجب التركيز على سرّ التدبير الالهي على اتحاد الاله بالانسان والانسان بالاله، وما اتحفنا من خير للبشر، في يسوع المسيح اتحدنا بالالوهة بالنعمة الالهية طبعاً لا بالجوهر، لا نستيطع ان نتّحد بالجوهر ولكن اتحاد الطبيعتين في يسوع المسيح كان لاجلنا، المرحلة المستحيلة هي مرحلة التجسّد الالهي، كيف يصير الاله انساناً؟ هذا افظع المستحيلات ولكن ليس من مستحيل لدى الله، ومع ذلك ركب يسوع بحر المخاطر هذا من اجلي ولذلك يجب التركيز على الفوائد المستمدة من اتحاد الطبيعة البشرية بالطبيعة الالهية وهذا كان لاجلي ولاجل كلّ انسان، هل يستطيع ان نأخذ يسوع المسيح الى قطع، يجب ان نأخذه ككل، منذ يوم الحبل به أي يوم البشارة الى جلوسه عن يمين الآب، فان قطعنا يسوع بهذه الطريقة فهو تضييع لعقائد الايمان يجب ان نبدأ بالتجسد الالهي، ونعلم ان اتحاد الطبيعة البشرية بالطبيعة الالهية في شخص يسوع المسيح مورد نِعَم لا نهاية له، غسلنا بدمه الطاهر على الصليب لكي نصير آلهة بالنعمة، يسوع والاقنوم الغير المخلوق وأنا الاقنوم المخلوق على صورته له المجد، جاء وحملني مثل الخروف على منكبيه، من هما منكباه والطبيعتان الالهية والبشرية؟ ولذلك الطبيعة برمّتها نالت التقديس بمجيء ربنا يسوع المسيح.
لمس الارض فلذلك تجدّد كلّ الاشياء، موسى وايليا بهرهما بالمجد في جبل التجلي كما حلّ المجد في جسد ايليا الحيّ، وهذا المجد الذي ظهر في جبل التجلي كما ولامس الارض، بطرس الرسول في رسالته الثانية يسمي جبل التجلي هو جبل مقدّس، وهو مقدّس أكثر من سيناء، ولما ظهر الله في العليقة وهذا رمز ولكن أما كان المكان مقدساً فأمر موسى بأن يخلع الحذاء لان المكان مقدّس؟ هذا التنزيه لله عن ملامسة المادة لا يتفق مع تجسّد يسوع الالهي، اليهود يشتموننا بسبب التجسد الالهي، ونحن نقول بالتجسد الالهي وبآثاره الالهية، التجسد الالهي مستمر في المعمودية والمناولة، فرفض الايقونات ورفض الاسرار السبع وفي النهاية رفضٌ لتقديس المادة، فإن ليسوع المسيح جسد بشري كامل. ففي ايام الرسل وبعدها ظهرت هرطقة الظاهريين الذين يعتبرون ان التجسد كان ظاهرياً، فهذا التنزيه لشرف ربنا يسوع المسيح ليس من هرطقة الظاهريين ولكن هناك شيء من الشبه ويجب ان نقبل التجسد برمته، والله ظهر في الجسد، وبما انه ظهر في الجسد فإذاً فقد قدّس الجسد وقدّس المادة وقدّس العالم، نزل الى الارض فقدّسها، اعتمدت الاردن فقدّس الماء، نزل دمه على صخر الجلجلة فقدّس الارض برمتها، فحفر المسيح للايمان لا يكفي، لو كان الايمان وحده يكفي فما كان من حاجة للتجسد الالهي، لماذا تجسد الرب يسوع المسيح؟ تجسد الرب يسوع المسيح ليحملني على منكبيه ليضمّني اليه ليجعلني مقيماً فيه. في انجيل يوحنا العبارات عن استكبارنا بيسوع واستكبار يسوع فينا عديدة، كيف يستكبر فينا؟ فقط بألوهته ان يستكبر فينا بدون فصل بين الطبيعتين.
