من يحب عدوه هو عجائبي
( الأحد الثاني من لوقا )
” محبة الأعداء”
النص الانجيلي:
لوقا 31:6-36
قال الرب كما تريدون أن يفعل الناس بكم كذلك افعلوا انتم بهم, فإنكم إن أحببتم الذين يحبونكم فأية منة لكم. فان الخطأة أيضاً يحبون الذين يحبونهم, وإذا أحسنتم إلى الذين يحسنون إليكم فأية منة لكم. فان الخطأة أيضاً هكذا يصنعون. وان أقرضتم الذين ترجون أن يستوفوا منهم فأية منة لكم. فإن الخطأة أيضاً يقرضون الخطأة لكي يستوفوا منهم المثل, ولكن احبوا أعداءكم واحسنوا واقرضوا غير مؤملين شيئاً فيكون أجركم كثيراً وتكونوا بني العلي. فانه منعم على غير الشاكرين والأشرار, فكونوا رحماء كما أن أباكم هو رحيم.
العظة
باسم الآب والابن والروح القدس .امين
ان الذي يحب عدوه يصنع العجائب
أحبوا أعداءكم وأحسنوا إلى من يبغضكم وكونوا رحماء كما أن أباكم هو رحيم فتكونون بني العلي
أيها الأحباء: يتكلم إنجيلينا اليوم عن المحبة، محبة الجميع، محبة الأعداء . المحبة هي أعظم شي في المسيحية.
قال يسوع في الإنجيل ( متى) ” لا تقاموا الشر ” لا تقابلوا الرجل الشرير بالشر بل انتصروا على الشر بالخير.هذا لا يعني انه ليس لنا حق أن ندافع عن أنفسنا فان المسيح نفسه احتج باتزان وأدب على من ضربه ساعة محاكمته .
الهدف من كلام الرب هو أن يتحاشى الإنسان السقوط في خطية الغضب والثأر والكره، لهذا يصعب على الإنسان أن يحب أعداءه لأنه يكون واقعا في نزواته وخطاياه الكثيرة التي تحجب عنه النور .
من هنا يقول الناس من الصعب ان نحب عدونا، لا نصدق أو لا نستطيع نطبق كلام المسيح لذلك يطلب المسيح بان نحب، وان نحب، ونحب دائما . إن إلهنا محب البشر يشاء ويرغب جدا اذا الناس باجمعها تحب بعضها البعض بصدق وإيمان ثابت غير متزعزع، يقول لنا المسيح هذا ممكن ولكن ليس بقوة الإنسان لكن بنعمة الروح القدس .ما لا يستطاع عند الإنسان مستطاع عند الله .
أيها الأحباء: تعلمون ان كل عملا يبدأ خطوة خطوة، هكذا يتدرج الإنسان رويدا رويدا في طريق الكمال . خطوات الأولى في يناء المحبة تكون: ألا نفعل للآخرين ما لا نريده لأنفسنا ولنتعلم أولا أن لا نضر أحدا وان نستغني عن الانتقام والثأر .
لماذا مستمرون في محاربة بعضنا البعض، الأولاد لا يتكلمون مع أهلهم، الإخوة في منازعات الأهل والأصدقاء الجيران كلهم في منازعات والعداء، لماذا تسمحوا للشيطان عدونا أن يفرح ويشمت فيكم أما تكفينا عدواة الشيطان لنا منذ خلق الله العالم، ذاك الشيطان الذي أخرجنا من الفردوس وخرّب علاقاتنا مع الله ومع البشر، هذا مازال يعمل عمله ونحن متفرجين عليه لما نسمح له هل نحن تابعين للشيطان أم لله ؟ .
لعمري أن الذي لا يحب أخاه أو أي الإنسان ولو انفق كل ماله على المساكين حتى إذا قدم للاستشهاد في سبيل المسيح يكون كأنه لم يفعل شيئا وحتى لو امتلكنا كل الفضائل ومارسنا كل الاصوام والصلوات ولم توجد فينا المحبة فلن يمكننا ان نخلص ولا نجد مودة من الله.
لانه لو لم توجد المحبة لما أمكن احد أن يخلص، لا يوجد في الدنيا بأسرها شيء أفضل من المحبة والاتفاق والوئام أو شي يوازيها .
لهذا السيد لم يترك لنا حرية الاختيار أن نحب أو لا نحب بل قال بلهجة شديدة أما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم … كونوا رحماء . هذه ليست نصيحة بل وصية .
يقول الإنجيلي يوحنا الحبيب: إن الله محبة فمن ثبت في المحبة ثبت في الله و الله فيه، من منا لا يحب أن يكون الله معه دائما، إذا أردنا أن يكون الله معنا فما علينا إلا أن نحب حتى نعيش الله .
لكن يا أحباء انتبهوا . السيد المسيح لم يطلب أن نحب عاطفيا أو رومانسيا أو عائليا أو مصلحة، أن نحب محبة صادقة لا غش فيها ، محبة باذلة مضحية ،فيها نكران الذات ،فيها خدمة الأخر ، فيها التواضع ،فيها الموت مثل محبة المسيح لنا ،هذه المحبة أوصلته إلى موته على خشبة الصليب
المحبة هي عطاء مجاني وعناية دائمة، إن الحب هو كل شي هذا هو وحده يجلس الإنسان عن يمين السيد وعن يساره ( خضر)، المحبة هي الملكوت الذي وعد به الرب رسله أن يأكلوا فيه لان الطعام والشراب على مائدة ملكوته ليسا سوى المحبة .
أخيرا: ليست المعجزة أن تحب من يحبك لان مثل هذا العمل أمر طبيعي إنما المعجزة الحقيقية الخارقة الطبيعة فهي محبة العدو، لذلك أن محبة الأعداء ليست بالأمر الطبيعي بل عجب يفوق الطبيعة
إذا كل من يحب عدوه هو عجائبي حفا . لذلك أيها المسيحي أحب أعداءك لتعمل العجائب وبذلك تنفذ وتخلص نفسك ونفس عدوك.آمين