أحد آباء المجمع المسكوني السابع
الاحد الرابع من لوقا
(احد الزارع )
النص الانجيلي :
لوقا 8 : 5 – 16
قال الرب هـذا المثل: خرج الزارع ليزرع زرعه، وفيما هـو يزرع سقط بعـض على الطريـق فوُطئ وأكلته طيور السماء. والبعض سقط على الصخر فلمّا نبت يبس لأنـه لم تكن لـه رطوبـة. وبعض سقط بين الشوك فنبت الشوك معه فخنـقه. وبعـض سقط فـي الأرض الصالحـة فلـما نبـت أثمـر مئـة ضعـف. فسألـه تلاميـذه: ما عسى أن يكون هـذا المثل؟ فقال: لـكم قد أُعطـي أن تعرفوا أسرار ملكـوت اللـه. وأما الباقون فبأمثال لكي لا ينظـروا وهـم ناظـرون ولا يفهموا وهـم سامعون. وهـذا هـو المثـل: الـزرع هـو كلمة الله، والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم يأتي إبليس ويـنـزع الكلـمة مـن قلـوبـهـم لئلا يـؤمنـوا فيخلصوا. والـذين على الصخر هم الذيـن يسمـعـون الكلمة ويـقـبـلـونـها بفرح ولكـن لـيس لـهـم أصل، وإنما يـؤمنـون إلى حين وفـي وقـت التجـربة يرتدّون. والـذي سقط في الشوك هم الـذين يسمعـون ثم يذهبـون فيختنـقون بـهـموم هـذه الحياة وغنـاهـا وملـذاتـها، فلا يأتـون بثـمر. وأما الـذي سقط في الأرض الجيدة فـهـم الـذين يسمعـون الكلمة فيحفظـونـهـا في قلـب جيد صالح ويثمرون بالصبر. ولما قال هـذا، نادى مـن لـه أذنـان للسمع فليـسمع.
أيها الأنسان أي قلب أنت ؟
العظة:
باسم الآب والابن والروح القدس,آمين
ايها الاحباء: من أهم الامور التي تخص الانسان المسيحي الحقيقي والتي تساعد على الخلاص ويجب ان يلتزم بها وينفذها هي ان يسمع الكلمة الالهية . والتي يطالبنا بها المسيح اليوم من خلال الكتاب المقدس.
اذ يقول بولس الالهي :صادقة هي الكلمة ومستحقة كل القبول . اذا السماع لكلمة الرب يسوع ضرورية ،ولكن لا تكفي للخلاص لوحدها ،وانما الحاجة الضرورية لان يترجم اهذا السماع الى فعل اي عمل يأتي بثمر كثير
انجيل اليوم يعرض لنا نماذج عدة او انواع مختلفة من البشر الذين سمعوا الكلمة الالهية ويظهر ايضا تفاوة التزامهم بها . وترك لنا الخيار بان نحدد نحن الخيار من اي صنف اومن اي نوع نكون .
اي انجيل اليوم يقول لنا بان هناك الكثير من المسيحيين سمعموا الانجيل اي بشروا بالكلمة الالهية اي بيسوع المسيح لم يطبقوا ما سمعوا وآمنوا به. اذ يعرض المسيح من خلال هذا المثل نماذج من الايمان المختلف عند المسيحيين.
اذ يختم المسيح المثل الذي سمعناه الان بالقول من له أذنان للسمع فليسمع .
وكأنه يريد ان يخاطب كل واحد منا سائلا اياه ما نوعية ارضك اي قلبك ،اي ايمانك ؟ما هي درجة قبولك للايمان بالكلمة الالهية والتزام بها.؟ اين تزرع هذه الكلمة فيك.
لذا الفكرة الاساسية في هذا المثل هي: ان يسوع يزرع كلام الله في قلب، كما يزرع الفلاح الحبَ في قلب الارض . وكما ان انواع عديدة مختلفة من الارض ،
فكذلك قلب الانسان ،فهناك القلب الطائش ،القلب السطحي،القلب المختنق بهموم الحياة والقلب الطيب.
انتم من أي قلب ؟من أي نوع ؟ المسيح جاء الينا لاجلنا وزرع فينا الزرع الالهي اي كلام الله الذي هو مكتوب في الكتاب المقدس ونحن آمان بهذا الكتاب .ولكن هل هذا الزرع دخل قلبنا ودخل الارض الطيبة واعطت ثمارا ام لا؟.
لذلك هناك مسيحيون قلوبهم طائشة سمعوا من يسوع في الانجيل كلام الله ولكن لم يفكروا به ولا تأملوا في معانيه ولا اهتموا لاخرتهم الابدية وليس عندهم حياة روحية .
ام مثل هذا القلب الطائش يسمح للشيطان ان ينزع منه الايمان والاخلاق فتنقلب حياته وتصبح فارغة وملوثة بالخطايا .فمثل هذا القلب فلا يحمل معه الى الابدية اي عمل صالح يشفع فيه يوم الدينونة.
ايضا هناك قلوب مسيحية قلبها سطحي مثل الارض محجرة.ان هذه القلوب تشبه ارض التي ينتشر على وجهها تراب رقيق يخفي تحته الصخر القاسي فلا يوجد عمق لاجل زراعته .
فسرعان ما يموت الزرع ،اذ لا يوجد فيها مكان يتأصل فيه اي يشرش فلا يأتي ثمر من هذا النوع من الارض .هكذا الانسان ذو قلب سطحي وبدون حياة ونمو روحي، فسرعان يموت بدون ان يقوم باعمال صالحة تفيده للحياة الابدية.
اما النوع الثالث هو القلب المختنق بهموم وملذات الحياة الدنيا ، ان صاحب هذا القلب كان في ايام صباه مسيحيا تقيا ولكن اغراءات العالم الفاسد انهالت عليه فلم
يعد يقاومها بل انغمس فيها ،واصبحت اشواكا حادة خنقت كلام الله الذي زرع فيه ،فقض حياته دون ان يحمل معه عند الموت اعمالا صالحة.
اما النوع الاخير الذي تحدث عنه يسوع هو القلوب الطيبة،التي قبلت كلام الله. هذا هو القلب المسيحي الحقيقي الصادق الذي احب الله حبا صافيا ،وبقي ثابتا على حبه وايمانه وتقواه على الرغم من التجارب والاغراءات .
كانت حياته مليئة بالفضائل طاعة لله وحبا لاخوته البشر المحتاجين,فتلك القلوب الطيبة هي مثل كالحبة التي وقعت في الارض واثمرت.
ان هذه القلوب المحبة هي افضل القلوب واقربها لله ،اذ اصحابها قد اعطوا المجال لنمو كلام الله فيهم وخضوا كاملا لارادته
اخيرا يا احبائي يطرح انجيل اليوم او المثل علينا سؤال من أي نوع قلبنا ؟ أهو قلب طائش ام سطحي ام متلذذ بالحطام الدنيا ام قلب طيب
ارجو ان يكون قلبكم طيب وانتم هكذا .هذا يعني انكم صالحين لان ينبت فيكم الكلمة التي يزرعها ويلقيها الرب في العالم من خلالكم من خلال قلوبكم الطيبة.
اي انتم مثمرون، اعطيتم قلبكم لله فصرتم الارض الطيبة لله التي ذكرها المسيح في المثل.
فطوبى لكم لان كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطان ان يصيروا اولاد لله اي المؤمنين باسمه .