فنحن نؤمن بأن يسوع إله وانسان، الطعن بالايقونات وبالاسرار هو نقص في الايمان والتجسد الالهي، الرسالة الاولى الى كورنتوس الفصل11 اوضح من الشمس بأننا نتناول جسد ودم الرب هنا قوة التجسد أي ان يسوع صار ذبيحة على الصليب ليصير لنا طعاماً وشراباً، هو قال هذا جسدي هذا دمي، أتقول له انت كذاب؟ حاشى، قال هذا جسدي وكسر الخبز والعبارة صحيحة، هذا هو دمي الذي يهرق، انكذّب المسيح انكذّب الكنيسة؟ التي تؤمن بهذا منذ عهد الرسل حتى يومنا هذا؟ منذ عهد الرسل حتى يومنا هذا نحن نقول ان الخبز هو جسد الرب والخمر هو دم الرب، ويوحنا فم الذهب قال هي ذبيحة الصليب، هل كان يوحنا فم الذهب من القرن الثمانين بعد الميلاد؟ بل كان من القرن الرابع، وحوله عديدون الذين ذكروا ذلك، حتى اتباع الرسل من القرن الاول ذكروا ذلك وفي كل الاستعمالات، ولا ننسى ان المعمودية استعمال وخدمة القداس استعمال وخدمة الميرون استعمال، هذا الاستعمال لم ينشأ بعد عشرة قرون، بل استعملناه من الرسل مباشرة، قد يشكّ الانسان في الكتاب قد يشك في شيء آخر، ولكن هذا الاستعمال يومي كان الرسل كل يوم يعمّدون في الدنيا كلّها، وهذا الايمان منتشر في كل العالم المسيحي القديم والجديد، ما اخترعنا شيئاً جديداً، من اورشليم حتى أفسس وكورنثوس وفي الاسكندرية فالاستعمال واحد، منذ القرن الاول حتى يومنا هذا. ان اخترعت هذا الايمان وهذا الاستعمال كنيسة روما او كنيسة افسس او كنيسة اورشليم او كنيسة انطاكيا الآخرون يرفضون ذلك، وتشدد الكنيسة العقائدي في روما معروف جداً، ما كانت الكنيسة تسكت للهراطقة ابداً، نرى حدة يوحنا الانجيلي ضد الهراطقة في رسالته الاولى، وفي انجيله التركيز على ألوهة ربنا يسوع المسيح تركيزة هائلة جداً وواضح انه يحارب الهراطقة الذين ينكرون الوهة الرب يسوع والذين ينكرون التجسد الالهي، انجيل يوحنا انجيل عقائدي يتكلم عن الروح القدوس واعمال الروح القدس يركّز على التجسد الالهي يركّز على القربان المقدس يركز على المعمودية، فهذا كتاب عقائد وكتاب استعمالات، نراه يرتب الامور وفق الاعياد اليهودية أي هو كتاب طقسي، فإذا كتاب الرؤيا هو كتاب طقوس وصلوات، طبعاً انا لا اوافق على هذا مئة بالمئة ولكن من الواضح تماماً ان الرؤيا كتاب صلوات وفيه اناشيد هي حتماً اناشيد للكنيسة الاولى، فلذلك فاكرام الايقونات مرتبط بالتجسد الالهي مرتبط بإيماننا لان يسوع المسيح شخصٌ واحدٌ في طبيعتين، فالتركيز على الشخص الواحد في الطبيعتين هو المهم، فعقيدة الشخص الواحد في الطبيعتين هي انتصرت في المجمع الثالث الخلقدوني والمجمع السادس والخامس المسكوني والسابع المسكوني وفي كتابات يوحنا الدمشقي وكل الكتبة الكنسية الحقيقيون يؤمنون بأقنوم واحد أي شخص واحد ذو طبيعتين، لا نفرّق بين الطبيعتين ولا نمزجهما هما متحدتان الى ابد الآبدين ودهر الداهرين في شخص واحد هو شخص ربنا يسوع المسيح. نسجد له في كلّ موضع من مواضع لاهوته كما يقول المزمور. فإذا تقديس الايقونات ممكن لأن تقديس المادة ممكن بما ان يسوع قد تجسّد، يصلّى على الايقونة فتتقدّس الايقونة، هو بنفسه قال في تيموتاوس الطعام يتقدس بالكلمة والصلاة، نصلّي على الطعام فيتقدّس ونتناوله بالشكر وكل مانتاوله بالشكر يتطهر وليس من شيء نجس لدى الله، هذه هي حقيقة الله وهذا ما يعلّمنا إياه العهد الجديد.
الفلتان ممنوع، الرسل اجتمعوا في اورشليم وعقدوا المجمع واتخذوا قرارات ملزمة للكنيسة ونحن تعلّمنا من الرسل ان ننقل المجامع، وهناك مجامع للهراطقة حاربتها الكنيسة ولكنها اعتنقت بالمجامع السبع المسكونية، ومن يرفض المجامع السبع المسكونية يرفض ما علّمتنا إياه، علّمتنا ان العذراء هي ام الله على ما جاء في العهد الجديد ونحن نؤمن بذلك وهذا ما جاء في الاناجيل، والاناجيل واضحة كما ذكرت ذلك في كتبي، فنحن لم نخترع شيئاً، نحن اليوم ثابتون في الايمان المسيحي المسلم إلينا شفوياً وثم كتابياً، لماذا تركنا كتب الابوكريفا؟ لانها غير ارثوذكسية، ما اخذنا سوى الايمان الارثوذكسي المتفق مع ما علّمتنا إياه الكنيسة، ورفضنا كل الكتب الابوكريفا لانها ليست كتب الكنيسة كتب مزيّفة، فكتب الكنيسة كتب علنيّة والكنيسة تعتمد على ايمان الرسل بدقة شديدة جداً والايمان المسيحي في كل المتوسّط كان واضحاً عبر القرون وكانت الكنائس منذ البداية كنائس مستقيمة وكنائس هرطوقية، كلام الناطق الانطاكي وكلام خوري آثوس من رجال القرن الثاني للميلاد واضح ورقد بالرب وهو شهيد عظيم.
وكل اعمال الرسل ترفض الهرطقات، فالرسل حاربوا الهرطقات في تعاليم الكنيسة وما صمد إلا الايمان الارثوذكسي المستقيم الرأي المسبق في المجامع المسكونية السبع، هذا مع العلم ان كلمة ارثوذكسي وكاثوليكي مترادفتان مع العلم ان لها لفظتين، لا فرق بالاستعمال بينهما وهذا ثابت في كل الاستعمالات الكنائسية القديمة، فإذاً إكرام الأيقونات هو إصرار على حقيقة التجسد الإلهي أي ان يسوع المسيح تجسّد حقاً وفعلاً وليس التجسد ظاهرياً أو مجازياً أو معنوياً يجب ان نركّز كثيراً على حقيقة التجسد على حقيقة ظهور النعمة الالهية في المادة، يوحنا المعمدان قال ان يسوع يعمّد بالماء والنار والروح، هذا كلام مجازي، هذا يعني ان النار والروح تتحدان فيتحدان بماء المعمودية، والمعمودية بهذا الشكل ترتبط بالايمان الالهي، والقربان مرتبط بسر التجسد الالهي كلّ شيء مرتبط بسرّ التجسد الإلهي، ولذلك فالكنيسة في القارن الثامن والقرن التاسع تشدّدت كثيراً في احترام الايقونات والدفاع عن الايقونات لانها تحريم الايقونات يعني عدم الايمان بحلول النعمة الالهية لا في المادة، ولذلك الذين رفضوا الايقونات رفضوا الاسرار المقدسة وقالوا انها رموز. يعمّد المرء كما قال المسيح باسم الآب والابن والروح القدس، هل هذا رمز؟ فلماذا استعمال اسم الآب والابن والروح القدس على المعمّد؟ أين الغلط في ذلك؟
في الرسالة الثانية الى كورنثوس نعمة المسيح ومحبة الله والروح القدس فلتكن معكم، كيف هذا؟ معنوي ام حقيقة؟ في رومية 5 فاضت محبة الله في قلوبنا بالروح القدس هل هذا رمز كمان هل هذا معنوي؟ أما تسكن محبة الله فينا؟
قال الرب يسوع لتلاميذه يوم القيامة بعد ان نفخت فيهم الروح القدس أما اخذوا شيئاً إلهياً؟ اما حل فيهم شيء من الروح القدس؟ أي نعمة الروح القدس؟ فهذا التجريد للالوهة لا يتفق مع ايماننا في عقيدة التجسد الالهي، فاليهود يرفضون أي مساس بين الله والانسان ولكن في العهد الجديد نرى يسوع قد اتخذ جسداً وادخله بأقنومه الالهي وصارت الطبيعة البشرية جزءاً من الاقنوم الالهي متحداً بالطبيعة الالهية اتحاداً تاماً الى الأبد، هذا ليس كلام مجازي بل هذا كلام واقعي، فالروح القدس في العهد الجديد، إما تدل احياناً على شخص الروح القدس وإما تدل احياناً على نعمة الروح القدس، وأين تسكن هذه النعمة؟ تسكن في الانسان، هل نعمة الروح القدس هي ذهب وفضة وجواهر؟ أم هي روح إلهيٌ؟ هي قبسٌ إلهيٌ.
كما قال بولس اشرق الله في قلوبنا، وهل كلام بطرس رمزي؟ كل واحد مرتبط بالتجسد الالهي، وهو شركة مع التجسد الالهي، وماذا تعني كلمة شركة؟ أما نحن فنقول الاتحاد الكامل فالاتحاد الكامل بين الطبيعة الالهية بالطبيعة الانسانية هو اساس كلّ شيء، وهل موت المسيح على الصليب مفيد؟ لو لم تكن طبيعته البشرية متحدة بطبيعته الالهية في ذلك الحين لمتّ على الصليب، بل لان موت انسان متحد بالاله، فيسوع هو قال عن نفسه في انجيل يوحنا 8/40: انا انسان واله في كل الانجيل، فهو الانسان وأله، فموت الاله الانسان على الصليب هو الذي أعطانا كل الفوائد، فلو كان موت انسان فقط لما كانت له فوائد، لذلك فإيماننا للاقنوم الواحد في طبيعتين متحدتين الى الابد هو اساس كل شيء، بدون هذا الايمان تصبح المسيحية نظريات، بهذا الايمان قامت الكنيسة ولم تزل حتى الآن والى الابد جوهرة إلهية انسانية نتّحد بالله ونؤمن بقيامة المسيح كما في أفسس، ولماذا كل هذا التجسد إذا؟ كان من الممكن ان يكون هذا بدون التجسد، ولذلك هذا التجريد الواسع لربنا يسوع المسيح هو انحراف نحو اليهودية، واليهود لا يقبلون بالتجسد ابداً ولا يقبلون بالاتحاد الالهي البشري، ونحن نرفضهم، ومتى سنبقى رافضين إياهم؟ لاننا نؤمن بأن الله ارسل ابنه الى العالم ليخلص به العالم حتى الموت على الصليب بعد ان تجسد من العذراء مريم تجسداً حقيقياً وصار انساناً يعيش معنا وبيننا وفينا الى الابد، صعد الى السماء يوم الصعود ولكن عاد إلينا يوم العنصرة في الاسرار المقدسة، لذلك هو مقيم فينا وساكن بيننا وهو حاضر باستمرار فيما بيننا وحيث اجتمع ثلاثة باسمه هو حاضر فيما بينهم، هو حياتنا هو طريقنا وهو الذي قال انا الطريق والحق والحياة ونحن نسكن فيه كما علّمنا بولس وكل حياتنا مرتبطة به ولا يمكن ان يفصلنا أي شيء عنه ونعيش على اساس اللقاء به بعد الموت فيا يسوع المسيح ابن الله خلّصنا في الدنيا والآخرة، ولا تهملنا وإن اهملناك ولا تتركنا وإن تركناك بل احفظنا في مجدك احفظنا في نعمتك اجعلنا شركاء مع ابنك، انت صرت انساناً لنصير نحن آلهة لك المجد مع ابيك وروحك القدوس الى ابد الآبدين ودهر الداهرين آمين.
اسبيرو جبور